St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   lord-how
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يا رب لماذا..؟ - البابا شنوده الثالث

20- فلا أخاف

 

St-Takla.org Image: Young women standing up for prayer at church - from the book: Picture puzzles, or, How to read the Bible by symbols, by Beard, Frank, 1899. صورة في موقع الأنبا تكلا: فتيات وشابات يصلين في الكنيسة - من كتاب ألغاز مصورة: كيف تقرأ الكتاب المقدس من خلال الرموز، فرانك بيرد، 1899 م.

St-Takla.org Image: Young women standing up for prayer at church - from the book: Picture puzzles, or, How to read the Bible by symbols, by Beard, Frank, 1899.

صورة في موقع الأنبا تكلا: فتيات وشابات يصلين في الكنيسة - من كتاب ألغاز مصورة: كيف تقرأ الكتاب المقدس من خلال الرموز، فرانك بيرد، 1899 م.

"فلا أخاف من ربوات الجموع المحيطين بي، القائمين عليَّ".

أولاد الله لا يخافون مطلقًا، مهما أحاط بهم العدو. شعورهم بوجود الله معهم يطرح عنهم كل خوف...

والله نفسه يقول لأولده "لا تخافوا" ,, لقد قال لأبينا إبراهيم: "لا تخف يا أبرام، أنا ترس لك" (تك 15: 1). وقال ليشوع بن نون: "تشدد وتشجع. لا ترهب ولا ترتعب، لأن الرب معك حيثما تذهب. لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك" (يش 1: 9، 5). وقال لبولس الرسول: "لا تخف بل تكلم ولا تسكت. لأني أنا معك، ولا يقع بك أحد ليؤزك" (أع 18: 9، 10).. وما أكثر ما قاله الله لأولاده: "لا تخافوا" أنه يقول لتلاميذه "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد" (مت 10: 28) ويطمئنهم قائلًا: "أما انتم فجميع شعور رؤوسكم محصاه"..

إنما يخاف الذين لا يشعرون بوجود الله في حياتهم، أو الذين يشعرون انهم انفصلوا عن الله بخطاياهم، فانفصلوا بالتالي عن المعونة والقوة الحافظة.

أما داود فكان يدرك تمامًا مقدار الصلة بينه وبين الله، لذلك لم يخف بل في وسط الضيقة، وقيام جيوش أبشالوم عليه، يضطجع داود وينام مطمئنًا، لأنه لا يخاف. ينام وهو واثق أن الله ساهر على سلامته. وتغني له الملائكة قائلة: "لا ينعس حافظك... لا ينعس ولا ينام... الرب يحفظك من كل سوء الرب يحفظ نفسك. الرب يحفظ دخولك وخروجك" (مز 121). لذلك فإن داود ينام وهو غير خائف، تاركًا لله الساهر أن يحفظ سلامته، بل أنه يقول:

"إن سِرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا لأنك أنت معي" (مز 23).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

وهكذا لم يخف دانيال حينما القوة في جُبِّ الأُسُود، ولم يخف الثلاث فتية حينما ألقوهم في النار، ولم يخف الشهداء وهم يقادون إلى الموت، أو وهم يحتملون كل صنوف التعذيب... ولم يخف داود من حركة أبشالوم ضده. بل هو يقول: "الر بنوري وخلاصي ممن أخاف؟! الرب عاضد حياتي ممن أرتعب؟!" (مز 27: 1). وتسأله: لماذا أيها النبي العظيم؟ فيقول لك بالخبرة... بالخبرة ماذا؟ يقول بالخبرة "عند اقتراب الأشرار مني لياكلوا لحمي، مضايقي وأعدائي عثروا وسقطوا" ولذلك: "إن نزل على جيش، فلن يخاف قلبي، وإن قام على قتال، ففي ذلك أنا مطمئن" (مز 27: 2، 3).

"هم عثروا وسقطوا، ونحن قمنا واستقمنا" (مز 20: 8).

إنها خبرة الحياة بالنسبة إلى داود. خبرته في عمل الله معه، وفي عمل الله من أجله. إنها خبرته في صلواته المستجابة، وفي مراحم الله التي لا تتخلى عنه مطلقًا. ليعمل أعداؤه ما يشاءون، ولتلتف حوله ربوات الجموع المحيطين به القائمين عليه. يكفي لإبادتهم أن يقول: قم يا رب خلصني يا إلهي.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/lord-how/not-be-afraid.html

تقصير الرابط:
tak.la/4c678ff