St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حياة التوبة والنقاوة - البابا شنودة الثالث

8- عوائق التوبة

 

لا يوجد شيء يحاربه الشيطان أكثر من التوبة...

ذلك لأنها تضيع كل تعبه السابق. لذلك تبدو أحيانًا صعبه على البعض. لأنه حينما يريد الإنسان أن يتوب، يضع الشيطان أمامه كل ما يمكن من العثرات والعراقيل التي تمنع أو تعطل توبته ومنها:

1- العثرات، سواء كانت إغراءات أو فرصًا لم تكن متاحة من قبل، حتى نضعف أمامها الإدارة. ويمكن أن تكون البيئة إحدى العوائق التي تعطل التوبة بما تقدمها من عثرات ومن مفاهيم خاطئة.

2- مقارنه الخاطئ نفسه بمستويات ضعيفة.

St-Takla.org Image: Loth and His daughters running away from Sodom and Gomorrah, his wife turned to salt, Coptic icon by Tasony Sawsan. صورة في موقع الأنبا تكلا: لوط وبناته يهربون من سدوم وعمورة، وامرأة لوط (زوجته) تتحول إلى عمود ملح.

St-Takla.org Image: Loth and His daughters running away from Sodom and Gomorrah, his wife turned to salt, Coptic icon by Tasony Sawsan.

صورة في موقع الأنبا تكلا: لوط وبناته يهربون من سدوم وعمورة، وامرأة لوط (زوجته) تتحول إلى عمود ملح.

يظن مع هذه المستويات أنه في حاله حسنة لا تحتاج إلى توبة، أو تقف أمامه الأعذار، كأن يقول "كل الناس هكذا...هل أشذ عن الكل؟!". طبعًا ليس عذرًا أن تكون الغالبية مخطئة. فقد كان نوح محتفظًا ببره في عالم كله شر. وكذلك كان يوسف الصديق وموسى النبي في أرض مصر، ولوط في سدوم.

3- ضعف الشخصية، بحيث يمكن أن تنقاد للوسط المحيط.

والمفروض أن تكون للإنسان شخصيته الثابتة التي لا تنجرف مع الاتجاه العام. إن سمكة صغيره يمكن أن تقاوم التيار وتسير عكسه، لأن فيها حياة. بينما كتلة ضخمه من الخشب -قدر هذه السمكة مئات المرات- يمكن أن يجرفها التيار، لأنه لا إرادة لها. فكن قوي الشخصية، لمكنك أن تتوب. والرسول يقول "لا تشاكلوا هذا الدهر" (رو 12: 2).

4- التأجيل: إن الشيطان لا يحاربك حربًا مكشوفة بالامتناع عن التوبة، بل يدعوك إلى التأجيل بتقديم إغراءات معينه.

وللتأجيل خطورات منها: إن فرض التوبة قد تفلت. وكذلك فإن الخطية كلما استمرت، تأخذ سلطانًا وتثبت أقدامها. وربما بالتأجيل مجرد الرغبة في التوبة لا توجد والتأثيرات الروحية التي تدفع إليها قد تفقد مفعولها.

5- اليأس: والشعور بأن التوبة صعبة وغير ممكنه. وكما يقول يوحنا الدرجي: إن الشياطين - قبل السقطة - يقولون لك إن الله رؤوف ورحيم. أما بعد السقطة فيقولون إنه ديان عادل، ويخوفونك لتيأس من مغفرة الله فلا تتوب. وقد تحدثنا في الصفحات السابقة هنا في موقع الأنبا تكلا عن عائق اليأس وعلاجه.

6- البر الذاتي، الذي فيه لا يشعر الإنسان إنه مخطئ.

التوبة هي تغيير حياة. والذي حياته جميله في عينية، كيف يغيرها؟! إنه إن لم يشعر بسوء حالته، فلا يمكن أن يتوب ويغير حياته.

كذلك لا يتوب، من لا يبكت نفسه، ومن يرفض تبكيت الآخرين.

ومَن يظن أنه دائمًا على حق، وأن عبارات (توبوا، وارجعوا) هي موجهه إلى غيره. وكذلك من يترك أذنيه لسماع كلام المديح ويصدقه، ومن يفسر وصايا الله حسب هواه، ويرفض أن يتبكت ضميره بسببها.

التوبة سهلة للمتواضعين. وصعبه على الأبرار في أعين أنفسهم.

St-Takla.org Image: Man falling down, stumble upon something صورة في موقع الأنبا تكلا: شخص يسقط على الأرض، السقوط، الوقوع

St-Takla.org Image: Man falling down, stumble upon something.

صورة في موقع الأنبا تكلا: شخص يسقط على الأرض، السقوط، الوقوع.

إنها سهله للعشار المنسحق الشاعر بخطاياه، وصعبه على الفريسي الذي يفتخر في صلاته قائلًا: أشكرك يا رب إني لست مثل سائر الناس الظالمين الخاطفين الزناة... التوبة سهله للمرأة الخاطئة التي بللت قدمي المسيح بدموعها. وصعبه على سمعان الفريسي الذي ظن انه ليس خاطئًا مثلها. ولذلك حسنًا أن الرب أظهر له إنه هو وهي مديونان. ولكنه ليس له نفس حبها، إذ يرى دينه أقل بكثير (لو 7).

التوبة سهلة على الذين يعرفون أنهم خطاه، ويعترفون أنهم خطاة.

أما الأبرار في أعين أنفسهم، فعلى أي شيء يتوبون؟! ما دام لا يعترفون بأنهم أخطأوا في شيء! حقًا: لا يحتاج (الأصحاء) إلى طبيب، أي الذين يظنون في أنفسهم أنهم أصحاء...!

هؤلاء، حتى أن جابههم أحد بخطية، أما أن ينكروها، أو يفسرها تفسيرًا ملتويًا، أو يحملوا مسئوليته على غيرهم، أو يجادلوا ويبرروا أنفسهم... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولكنهم لا يعترفون بخطأ، وبالتالي لا يتوبون...

ربما الذين يقفون أمام الناس كقدوة لهم، من الصعب أن يقولوا إنهم محتاجون إلى توبة. ليت هؤلاء يكونون أيضًا قدوه للناس في الاعتراف بالخطأ وبالاحتياج إلى توبة. لذلك نقول إن التوبة قد تكون سهله للموعوظ، وصعبه على الواعظ والخادم والمرشد ومن في مستواهم.

7- من عوائق التوبة أيضًا عدم وجود مخافة الله في القلب.

وكما قال ماراسحق: حيث لا توجد المخافة، لا توجد التوبة أيضًا.

البعض ينفرون من المخافة باسم المحبة. ولبعدهم عن المخافة يقعون في اللامبالاة، ويسقطون في خطايا. وبهذه الخطايا يبرهنون على أنه ليست لهم المحبة التي تطرح المخافة إلى الخارج (1 يو 4: 18).

مخافة الله تشعر الإنسان بخطاياه، فتدفعه إلى التوبة...

وسنقدم عنها لك عنها كتابًا خاصًا، وستجده منشورًا هنا في موقع الأنبا تكلا.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa/Life-of-Repentance-and-Purity-008-Obstacle.html

تقصير الرابط:
tak.la/dfq3q8r