St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   god-and-man
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الله والإنسان - البابا شنوده الثالث

13- أبرع جمالًا من بني البشر | جميل ومُحِب للجمال

 

أبرع جمالًا من بني البشر (مز2:45).

 

جميل ومحب للجمال

 

إن الله كامل في كل شيء، والجمال فرع من كماله.

إنه جميل في كماله، وكامل في جماله...

قيل عنه في المزامير إنه "أبرع جمالًا من بني البشر" (مز2:45) وقيل إنه "نور لا يُدْنَى منه" (1تي 16:6)، وأنه "النور الحقيقي" (يو9:1). اشتهَى داود جمال الرب فقال "واحدة طلبت من الرب وإياه ألتمس: أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي، لكي انظر إلى جمال الرب وأتفرس في هيكله" (مز4:27). مبهرًا كان جمال الرب على جبل التجلي (مر9). وحينما ظهر للقديس يوحنا الرسول كان وجهه كالشمس وهي تضيء في قوتها" (رؤ16:1).

ما أجمل ما قيل عن سيدنا يسوع المسيح في سفر النشيد:

"فتى كالأرز، طلعته كلبنان. حلقه حلاوة وكله مشتهيات" (نش15:5، 16). "رأسه ذهب أبريز... عيناه كالحمام على مجاري المياه، مغسولتان باللبن" (نش11:5، 12). وقالت عنه الكنيسة "حبيبي أبيض وأحمر" (نش10:5). أبيض في نقاوة قلبه، وأحمر بالدم الكريم الذي سكبه لأجلنا...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ولأن الله جميل ويحب الجمال، ظهرت محبته للجمال في الخليقة التي خلقها.

نبدأ بأن نذكر جمال الملائكة. صدقونى، وحتى الشيطان قيل عنه إنه كان قبل سقطته إنه كان "ملآن حكمة وكامل الجمال" (حز12:28)... السماء كانت جميلة وكذلك الأرض. وقد "نظر الله إلى كل ما عمله، فإذا هو حَسَنٌ جدًا" (تك31:1).

انظروا إلى القمر في السماء. كم هو جميل حينما يكمل. لذلك إذا وصفوا إنسانًا جميلًا، يقولون إنه مثل القمر. والشمس أجمل بكثير من القمر، بل إن القمر يستمد نوره وجماله منها. في وصفه جمال عذراء النشيد، قيل إنها "مشرقة مثل الصباح، جميلة كالقمر، طاهرة كالشمس" (نش10:6). كذلك قيل في جمال النجوم إن نجمًا يفوق نجمًا في الرفعة (1كو41:15).

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

St-Takla.org Image: The miracle of feeding of a great crowd with five barley loaves and two small fish. - There were a great number of people (about five thousand) who followed Jesus to listen to Him and He didn’t want to send them away without eating. A boy gave five barley loaves and two small fish to Lord Jesus who took the loaves, and when He had given thanks He distributed them to the disciples, and the disciples to those sitting down; and likewise of the fish, as much as they wanted. So when they were filled, He asked His disciples to gather up the pieces that remain, so that nothing was lost. Therefore they gathered them up, and filled twelve baskets with the pieces of the five barley loaves which were left over by those who had eaten. - Bible Clip Arts from NHP. صورة في موقع الأنبا تكلا: معجزة اشباع الجموع بخمس أرغفة شعير وسمكتين. - كانت هناك جموع كثيرة (نحو خمسة آلاف نفس) تستمع لتعاليم السيد المسيح ولم يشأ الرب يسوع أن يصرفهم دون أن يأكلوا. فقدم هذا الغلام الصغير ما لديه من خمس خبزات وسمكتين للرب يسوع الذي أخذ الأرغفة وشكر وأعطى التلاميذ ليوزعوا على الجموع. وبعد أن أكلت كل الجموع وشبعت رفعوا الكسر وكان عددها اثنتي عشر قفة من الكسر من الخمسة أرغفة شعير التي فضلت عن الآكلين. - صور الإنجيل من إن إتش بي.

St-Takla.org Image: The miracle of feeding of a great crowd with five barley loaves and two small fish. - There were a great number of people (about five thousand) who followed Jesus to listen to Him and He didn’t want to send them away without eating. A boy gave five barley loaves and two small fish to Lord Jesus who took the loaves, and when He had given thanks He distributed them to the disciples, and the disciples to those sitting down; and likewise of the fish, as much as they wanted. So when they were filled, He asked His disciples to gather up the pieces that remain, so that nothing was lost. Therefore they gathered them up, and filled twelve baskets with the pieces of the five barley loaves which were left over by those who had eaten. - Bible Clip Arts from NHP.

صورة في موقع الأنبا تكلا: معجزة اشباع الجموع بخمس أرغفة شعير وسمكتين. - كانت هناك جموع كثيرة (نحو خمسة آلاف نفس) تستمع لتعاليم السيد المسيح ولم يشأ الرب يسوع أن يصرفهم دون أن يأكلوا. فقدم هذا الغلام الصغير ما لديه من خمس خبزات وسمكتين للرب يسوع الذي أخذ الأرغفة وشكر وأعطى التلاميذ ليوزعوا على الجموع. وبعد أن أكلت كل الجموع وشبعت رفعوا الكسر وكان عددها اثنتي عشر قفة من الكسر من الخمسة أرغفة شعير التي فضلت عن الآكلين. - صور الإنجيل من إن إتش بي.

والأرض خلقها الله جميلة جدًا.

بكل ما فيها من بحار وبحيرات وأنهار، وأشجار وثمار وأزهار... وبما فيها من جبال ووديان وسهول، ومناظر عجيبة تدل على إبداع الخالق ومحبته للجمال. حتى أن أمير الشعراء أحمد شوقي تغنَّى بهذه الطبيعة في قصيدة مطلعها:

هذه الطبيعة قف بنا يا ساري         حتى أريك بديع صنع الباري

حقًا، ما أجمل منظر الطبيعة وقت الغروب ووقت الشروق. وما أجمل قوس قزح بألوانه المتعددة. ما أجمل ألوان الزهور والورود والرياحين، متناسقة، وهي جميلة في تعدد أنواعها، وفي جمال رائحتها. لا يمكن أن تضاهيها الزهور الصناعية مهما أفتن الإنسان في صنعها، وتبقى بلا حياة بلا رائحة بلا ليونة...

من محبة الله للجمال، حينما خلق الإنسان وضعه في جنة.

بكل ما تحمل كلمة جنة من جمال. وما يضيفه هذا الجمال من الرقة ومن الشعور بالسعادة. كان كل ما فيها جميلًا: الزهر والطير والشجر والثمر، والطبيعة الخلابة.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

والإنسان نفسه خلقه الله جميلًا.

يكفي ما قيل عنه في الكتاب "إن الله خلقه على صورته، كشبهه ومثاله" (تك26:1، 27). كانت حواء جميلة جدًا، بل أجمل إمرأة في الوجود. لم تستحق هذا الوصف بعدها سوى القديسة مريم. وكان آدم جميلًا أيضًا. ولم تشوه جمال الإنسان سوى الخطية ولكنه في البدء لم يكن كذلك. لقد خلقه الله جميلًا.

وكثير من الأنبياء والقديسين وصفهم الكتاب بالجمال.

يوسف الصديق كان جميلًا، قيل عنه أنه حسن الصورة وحسن المنظر" (تك6:39). وموسى النبي قيل إنه "كان جميلًا جدًا" (أع20:7) (عب23:11). ولعل هذا مما جعل ابنة فرعون تأخذه معها إلى قصرها وتتبناه، فَدُعِيَ ابن ابنة فرعون (عب24:11). وداود النبي كان أيضًا جميلًا "كان أشقر مع حلاوة في العينين، وحسن المنظر" (1صم12:16، 18). وسارة زوجة أبينا إبراهيم كانت جميلة وهي في التسعين من عمرها، لدرجة أن ابيمالك ملك جرار أخذها إلى بيته لتكون له إمرأة (تك2:20). وبنات أيوب الصديق اللائي ولدن له بعد التجربة، قال الكتاب عنهن "ولم توجد نساء جميلات كبنات أيوب في كل الأرض" (أي 15:42).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

اتصف كل هؤلاء بجمال الجسد، وجمال الروح أيضًا.

ولعلنا نذكر من هذا المثال: إستير التي كانت أجمل نساء عصرها، حتى أنهم اختاروها زوجة للملك أحشويرش "وكانت الفتاة جميلة الصورة وحسنة المنظر" (أس7:2، 9). وكانت تنال نعمة في عيني كل من رآها" (إس15:2). وهي القديسة التي صامت، ودعت الشعب كله إلى الصوم، وأنقذت شعبها، وكان الله معها" (إس16:4).

وأعظم مثل نسائى في جمال الصورة وجمال الروح أيضًا هو القديسة العذراء مريم.

إنك تنظر إلى صورة العذراء، فتجدها جميلة. ولكن ليس بمثل الجمال العادي. وإنما أيضًا جمال الروح أضفى على صورتها لونًا من الجمال الروحي. يظهر في صورتها ما في قلبها من وداعة وبساطة وعفه وهدوء وسلام، وباقي الفضائل الجميلة.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

إن الجمال هبة من الله، تزداد بهاء بجمال الفضيلة في الروح.

ملامح الوجه تكشف عن حالة الروح من خير أو شر، وتكشف مشاعر القلب وبخاصة العين فهي مرآة لكل الأحاسيس الداخلية في الإنسان، إن كان في قلبه حب أو شهوة، يظهر ذلك في عينيه. وإن كان في قلبه غضب أو حقد أو رغبة في الانتقام، يظهر في عينيه أيضًا. ما في القلب من قسوة أو من طيبة تكتشفه العين. وما في القلب من خوف أو شجاعة تظهره العين...

كذلك القداسة والطهر والنقاوة كلها تظهر في ملامح الوجه وفي نظرات العينين. لهذا ما أجمل ما قاله القديس يوسف للقديس الأنبا أنطونيوس الكبير "يكفيني مجرد النظر إلى وجهك يا أبي".

فحينما خلق الله الإنسان خلقه جميلًا جسدًا وروحًا.

بالخطية فقد الإنسان هذا الجمال. وجاء السيد المسيح يقدم لنا الصورة الإلهية التي فقدها الإنسان. إذ أنه "صورة الله غير المنظور" (كو15:1) "وهو بهاء مجده ورسم جوهره" (عب3:1). قدم لنا الكمال في الجمال، صورة وروحًا.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

والله المُحِب للجمال، منح الجمال أيضًا لمخلوقات عديدة.

الطيور مثلًا في تعدد أنواعها وأشكالها. وجمال أصواتها وتنوع نبراتها، تعزف للكون موسيقى عجيبة وجميلة ومفرحة. والفراشات في جمال ألوانها، وتنوع صورها هذه الألوان تدل على إبداع الخالق فيما وهبها من جمال في عشرات أو مئات الأشكال التي يعجز أي فنان عن تصورها مثل تلك المجموعة العجيبة. كذلك الأسماك الملونة بمئات الأشكال والألوان المذهلة، تعطينا فكرة عن الخالق المحب للجمال...

والزهور والورود والرياحين، يكفي في جمالها ما قاله رب المجد عنها: "تأملوا زنابق الحقل... ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها" (مت28:6-30).

ولم يعط الله الجمال للإناث فقط بل للذكور أيضًا.

كما قال البعض: إن الأسد أكثر جمالًا في شكله من اللبؤة. والديك أكثر جمالًا من الدجاجة. والفرس أكثر جمالًا من أنثاه.

بل منح الله الجمال لكائنات لا ذكر فيها ولا أنثى، كمناظر الطبيعية.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

إن كان الجسد في الأرض له جمال، فماذا نقول عن الأجسام في القيامة.

هذه التي وصفها القديس بولس الرسول بأنها ستقوم في مجد وفي قوة. تقوم أجسامًا روحانية وأجسامًا سماوية (1كو43:15-49). بأية صورة جميلة إذن سوف يقيمها الله محب الجمال؟! ما أعجب ما قاله عن ذلك القديس بولس الرسول. إذ قال عن السيد المسيح "الذي سيغير شكل جسد تواضعنا، ليكون على صورة جسد مجده..." (في 21:3)... حقًا ما أجمل وما أبهَى "صورة جسد مجده"...

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

الله المُحِب الجمال، اهتم أيضًا بأن يكون الجمال أيضًا في بيته.

بهذا الجمال وضع مثالًا لخيمة الاجتماع أمام موسى النبي. وصنع موسى كل شيء "كما أمر الرب موسى". وتكررت هذه العبارة كثيرًا في سفر الخروج (خر40). بل إن الرب دعا فنانًا عظيمًا هو "بصلئيل، وملأه من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعه، لاختراع مخترعات، ليعمل في الذهب والفضة والنحاس، ونقش حجارة للترصيع ونجارة الخشب، ليعمل في كل صنعه" (خر2:31-5).

ولم يكتف الرب بذلك، بل اختار المواد أيضًا، لكي يقوم بصلئيل وأهوليآب وكل حكيم قلب من صانعي العمل، بصنع خيمة الاجتماع من "بُوصٍ مَبْرُومٍ وَأَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوانٍ وَقِرْمِزٍ بِكَرُوبِيمَ، صَنْعَةَ حَائِكٍ حَاذِق" (خر8:36).

كذلك اختار من الخشب خشب السنط الذي لا يسوس، ومن الأحجار الكريمة الذهب والفضة. فكانت أواني المذبح من الذهب النقي. وصنع المنارة من ذهب نقي. وكذلك غطاء تابوت العهد من ذهب نقي، عليه كاروبان باسطين أجنحتهما إلى فوق مظللين على الغطاء (خر37).

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

وكما في جمال خيمة الاجتماع، جعل الله الجمال في ثياب هرون رئيس الكهنة.

"من الأسمانجونى والأرجوان والقرمز صنعوا الثياب المقدسة لهرون كما أمر الرب موسى... وصنع الصدرة كصنعة الرداء من ذهب وأسمانجونى وأرجوان وقرمز وبوص مبروم (خر39). وعجيبة هي أوصاف ملابس هرون في جمالها، هو وكل بنيه، كما أمر الرب، ملابس للمجد والبهاء (خر40:28). وعلى أذيال ملابس هرون جلاجل من ذهب، ورومانة جلجل ذهب على أذيال الجبة (خر33:28، 34). وعلى عمامته صحيفة من ذهب، ينقش عليها نقش خاتم: خاتم قدس للرب.

وهكذا قال الرب لموسى "أصنع ثيابًا لهرون أخيك، للمجد والبهاء. وتكلم جميع حكماء القلوب الذين ملأتهم روح حكمة، أن يصنعوا ثياب هرون لتقديسه ليكهن لي" (خر2:28، 3). أن الله المحب للجمال، هكذا ألبس هرون ملابس جميلة وصفها بنفسه...

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

نفس الوضع في جمال خيمة الاجتماع قيل عن الهيكل أيضًا، بل وأكثر جدًا.

"عمل سليمان جميع آنية بيت الرب من ذهب: المذبح، والمائدة، والمنائر من ذهب... والسرج والملاقط من ذهب... والمجامر من ذهب خالص" (1مل48:7-50). وما أكثر النقوش الجميلة التي كانت في الهيكل، وفي الأعمدة وتيجانها وقواعدها... اختير لكل ذلك حيرام الذي كان ممتلئًا حكمة وفهمًا ومعرفة (1مل13:7، 14).

ربما يظن البعض أن يكون كل شيء (ببساطة) سواء في البناء أو الملابس... ولكن الله المحب للجمال أراد أن يكون بيته في منتهى الجمال والروعة...

هذا الجمال الذي اتصف به سليمان في عمله وتشييده، جعل ملكة سبأ تتذهل "ولم يبق فيها روح بعد" (1مل5:10).

كان بيت الرب تحفة في الجمال، في بنائه ونقوشه وفي صلواته أيضًا.

ليس فقط الهيكل، إنما أيضًا الخيمة التي وصفت بالقبة. ونقول عنها في التسبحة "زينت نفوسنا يا موسى النبي. بكرامة القبة، التي زينتها"... كل هذا جعل المؤمنين يسبحون الرب قائلين "مساكنك محبوبة أيها الرب إله القوات" (مز1:74). محبوبة في جمال البناء وجمال العبادة.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

وهكذا جعل الله الكنيسة جميلة في كل شيء.

جميلة بما فيها من أيقونات جميلة، وجميلة بأنوارها وشموعها وبخورها. وجميلة بأعمدتها الإثني عشر التي تمثل الرسل الإثني عشر، وما للأعمدة من تيجان تمثل أكاليل الرسل. وجميلة بطقوسها وكل ما تحمله هذه الطقوس من معان ورموز. وجميلة بألحانها وموسيقاها وتسابيحها وترانيمها.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

من محبة الله للجمال، وهبنا الموسيقى والغناء في عبادتنا.

كما قال بولس الرسول عن العبادة"... بمزامير وتسابيح وأغاني روحية، مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب" (أف19:4) (كو16:3).

ما أجمل أن نصلي للرب ونغني له. حتى أن عبارة "سبحوا للرب تسبيحًا جديدًا" يترجمها البعض "غنوا للرب أغنية جديدة".

كان داود النبي يصلي مزاميره تصحبه جوقة كبيرة من الموسيقيين... ويصلي على العود والمزمار والقيثارة والعشرة الأوتار، بموسيقى جميلة وألحان حلوة الإيقاع. وما زلنا حتى الآن نصلي القداس الإلهي بصلوات ملحنة، ونقرأ الإنجيل بنفس القراءة المنغمة. وهكذا كل التسابيح.

ويشرح داود هذه الأنواع من الموسيقى فيقول "سبحوه بأوتار ومزمار. سبحوه بصنوج التصويت سبحوه بصنوج الهتاف كل نسمة فلتسبح الرب إلهنا. هللويا (مز3:150-5).

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

في موسيقى العبادة جو من الجمال والتأثير.

ولذلك فإنني أحث الآباء الكهنة في المهجر، أن تكون ترجمتهم لصلوات القداس مصحوبة باللحن. فإن الصلوات التي تصلي دمجًا بغير لحن، كثيرًا ما تفقد روحانيتها وتأثيرها.

بل أن كثيرًا من أسفار الكتاب - وبخاصة الأسفار الشعرية، كانت لها موسيقاها التي لمنظومات الشعر، مثل أسفار أيوب والمزامير، ونشيد الأناشيد الذي يمكن أن يترجم بأغنية الأغنيات، وبعض كتب سليمان، وبعض التسابيح الموجودة داخل كثير من الأسفار، كانت تُغَنَّى.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

إلى جوار جمال الموسيقى في الكنيسة، وهبنا الله جمال الفن.

فن العمارة في الكنيسة، بكل ما يحمل من نقوش ومن رموز، وفن الأيقونة وما توحي به من روحيات، بالإضافة طبعًا إلى فن الموسيقى...

لقد شاء الله في خيمة الاجتماع أن يكون هناك فن النسيج أيضًا، والفن في صناعة الذهب والفضة والنحاس والخشب. لأنه في كل ذلك يبدى الفن جمالًا يحبه الله. وهذا الجمال له تأثير روحي.

والله الذي يحب الجمال هو الذي منح البعض موهبة ألوان من الفن، كما قال عن بصلئيل "ملأنه من روح الله بالحكمة والفهم وكل صنعة الاختراع" (خر3:31).

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

ومن الجمال الذي يحبه الله أيضًا في الكنيسة جمال النظام.

كل شيء في الكنيسة مرتب بطريقة إلهية، كما قال الرب "ليكن كل شيء بلياقة وحسب ترتيب" (1كو40:14). وفي معجزة الخمس خبزات والسمكتين قال أولًا "أتكئوهم فرقًا، خمسين خمسين" (مر40:6).

إن الكنيسة تشبه بالسماء، في جمالها وفي رتبها. ونقول عنها أيضًا: "كما في السماء، كذلك الأرض"... كل شيء بترتيب، لأن الترتيب جميل، والله يحبه. ويقول الوحي الإلهي "تجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب" (2تس6:3).

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

انظروا أيضًا جمال الأسلوب، كما في إنجيل يوحنا ورسائله.

جمل متتابعة مُرَتَّبَة Rythm عجيب. كأن يقول: فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس. والنور أضاء في الظلمة، والظلمة لم تدركه" (يو1)... أو كما في رسالته الأولى "منا خرجوا، ولكنهم لم يكونوا منا. لأنهم لو كانوا منا، لبقوا معنا" (1يو19:2).

بل حتى في التعامل والتخاطب بين الناس، جمال الأسلوب في الحديث، يزرع المحبة ويزرع التأثير. والكلمة الجميلة المنتقاة لها تأثيرها في النفس. والمعاملة الجميلة، من نتائجها الصداقة والمودة. بل الابتسامة الحلوة لها جمالها وتأثيرها.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

أهم جمال يطلبه الله من الإنسان، هو جمال الروح.

الروح التي قال عنها سفر النشيد إنها "معطرة بالمر واللبان وكل أذرة التاجر" (نش6:3). الروح المعطرة بالطهر والقداسة. وكما قال القديس بطرس الرسول "زينة الروح الوديع الهادئ، الذي هو عند الله كثير الثمن" (1بط4:3).

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

إن الله الجميل محب الجمال، قد كنز كنوزًا من الجمال في الأبدية.

عَبَّر عنها الرسول بقوله "ما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على قلب بشر، ما أعده الله للذين يحبونه" (1كو9:2)... جمال العشرة مع الله، جمال أورشليم السمائية التي هي كعروس مزينة لعريسها (رؤ2:21)... جمال الملائكة، جمال التسابيح، جمال الحياة بالروح، وعشرة القديسين، جمال الحياة التي بلا خطية، جمال معرفة الله (يو3:17)، وأن ننظره وجهًا لوجه" (1كو12:13). جمال مثل وجه موسى الذي أنار حتى ألبسوه برقعًا (29:34، 30).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/god-and-man/beautiful.html

تقصير الرابط:
tak.la/d73hz9m