البركة قد تحصل عليها من الله مباشرة، بأن تضع عملك في يد الله:
إن حصاة واحدة في مِقلاع داود، فعلت ما لم يفعله الجيش بأكمله. لأنها رميت باسم رب الجنود (1صم45:17، 46)...
لقد وضعت الحصاة في يد الله، قبل أن توضع في المقلاع.
هكذا حديثنا أيضًا عن الخمس خبزات والسمكتين. لما وضعت هذه الكمية الضئيلة في يد الرب، أمكن أن تشبع خمسة آلاف وتفيض منها 12 قفة مملوءة...
إذن لكي تحصل على البركة، تحفظ الوصايا وأيضًا تضع كل عملك وكل مواهبك في يد الله.
وأيضًا تحصل على بركة الله من رجال الله حاملي البركة.
إيليا النبي دخل إلى بيت أرملة صرفة صيدا، فدخلت البركة إلى بيت الأرملة. وهكذا بارك الله كوار الدقيق وكوز الزيت، فلم يفرغا طول مدة المجاعة. حقًا إنها بركة من الله، ولكنها جاءت عن طريق رجل الله.
إن القديسين لم يكونوا فقط حاملي بركة، بل كانوا هم أنفسهم بركة، كما قال الرب لإبرام وتكون بركة (تك2:12).
إن إيليا النبي كان بركة في بيت الأرملة. وكان أليشع بركة في بيت الشونمية. وكان يوسف بركة في بيت فوطيفار، امتلأ البيت خيرات بسببه. وكان بركة أيضًا في السجن، وكان بركة أيضًا في أرض مصر، وكل مكان حل فيه.
لذلك نحن نلتمس باستمرار بركة كل قديسي الله، حتى عظامهم نحتفظ بها بركة في كنائسنا وأديرتنا.
 |
ومثل بركة القديسين بركة رجال الكهنوت، الآباء الروحيين.
البركة التي يمنحها الله من أفواه هؤلاء الآباء.
وقد أعطانا الرب مثالًا لهذا في أبينا إبراهيم الذي باركه ملكي صادق كاهن الله العلي (تك14:19). وفي حنة أم صموئيل التي باركها عالي الكاهن، والأمثلة في ذلك لا تدخل في حصر.
وبركة الله ينالها الإنسان أيضًا عن طريق والديه.
"بالإيمان بارك إسحق ابنه يعقوب" (عب20:11).
ويعقوب قال ليوسف عن ابنيه افرايم ومنسى "قدمهما إلى لأباركهما" (تك9:48). وأعطى الصغير بركة أكثر من الكبير، ومثلما فعل هكذا كان.
ونفس الوضع نقوله عن أبينا نوح: من باركه من الأولاد صار مباركًا. ومن لعنه (كنعان) صار كذلك (تك24:9-46).
لذلك فإن الكتاب يدعونا إلى نوال بركة الوالدين ويقول "أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض" (خر12:20) (تث16:5) (أف2:6).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
والبركة ننالها أيضًا عن طريق خدمة المحتاجين.
إن الله يمنحك بركة، حينما تعطف على المحتاجين. أولئك الذين قال عنهم الرب "مهما فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي قد فعلتم" (مت41:25). فأنت تأخذ بركة الجائع الذي تطعمه، وبركة المريض الذي تزوره، وبركة كل محتاج تعطف عليه...
وما أعجب قول أيوب الصديق في ذلك "بركة الهالك حلت على" (أي 13:29) أي أن الشخص الذي كان هالكًا، وأنا أنقذته من الهلاك، هذا قد حلت على بركته.
إذن فأنت في كل عطاء تأخذ بركة.
أنت لا تعطي للكنيسة التي تُبْنَى، وإنما تأخذ من بركة مساهمتك في بناء الكنيسة، إن قدمت بعض الأواني لمذبح الكنيسة، فأنت لا تعطي، إنما تأخذ بركة هذه الأواني، وهكذا في كل تبرع...
والبركة ننالها أيضًا من المواضع المقدسة التي باركها الرب.
حقًا إن الله موجود في كل موضِع، لكن هناك مواضع معينة لها بركة خاصة... انظروا ماذا يقول داود النبي "مساكنك محبوبة أيها الرب إله القوات، تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى ديار الرب" (مز1:84) "فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب" (مز1:122). لماذا؟ لأن هناك أمر الرب بالبركة والحياة.
والبركة قد تحل بكلمة بركة، أو بأمور أخرى.
وقد تأتي أيضًا بوضع اليد للبركة، كما قيل في مباركة السيد المسيح للأطفال "فاحتضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم" (مز16:10).
والبركة تُعْطَى أيضًا برشم الصليب على أعتبار أن الصليب هو مصدر كل بركة...
والبركة ننالها عن طريق رش الماء المُصَلِّي عليه، كما قال الرب "أرش عليكم ماء طاهرًا فتطهرون" (حز25:36).
والبركة تنال أيضًا في الأسرار المقدسة...
وتنال أيضًا بالإيمان، كما قيل أيضًا "إذن الذين هم من الإيمان، يتباركون مع إبراهيم المؤمنين" (غل9:3).
وسائل البركة كثيرة، ولكن المهم أن نسعى بكل جهدنا لكي ننال هذه البركة، ليست فقط البركة المادية في الرزق مثلًا، وإنما بالأكثر البركات الروحية، التي يمكن أن تكون منها مواهب الروح وثمار الروح، وكل معونة من الرب في حياتنا الروحية.
وليت حياتكم نفسها تكون بركة لكم، وبركة لغيركم.
يشعر كل من يقابلكم إنه نال في لقائكم بركة، تكون كلماتكم تفيض بالبركة، ومعاملاتكم كذلك.
وأعمق الناس هم الذين تكون حياتهم بركة لأجيال كثيرة، حتى بعد أن يفارقوا هذا العالم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/god-and-man/Sources-of-bliss.html
تقصير الرابط:
tak.la/3nxcsq7
