St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   24-Seft-Nashid-El-Anshad
 

شرح الكتاب المقدس - القمص أنطونيوس فكري

تفسير سفر نشيد الأنشاد - المقدمة

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب النشيد لسليمان:
تفسير سفر نشيد الأنشاد: مقدمة سفر نشيد الأنشاد | نشيد الأنشاد 1 | نشيد الأنشاد 2 | نشيد الأنشاد 3 | نشيد الأنشاد 4 | نشيد الأنشاد 5 | نشيد الأنشاد 6 | نشيد الأنشاد 7 | نشيد الأنشاد 8 | دراسة في سفر النشيد

نص سفر نشيد الأناشيد: نشيد الأناشيد 1 | نشيد الأناشيد 2 | نشيد الأناشيد 3 | نشيد الأناشيد 4 | نشيد الأناشيد 5 | نشيد الأناشيد 6 | نشيد الأناشيد 7 | نشيد الأناشيد 8 | نشيد الأناشيد كامل

1- كاتب السفر هو سليمان الملك الذي وضع أناشيد كثيرة (1 مل 32:4).

 

2- سمي السفر نشيد الأناشيد أي أفضل نشيد لأفضليته عن باقي الأناشيد. كما نقول باطل الأباطيل أي أعظم الأباطيل، وعبد العبيد أي أحقر العبيد وكما نقول ملك الملوك ورب الأرباب وسماء السموات.

 

3- كان اليهود يقرأونه في اليوم الثامن من الاحتفال بعيد الفصح. فهو إذًا نشيد الحب المقدم لله الذي أنقذهم من فرعون بخروف الفصح، الذي هو نبوة عن المسيح الذي خلصنا من الشيطان ومن الموت وحررنا ودخل بنا إلى حجاله أي سماء السموات. فالفصح كان رمزًا للصليب. واليوم الثامن يشير للأبدية. فتكون هذه التسبحة إشارة لتسبيحنا في السماء شكرًا وحمدًا للمسيح فصحنا (1كو5: 7) في تسبحة حب وشكر أبدية. الحب هو أجمل ما نقدمه لله في مقابل محبته لنا التي ظهرت على الصليب "نحن نحبه لأنه أحبنا أولاً" (1يو19:4). ومحبتنا لله ستصل إلى كمالها في السماء أي اليوم الثامن. فحينما ندرك عظم محبته حينما نراه عيانا، سترتفع درجة محبتنا له أضعاف أضعاف ما وصلنا له على الأرض بينما كانت عيوننا مغلقة بسبب الخطية.

 

4- هذا السفر سيمفونية رائعة تطرب بها النفس المنطلقة من عبودية العالم متحررة مع مسيحها.

 

St-Takla.org Image: Title - The Song of songs, book by the illustrator Owen Jones, 1849. صورة في موقع الأنبا تكلا: العنوان - كتاب سفر نشيد الأنشاد، خطوط الفنان أوين جونز، 1849 م.

St-Takla.org Image: Title - The Song of songs, book by the illustrator Owen Jones, 1849.

صورة في موقع الأنبا تكلا: العنوان - كتاب سفر نشيد الأنشاد، خطوط الفنان أوين جونز، 1849 م.

5- نجد التدرج في علاقة سليمان مع الله خلال أسفاره. فسفر الأمثال يمثل من يسلك بحكمة فيقمع شهواته الجسدية. [إن أحبني أحد يحفظ وصاياي] (يو 14: 21، 23). وهذه الحكمة تقود مباشرة إلى سفر الجامعة وفيه تحتقر النفس هذا العالم وتحسبه نفاية. ثم تسمو العلاقة بين النفس وعريسها المسيح وتدخل دائرة حب المسيح في هذا النشيد. وهنا تسمو النفس فوق المنظورات مرتبطة بكلمة الله متأملة في الأمور السماوية. فسليمان إذ تلامس مع العالم وجده باطل الأباطيل وإذ تلامس مع السماويات وجدها نشيد الأناشيد. وسليمان يعلن في سفر الجامعة أن المعرفة لم تشبع النفس ولكنه هنا وجد ما يشبع النفس تمامًا ألا وهو الحب. في سفر الجامعة كان يبحث ويتحدث عن ما هو تحت الشمس فوجد الكل باطلًا وهنا ارتفع للسمويات أي لما فوق الشمس. حقًا فالمعرفة لا تُشْبِعْ مثل الحب، فالمحبة لا تسقط أبدًا (1كو13: 8). ونلاحظ أن الشيطان الساقط كان من رتبة الكاروبيم المملوئين أعينًا أي معرفة، ولم يسقط أحد من السيرافيم الملتهبون حبًا ناريًا.

 

6- بل أن التدرج في العلاقة مع الله كما هو واضح في الأسفار الشعرية، بدأ من سفر أيوب الرافض لأحكام الله والمتذمر عليها. بل ظن أيوب أن الله يخطئ في قراراته إذ أنه ينجح طريق الأشرار ويظلم الأبرار. ثم يأتي سفر المزامير لنجد فيه إرتقاء في مستوى التعامل مع الله. فنجد الشكوى من أحكام الله، لكننا نجد المرنم يظل في الإلتصاق بالله في صلاته طالباً عمل الله في حياته. ماذا يحدث هنا؟ هنا نجد الله يتدخل وروحه القدس يعطي تعزية وسلام في القلب وثقة أن الله سيتدخل في الوقت المناسب. والمهم الراحة التي يشعر بها الإنسان المستمر في صلاته وكأن الله تمم حل المشكلة. ونرى هذا في مزامير داود، إذ يبدأ المزمور بالشكوى "إلى متى يا رب تنساني" وينتهي بشكر الله على الإستجابة "يبتهج قلبي بخلاصك". ثم نجد التقدم الروحي وتمثله أسفار الحكمة والجامعة ثم القمة في سفر النشيد.

 

7- هو سفر البالغين أو الناضجين روحيًا، وكان اليهود يمنعون قراءته لمن هم أقل من سن الثلاثين سنة حتى لا تشوه أفكارهم الجسدية معاني السفر. هو سفر البالغين إيمانيًا.

 

8- هذا السفر بدون تفسير ينطبق عليه قول الخصي الحبشي [كيف أفهم إن لم يرشدني أحد] (أع 8: 31).

 

9- من واقع علاقة الحب في هذا السفر نفهم لماذا تسمى عبادة الأوثان زنا روحي.

 

10- هذا السفر يقدم علاقة حب بين حبيب وحبيبته أو عريس وعروسه. وهذا يشير للحب بين المسيح والنفس البشرية، أو الكنيسة ككل. والكتاب المقدس أشار لهذه العلاقة في عدة مواضع (خر7:16-14+ إش5:62 + أر2:2 + هو14:2-20+ مت15:9؛ 2:22 + أف32:5+ 2كو2:11+ رؤ2:21؛ 17:22) وكما قال المعمدان من له العروس فهو العريس (يو29:3). فالمسيح اتخذنا له عروسًا. ومن وهب نفسه للمسيح كعروس سيترنم بفهم بكلمات هذا النشيد.

 

11- نجد في هذا السفر حوارًا بين العريس وعروسه. فالعريس يعلن حبه، ونجده يبحث عن عروسه باذلًا كل جهده لتقبله عريسًا لها، معلنًا جماله الإلهي مادحًا جمالها مع أنه من عمل يديه ونجده ساترًا عليها. أما العروس ففي فترات ضعفها لا تقبله، ثم ينفتح قلبها فتناجيه ومرة أخرى تعاتبه ومرة ثالثة تشكو نفسها (مقدمة توبة) وأخيرًا في غمرة فرحها وتلذذها بحبه نجدها لا تنسى إخوتها، لذلك سٌمِّي هذا السفر قدس أقداس العلاقة بين النفس وبين الله.

 

12- كيف يمدح المسيح العريس النفس لجمالها، مع أنه هو الصانع لها؟! حينما خلق الله الإنسان وجد أن كل ما عمله كان "حسنٌ جداً". وبالتالي كان الإنسان جميلاً جداً. لكن دمرت الخطية هذا الجمال. أما النفس التي تعود لله، فهي تستعيد صورتها الجميلة، كما يقول القديس بولس الرسول "يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ.. إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ" (غل19:4). والمسيح هو "أَبْرَعُ جَمَالًا مِنْ بَنِي الْبَشَرِ" (مز2:45). هنا يمدح الله إستجابتها لدعوته وتوبتها ورجوعها فإستعادت جمالها.

 

13- ونجد بجانب العروس وعريسها شخصيات أخرى مثل *العذارى *وبنات أورشليم *وبنات صهيون وهؤلاء يشيروا لشعب الله (اليهود في العهد القديم والكنيسة في العهد الجديد) وهناك الأخت الصغيرة للعروس (الأمم الذين لم يعرفوا الله بعد) وهناك أصدقاء العريس (الملائكة والسمائيين). ونفهم هذه الشخصيات أيضًا كالتالي:

بنات أورشليم وبنات صهيون: يمثلن من لم يتذوق محبة المسيح بعمق بعد، وهن مدعوات للتذوق فتزداد محبتهن وحينها يكرسن قلوبهن للمسيح. ونفهم أن محبة المسيح درجات. فهناك محبة سكبها الروح القدس في القلب (رو5: 5) تجعل الإنسان يسلم قلبه للمسيح ويُمَلِّكَه عليه، وهؤلاء هم من يسميهم السفر العذارى. وهناك درجات أقل وهؤلاء هن بنات أورشليم وبنات صهيون، وهؤلاء ما زالوا يزعجون المسيح بخطاياهم وضعف إيمانهم. وهؤلاء هن العذارى الجاهلات. هؤلاء ما زال قلبهم منقسم بين محبة المسيح ومحبة العالم. ونجد العروس تدعوهم باستمرار للدخول للعمق، وأن يكفوا عن إزعاج العريس بخطاياهم وقلة إيمانهم، وهذه هي دعوة الكنيسة لشعبها.

الأخت الصغيرة: هي تمثل غير المؤمنين أصلًا. وهم من يقال عنهم الأمم.

أصدقاء العريس: يمثلون السمائيين الذين يفرحون بخاطئ واحد يتوب.

 الحرس الطائف في المدينة: في الأصحاح الثالث هم خدام يرشدون النفس عن من هو المسيح. وفي الأصحاح الخامس هم أدوات في يد الله يفضحون النفس فتعود للمسيح. إذن نفهم أنهم عمومًا أدوات في يد الله لتصحيح مسار النفس لتعود للمسيح إذا ضلت سواء بالوعظ أو بالتأديب.

 

14- العريس هنا هو سليمان ومعنى اسمه سلام فهو رمز للمسيح ملك السلام. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ونجد أنه أطلق اسمه على عروسه (الكنيسة أو النفس البشرية) فأسماها شولميث (مؤنث سلام).

 

15- السفر هو أنشودة حب، مسجلة برموز غزلية ولكنها تحمل معانٍ سمائية أكثر عمقًا مما يحمله ظاهرها، ومن يفهمها يترنم بها روحيًا، ولكن هذا لمن صارت له الحواس مدربة (عب14:5).

 

16- ولا بُد من فهم السفر رمزيًا فهناك أوصاف للعروس يستحيل توجيهها لعروس على المستوى الجسدي ونأخذ بعض الأمثلة على ذلك:

St-Takla.org Image: The writings of King Solomon: Proverbs, Song of Songs and the Book of Wisdom  (1 Kings 4:29-32) صورة في موقع الأنبا تكلا: كتابات الملك سليمان "الأمثال ونشيد الأنشاد والحكمة" (ملوك الأول 4: 29-32)

St-Takla.org Image: The writings of King Solomon: Proverbs, Song of Songs and the Book of Wisdom (1 Kings 4:29-32)

صورة في موقع الأنبا تكلا: كتابات الملك سليمان "الأمثال ونشيد الأنشاد والحكمة" (ملوك الأول 4: 29-32)

‌أ- هل تطلب عروس وتفتخر بأن العذارى يحبون عريسها، بينما كل عروس تريد أن تستأثر بحب عريسها لوحدها (نش 3:1).

‌ب- ولنفرض أنها تفتخر بهذا، أن العذارى يحبون عريسها، وهي قد أخذته منهن، لكن أليس من العجيب أن تقول "إجذبني وراءك فنجري" (نش 4:1)، هل هي تريد الأخريات معها.

‌ج- هل يقول عريس لعروسه [شَعْرُكِ كَقَطِيعِ ماعز] (نش 4: 1) وأسنانك كقطيع جزائز (نش 4: 2) "عنقك كبرج داود المبني للأسلحة" (نش 4:4) أو "أنت مرهبة كجيش بألوية" (نش 4:6) أو "أنفك كبرج لبنان" (نش 4:7). هذا الكلام لا يقال لعروس على المستوى الجسدي، بل يقال للكنيسة التي أرهبت أمم وأرهبت إبليس.

‌د- هل تطلب عروس من عريسها أن يقبلها شخص آخر (نش 1: 2).

‌ه- هل هناك عدة رجال يحبون العروس وعريسها يقبل هذا (نش 1: 11).

‌و- هل تطلب عروس من صاحباتها يدخلن على عريسها ليوقظوه، وأحيانًا أخرى تطلب منهن أن لا يوقظوه (نش 2: 7).

 

17- لماذا استخدم الوحي الإلهي هذا الأسلوب؟ نجد أن الله في الكتاب المقدس يستخدم أسلوب البشر في التعامل والكلام، فكما نقول عين الله ويد الله وعرش الله. وكما نقول أن الله يغضب إعلانًا عن وقوعنا تحت العدل الإلهي، هكذا ليعبر الوحي الإلهي عن علاقة الحب الروحي والسري بين الله والنفس البشرية استخدم نفس الأسلوب الذي نتعامل به في حياتنا البشرية.

 

18- كيف يفسر اليهود هذا السفر؟ هم يقولون أن العروس هي شعب اليهود، وأن العريس هو الله الذي أخرجهم من أرض مصر، وهم يرون أن إتحاد الشعب مع الله سيكمل بالمسيح، الذي ما زالوا ينتظرونه!!

St-Takla.org                     Divider

← تفاسير أصحاحات نشيد: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8

 


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/24-Seft-Nashid-El-Anshad/Tafseer-Sefr-Nasheed-El-Anasheed__00-introduction.html

تقصير الرابط:
tak.la/gtc3ybv