St-Takla.org  >   books  >   fr-morcos-dawoud  >   incarnation-of-the-word
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تجسد الكلمة للقديس أثناسيوس الرسولي - القمص مرقس داود

9- الفصل السادس: إنقاذ الله للجنس البشري من الفناء، وإحياء صورة الله فيه | لماذا لن يفنى آدم | صلاح الله ورحمته وعدله

 

الفصل السادس: 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10

إذن فقد كان الجنس البشري سائِرًا إلى الفناء، وكانت صورة الله فيه سائِرَة إلى الاضمحلال، وتلف عمله. ولهذا كان أمام الله أحد أمرين. إما أن يَتَنَازَل عن كلمته التي نطق بها، والتي جلب بها الإنسان على نفسه الخراب. أو أن يُهْلِك الإنسان الذي شارك الكلمة. وفي هذه الحالة يفشل قَصْد الله، فماذا إذن؟ أَيَحْتَمِل صلاح الله هذا؟ وان كان الأمر كذلك فلماذا خلق الإنسان؟ لو أن هذا حدث لدل على ضعف الله لا على صلاحه.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

1- إذن فمن أجل هذا ساد الموت البشر وَعَمَّهُم الفساد، وكان الجنس البشري سائرًا نحو الهلاك the race of man was perishing، وكان الإنسان العاقِل الذي خُلق على صورة الله آخذًا في الاختفاء، وكانت صنعة الله آخذة في الانحلال.

 

St-Takla.org Image: Adam and Eve driven out of the Garden of Eden - from "The Story of the Bible". book by Charles Foster, Drawings by F.B. Schell and others, 1873. صورة في موقع الأنبا تكلا: أدم وحواء يطردان من جنة عدن - من كتاب "قصة الإنجيل"، إصدار تشارلز فوستر، رسم ف. ب. شيل وآخرون، 1873 م.

St-Takla.org Image: Adam and Eve driven out of the Garden of Eden - from "The Story of the Bible". book by Charles Foster, Drawings by F.B. Schell and others, 1873.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أدم وحواء يطردان من جنة عدن - من كتاب "قصة الإنجيل"، إصدار تشارلز فوستر، رسم ف. ب. شيل وآخرون، 1873 م.

2- لأن الموت، كما قلت سابقًا، صارت له سيادة شرعية علينا(25) منذ ذلك الوقت، وكان مستحيلًا أن يُنْقَض الناموس، لأن الله هو الذي وضعه بسبب التعدي(26)، وأصبحت النتيجة في الحال مرعبة حقًا وغير لائقة the result was in truth at once monstrous and unseemly.

 

3- لأنه (أولًا) كان أمرًا مُرْعِبًا لو أن الله بعد ما تكلم يصير كاذبًا، إن كان بعد أن أصدر حكمه على الإنسان بأن يموت موتًا إن تَعَدَّى الوصية لا يموت، بل تَبْطُل كلمة الله. ولو كان الإنسان لم يَمُت بعد أن قال الله أننا نموت، لأصبح الله غير صادق.

 

4- (ثانيًا) وكان أيضًا أمرًا غير لائق أن الخليقة التي خُلِقَت عاقِلَة، والتي شاركت “الكلمة”، يصبح مصيرها الهلاك، وترجع إلى عدم والوجود بالفساد.

 

5- لأنه مما لا يتفق مع صلاح الله أن تفنى خليقته بسبب الغواية التي أدخلها الشيطان على البشر.

 

6- وبصفة خاصة كان غير لائق على الإطلاق أن تتلاشى صنعة الله بين البشر، إما بسبب إهمالهم، أو بسبب غواية الأرواح الشريرة.

 

7- ولو كان مصير الخليقة العاقلة قد بات إلى الهلاك، وصار مَآَل هذه المصنوعات إلى الفناء، فما الذي يفعله الله في صلاحه إذن؟ أَيَحْتَمِل بأن يرى الفساد يسود البشر، والموت ينشب أظافره فيهم؟ وما الفائدة من خلقتهم منذ البدء؟ لأنه كان خيرًا لهم لو لم يخلقهم من أن يُخلقوا ثم يهملون ويفنون For better were they not made, than once made, left to neglect and ruin.

 

8- لأن الإهمال لا يعلن صلاح الله بل ضعفه، إن كان يسمح لِخِلْقَة يديه بالفناء بعد أن خلقها، وكان بالأحرَى يتبين ضعفه لو لم يكن قد خلق الإنسان على الإطلاق.

 

9- لأنه لو لم يكن قد خلق جنس البشر لَمَا تجاسر إنسان أن ينسب إليه الضعف. أما وقد خلقه، وخلقه من العدم، فقد كان يُعد أمرًا مُشينًا جدًا أن يفنى المخلوق على مرأى من الخالق.

 

10- لهذا أصبح أمرًا محتمًا ألا يُتْرَك الإنسان لتيار الفساد، لأن ذلك يعتبر عملًا غير لائق، ولا يتفق مع صلاح الله.

← انظر كتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(25) (تكوين 2: 25).

(26) (غلاطية 3: 19).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/incarnation-of-the-word/men.html

تقصير الرابط:
tak.la/p7qfpn3