St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   nt  >   church-encyclopedia  >   peter1
 
St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   nt  >   church-encyclopedia  >   peter1

شرح الكتاب المقدس - الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة

شرح لكل آية

بطرس الأولى 1 - تفسير رسالة بطرس الأولى

 

* تأملات في كتاب رسالة بطرس الرسول الأولى:
تفسير رسالة بطرس الأولى: مقدمة رسالة بطرس الأولى | بطرس الأولى 1 | بطرس الأولى 2 | بطرس الأولى 3 | بطرس الأولى 4 | بطرس الأولى 5

نص رسالة بطرس الأولى: بطرس الأولى 1 | بطرس الأولى 2 | بطرس الأولى 3 | بطرس الأولى 4 | بطرس الأولى 5 | بطرس الأولى كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25

St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الأَصْحَاحُ الأَوَّلُ

الخلاص

 

(1) التحية الرسولية (ع1-2)

(2) أفراح الخلاص (ع3-8)

(3) الخلاص هدف الأنبياء (ع9-12)

(4) واجبنا نحو الخلاص (ع 13-17)

(5) عظمة الخلاص (ع 18-25)

 

(1) التحية الرسولية (ع1-2):

1 بُطْرُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى الْمُتَغَرِّبِينَ مِنْ شَتَاتِ بُنْتُسَ وَغَلاَطِيَّةَ وَكَبَّدُوكِيَّةَ وَأَسِيَّا وَبِيثِينِيَّةَ، الْمُخْتَارِينَ 2 بِمُقْتَضَى عِلْمِ اللهِ الآبِ السَّابِقِ، فِي تَقْدِيسِ الرُّوحِ لِلطَّاعَةِ، وَرَشِّ دَمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لِتُكْثَرْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ.

 

ع1: المتغربين: 1- اليهود المتنصرين الساكنين في بلاد العالم ومتغربين عن اليهودية.

2- المؤمنين عمومًا غرباء في العالم لأن وطنهم هو السماء.

شتات: اليهود المتنصرين الذين تشتتوا من جراء الاضطهاد اليهودي لهم في اليهودية وذهبوا إلى بلاد العالم المختلفة.

بنتس وغلاطية وكبدوكية وآسيا وبيثينية: بلاد موجودة في آسيا الصغرى وهي تركيا حاليًا.

يوجه بطرس الرسول رسالته إلى اليهود المتنصرين الذين تشتتوا في بلاد آسيا الصغرى وأيضًا إلى كل المؤمنين في العالم الذين يعانون من اضطهادات بسبب مسيحيتهم.

 

ع2: علم الله السابق: الله الآب يعرف من سيؤمنون به، فهذا يظهر محبته واهتمامه بأولاده منذ الأزل.

تقديس الروح للطاعة: الروح القدس يقدِّس المؤمنين ويكرِّس قلوبهم ليطيعوا وصايا الله.

رش دم يسوع المسيح: دم المسيح الذي يخلُص المؤمنين به من خطاياهم ويعطيهم الملكوت السماوي. وقد استخدم تعبير "رش دم" وهو تعبير من الشريعة اليهودية التي كانت ترش دم الحيوانات التي ترمز إلى دم المسيح الفادي.

يرسل محبة الثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الذي يعمل في المؤمنين ويهبهم نعمته وسلامه التي يتمناها ويرسلها لهم بطرس الرسول.

قدم كلمات تشجيع بتمنيات عمل الله لمن تقابلهم حتى تفرح قلوبهم وتجذبهم للتفكير في الله والإتِّكال عليه.

St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Arabic Bible verse: "Blessed be the God and Father of our Lord Jesus Christ, who according to His abundant mercy has begotten us again to a living hope through the resurrection of Jesus Christ from the dead" (1 Peter 1: 3) - Arabic calligraphy, by Adib. صورة في موقع الأنبا تكلا: نص آية "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي، بقيامة يسوع المسيح من الأموات" (بطرس الأولى 1: 3) - فن بالخط العربي، الخطاط: أديب.

St-Takla.org Image: Arabic Bible verse: "Blessed be the God and Father of our Lord Jesus Christ, who according to His abundant mercy has begotten us again to a living hope through the resurrection of Jesus Christ from the dead" (1 Peter 1: 3) - Arabic calligraphy, by Adib.

صورة في موقع الأنبا تكلا: نص آية "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي، بقيامة يسوع المسيح من الأموات" (بطرس الأولى 1: 3) - فن بالخط العربي، الخطاط: أديب.

(2) أفراح الخلاص (ع3-8):

3 مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِى، حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ، وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَىٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ، 4 لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ، 5 أَنْتُمُ الَّذِينَ بِقُوَّةِ اللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلاَصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ. 6 الَّذِى بِهِ تَبْتَهِجُونَ، مَعَ أَنَّكُمُ الآنَ، إِنْ كَانَ يَجِبُ، تُحْزَنُونَ يَسِيرًا بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، 7 لِكَىْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِىَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِى، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 8 الَّذِى، وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ، تُحِبُّونَهُ. ذَلِكَ، وَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَرَوْنَهُ الآنَ، لَكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ،

 

ع3: يبارك الله الآب الذي قدم لنا برحمته الغنية الميلاد الجديد بالمعمودية، إذ كان الإنسان يولد حسب الجسد تحت حكم الموت، أما المولود حسب الروح فهو ابن لله ووريث مع المسيح برجاء حى في الأبدية وعربونه قيامة الرب من بين الأموات.

 

ع4: هذا الميراث الروحي سماته:

(1) لا يفنى: أي باقي إلى الأبد.

(2) لا يتدنَّس: لا يتنجس بالخطايا التي تركناها بالتوبة أثناء حياتنا على الأرض.

(3) لا يضمحل: أي لا يزول.

(4) محفوظ في السماوات: يحرسه لنا الله وينتظرنا في السماء بعد إكمال جهادنا على الأرض.

فلنتمسك بالإيمان والرجاء بفرح ولا نيأس من الآلام الحاضرة الوقتية.

 

ع5: الله يحفظنا في الإيمان ويحرسنا من حروب إبليس لكي نكمل جهادنا وننال الخلاص في يوم الدينونة العظيم.

 

ع6: هذا الخلاص يفرح قلوبكم، مع أنكم ستواجهون تجارب واضطهادات من العالم تحزنكم مؤقتًا أثناء حياتكم على الأرض، ولكن لا تنزع فرحكم وسلامكم الذي سيكمل في السماء حيث تزول كل الأحزان.

 

ع7: يشبه الإيمان بالذهب الذي يُنَقَّى بالنار لتزول عنه الشوائب فيظهر لمعانه، هكذا الإيمان يتنقى من شوائب الضعف والخطية من خلال التجارب التي ترمز إليها النار، فيصير عظيمًا (يتذكر) ويمدحه الله في يوم الدينونة وبسببه يدخلنا إلى أمجاد السماء.

 

ع8: أثناء حياتنا على الأرض نؤمن بالمسيح ونحبه فنحتمل الضيقات من أجله وتفرح قلوبنا بعشرته إذ نؤمن بوجوده معنا، وإن كنا لا نراه بعيوننا المادية ولكن نشعر بعمله فينا، فنفرح فرحًا لا يُعَبَّر عنه هنا على الأرض عربونًا لما سنناله من أفراح السماء.

وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.

St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(3) الخلاص هدف الأنبياء (ع9-12):

9 نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ: خَلاَصَ النُّفُوسِ. 10 الْخَلاَصَ الَّذِي فَتَّشَ وَبَحَثَ عَنْهُ أَنْبِيَاءُ، الَّذِينَ تَنَبَّأُوا عَنِ النِّعْمَةِ الَّتِي لأَجْلِكُمْ، 11 بَاحِثِينَ أَىُّ وَقْتٍ، أَوْ مَا الْوَقْتُ، الَّذِي كَانَ يَدُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذِي فِيهِمْ، إِذْ سَبَقَ فَشَهِدَ بِالآلاَمِ الَّتِي لِلْمَسِيحِ، وَالأَمْجَادِ الَّتِي بَعْدَهَا. 12 الَّذِينَ أُعْلِنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ، لَيْسَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لَنَا، كَانُوا يَخْدِمُونَ بِهَذِهِ الأُمُورِ، الَّتِي أُخْبِرْتُمْ بِهَا أَنْتُمُ الآنَ، بِوَاسِطَةِ الَّذِينَ بَشَّرُوكُمْ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُرْسَلِ مِنَ السَّمَاءِ. الَّتِي تَشْتَهِى الْمَلاَئِكَةُ أَنْ تَطَّلِعَ عَلَيْهَا.

 

ع9: يوجِّه الرسول المؤمنين إلى أن هدفهم من الإيمان بالمسيح هو نوال الخلاص الأبدي في ملكوت السموات. وهذا الخلاص نستمر في نواله على الأرض إذ يقول "نائلين"، ويتم هذا في الكنيسة من خلال الأسرار المقدسة ووسائط النعمة. والترجمة الأصلية "خلاص نفوسكم" وليس "خلاص النفوس".

 

ع10: الخلاص الذي تمَّمَه المسيح على الصليب ونناله من خلال أسرار الكنيسة إشتهاه وبحث عنه الأنبياء وتنبأوا عنه في العهد القديم.

 

ع11: روح المسيح الذي فيهم: الروح القدس.

الروح القدس كشف للأنبياء حياة المسيح وآلامه وقيامته ولكنهم لم يعرفوا بالضبط ميعاد إتمام هذا الخلاص، وحتى دانيال النبي الذي أُعْلِنَ له الوقت لم يستوعب ويفهم هذه المعاني لأجل عظمة هذا الخلاص. وتوجد نبوات كثيرة عن آلام المسيح مثل (إش53، دا9: 27)، وكذلك نبوات كثيرة عن قيامة المسيح وصعوده مثل (مز16: 8-11، إش38: 11).

 

ع12: فهم الأنبياء أن نبوتهم ستتم بعد مدة وأنهم لن يعاينوا هذا الخلاص بأعينهم ولكن نحن الذين تمتعنا بهذه البشارة عن طريق الرسل ونلنا هذا الخلاص. وأيضًا الملائكة كانت تشتهى أن ترى إتمام هذا الخلاص الذي سمعت عنه. وهكذا كان الأنبياء خدام للخلاص بنبواتهم عنه، ونلناه نحن في العهد الجديد بفداء المسيح.

ليت خلاصك من الخطية وتمتعك بعشرة المسيح يكون هدفك الوحيد، فلا تتعطل عنه وأنت تتمم أهدافك الأخرى، بل تنازل عن كل ما يعطِّلك وذكِّر نفسك بهذا في بداية كل يوم.

St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(4) واجبنا نحو الخلاص (ع 13-17):

13 لِذَلِكَ، مَنْطِقُوا أَحْقَاءَ ذِهْنِكُمْ صَاحِينَ، فَأَلْقُوا رَجَاءَكُمْ بِالتَّمَامِ عَلَى النِّعْمَةِ الَّتِي يُؤْتَى بِهَا إِلَيْكُمْ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 14 كَأَوْلاَدِ الطَّاعَةِ، لاَ تُشَاكِلُوا شَهَوَاتِكُمُ السَّابِقَةَ فِي جَهَالَتِكُمْ، 15 بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ. 16 لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّى أَنَا قُدُّوسٌ.» 17 وَإِنْ كُنْتُمْ تَدْعُونَ أَبًا الَّذِي يَحْكُمُ، بِغَيْرِ مُحَابَاةٍ، حَسَبَ عَمَلِ كُلِّ وَاحِدٍ، فَسِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ،

 

ع13: لذلك: لأجل أهمية هذا الخلاص وأمجاده.

منطقوا أحقاء ذهنكم: إضبطوا أفكاركم بعيدًا عن كل شر وتشدَّدوا بكلام المسيح للجهاد والسعى في طريق الملكوت.

صاحين: الإنتباه واليقظة الروحية لرفض كل شر وانتهاز الفرص للحياة مع الله.

النعمة التي يؤتى بها إليكم: الخلاص الكامل الذي تنالونه في الملكوت.

عند استعلان يسوع المسيح: يوم الدينونة الذي يُكافَأ فيه الأبرار.

يحدد الرسول واجباتنا نحو هذا الخلاص بما يلى:

أولًا: إستعداد الذهن: ينبغي أن نُعِدّ أفكارنا وننتبه بكل حواسنا وإمكانياتنا للجهاد الروحي.

ثانيًا: الرجاء: لا ننزعج من أجل آلام هذه الحياة المؤقتة ولكن نَتَّكِل برجاء ثابت على نعمة الله التي ستهبنا الخلاص في الملكوت وتعوِّضنا عن أتعاب هذه الحياة.

 

ع14: ثالثًا: التوبة: لأن المؤمنين هم أولاد الله، فينبغي أن يطيعوا وصاياه ويتوبوا عن شهواتهم الشريرة السابقة التي عاشوا فيها عندما كانوا يجهلونه وبعيدين عنه قبل الإيمان.

 

ع15، 16: رابعًا: القداسة: يدعوهم لتقديس وتكريس قلوبهم لله وذلك بسلوكهم الحسن متمثلين بالمسيح القدوس كما كتب في (لا11: 44).

 

ع17: خامسًا: السلوك بخوف الله:

إن كان الله أبانا الحنون والذي فدانا بحبه على الصليب، فهو أيضًا الديَّان العادل الذي يحكم على أخطائنا. فانتباهنا إلى عدل الله يجعلنا نخافه ونشعر بغربتنا عن هذا العالم الفانى فنترك خطايانا ونحترم وجوده معنا ونرضيه في كل شيء.

مخافة الله تحميك من كل خطية. فتذكر كل يوم أنك ستقابل الله الديان العادل لتتوب وتبتعد عن كل شر يدنسك وتحيا في قداسة وتطمئن في كل خطواتك.

St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(5) عظمة الخلاص (ع 18-25):

18 عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ، لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، 19 بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، 20 مَعْرُوفًا سَابِقًا قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلَكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، 21 أَنْتُمُ الَّذِينَ بِهِ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْطَاهُ مَجْدًا، حَتَّى إِنَّ إِيمَانَكُمْ وَرَجَاءَكُمْ هُمَا فِي اللهِ. 22 طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ، بِالرُّوحِ، لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ، فَأَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ. 23 مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ. 24 لأَنَّ كُلَّ جَسَدٍ كَعُشْبٍ، وَكُلَّ مَجْدِ إِنْسَانٍ كَزَهْرِ عُشْبٍ. الْعُشْبُ يَبِسَ وَزَهْرُهُ سَقَطَ، 25 وَأَمَّا كَلِمَةُ الرَّبِّ فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ. وَهَذِهِ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي بُشِّرْتُمْ بِهَا.

 

ع18، 19: سيرتكم الباطلة: حياتكم القديمة التي كانت بعيدة عن الله، فمع كونها تبدو مستقيمة ولكنها لم تؤهلهم تأهيلًا حقيقيًا لانتظار المسيح.

تقلدتموها من الآباء: تعلمتموها واكتسبتموها من آبائكم اليهود.

كما من حمل بلا عيب: كان يقدم كذبائح في الشريعة اليهودية حمل ليس به أي عيوب، وهذا كان يرمز للمسيح الذي يُذْبَح عنَّا على الصليب.

يظهر عظمة الخلاص الذي ينالونه في الكنيسة وأُعتِقوا به من عبودية الخطية والحياة القديمة البعيدة عن الله، هذا ليس بدفع ثمن مادي مثل الفضة والذهب وهي أمور مادية زائلة، ولكن بدفع أغلى ثمن وهو دم المسيح الكريم الذي كانت ترمز إليه دماء الحيوانات المقدمة في العهد القديم، وهو أكرم وأعظم من دماء الحيوانات.

 

ع20: هذا الخلاص كان في علم الله الأزلي قبل أن يخلق العالم، فهو بعلمه يعرف أن الإنسان سيخطئ ويحتاج إلى فداء وبحبه كان مستعدًا لذلك. وكانت شرائع العهد القديم ترمز وتشير لهذا الخلاص الذي أُعلِنَ في ملء الزمان بدم المسيح الذي يخلِّص كل من يؤمن به في العالم كله.

 

ع21: به تؤمنون بالله: بالمسيح الفادي يتقوى ويثبت إيمانكم بالله.

فداء المسيح الذي حقَّق كل النبوات يثبت إيمان اليهود، خاصة بعدما عرفوا أنه قام من الأموات وصعد بمجد إلى السموات، فيتعلق رجاءهم بالأبدية.

 

ع22: إذ لنا هذا الخلاص، نهتم بطاعة وصايا المسيح وهي الحق وذلك بمعونة الروح القدس، فتتطهَّر قلوبنا من كل خطية ونستطيع حينئذ أن نحب بعضنا البعض بعمق وشدة من القلب.

 

ع23: يتذكر المؤمن أنه مولود ولادة ثانية من المسيح الكلمة خلال سر المعمودية وليس مجرد الولادة الأولى الجسدية التي لا تنزع عن الإنسان الخطية وتعرِّضه للعذاب الأبدي أما الولادة الثانية فتعده لنوال الخلاص الكامل في الأبدية السعيدة. فالولادة الجسدية يشبهها بزرع سيموت أي أن الجسد سيتحلل في التراب، أما الولادة الثانية فهي زرع روحي أي تعدنا لملكوت السموات.

 

ع24: يشبه حياة الإنسان على الأرض بعشب أي نبات يستمر بضعة شهور ثم يسقط ويجف. هكذا أيضًا حياة الإنسان بكل أمجادها المادية ستنتهي بالموت مهما بدا المجد عظيمًا مثل الزهور الجميلة، فهي ستذبل وتسقط على الأرض وتموت.

 

ع25: البشارة التي قبلوها هي بشارة بالمسيح الكلمة والذي يعطينا حياة تثبت إلى الأبد في السموات.

أنظر إلى نعمة معرفتك للمسيح وكل ما تناله منه في الكنيسة حتى تهتم بصلواتك فيها وتتوب عن خطاياك، لتتمتع ببركات الخلاص طوال أيامك على الأرض إلى أن يكمل في السماء.

St-Takla.org Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات بطرس الأولى: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/peter1/chapter-01.html

تقصير الرابط:
tak.la/c46qrfb