St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   35-Kanoun-El-Iman
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب قانون الإيمان لقداسة البابا شنودة الثالث

12- يسوع المسيح ابن الله الوحيد

 

عبارة (الوحيد) لتمييزه عن بنوتنا نحن لله. فهو الوحيد الذي هو ابن الله من نفس طبيعته وجوهره ولاهوته.

وقد وردت عبارة ابن الله الوحيد في الآيات الآتية:

(يو 1: 18) "الآب لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خَبَّر". أي أعطَى خبرًا عنه. أي عرفنا به، إذ يقول "مَنْ رآني فقد رأى الآب" (يو 14: 9).

(يو 3: 16) "هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد. لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية".

(يو 3: 18) "الذي يؤمن به لا يدان. والذي لا يؤمن به قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" (1 يو 4: 9) "بهذا أظهرت محبة الله فينا: أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به (يو 1: 14) "والكلمة صار جسدًا وحل بيننا. ورأينا مجده كما لوحيد من الأب مملوءًا نعمة وحقًا"، أي باعتباره وحيدًا للآب.

عبارة (ابن الله الوحيد) تميزه عن جميع البشر الذين دعوا أبناء الله، وهم ليسوا من طبيعته..

St-Takla.org Image: An ancient mosaic of the face of Jesus Christ, Hagia Sophia Museum, Turkey. صورة في موقع الأنبا تكلا: من لوحة فسيفساء قديمة (موزاييك) تصور وجه السيد المسيح، متحف هاجيا صوفيا، تركيا.

St-Takla.org Image: An ancient mosaic of the face of Jesus Christ, Hagia Sophia Museum, Turkey.

صورة في موقع الأنبا تكلا: من لوحة فسيفساء قديمة (موزاييك) تصور وجه السيد المسيح، متحف هاجيا صوفيا، تركيا.

فنحن أبناء الله بمعنى المؤمنين به. كما قيل في بدء إنجيل يوحنا "وأما كل الذين قبلوه، فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه" (يو 1: 12). أو دعانا الله أبناء له، من فيض محبته لنا. وهكذا يقول القديس يوحنا الرسول "انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله" (1 يو 3: 1).

أو أن بنوتنا لله هي نوع من التبني. كما قال القديس بولس الرسول "ولما جاء ملء الزمان، أرسل الله أبنه مولودًا من امرأة، مولودا تحت الناموس، ليفتدى الذين تحت الناموس، لننال التبني" (غل4: 3، 5). أنظر أيضًا (رو8: 23) ولكننا لسنا أبناء من طبيعة الله ولسنا من جوهره. الوحيد الذي هو من طبيعة الله ومن جوهره ومن لاهوته هو ربنا يسوع المسيح. لذلك دعي أيضًا (الابن). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). مجرد كلمة (الابن) تعني ابن الله الوحيد.. وهكذا قيل في إنجيل يوحنا "الله يحب الابن، وقد دفع كل شي في يده. الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية. والذي لا يؤمن بالابن، لن يري حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يو 3: 35، 36). وقيل في نفس المعنى "لأن الأب لا يدين أحدًا بل قد أعطَى كل الدينونة للابن. لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب" (يو 5: 22، 23). وقيل أيضًا "كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي، كذلك الابن أيضًا يحيي من يشاء" (يو 5: 2).

وكلها -كما هو واضح- آيات تدل على لاهوت الابن. يؤكد نفس المعنى بلاهوته (عن طريق عبارة الابن) قول الرب في حواره مع اليهود "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا" (يو 8: 36 ). وقيل أيضًا "من له الابن، فله الحياة. ومن ليس له ابن الله، فليست له الحياة" (1 يو 5: 12) وهكذا قال الرب عن نفسه "كل شيء دفع إليَّ من أبي. ليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن، ومَنْ أراد الابن أن يعلن له" (لو 10: 22).

وبهذا استخدمت عبارة (ابن الله) للدلالة على ربنا يسوع المسيح وحده.

كما ورد في (1 يو 5: 12). وكما ورد في سؤال السيد المسيح للمولود أعمي "أتؤمن بابن الله؟" فأجاب "مَنْ هو يا سيد لأؤمن به؟" فقال له "قد رأيته والذي يتكلم معك هو هو". فقال الرجل "أؤمن يا سيد وسجد له" (يو 9: 35 -38). هذه إذن بنوة تستدعي الإيمان والسجود، وليست بنوة عادية كباقي المؤمنين. إنها بنوة من جوهره، بنوة الابن الوحيد..

وكان الجميع يفهمون وصفه ابن الله بهذا المعنى.

ولذلك في معجزات الصلب، من حيث أن "حجاب الهيكل انشق، والأرض تزلزلت والصخور تشققت.. قيل" وأما قائد المئة والذين معه.. فلما رأوا الزلزلة وما كان. خافوا جدًا وقالوا: حقًا كان هذا ابن الله" (مت 27: 51 -54). وطبعًا ما كانوا يقصدون بنوة عامة كسائر البشر، إنما بنوة إلهية، تعني أيضًا ابن الله الوحيد.

وبسبب هذا طوب الرب اعتراف بطرس الرسول.

لما سأل الرب تلاميذه قائلًا "وأنتم من تقولون إني أنا؟" فأجاب سمعان بطرس وقال "أنت هو المسيح ابن الله الحي". فطوبه الرب قائلًا "طوبى لك يا سمعان بن يونا. إن لحمًا ودمًا لم يُعْلَن لك لكن أبي الذي في السموات وأنا أقول لك أنت بطرس. وعلى هذه الصخرة أبني بيعتي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" (مت 16: 13-18) أي على صخرة الإيمان بأنني ابن الله.

حتى الشيطان نفسه كان يعرف معني عبارة (ابن الله).

 

وكان يدرك تمامًا أنها لا تدل مطلقًا على بنوة عامة كبنوة سائر المؤمنين، إنما هي بنوة فيها قوة المعجزات. لذلك قال له في التجربة على الجبل "إن كنت ابن الله، فقل أن تصير هذه الحجارة خبزًا" (مت 4: 3) ونفس أعوان الشيطان من الأشرار كانوا يفهمون عبارة (ابن الله) بنفس هذا المعنى اللاهوتي المعجزي. وهكذا قيل له أثناء صلبه ".. إن كنت ابن الله، فانزل عن الصليب" (مت 27: 40).

ونفس هذه الحقيقة هي التي قصدها مجمع السنهدريم.

Image: in the name of the Father, and of the Son, and of the Holy Spirit, the Trinitarian Formula - Designed by Michael Ghaly for St-Takla.org صورة: صورة كلمة البسملة المسيحية، باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، آمين - تصميم مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت

Image: in the name of the Father, and of the Son, and of the Holy Spirit, the Trinitarian Formula - Designed by Michael Ghaly for St-Takla.org

صورة: صورة كلمة البسملة المسيحية، باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، آمين - تصميم مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت

حيث أجتمع رؤساء الكهنة والشيوخ والمجمع كله في محاكمة الرب. وقال له رئيس الكهنة "استحلفك بالله الحي أن تقول لنا: هل أنت المسيح ابن الله" (مت 26: 59 -63). فلو يقصد بنوة لله بالمعنى العام، ما كان يستحلفه ليجيب ولما أجاب الرب بالإيجاب وقال له أنت قلت.. "حينئذ مزق رئيس الكهنة ثيابه قائلًا: قد جَدَّف. ما حاجتنا بعد إلى شهود.." (مت 27: 65).

إن الإيمان بأن السيد المسيح ابن الله، يعني ليس فقط أنه أن نتبع هذا الأمر بشيء من التبسيط فتقول إنه قال لليهود. "قبل أن يكون إبراهيم، أنا كائن" (يو 8: 56) فهو لاهوتيًا كان قبل إبراهيم من جهة الزمن. ومع إنه قد قيل عنه بالجسد إنه "ابن إبراهيم بن داود" الابن الوحيد، بل يحمل صفات أخرى.

إنها بنوة أزليه، لا ترتبط بزمن، وليس فيها فارق زمني، كما يحدث في البنوة البشرية. ولا يعني ما يقوله شهود يهوه وأمثالهم من الأريوسيين إنها بنوة أخذها مكافأة على طاعته، أو أخذها فقط وقت العماد!!

كلا، بل هي بنوة طبيعية، كما يولد الشعاع من الشمس، وكما يولد النور من النار.

إنها لا ترتبط بزمن، بل كما نقول في قانون الإيمان (المولود من الآب قبل الدهور).

هو ابن الله بمعنى أنه اللوجوس.

أي عقل الله الناطق، ونطق الله العاقل. وعقل الله هو موجود في الله - بطبيعة الله منذ الأزل. وبولادة العقل الإلهي من الذات الإلهية، سمي الآب أبًا.

وهذه البنوة كانت قبل كل الدهور.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/35-Kanoun-El-Iman/Christian-Faith__12-Only-Son.html

تقصير الرابط:
tak.la/2xcafm2