St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   contemplations-vespers
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تأملات في مزامير الغروب - البابا شنوده الثالث

6- يا ساكن السماء

 

St-Takla.org Image: Ancient Coptic icon of Jesus Christ Pantocrator - Ancient Church - Monastery of Saint Pishoy (image 36), Wadi El Natrun, Beheira, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org - 6 December 2009. صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية أثرية تصور السيد المسيح الضابط الكل - الكنيسة الأثرية - دير الأنبا بيشوي (صورة 36)، وادي النطرون، البحيرة، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت - 6 ديسمبر 2009 م.

St-Takla.org Image: Ancient Coptic icon of Jesus Christ Pantocrator - Ancient Church - Monastery of Saint Pishoy (image 36), Wadi El Natrun, Beheira, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org - 6 December 2009.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية أثرية تصور السيد المسيح الضابط الكل - الكنيسة الأثرية - دير الأنبا بيشوي (صورة 36)، وادي النطرون، البحيرة، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت - 6 ديسمبر 2009 م.

صحيح أن ربنا الآب المحب، المحبوب من الجميع. ونحن عندما نصلى نقول له: (يا أبانا) ولكن محبة الله لا تمنع ما يليق به من مهابة وتوقير. من أجل هذا عندما نصلي، لا نقول فقط يا أبانا، لكن نقول: (أبانا الذي في السموات)..

 

عبارة (الذي في السموات) تعطينا فكرة عن كرامة الله. وعن مهابة الله، وعن أن أبوته لا تمنع أنه رب واله وخالق، وله كل مجد واكرام وعز وسجود...

نرى أن الشاروبيم والسارافيم لا يقدرون أن يرفعوا عيونهم إلى الله من فرط هيبته. فبجناحين يغطون وجوههم) من هيبة الله. ولذلك فإن الشماس على المذبح، لما يتذكر هذا الموقف، يمسك بلفافة ويبسطها أمام عينيه، إعترافا بأنه لا يقدر أن يرفع عينيه أمام مجد الله.

عندما يهاب إنسان شخصًا، فانه لا يجرؤ أن يرفع عينيه إلى وجهه...

ولذلك فالشيخ الروحاني في كلامه عن أدب المبتدئين في الرهبنة، يقول عن الراهب المبتدئ: [ولا يملأ عينه من وجه إنسان] معناها أنه ينظر النظرة التي فيها شيء من الخجل والتي فيها شيء من الحياء، بسبب هيبة من يقف أمامه.

والأنبا بيجيمي السائح، يُقَال عنه انه في بادئ حياته الرهبانية في المجمع، قضى 28 سنة مع الشيوخ [لم يرفع عينيه خلالها ليتأمل وجه واحد منهم] كان ينظر إليهم بهيبة وخشية واستحياء يليق بالأدب.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

إذن ممكن من جهة الهيبة والتوقير لا يستطيع الإنسان أن يرفع عينيه. كذلك في حالة الخجل من الخطية لا يستطيع الإنسان أن يرفع عينيه.

نلاحظ هذا في الرجل العشار المنسحق النفس، عندما دخل إلى الهيكل ليصلى، يقول عنه الكتاب إنه (وقف من بعيد، لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء. بل قرع على صدره قائلًا: اللهم إرحمنى أنا الخاطئ) (لو 18: 13).

وإشعياء النبي لما رأى الرب على عرشه محاطا بالسارافيم، قال: (ويل لي إني هلكت، لأني إنسان نجس الشفتين) (إش 6: 5) ويوحنا الحبيب الذي كان يتكئ على صدر المسيح عندما رأى الرب في سفر الرؤيا، وقع على الأرض مثل ميت من هيبة الرب الذي كان وجهه (مثل الشمس وهي تضيء في قوتها) (رؤ 1: 16، 17).

إذن هناك أوقات فيها هيبة الله تتملك الإنسان، وينظر إلى الله كما ينظر العبيد نحو أيدى مواليهم، وكما تنظر الأمة نحو يدي سيدتها.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/contemplations-vespers/dwell-in-the-heavens.html

تقصير الرابط:
tak.la/6bf2ktf