St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) - الأنبا بيشوي

8- ظهور السيد المسيح ليشوع

 

* البعض لا يعتبرون ظهور السيد المسيح ليشوع بن نون في هيئة "رئيس جند الرب" والذي ورد في سفر يشوع (يش5: 13-15) ظهورًا إلهيًا. فهو في رأيهم ظهور لرئيس الملائكة ميخائيل حسبما هو وارد في سنكسار الكنيسة القبطية cuna[arion تحت يوم 12 هاتور ويوم 12 بؤونة، وفي إحدى مدائح الملاك ميخائيل بالعربية، وفي سنكسار كنائس عائلة الروم تحت يوم 8 تشرين الثاني (نوفمبر). ويحدد ميمر منسوب للقديس يوحنا ذهبي الفم (مكتوب باللغة القبطية ومحفوظ في مكتبة الفاتيكان تحت رقم مخطوط قبطي 58) يوم 26 بؤونة تذكارًا لظهور الملاك ميخائيل لإنقاذ لوط، وظهوره ليشوع عند أسوار أريحا.

* أما الأدفنتست وشهود يهوه فيدّعون خطأ أن الذي ظهر ليشوع هو المسيح نفسه وهو نفسه الملاك ميخائيل.

* أما نص ما ورد في سفر يشوع مترجمًا من اللغة العبرية فهو كما يلي: "وحدث لما كان يشوع عند أريحا أنه رفع عينيه ونظر وإذا برجل واقف قبالته وسيفه مسلول بيده. فسار يشوع إليه وقال له هل أنت لنا أو لأعدائنا؟ فقال: كلا؛ بل أنا رئيس جند الرب، الآن أتيت. فسقط يشوع على وجهه إلى الأرض وسجد، وقال له: بماذا يكلم سيدي عبده، فقال رئيس جند الرب ليشوع: اخلع نعلك من رجلك لأن المكان الذي أنت واقف عليه هو مقدس ففعل يشوع كذلك. وكانت أريحا مغلقة مقفلة بسبب بني إسرائيل لا أحد يخرج ولا أحد يدخل. فقال الرب (يهوه) ليشوع انظر قد دفعت بيدك أريحا وملكها، جبابرة البأس" (يش5: 13-15، 6: 1، 2).

وقد شهد الكثيرون من آباء الكنيسة الجامعة بأن هذا الظهور كان ظهورًا للرب نفسه في هيئة رئيس جند الرب. وكمثال لذلك:

1- تشهد الدسقولية (بالعربية باب 31، والأثيوبية باب 30)، وكذلك السنن الرسولية (5: 20) عن مسيح الله أنه هو الذي رآه يشوع بن نون كرئيس جند الرب متسلّحًا لمساعدتهم ضد أريحا، وأن له خرّ وسجد (يشوع) كما يفعل العبد لسيده.

2- ويشهد يوستينوس الشهيد (الحوار مع تريفو 61) عن ابن الله أنه "يُدعى بالروح القدس أحيانًا مجد الرب، وأحيانًا الابن، وأيضًا الحكمة، وأيضًا ملاكًا، ثم الله ثم الرب والكلمة. وفي مرة أخرى هو يدعو نفسه قائدًا (رئيس جند) عندما ظهر في شكل بشري ليشوع بن نون.

3- والقديس هيلاري أسقف بواتييه الملقب بأثناسيوس الغرب في معرض عن ظهورات الله في أشكال متنوعة في كتاب عن الثالوث (12: 47) يذكر الظهور ليشوع بن نون باعتباره (أي باعتبار يشوع) نبيًا يحمل اسم الرب يسوع (الاسم يشوع هو بعينه يسوع، وكلاهما بمعنى "يهوه خلص").

St-Takla.org Image: Joshua son of Nun - Coptic architecture and icons of Saint TaklaHaimanout Coptic Orthodox Church, Alexandria, Egypt, after 2007 reconstruction - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org. صورة في موقع الأنبا تكلا: يشوع بن نون - صور العمارة القبطية بكنيسة الأنبا تكلاهيمانوت، الإبراهيمية، الإسكندرية، بعد ترميم عام 2007 - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org Image: Joshua son of Nun - Coptic architecture and icons of Saint TaklaHaimanout Coptic Orthodox Church, Alexandria, Egypt, after 2007 reconstruction - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org.

صورة في موقع الأنبا تكلا: يشوع بن نون - صور العمارة القبطية بكنيسة الأنبا تكلاهيمانوت، الإبراهيمية، الإسكندرية، بعد ترميم عام 2007 - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

* فالرأي الصائب إذن هو أن رئيس جند الرب الذي ظهر ليشوع هو الرب نفسه. وذلك لأن يشوع سقط على وجهه وسجد وقال له: "بماذا يكلّم سيدي عبده". فمن وَصْفْ طريقة سجود يشوع وأسلوبه في الحديث؛ نرى توقيرًا بالغًا يزيد عن المعتاد، يدل على أن سجوده كان سجود عبادة. كما تنكشف الصفة الحقيقية للشخص الذي ظهر، من قبوله السجود من يشوع مما يؤكد أنه ليس مجرد ملاك مخلوق (قارن رؤ19: 10، 22: 8-9، أع10: 25-26). كذلك فإنه طالب يشوع بأن يخلع حذاءه لأن الموضع قد تقدّس بحضوره، تمامًا مثلما حدث مع موسى في أمر العليقة حين ناداه ملاك الله وأمره بأن يخلع حذاءه من رجليه (خر3: 4-5)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وهذا يؤكّد أن رئيس جند الرب الذي ظهر ليشوع ليس سوى الرب (يهوه) نفسه، لأن الأصحاح الخامس من سفر يشوع لا يذكر الرسالة التي حملها رئيس جند الرب إلى يشوع، لكنها مذكورة في بداية الأصحاح السادس مسبوقة بجملة اعتراضية تفصل بين الظهور وبين الرسالة، هي: "وكانت أريحا مغلقة مقفلة بسبب بني إسرائيل، لا أحد يخرج ولا أحد يدخل"، يليها مباشرة نص الرسالة منسوبة إلى الرب هكذا: "فقال الرب (يهوه) ليشوع: انظر قد دفعت بيدك أريحا وملكها" (يش6: 1-2).

* لأنه طالما أن المسيح ظهر مرارًا في هيئة ملاك، وكان هو الملاك السائر أمام بني إسرائيل في البرية مشهودًا له بأن اسم الله فيه (خر23: 20-23)، فليس ما يمنع من أن يتخذ هيئة رئيس جند الرب، ويظهر في صورة قائد محارب، سيفه مسلول بيده. قارن في هذا المجال ظهور ملاك يهوه لبلعام وسيفه مسلول في يده (عد22: 23)، قارن أيضًا ظهور السيد المسيح بمجده في سفر الرؤيا (رؤ1: 16) "وسيف ماضٍ ذو حدين يخرج من فمه ووجهه كالشمس وهي تضئ في قوتها" كذلك أيضًا ظهوره في نفس سفر الرؤيا (رؤ19: 11-16) جالسًا على فرس أبيض وهو "يدعى أمينًا وصادقًا وبالعدل يحكم ويحارب.. وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى اسمه كلمة الله. والأجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزًا أبيض ونقيًا. ومن فمه يخرج سيف ماض.. وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب". (قارن أف4: 8، كو2: 15).

فنظرًا لأن السيد المسيح كما ورد في (رؤ 19: 11-16) بالعدل يحكم ويحارب، وهو يركب فرس أبيض والأجناد الذين في السماء يتبعونه على خيل بيض، ومن فمه يخرج سيف ماضٍ، فإن ذلك يعني أن السيد المسيح هو أيضاً رئيس لجند الرب في المعارك الكبرى. ولا يفوتنا أن القائد العام للقوات المسلحة وهو وزير الدفاع، ليس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو رئيس الجمهورية، فكل منهما قائد أو رئيس جند، ولكن مع اختلاف مستوى الرئاسة. وهكذا أيضًا بالنسبة لقواد فروع الجيش، مثل الطيران والبحرية والمشاة والمدفعية والدفاع الجوي. فليس معنى أن ميخائيل هو رئيس أن يكون هو الرئيس الأعلى للقوات السمائية، ففي حديث السيد المسيح مع يشوع بن نون قال له عن نفسه أنه هو "رئيس جند الرب" بمعنى أنه هو "القائد الأعلى للقوات السمائية"، أما رؤساء الملائكة مثل ميخائيل وغبريال ورافائيل وسوريال وسراسيال وأنانيال وسداكيال؛ فإن كل منهم رئيس طغمة ومن الممكن أن نفهم أن ميخائيل هو الأول بينهم. أما رئيس كل الرؤساء وملك كل الملوك ورب كل الأرباب فهو السيد المسيح، هو الذي خاض معركة الفداء والخلاص، وانتصر على مملكة الظلمة الروحية، كما كتب معلمنا بولس الرسول عن السيد المسيح: "إذ جرّد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا ظافرًا بهم فيه" (كو2: 15). وكذلك قرب نهاية العالم قيل عن الوحش "ضد المسيح": "وحينئذ سيستعلن الأثيم الذي الرب يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه" (2تس2: 8). بمعنى أن الذي سيبطل عمل الوحش الذي سيظهر حينما يُحَلْ الشيطان من سجنه "والذي مجيئه بعمل الشيطان" (2تس2: 9)، هو المسيح الرب الذي سيأتي "في مجده وجميع الملائكة القديسين معه" (مت25: 31).

أما عن ادعاء شهود يهوه والأدفنتست السبتيين بأن السيد المسيح هو الملاك ميخائيل؛ فإن هذا غير مقبول على الإطلاق، لأنه مكتوب "أما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم إبليس محاجًا عن جسد موسى لم يجسر أن يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب" (يه9). فكيف لا يجسر الرب يسوع المسيح أن ينتهر الشيطان؟ هذا غير معقول، ولذلك فليس ميخائيل هو السيد المسيح.

ولذلك يقول القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات في نص قداسه الإلهي مخاطبًا الابن الوحيد ربنا يسوع المسيح: [لا ملاك ولا رئيس ملائكة ولا رئيس آباء ولا نبيًا ائتمنته على خلاصنا، بل أنت بغير استحالة تجسدت وتأنست..] (صلاة الصلح).

كما أنه لم يرِد أي لقب من ألقاب السيد المسيح الإلهية عن الملاك ميخائيل بالكتاب المقدس مثل: "ملك الملوك"، و"رب الأرباب"، و"الابن الوحيد الجنس"، و"اللوغوس (الكلمة)".

وكتب معلمنا بولس الرسول مقارنًا بين السيد المسيح والملائكة في فاتحة رسالته إلى العبرانيين يقول: "لأنه لمن من الملائكة قال قط: أنت ابني أنا اليوم ولدتك" (عب1: 5).

إن السيد المسيح يمكنه أن يظهر في هيئة ملاك أو إنسان وأن يأخذ لقب "ملاك يهوه" أي "سفير يهوه" (انظر خر3: 2، قض 6: 11، 14، قض13: 15، 22) ولكنه ليس من الملائكة. كذلك من الجانب الآخر، فإن الملاك ميخائيل لا يمكنه أن يأخذ لقب "ابن الله الوحيد".


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/joshua.html

تقصير الرابط:
tak.la/nkb49k7