St-Takla.org  >   FAQ-Questions-VS-Answers  >   04-Questions-Related-to-Spiritual-Issues__Ro7eyat-3amma
 

سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة روحية وعامة

الإرهاب في الإسلام، والحروب الصليبية

سؤال: عندما أدخل في مناقشات ومجادلات مع بعض الأخوة المسلمين حول الإرهاب، و ما يُطلَق عليه "الجهاد"، غالبًا ما يكون ردهم أن الصليبيين Crusades قد فعلوا المثل سابقًا منذ مئات السنوات!  فما هو الرد المناسب؟

 

الإجابة:

أولًا(*)، من الأفضل ألا تدخل في أمثل تلك المجادلات والمهاترات العقيمة، لأنك تعرف مسبقًا أنك مقتنعًا بما أنت فيه، ومن جانبهم غالبًا المثل كذلك!!  فمادام لا فائدة، فلا داعي للدخول فيها من البداية..  وخصوصًا إن لم تكن دارسًا أو قارئًا جيدًا في مختلف المجالات، دينية أو عامة..  فقد يؤدي الأمر إلى أن تتشَّك أنت نفسك في بعض الأمور، وخاصة إذا لم تكن تعرف كيفية البحث عن الردود المناسبة..

ولكن لا تقلق، فمن خلال خبرتنا هنا في موقع الأنبا تكلا، عرفنا أنه لكل سؤال إجابة..  وإجابة مُقْنِعة أيضًا..  الأمر فقط يحتاج المزيد من البحث والوقت والمجهود..  والحكمة الطبع!

أما حول سؤالك، فالإجابة بسيطة جدًا..

فأنت كمسيحي قبطي أرثوذكسي مسئولًا مسئولية ضمنية عن إيمانك فقط، وليس عن إيمان الآخرين..  بمعنى، ليس معنى أن هذا الشخص مسيحي أنه يتبع المسيح!!  فهناك طوائف مثلًا مثل الأدفنتست السبتيين وشهود يهوه وغيرهم ممن هم مسيحيون بالاسم، ولكن لا يُعتبروا مسيحيين من الأساس!!  وهناك آلاف الطوائف الخارجة من والتابعة لطائفة البروتستانت، وقد حذفوا أسفارًا مقدسة من أناجيلهم!!  ولهم مئات الأخطاء العقائدية والروحية واللاهوتية..  إلى آخره..

St-Takla.org Image: Teutonic Order monks prepare the hanging of a resistance leader in captured Pskov. Screenshot from Alexander Nevsky (released 1938) صورة في موقع الأنبا تكلا: Teutonic رهبان نظام التيتوننيك يستعدون لشنق أحد قادة المقاومة في سكوف. وقت الحروب الصليبية

St-Takla.org Image: Teutonic Order monks prepare the hanging of a resistance leader in captured Pskov. Screenshot from Alexander Nevsky (released 1938)

صورة في موقع الأنبا تكلا: Teutonic رهبان نظام التيتوننيك يستعدون لشنق أحد قادة المقاومة في سكوف. وقت الحروب الصليبية

فأنا مسئولًا عن إيماني القبطي الأرثوذكسي..  فكنيستي القبطية وقفت ضد البدع والهرطقات عبر العصور..  والكنيسة القبطية طوال تاريخها لم تقود الحملات الصليبية والحروب الصليبية (حروب الفرنجة) Crusader campaigns..  والكنيسة القبطية لم تقتل أحدًا باسم الدين، ولم تقم بحملات على بلاد أخرى، ولا غزوات استعمارية ضد بلاد أخرى..

السيد المسيح قال صراحة: "مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ" (إنجيل يوحنا 18: 36).

وما فعله الكاثوليك من حروب خارجية وداخلية وغزوات وغيره هو ضد الدين، ولم ولن نوافق عليه..  هو مجرد خلط ما بين الدين والسياسة..  وهو ما يجعلنا مثلًا في مصر نرفض الدولة الدينية، وضد أحزاب مثل حزب الأخوان المسلمين وغيرهم ممن لهم نفس التوجُّه..  ليس بسبب أنهم مسلمون، بل بسبب أنهم يخلطون الأوراق!!  فحكامنا حاليًا هم مسلمين أيضًا، ولكن الفرق واضحًا..  ففشل لعبة خلط السياسة بالدين هذه ليست مرتبطة بالإسلام فقط، بل رأيناها واضحة كذلك في المسيحية..  وتجد أن الحاكِم يأمر باسم الدين وليس باسم القانون، ومَنْ يخالف الأمر أو القانون المبني على أساس ديني، يعتبر مهرطق أو ضد الله أو منشق عن الدين، أو ضد الشرائع الإلهية!!  فيفرض رأيه باسم الدين، وليس باسم القانون!  فما هو الحال للأشخاص الذين لا يدينون بهذا الدين، أو لا دين لهم من الأساس؟!  المفروض المرجعية قانونية مدنية وليست ذات أساس ديني..

بل أقول أكثر من هذا أن الحملات الصليبية قد أضرَّت بالأقباط ضررًا بالغًا..

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

تشرَّف بتاريخك واعرفه جيدًا..  واخبر مَنْ يجهله عنه..

كانت الكنيسة واحدة حتى مجمع خلقيدونية سنة 451، فظلت كنيسة مصر وبعض الكنائس الأخرى على إيمانها القديم، وأصبح اسمهم الأرثوذكس ὀρθόδοξος أي التقليديين أو ذوي الرأي المستقيم.  ومَنْ آمنوا بالجديد، أصبحوا هم "الكاثوليك" (أي الكنيسة الجامعة).  ومع الوقت تطورت الأمور في الكنيسة الكاثوليكية، والمبالغات الكثيرة التي أدت في النهاية إلى ثورة إصلاحية تزعّمها مارتن لوثر Marten Luther، وستجد المزيد عن هذا الأمر هنا في موقع الأنبا تكلا بقسم تاريخ الكنيسة..  وكانت هناك الكثير من الأخطاء العقائدية لدى الكاثوليك، مثل تدخل الدين بالسياسة الذي أدّى للأسف إلى الحروب الصليبية..  وأخطاء مثل صكوك الغفران - بدعة المطهر - المبالغة في تقديس العذراء وبدعة الحبل بلا دنس - وزيادة سلطان الكهنوت.. إلخ.

St-Takla.org Image: Crusaders - Blason ville fr Villejust Essonne صورة في موقع الأنبا تكلا: علم الصليبيين

St-Takla.org Image: Crusaders - Blason ville fr Villejust Essonne

صورة في موقع الأنبا تكلا: علم الصليبيين

كل هذا أدى إلى الثورة الإصلاحية البروتستانتية في القرن السادس عشر، وكان يجب أن تكون الثورة هي عودة للأصل السابق..  ولكن هذا لم يحدث للأسف!  فأطاح البروتستانت بالعديد من الأمور بدلًا من إصلاحها، فوجودا سلطان الكهنوت مُبالغ فيه، فبدلًا من أن يعيدونه لوضعه، قالوا: لا كهنوت!  وبدلًا من إعطاء العذراء الإكرام اللائق بها بدون مبالغات، قالوا أنها مثل قشرة البيضة التي خرج منها المسيح، ولا قيمة لها بعد ذلك..  ورفضوا الأسرار الكنسية، والطقوس، والصلوات المرتبة من الكنيسة، والمعمودية، والتقليد..  ورفضوا بعض أسفار الكتاب المقدس، والعديد من العقائد والتقليد المقدس، مع أخطاء في صُلب العقيدة المسيحية مثل بدعة الطبيعتين والمشيئتين، وبدعة الملك الألفي..  وقضوا على الأصوام والرهبنة والشفاعة وإكرام القديسين..  وتركيزهم على موضوع الإيمان، وتجاهل الأعمال.. إلى آخره من القائمة التي تطول.. وأصبحوا هم protestants أي معترضون!!

ربما يفيدك قراءة المقال الذي وضعناه هنا في موقع الأنبا تكلا حول موضوع بدعة اللاطائفية للمزيد حول هذا الأمر..

هذه هي كنيستك القبطية ذات الإيمان المستقيم..

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

عندما ذهبت لجنوب أفريقيا عامي 2007 و2008، كنت أرى رفضًا من بعض الأفارقة للمسيحية، بسبب أنهم يربطون بين الدين والمُستَعمِر..  ولهم الحق!

ففي نفس السفينة التي كانت تحمل جنود الحرب وغزاة البلد، كان بها المبشرين الأجانب الذي يأتون للتبشير!!  ونفس الصناديق التي كانت تحمل البنادق وآلات الحرب، كان بها نسخًا من الكتاب المقدس!!  فأي نفاق هذا؟!

ولا تنسى أن المحتل عندما أتى إلى مصر مثلًا لم يُفَرِّق بين مسلم ومسيحي..  والثورات التي قام بها الشعب، قام بهم المسلمون والأقباط معًا..  ذلك لأننا لسنا مثلهم!!  فليس كل شخص لديه الكتاب المقدس هو مسيحي..

الرد يا عزيزي هو أننا لسنا هؤلاء..  ولسنا مَنْ قمنا بالحروب الصليبية..  بل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تاريخها مُشَرِّف عبر العصور..  وإن كان بها مَنْ انشق أو أخطأ، فقد أدانه التاريخ صراحة، ولفظته الكنيسة علنًا..

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

أخيرًا، الأخوة المسلمون يؤمنون بالكتاب المقدس (التوراة أو العهد القديم والإنجيل)، ولكن ينادي البعض بدعوى تحريف الإنجيل، وهي دعوى إسلامية بحتة لا علاقة لها بالتاريخ أو المنطق..  على أي الأحوال، فقد استخدم الله سياسة التدرج في معاملاته مع البشر..  فمثلًا تغيرت العلاقة بين الرجل والمرأة عبر التاريخ الكتابي في عدة مراحل، لتصل إلى كمالها في تعاليم السيد المسيح الخاصة بالزواج والشهوة وغيرها..  وكذلك نرى هناك التدريج في موضوع الدولة الدينية، وأسباب الحروب التي كنا نراها في العهد القديم..  تدرج الحال بها إلى تمام الكمال بتعاليم المسيحية القويمة..  وإن كان المسلمون يتحدَّثون عنا في القرآن بأننا "أهل الذِّكر"، ولدينا كلام الله، فهل ترى يا عزيزي أن الله بعد الوصول لهذا الكمال في العلاقات البشرية والاجتماعية، ينزل مرة أخرى بالإنسان إلى ما قبل العصور الوسطى؟!

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(*) المصدر: من مقالات وأبحاث موقع الأنبا تكلاهيمانوت www.st-takla.org.

المراجع - إذا أردت المزيد عن هذا الموضوع، نرجو قراءة الآتي:


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/04-Questions-Related-to-Spiritual-Issues__Ro7eyat-3amma/065-Muslim-Jihad-VS-Crusader-Campaigns.html

تقصير الرابط:
tak.la/bc2m7x2