St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   contemplations-vespers
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تأملات في مزامير الغروب - البابا شنوده الثالث

9- لماذا يقول (العبيد) ونحن أبناء؟!

 

إن الله يسمينا بنين وليس عبيدًا، فلماذا نقول: (مثل عيون العبيد)؟ حتى الإبن الضال، لم ينزع منه لقب البنوة على الرغم من سقوطه! فقال: (إبنى هذا، كان ميتا فعاش، وكان ضالا فوجد) (لو 15: 24).

St-Takla.org Image: Parable of the prodigal (Luke 15), by Const. Feudel - B9-77 - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909. صورة في موقع الأنبا تكلا: مثل الابن الضال (لوقا 15)، رسم كونست. فوديل - من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909 م.

St-Takla.org Image: Parable of the prodigal (Luke 15), by Const. Feudel - B9-77 - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909.

صورة في موقع الأنبا تكلا: مثل الابن الضال (لوقا 15)، رسم كونست. فوديل - من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909 م.

ولقب البنوة هذا لم يطلقه الرب علينا في العهد الجديد فقط، وإنما منذ العهد القديم أيضًا.

فيقول في سفر إشعياء النبي: (ربيت بنين ونشأتهم. أما هم فعصوا عليَّ) (إش 1:2)

بل إن هذا اللقب أقدم من زمن إشعياء بكثير. انظروا ماذا يقول الكتاب عن خطية البشر قبل الطوفان إنه يقول: (رأى أبناء الله بنات الناس أنهن حسنات) (تك 6: 2).

لماذا نقول إذن عن عيوننا المرفوعة إلى الله، إنها عيون العبيد نحو أيدى مواليهم؟! سأقول لكم لماذا:

إن المصلي يقف هنا ذليلا أمام الله، كخاطئ. يقول له في إنسحاق: (لست مستحقا بعد أن أدعى لك أبنا إجعلنى كأحد أجرائك) (لو 15: 19)

أنا جاى لك يا رب، وأنا عارف أنا مين. أنا جاى لك يا فاحص القلوب والكُلَى، يا قارئ الأفكار. أنا قصادك مكشوف ومكسوف. مكشوف لأني عريان قدامك، وكل خطاياي واضحة

وظاهرة وتتقدمنى للحكم. عارف ضعفاتى، وعارف نقائصى، وعارف سقطاتى، وعارف نجاساتى. عارف كل حاضرى وماضى، ولست مستحقا أن أدعى لك إبنا... أنا أنظر إليك كما ينظر العبيد إلى مواليهم، وكما تنظر الأمة إلى يدي سيدتها...

إذن عنصر التذلل بسبب الخطيئة يجعلنا نستعمل هذا التعبير (عيون العبيد) على أن هناك نقطة لا يصح أن ننساها وهي:

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

إن كون الرب الإله أبًا لنا، لا يمنع مطلقا من أن يكون سيدا. بل إن كلمة (رب) معناها أيضًا (سيد).

وكان القديسون يصلون إلى الله، ويقولون له أيضًا يا سيد. وهذا واضح جدًا في صلاة دانيال النبي المشهورة (دا9). إذ يقول للرب: (لك يا سيد البر، أما لنا فخزى الوجوه... يا سيد، لنا خزى الوجوه، لملوكنا لرؤسائنا ولآبائنا، لأننا أخطأنا إليك...

يا سيد، حسب كل رحمتك اصرف سخطك وغضبك..) إلى أن يقول في آخر صلاته:

(يا سيد اسمع، يا سيد اغفر، يا سيد فهل أنت يا رب عندما تقول لنا يا أولادى، ننسى أنك سيد لنا وإله ورب؟! كلا، إننا لا ننسى مطلقًا...

 

بل إننا نقول عنك في صلواتنا وقراءاتنا:

(ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا يسوع المسيح).

 

ليس هذا من جهتنا فقط في صلواتنا، بل إن السيد المسيح نفسه بعد أن غسل أرجل تلاميذه، قال لهم: (أنتم تدعوننى معلمًا وسيدًا، وحسنا تقولون لأني أنا كذلك. فان كنت -وأنا السيد والمعلم- قد غسلت أرجلكم فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض... الحق الحق أقول لكم انه ليس عبد أعظم من سيده..) (يو 13: 13 -16).

والقديس بولس الرسول العظيم والإناء المُخْتَار، يبتدئ رسالته إلى أهل رومية بقوله:

(بولس عبد يسوع) (رو 1: 1). فهل في هذا قد فقد بنوته؟! حاشا، انه لم يفقدها. ولكننا أولاد لله، وفي نفس الوقت هو سيدنا وخالقنا وربنا وإلهنا وملكنا، ونحن عبيده... ولنتأمل هذه العبارة في الأسفار المقدسة.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/contemplations-vespers/servants.html

تقصير الرابط:
tak.la/ysp3vm2