St-Takla.org  >   books  >   fr-morcos-dawoud  >   incarnation-of-the-word
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تجسد الكلمة للقديس أثناسيوس الرسولي - القمص مرقس داود

10- الفصل السابع: هل كان يكفي توبة آدم عن التعدي؟ | طبيعة الله الصالحة | الخطية الأصلية والفساد | الحاجة للنعمة الإلهية للرجوع لصورة الله

 

الفصل السابع: 1 | 2 | 3 | 4 | 5

على أننا من الجهة الأخرى نعلم أن طبيعة الله ثابتة، ولا يمكن أن تضحي من أجلنا، أيدعي البشر إذن التوبة؟ لكن التوبة لا تستطيع أن تَحُول دون تنفيذ الحكم، كما أنها في الوقت نفسه لا تستطيع أن تداوي الطبيعة البشرية الساقطة. فنحن قد جلبنا الفساد على أنفسنا ونحتاج لإعادتنا إلى نعمة صورة الله، ولا يستطيع أحد أن يجدد الخلق إلا الخالق فهو وحده الذي يستطيع:

  1. أن يخلق الجميع من جديد recreate all،

  2. أن يتألم من أجل الجميع suffer for all،

  3. أن يقدم الجميع إلى الآب represent all to the Father.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Adam and Eve driven out of the Garden of Eden - from "The Story of the Bible". book by Charles Foster, Drawings by F.B. Schell and others, 1873. صورة في موقع الأنبا تكلا: أدم وحواء يطردان من جنة عدن - من كتاب "قصة الإنجيل"، إصدار تشارلز فوستر، رسم ف. ب. شيل وآخرون، 1873 م.

St-Takla.org Image: Adam and Eve driven out of the Garden of Eden - from "The Story of the Bible". book by Charles Foster, Drawings by F.B. Schell and others, 1873.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أدم وحواء يطردان من جنة عدن - من كتاب "قصة الإنجيل"، إصدار تشارلز فوستر، رسم ف. ب. شيل وآخرون، 1873 م.

1- وإن كنا قد وصلنا إلى هذه النتيجة، فإننا من الناحية الأخرى نجد مطالب الله العادلة تصطدم بها، إذ يجب أن يكون الله أمينًا وصادقًا من جهة حكم الموت الذي وضعه. لأنه كم يكون شنيعًا جدًا لو كان الله أبو الحق يظهر كاذبًا من أجلنا ومن أجل حياتنا؟

 

2- ومرة أخرى نقول: أي طريق كان ممكنًا أن يسلكه الله؟ أيطلب من البشر التوبة عن تعدياتهم؟ -وهذا قد يُرى لائقًا بالله- لعلهم كما ورثوا الفساد بسبب التعدي transgression ينالون عدم الفساد بسبب التوبة repentance.

 

3- ولكن التوبة (أولًا) لا تستطيع أن توفي مطلب الله العادِل، لأنه إن لم يظل الإنسان في قبضة الموت يكون الله غير صادق (ثانيًا) تعجز أن تغير طبيعة الإنسان، لأن كل ما تفعله هو أنها تقف حائلًا بينه وبين ارتكاب الخطية.

 

4- ولو كان الأمر مجرد خطأ بسيط ارتكبه الإنسان، ولم يتبعه الفساد، فقد تكون التوبة كافية. أما وقد علمنا أن الإنسان بمجرد التعدي انحرف في تيار الفساد، الذي كان طبيعة له، وُحُرِمَ من تلك النعمة التي سبق أن أُعطيت له وهي مماثِلة لصورة الله، فما هي الخطوة التالية التي كان يستلزمها الأمر، أو مَنْ الذي كان يستطيع أن يعيد إليه تلك النعمة، ويرده حالته الأولى، إلا كلمة الله الذي خلق كل شيء من العدم في البدء؟

 

5- لهذا كان أمام كلمة الله مرة أخرى أن يأتي بالفاسِد إلى عدم فساد، وفي نفس الوقت أن يوفي مطلب الآب العادِل المُطَالَب به الجميع maintain intact the just claim of the Father upon all. وحيث أنه هو كلمة الآب ويفوق الكل، فكان هو وحده الذي يليق بطبيعته أن يجدد خلقة كل شيء، وان يتحمل الآلام عوضًا عن الجميع وأن يكون نائبًا(27) عن الجميع لدى الآب to be ambassador for all with the Father.

← انظر كتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(27) أو “شفيعًا”، أو “سفيرًا” كبعض الترجمات.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/incarnation-of-the-word/adam.html

تقصير الرابط:
tak.la/wgr7v83