St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   lord-how
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يا رب لماذا..؟ - البابا شنوده الثالث

21- قم يا رب خلصني يا إلهي

 

St-Takla.org Image: Loser, sad man walking. صورة في موقع الأنبا تكلا: شخص خاسر، رجل متضايق سائر.

St-Takla.org Image: Loser, sad man walking.

صورة في موقع الأنبا تكلا: شخص خاسر، رجل متضايق سائر.

لم يكن داود خائفًا، لكنه كان مقدرًا خطورة الموقف تمامًا. لذلك "قال لجميع عبيده الذين معه في أورشليم: قوموا بنا نهرب، لأنه ليست لنا نجاه من وجه أبشالوم. أسرعوا لئلا يبادر فيدركنا.." (2 صم 15: 14). قال ذلك لأن الخطر كان محدقًا به وبهم "وكان الشعب لا يزال يتزايد مع أبشالوم" (2 صم 15: 12)

ولكن الخطورة كانت فكرًا في عقله، ولم تكن خوفًا في قلبه.

لقد قَدَّر خطورة الموقف، ولكنه لم ينزعج لها، وإنما رأى علاج الأمر بالالتجاء إلى الله، فهو القادر أن ينجي لذلك قال: "قُمْ يا ربي خلصني يا إلهي"..

لم يترك الأخطار تنفرد به، بل وضع الله بينه وبينها. ولم يواجه تلك المتاعب بنفسه، وإنما ألقاها على الله. هو الذي يواجهها ويخلصه منها.

جميل أن يشعر الإنسان، أنه ليس هو الذي يخلص نفسه، إنما الله هو الذي يخلصه. وهذا المعنى واضح باستمرار في مزامير داود حيث يقول مثلًا: "خلصني يا رب فإن البار قد فنى، وقلت الأمانة من البشر" (مز 11: 11) "اللهم باسمك خلصني، وبقوتك أحكم لي" (مز 54: 1) "الآن عرفت أن الرب قد خلص مسيحه" (مز 20: 6) "احفظني يا الله لأني عليك توكلت" (مز 16: 1). "أنت إله خلاصي. إياك انتظرت اليوم كله" (مز 25: 5) "الرب نوري وخلاصي ممن أخاف؟!" (مز 27: 1 ويعوزنا الوقت إن أتينا بكل الأمثلة.

وكما يقول هنا: "قُمْ يا رب خلصني"، يقول أيضًا في أخر المزمور: "للرب الخلاص" (مز 3: 8)

لقد إختبر داود أن الخلاص هو عمل الرب، وليس هو إعتماد على ذراع البشر. جرب هذا الأمر في قتاله مع جليات، حيث قال له: "اليوم الرب يحسبك في يدي" (1صم 17: 46). وكما قال في تلك المناسبة: "الحرب للرب. وهو يدفعكم ليدنا" (1صم 17: 47)، فإنه يقول هنا أن الخلاص للرب.

حقًا أن الخلاص للرب. "وليس للرب مانع عن أن يخلص بالكثير أو بالقليل" (1صم 14: 6).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

وهنا نجد داود يقول في المزمور: قُمْ يا رب.

وتتردد هذه العبارة في مزاميره وفي الكتاب المقدس. ونقتبس منها في القداس الإلهي: "قُمْ يا رب وليتبدد جميع أعدائك. وليهرب من قدام وجهك كل مبغضي أسمك القدوس" وهي عبارة مأخوذة من (عد 10: 35)

ويجيب الرب قائلًا: "الآن أقوم -يقول الرب- أصنع الخلاص علانية" (مز 11). ويغني داود قائلًا: "يقوم الله يتبدد أعداؤه. ويهرب مبغضوه من أمام وجهه. كما يذري الدخان تذريهم" (مز 68: 1)

ليس هذا الأمر جديدًا عليك يا رب. فمراحمك واسعة كل يوم. وخلاصك نراه في كل لحظة.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/lord-how/arise-lord.html

تقصير الرابط:
tak.la/2svaxdz