St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   god-and-man
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الله والإنسان - البابا شنوده الثالث

59- المعرفة العقلية عن الله

 

المعرفة العقلية

 

وتسأل الناس، هؤلاء الذين يرفعون أيديهم قائلين "أبانا الذي في السموات"... تسألهم ما الذي يعرفونه عن هذا الآب السماوي. فأكثرهم معرفة يجيب: إنه الله الخالق. مالئ السموات والأرض، الأزلي وحده، الذي لا يحده مكان، القادر على كل شيء غير المحدود... ويكرر عبارات قراها في الكتب، دون أن يعرف صاحبها! عبارات صحيحة ولكنه لا يدرك أعماقها!

إنه يصف الله الذي تتحدث عنه الكتب، والمعاهد اللاهوتية، وعلم اللاهوت النظري، دون أية معرفة شخصية.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

ولكني أقول إن الكتب وحدها لا تكفي، والمحاضرات والمعلومات لا تكفي. كل ما تعمله أنها تملأ العقل أفكارًا، وقد يبقى القلب فارغًا، لا مشاعر فيه، ولا حب، ولا عاطفة ولا أحاسيس... إنها حالة إنسان يقرأ عن الله، ولا يعرفه! وعلى رأي أحد الآباء الذي قال "ماذا يفيدك أن تعرف كل المعلومات عن القدوس، إن كان الثالوث القدوس، إن كان الثالوث القدوس الغير ثابت فيك، وأنت غير ثابت فيه؟"

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

St-Takla.org Image: Our Lord and Savior Christ Jesus - Lake Tana Monasteries, Bahir Dar - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008. صورة في موقع الأنبا تكلا: ربنا ومخلصنا يسوع المسيح - من ألبوم صور أديرة بحيرة تانا، بحردار، الحبشة - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، من رحلة موقع الأنبا تكلا إلى إثيوبيا، إبريل - يونيو 2008 م.

St-Takla.org Image: Our Lord and Savior Christ Jesus - Lake Tana Monasteries, Bahir Dar - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008.

صورة في موقع الأنبا تكلا: ربنا ومخلصنا يسوع المسيح - من ألبوم صور أديرة بحيرة تانا، بحردار، الحبشة - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، من رحلة موقع الأنبا تكلا إلى إثيوبيا، إبريل - يونيو 2008 م.

إنها مجرد معرفة العقل، لا القلب...

معرفة العلماء، وليست معرفة العابدين، ولا المحبين.

وقد تتحول إلى جدل في اللاهوتيات، وصراعات حول المعرفة! وقد تحول علم اللاهوت إلى فلسفة لا يصل إلى مستواها إلا صفوة من المثقفين... وتسأل: من يعرف الله إذن...؟ وربما كما قال الكتاب "العلم ينفخ" (1كو18: 1). وكثيرون من الذين يتحدثون عن اللاهوتيات، ربما يرتفع قلبهم، ويتباهون بمعرفتهم. بينما يكون بعض البسطاء أكثر معرفة بالله منهم، وأقرب إلى قلب الله منهم.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

كان أبونا آدم في بساطته وبراءته يعرف الله...

ولكنه لما أكل من شجرة المعرفة، صار جاهلًا!

ولعل جهله قد ظهر في قوله للرب "سمعت صوتك في الجنة فخشيت، لأني عريان فاختبأت" (تك3: 10). مجرد اختبائه يدل على جهله بالله. لأنه لو كان يعرفه حقًا، لعرف أن الاختباء خلف الأشجار لا يمكن أن يخفيه عن الله، لأن الله يراه أينما كان، بل يرى أيضًا ما هو داخل قلبه وداخل فكره... كذلك آدم لم يعرف الله في محبته وفي مغفرته.

واستمر جهل الناس بالله، واستمر بعدهم عنه...

وهكذا نرى السيد المسيح يقول في مناجاته الطويلة للآب:

"أيها الآب البار، إن العالم لم يعرفك. أما أنا فعرفتك" (يو17: 25).

العالم لم يعرف الله، بما في ذلك اليهود الذين كانوا يعبدونه، ويقربون له الذبائح والمحرقات، ويقيمون له الأعياد، ويصلون ويصومون. ويؤمنون به إيمانًا صحيحًا. ولكنه كان مجرد إيمان عقلي، لون من المعرفة العقلية. ولم توصلهم تلك المعرفة ولا ذلك الإيمان إلى محبة الله... يقول القديس يعقوب الرسول "والشياطين أيضًا يؤمنون ويقشعرون" (يع2: 20). إنه إيمان عقلي، مبني على مجرد معرفة عقلية لا تجدي، لأنها بغير حب. لذلك قال السيد المسيح عن تلاميذه، في نفس مناجاته للآب:

"عَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ، لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ، وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ" (يو17: 26).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/god-and-man/intellectual-knowledge-about-god.html

تقصير الرابط:
tak.la/frkrh92