St-Takla.org  >   FAQ-Questions-VS-Answers  >   04-Questions-Related-to-Spiritual-Issues__Ro7eyat-3amma
 

سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة روحية وعامة

رد حول قصة إسلام كاهن!

سؤال: أرسل إلينا أحد الأخوة المسلمون قصة طريفة حول إسلام كاهن، وقد نُشِرَت في أحد الجرائد خارج مصر..  والقصة انتشرت في بعض المنتديات الإسلامية ومواقع الفقه الإسلامي وغيرهم تحت عناوين مثل: قس سابق: الكنيسة طلبت مني دراسة القرآن لأنتقده.. فهداني الله به - قس سابق الكنيسة هداه الله - درست القرآن ..[لأنتقده].. فهداني الله به..

 

الإجابة:

أرسل إلينا أحد الأخوة المسلمون هذه القصة في إيميل عنونه "دعوة لمعرفة حقيقة المسيح"(*)، وهي قصة عنوانها واضحًا كما رأينا من عنوان هذه الصفحة، ولكن من الجملة الأولى تظهر القصة على حقيقتها كقصة خيالية مؤلفة، وليس محبوكة من قريب ولا من بعيد!  ربما يهلل لها البعض من المسلمين البسطاء، الذي لا يعرفون شيئًا من الأساس عن المسيحية، ولكن المسلم الفطين يعرفها أنها مجردة من الواقع وخالية من الحقائق..

قبل أن نبدأ، ها هو نص القصة بدون أي تعديل:

القضية ليست أن يكسب الاسلام مسيحيا يهتدي للاسلام وليست أن يرتد مسلم عن دينه للمسيحية وليست القضية صراعا بشريا حول عدد المسلمين أو عدد المسيحيين ولكنها اكبر بكثير حين يكون الهدف البحث عن الحقيقة وعدم التعصب لدين أو مذهب بقدر ما تلتقي النفس البشرية مع الفطرة السوية ويكتشف الانسان من تلقاء نفسه حقيقة كل شيء لاسيما اذا كان مقربا من الحقيقة وباحثا عنها حين يدرك المرء بعيدا عن أي تعصب أن رسالة الله للانسان واحدة وأن الاسلام خاتم الرسالات السماوية والمتمم لها بعيدا عن زيغ البشر وتحريف الانسان.

St-Takla.org Image: The star and crescent: symbol of the Ottoman Empire (and others before it), and a symbol of Islam (erroneously). صورة في موقع الأنبا تكلا: الهلال والنجمة: رمز الدولة العثمانية (وقد استخدم قبل ذلك بكثير من قبل آخرين عبر التاريخ)، الذي استخدم لاحقًا كرمز من رموز دين الإسلام (☪ مع رفض البعض لذلك).

St-Takla.org Image: The star and crescent: symbol of the Ottoman Empire (and others before it), and a symbol of Islam (erroneously).

صورة في موقع الأنبا تكلا: الهلال والنجمة: رمز الدولة العثمانية (وقد استخدم قبل ذلك بكثير من قبل آخرين عبر التاريخ)، الذي استخدم لاحقًا كرمز من رموز دين الإسلام (☪ مع رفض البعض لذلك).

هكذا بدأ القس السابق الذي أسلم بسبب القرآن الكريم / جمال زكريا إبراهيم زكريا 55 سنة من جمهورية مصر العربية قصته وهو يؤكد «لـ جريدة المدينة السعودية» كيف أسلم عن قناعة وكيف أن الظروف قادته للإسلام قال كنت أعمل مساعد أول قسيس وكنت شماس درجة أولى (ارشي زاكوا ) وكنت أرد الصلاة وراء القسيس في الكنيسة وكنت شماس وعمري 8 سنوات وتم اختياري ضمن لجنة القرآن الكريم وهدفنا هو التشكيك في القرآن الكريم وآياته لأن المسيحيين وقادة الكنائس تخوفوا من كثرة دخول المسيحيين للإسلام وقرروا أن يكون هناك لجنة مهمتها محاربة الإسلام بالإسلام نفسه وسلمونا القرآن الكريم لكي نقرأ ونخرج منه السور والآيات التي تحتمل أكثر من تفسير ونفسرها تفسيرا خاطئا ونعلمها للأطفال و للشباب المسيحيين في مدارس الاحد حتى عندما يكتشف الطفل المسيحي أي تناقضات في الكتاب المقدس الإنجيل يكون قد سبق وأن اكتشف في القرآن الكريم تناقضات أيضا حسب ما لقنت له في الصغر . وأشار جمال كان هناك تنصير خفي وليس معلنا وكنت أتساءل مع نفسي عندما يفرقونا في المدرسة فصل يتجه إليه المسلمون وفصل يتجه إليه النصارى خاصة في حصة الدين وكنت أشاهد أولياء أمور الطلاب المسلمين وهم يرتدون الملابس البيضاء ويحملون السجادة ويتجهون للمسجد ونحن نتجه للكنيسة هذه الأشياء كانت تلفت نظري وكنت أقرأ الإنجيل وتعمقت فيه ووجدت فيه خمسة آلاف خطأ وتناقض وكنت أختم القرآن الكريم ثلاث مرات في الشهر لكي أجد أي غلطة أو تناقض لم أجد كما وجدت في الإنجيل وكانت تستوقني سورة الأنعام وآية معينة فيها هي (من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإيمان) . واضاف : أسلمت وأعلنت إسلامي وأول شخص عرف بإسلامي والدتي المسيحية وقالت تأخرت كثيرا يابني ثم أسلمت هي على يدي بعد أن منّ الله عليها بقراءة القرآن الكريم وهو الذي أرشدني لطريق الحق دون تدخل من أي شخص بعدها علمت الكنيسة أنني أشهرت إسلامي في جامعة الأزهر لدى رئيس لجنة الفتوى بجامعة الأزهر لقيت الاضطهاد والمحاربة في حياتي الجديدة وهربوا زوجتي المسيحية وأبنائي إلى أمريكا وأخذوا جميع ملابسي وتعرضت للقتل ثلاث مرات هذا بتوجيهات من الكنيسة لأنهم خسروا أحد النصارى وأحد القسيسين وبدأت حياتي من جديد وصبرت وتحملت وكان ونيسي القرآن الكريم وتعلمت الصلاة من كتاب الشيخ محمد الغزالي ولي اخ واخت لا ازال ادعوهما الى الاسلام لانه دين الله الحق والاسلام لا يتعارض مع دعوة عيسى ودعوة موسى وكل الانبياء المرسلين من رب العالمين فقد ادركت ان رسالة الله للانسان واحدة عبر الازمان هدفها الهداية والتقرب الى الله والعمل بناموس السماء هداية للبشرية وارتقاء وسموا بالانسان حتى لا يرتكب المعاصي وحتى لايحدث خللا في المنظومة الكونية وحتى لا يعيث في الارض فسادا.

ويقول القس جمال الذي اسلم أنا الآن في المدينة المنورة في مكتب توعية الجاليات وقد تم استقبالي من قبل مدير العلاقات العامة والإعلام / عبدالغني القش ورئيس قسم التنمية الاستثمار / عبدالله غرسان الزهراني وأتقدم لهم بالشكر والعرفان لحسن استقبالهم وكرم الضيافة وأن يجعل كل ما يقدمونه من خدمات في سبيل الإسلام والمسلمين الجدد في ميزان حسناتهم .

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ها هي بعض الملاحظات السريعة حول ما سبق:

  • مقدمة القصة رائعة جدًا، ونُحيي المؤلِّف عليها، بالرغم من بعض الملاحظات..  حيث تقول: "القضية ليست أن يكسب الإسلام مسيحيًا يهتدي للإسلام، وليست أن يرتد مسلم عن دينه للمسيحية وليست القضية صراعا بشريًا حول عدد المسلمين أو عدد المسيحيين، ولكنها أكبر بكثير؛ حين يكون الهدف البحث عن الحقيقة، وعدم التعصب لدين أو مذهب، بقدر ما تلتقي النفس البشرية مع الفِطرة السوية، ويكتشف الإنسان من تلقاء نفسه حقيقة كل شيء، لاسيما إذا كان مقربًا من الحقيقة، وباحثًا عنها..  حين يدرك المرء بعيدًا عن أي تعصب أن رسالة الله للإنسان واحدة..

  • من الملاحظات على تلك المقدمة كلمة "الفطرة السوية"، حيث يقول بعض المسلمون أمرًا ضد التاريخ وضد الزمن وغير منطقي، وينادون بأن آدم كان مسلمًا، وأن موسى كان مسلمًا، وأن عيسى كان مسلمًا!

  • التعليق الثاني حول المقدمة، هو ختامها، بأن رسالة الله للإنسان واحدة، ونعم هي واحدة، فقد كان العهد القديم كله نبوءات عن مجيء السيد المسيح، وخلاص العالم، وقد تمت النبوءات بمجيء المسيح، وسَمَتْ التعاليم الدينية فوق مستوى الجسد والمادة والشهوة إلى مستويات عُليا، ورفع الله الإنسان من مستوى الحرف إلى مستوى الروح..  وكانت تعاليم الله عبر العصور تتدرج مع الإنسان في الكمال، حتى وصلت إلى تمامها بتعاليم المسيح..  فمنطقيًا ألا يأتي الله بعد أكثر من ستة قرون بقوانين جديدة، ضد ما قاله سابقًا!  فالله لا ينسخ نفسه، حاشا!  وإن كان المسلمون يؤمنون بأن الكتاب المقدس هو كلام الله، فكيف يتجاسر البعض منهم على القول بأن الله عاجز عن الحِفاظ عن كتابه وكلامه القدوس عن التحريف؟!  حاشا!

  • ننتقل الآن للقصة، ونرى الملاحظات حول ما ورد بها من طرائف..  والخطية العظمى للكاتب السعودي، الذي إن كان مسلمًا في مصر، يعرف أن المسلمون جميعًا سيكتشفون أنها قصة من وحي الخيال البسيط!  فبسبب وجوده في بلد ضد الحريات الدينية، فنظرته خالية من الواقع والحقائق..

  • فيبدأ ويختتم المؤلف سلسلة الأخطاء فيقول أن اسم الكاهن هو: القس جمال!  وهناك بالفعل بعض الطوائف التي لا يحمل فيها القسوس اسمًا دينيًا، بل يحمل اسمه الأصلي..  وليس الحال هنا، فالمؤلف بالطبع لا يعرف أبسط شيء عن المسيحية، فيفترض ما هو على خلاف الواقع..

  • وما يكشف خطأ ما يقول، هو أنه يقول أنه قس قبطي أرثوذكسي، حيث لا يوجد شمامسة ولا رتب أرشيذياكون في كنائس البروتستانت..

  • من المتناقضات الصارخة: هل هو "قس - أم مساعد أول قس - أم شماس"؟!  فهذه الدرجات درجات مختلفة، أي لا يصلح أنه تقول أنه موظف درجة أولى ومساعد الوزير والوزير!

  • ثانيًا بخصوص هذه الرتب، لا يوجد لدينا ما يُطلق عليه "مساعد أول قس" ولا "مساعد ثان" ولا غيره!  ولا يوجد حتى سكرتارية للقسوس!

  • لا يوجد شيء اسمه "أرشي زاكوا"، مما يؤكد أن مؤلف القصة غير مسيحي..  ويعتمد في مؤلفاته على ما قد يسمعه أو يقرأه بعين عابرة غير فاحصة..  بل اسم الرتبة الأقرب لذلك هي "أرشيذياكون".

  • لجنة القرآن: من الطرائف التي لا نعرف لماذا يضعها المؤلف بهذه الصورة التي تؤكد التدليس، هو أنه قال بأنه دخل في لجنة ضد القرآن وهو عمره 8 سنوات ??  يا عزيزي إن دراسة الكتاب المقدس حتى كدراسة حقيقية بتفاسير وردود وغيره لا يبدأها شخص في هذا السن على الإطلاق..  فما بالك بما هو ضد الدين؟!  هل نعطيه دراسة القرآن قبل دراسة الإنجيل؟!  وعلى أي أساس تم اختيار هذا الطفل "العلاّمة" لتلك المهمة؟!

  • لا يوجد في الكنائس ما يُطلق عليها "لجنة القرآن الكريم"، ولكن قد يوجد في بعض الدراسات الدينية العُليا (بعد انتهاء دراسة الكلية) بعض ما يُطلق عليه "اللاهوت المقارن"، من البحث في الفروق بين الطوائف المسيحية، أو غير المسيحية..  وحتى هذا لا يدرسه الجميع، ولكن يدرسه قلة قليلة جدًا..  وليس في وقت ما زال يتعلم فيه الأطفال العلوم  الأساسية، والقراءة والكتابة!

  • أما حول موضوع التشكيك في القرآن أو التشكيك في الكتاب المقدس، أو ما أطلق عليه المؤلف "لجنة مهمتها محاربة الإسلام بالإسلام نفسه"، فلا حاجة لدراسة هذا أو ذاك..  فستجد مئات المواقع قليل منها جاد ومعظمها تافه تتناول هذه الأمور..

  • وحكاية "تخوفوا من كثرة دخول المسيحيين للإسلام"، فهي أيضًا ضد الواقع، وبالتأكيد المؤلف يعرف هذا، وبسبب ذلك ألَّف تلك القصة!

  • أما قصة "سلمونا القرآن الكريم" فهي من ضمن الطرائف أيضًا..  وأتذكر وأنا في سن ثانوي تقريبًا كان لديّ نسخة من كتاب القرآن، وقرأت بها كثيرًا، وأخرجت الآيات التي لها علاقة بالمسيحية، وما هي تساعد في تقريب وجهات النظر..  وفي مرة أتى إليَّ أحد الخدام في الكنيسة للافتقاد (للسؤال عني)، وعندما رأى الكتاب، أخذه معه، لأنه ربما رأى فيَّ عدم نضوج يكفي للدخول في مجالات ليس وقتها..  فهذا يدل على عكس ما يدعي المؤلف..  وعلى الجانب الآخر، نشكر الله على الإنترنت، الذي أصبح متاحًا لكثيرين، وبسهولة جدًا تستطيع قراءة كتاب القرآن الكريم أو قراءة الكتاب المقدس..

  • من ضمن ما قاله: "نخرج منه السور والآيات التي تحتمل أكثر من تفسير"..  فلا داعي لهذا، فالقرآن بالفعل به الكثير مما يطلق عليه علماء الإسلام: الناسخ والمنسوخ!  أي وصايا يقولها الله في القرآن، ثم يعود فيلغيها، ليقول وصايا جديدة..  فربما من الأفضل للمؤلف أن يتصفح المواقع الإسلامية أولًا، حتى لا يكتب ما قد يؤخذ عليه!

  • انظر بعض مناهج التربية الكنسية المنشورة هنا في موقع الأنبا تكلا وغيره، فقد تجد "آية الدرس" من الكتاب المقدس، ولكن لا يوجد ما قاله المؤلف عن آيات من القرآن "نعلمها للأطفال و للشباب المسيحيين في مدارس الأحد"!

  • توجد جملة غير منطقية في التركيب تقول: "عندما يكتشف الطفل المسيحي أي تناقضات في الكتاب المقدس الإنجيل يكون قد سبق وأن اكتشف في القرآن الكريم تناقضات أيضا"..  فإن كان لا يوجد تناقضات في القرآن كما يقول المؤلف، وليس هذا مجالنا في الحديث الآن، فكيف يقول المؤلف في تلك الجملة أنه يكون "قد سبق وأن اكتشف في القرآن الكريم تناقضات"؟!  فإن كان خالي من التناقضات، لماذا في القصة يقول المؤلف أنه يتم تدريسه من الأصل؟! على الرغم من أن قصة تدريس القرآن في الكنائس غير موجودة من الأساس!  والأطرف من هذا، إن اكتشف "الطفل" وجود تناقضات في كل من الكتاب المقدس والقرآن كما يقول المؤلف، فالأولى له أن يصبح ملحدًا، أو يبحث في أديان أخرى، وليس أن يرتمي في أحضان دين يرى به تناقضات!  أليس هذا كلامًا منطقيًا؟!

  • من أطرف ما قيل: "كنت أتساءل مع نفسي عندما يفرقونا في المدرسة فصل يتجه إليه المسلمون وفصل يتجه إليه النصارى خاصة في حصة الدين وكنت أشاهد أولياء أمور الطلاب المسلمين وهم يرتدون الملابس البيضاء ويحملون السجادة ويتجهون للمسجد ونحن نتجه للكنيسة"..  فاخبرني عن المدرسة الموجود بها كنيسة وجامع معًا ??  بل والأولى، اخبرني عن المدرسة التي في فترة توجه الطلاب لحصة الدين، يترك أولياء أمور هؤلاء الطلاب عملهم -حسب اختلاف موعد حصة الدين من مدرسة لأخرى، ومن مرحلة دراسية لأخرى، ومن سنة لأخرى- يترك أولياء أمور هؤلاء الطلاب أعمالهم باختلافها، واختلاف أماكنها، ويحرصون على الحضور للمدرسة "بالسجادة" ليتجهوا إلى المسجد للصلاة مع أولادهم؟!

  • القصة تقول أن الطفل قد اكتشف الأخطاء من سنة الثامنة، وعلى الرغم من ذلك، ظل فيما هو عليه، وبالأكثر ظل يخدم في الكنيسة، وحين تم ترشيحه للكهنوت، الذي هو معلم للشعب، وافَق على هذا.. كل هذا وهو يعلم بطلان الدين المسيحي؟!

  • يقول المؤلف أن بطل القصة قد وجد في الكتاب المقدس خمسة آلاف خطأ.. فكم كلمة في الكتاب المقدس ليكون به خمسة آلاف خطأ؟!  ربما يفيدك تصفح قسم الأسئلة الخاصة بالكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا لتجد العديد من التوضيحات حول ما يُساء فِهمه.. 

  • ويضيف المؤلف في نفس الجملة: "وكنت أختم القرآن الكريم ثلاث مرات في الشهر"..  فالأخوة المسلمون يستطيعون الرد عليك إن كانوا يقومون بقراءة القرآن ثلاثة مرات وأكثر في الشهر، ناهيك عن أنه طفل في الثامنة من العمر.. ولا أعرف إن كان بطل القصة كان في مدرسة أم ماذا!  ومدارس الأحد التي تكون ساعتان أسبوعيًا، أين لها الوقت لتخصيصه لدراسة القرآن، أليس بالأولى دراسة الكتاب المقدس والتاريخ المسيحي؟!

  • وتكمل الجملة فتقول: "وكنت أختم القرآن الكريم ثلاث مرات في الشهر لكي أجد أي غلطة أو تناقض لم أجد"..  ولن ندخل في إطار التحدث في ما يراه البعض مناقضات في القرآن، فلها مئات المواقع الأخرى..  وليست هي هدفنا، ولكن ربما يفيدك تصفح قسم الإعجاز العلمي في الكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا في هذا السياق.

  • من ضمن أخطاء المؤلف نفسه خطأ في آيات القرآن نفسه!  فقد قال: "وكانت تستوقفني سورة الأنعام وآية معينة فيها هي (من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإيمان)"، والآية الصحيحة تقول: "فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ" وليس للإيمان (سورة الأنعام 125).

  • ثم يكمل: "أسلمت وأعلنت إسلامي وأول شخص عرف بإسلامي والدتي المسيحية وقالت تأخرت كثيرا يابني ثم أسلمت هي على يدي بعد أن منّ الله عليها بقراءة القرآن الكريم"..  فمَن منهم كان يدرس القرآن؟ الطفل ذو الثمانية أعوام أم أمه؟ وإن آمن وهو كبير وقس كما يقول المؤلف، وكان عمره 55 عامًا، هل كانت أمه وهو في الكهنوت تدرس القرآن كذلك؟!  وهل آمنت أمه وهي قد عبرت الخامسة والسبعين، وقالت له "تأخرت كثيرا يا بني"؟!  وإن تأخر هو، فماذا عنها؟!  ولماذا انتظرت كل هذا حتى اقتربت من الموت قبل أن تؤمن الإيمان الصحيح؟!  وما علاقة انتظار شخص لإيمان شخص آخر حتى يؤمن هو بعده، حيث تقول له "تأخرت كثيرًا"!  وإن كانت مؤمنة قبله كذا كما هو واضح من سياق الحديث، لماذا لم تقوم هي بهدايته؟!  ولماذا يعود فيقول أنها بعد ذلك بدأت في قراءة القرآن؟!  تعارضات وتناقضات لا نراها في الأفلام ذات الإنتاج البسيط!

  • ذكرني هذا الخيال الخصب بما أخبرني به صديق حول ما سمعه في ملف صوتي كان على كمبيوتر أحد زملائه يقول فيه "سكرتير البابا الذي أسلم"، (حسب العنوان بالطبع، وليس حسب الواقع، فنحن نعرف سكرتارية البابا على مدى السنوات حتى اليوم، وهم آباء أجلاء نشطاء)..  وكان من ضمن ما قاله "الخطيب التائب": "هاكلمكم عن الكريزميس، وما أدراك ما الكريزمس، حين تُطفَأ الأنوار في الكنائس"..  وبخلاف بساطة المتحدث الذي لا يعرف نطق كلمة Christmas بصورة سليمة، فقد كان ردي لصديقي على الفور: "من الجيد أننا قد قمنا بإذاعة اجتماع ليلة رأس السنة الميلادية بث مباشر على الموقع، حتى يرى الجميع بأنفسهم"..  فالاجتماع هو للصلاة والتسبيح لله عز وجل، وشكر وعرفان لله على ما سبق، وأمل وطلب معونة الله في القادم..  وتجديد للعهود والوعود معه عزَّ وجل..

  • "بعدها علمت الكنيسة أنني أشهرت إسلامي".. فهل كاهن أو قارئ بأعلى رتبة للشموسية في كنيسة مصرية سيسلم هكذا ببساطة، دون أن ينتشر الأمر، ونسمع القصة من السعودية؟!  وبالمناسبة، ومن الجدير بالذكر أن أكبر عدد زوار يأتي إلى موقع الأنبا تكلا هيمانوت هو من مصر، ويليه مباشرة من السعودية.  ولك أن تنظر في أي من إحصاءات بيانات المواقع على الإنترنت للتأكد بنفسك.

  • "لقيت الاضطهاد والمحاربة في حياتي الجديدة": المسيحية لا تضطهد أحدًا، ولا ترغم أحدًا على شيء..  ولا حتى مَنْ قد يكونوا ضدها..  فقد أمرنا الرب: "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ" (إنجيل متى 5: 44؛ إنجيل لوقا 6: 27)، فهل نمارس أعمالًا ضد وصايا الله وفرائضه، وذلك باسم الدفاع عن الدين؟!  كيف ندافع عن الدين بصورة ضد الدين؟!

  • "وهربوا زوجتي المسيحية وأبنائي إلى أمريكا": الكنيسة ليست مكتبًا للهجرة، ولكن إن سافر أحد يكون بإرادته..  وإن كانت والدة بطل القصة قد أسلمت لأن الأمر منطقي جدًا، فكيف لم تسلم زوجته، ويعلم أولاده (الذين المفروض هم الآن في سن مناسبة جدًا وهو رجل في الخامسة والخمسين)...؟!  فإن أتى أحد بهدف تغيير الدين أو غيره بشرط السفر، فلنا رأي واضح في هذا الأمر، وقد نشرناه على الإنترنت كذلك، لأننا لسنا مكتبًا للهجرة!  بل الذي يريد الله، فالله يكفيه!  أما من جهة القانون، فهو يتيح "بطلان الزواج" في حالة خروج أحد الزوجين عن الديانة في عقد الزواج..  فهو عقد رسمي، ويبطل ببطلان أحد شروطه!

  • "وأخذوا جميع ملابسي": ؟!

  • "وتعرضت للقتل ثلاث مرات هذا بتوجيهات من الكنيسة لأنهم خسروا أحد النصارى وأحد القسيسين": هذه أيضًا يجيب عليها التاريخ قبل المنطق!  فلم نسمع يومًا ما عن مسيحيين يهجمون على جوامع، ولا مَنْ يهدر دم مسيحي آخر لأنه ارتد عن الدين، ولا مَنْ يضع قنابل في أماكن مقدسة لآخرين...!

  • "ولي اخ واخت لا ازال ادعوهما..": نسأل الله الهداية لنا ولهم!

  • "والاسلام لا يتعارض مع دعوة عيسى ودعوة موسى وكل الانبياء المرسلين من رب العالمين": ؟!  لا داعي للرد على هذه النقطة، فتستطيع مقارنة النصوص المسيحية بغيرها لترى التعارض بنفسك.

  • "ويقول القس جمال الذي اسلم أنا الآن في المدينة المنورة": هل هرب "أبونا جمال" من مصر بسبب اضطهاد المسيحيين له؟!  هل لم يجد الحماية في مصر بعد إسلامه؟!  سواء من بعض الأشخاص في أجهزة رسمية، أو حماية الجماعات الإسلامية المحظورة، وغير ذلك؟!  ولماذا لم يظهر القس أو الشماس أو مساعد القس هذا على الفضائيات الإسلامية لتبشير أقرباءه؟!  ولماذا لم يتحدث عنه عمرو أديب أو منى الشاذلي أو معتز الدمرداش أو غيرهم؟!

نعتذر على التطويل، ولكن القصة -على الرغم من صغرها- إلا أنها لم تخلوا جملة واحدة فيها من المغالطات، التي اندهشت أن شخصًا قد أرسلها لنا على الإيميل من الأساس!  فإن كانت واضحة هكذا، لماذا الإصرار على نشر ما هو يعبر عن بساطة في التفكير؟!

نسأل الله الهداية للجميع..

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(*) المصدر: من مقالات وأبحاث موقع الأنبا تكلاهيمانوت www.st-takla.org.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/04-Questions-Related-to-Spiritual-Issues__Ro7eyat-3amma/072-Unrealistic-Islamic-Stories.html

تقصير الرابط:
tak.la/k5af673