St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   calmness
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الهدوء - البابا شنوده الثالث

44- التواضع والوادعة

 

الشخص الوديع من صفاته الطبيعية الهدوء.

فالوديع هادئ، لأنه " قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ" (مت 12: 20). وكذلك لأنه لا يغضب ولا يثور، ولا يعلو صوته. فهو إذن هادئ.

والإنسان الوديع طيب القلب، لا ينازِع ولا يحارب، " ولا يطلب ما لنفسه" (1كو13: 5)، ولا يقاوم الشر (مت 5: 39) حتى في مناقشته تجده هادئًا، لا يقاطع غيره في الحديث، ولا يتهكم عليه، ولا ينفعل...

الوديع لطيف بطبعه، وبعيد عن القسوة وعن العنف، لا يضغط على غيره، ولا يلح، سهل التعامل، لا يطلب راحته بل راحة غيره، لذلك يكون هادئًا.

St-Takla.org Image: A girl praying in awe - Coptic art by Tasony Sawsan, scanned from "Fear of God" - book, by Pope Shenouda III. صورة في موقع الأنبا تكلا: فتاة في حالة صلاة وخشوع - رسم فن قبطي حديث لتاسوني سوسن، من كتاب "مخافة الله" - البابا شنوده الثالث.

St-Takla.org Image: A girl praying in awe - Coptic art by Tasony Sawsan, scanned from "Fear of God" - book, by Pope Shenouda III.

صورة في موقع الأنبا تكلا: فتاة في حالة صلاة وخشوع - رسم فن قبطي حديث لتاسوني سوسن، من كتاب "مخافة الله" - البابا شنوده الثالث.

الوديع إنسان متسامح، لا يرد بالمثل، ولا يجرح غيره، ولا يهينه، ولا يتكلم معه بسلطان، بل بهدوء. فهو لا ينتهر أحدًا ولا يوبخ، وإنما يعبر عن رأيه في قوة الاقناع وليس في عصبية ولا إفتخار.

لكل هذه الأسباب وغيرها، تتفق طباع الوديع مع الهدوء إتفاقًا كاملًا.

فإن إكتسبت الوداعة، سوف تتصف تلقائيًا بالهدوء. لذلك حاول أن تقتنى عناصر الوداعة وصفاتها، وتدرب نفسك عليها. فإن فعلت ذلك ستصل إلى الهدوء حتمًا...

كذلك فإن الهدوء هو إحدى صفات المتضع...

فالإنسان المتضع لا يغضب أحد، ولا يغضب من أحد، لذلك فإنه يتعامل مع الناس بهدوء.

وإذ هو يتصف بمسكنة الروح، فإن هذه المسكنة لا يمكن أن تتصف بالحدة أو الغضب لأنهما يتعارضان معها، بل تجد الإنسان المتواضع رقيقًا في تعامله، هادئا في حديثه، بعيدًا عن الضجيج. والمتواضع دائمًا يأتي بالملاقة على نفسه في كل شيء، دون أن يلوم غيره، لذلك فهو لا يقاوم، بل يقل إساءة الاخرين في إنسحاق قلب. وهكذا لا يحارب ولا يدخل في صراعات، بل يكون هادئًا.

الإنسان المتواضع يطلب بركة كل أحد، وصلاة كل أحد، لذلك فهو يحيا مع الكل، يعاملهم برقة وهدوء. وهو أيضًا يحتمل الكل، دون أن يثير ضجة من أجل الدفاع عن نفسه. ومهما اصابه ضرر يقول: [هذا بسبب خطاياي]. فيصمت ولا يثور... وهكذا يحيا في هدوء مع الناس.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

إن فقدان الهدوء، سببه الأساسى هو التمركز حول الذات. والتواضع بعيد عن الذات.

في التواضع إنكار للذات. وفيه بُعْد عن الاهتمام بالكرامة وبالحقوق، الأمر الذي من أجله يفقد الإنسان هدوءه إن لم يكن متضعًا. وما دام اللمتضع لا يهتم بالأمور التي تمس كرامة نذلك لذلك لا يفقد هدوءه بسببها، وتمر أمامه ببساطه.

كذلك المتضع لا يحيط نفسه بالضجيج الذي يشغف به محبو المديح.

إقرأ أسباب فقدان الهدوء، وقارئها بالإتضاع وصفاته. حينئذ سترى كيف يساعد الاتضاع على الهدوء.

وسترى أن من يفقد إتضاعه، يفقد هدوءه.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/calmness/humility-meekness.html

تقصير الرابط:
tak.la/mfgnv45