St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1177- عندما انشمصت الثيران مدَّ عُزَّة يده وأمسك بتابوت العهد لئلا يسقط على الأرض، فكيف يتجاهل الله نيته الحسنة هذه ويميته (2صم 6: 6، 7)؟

 

يقول " زينون كوسيدوفسكي": "لكن يهوه أشعر الإسرائيليين بوجوده قبل الوصول إلى أورشليم، ففي الطريق خافت الثيران من الجلبة، ومالت إلى ناحية الطريق وانحرفت فكاد التابوت يقع، غير أن شخصًا اسمه عُزَّة أمسك به في آخر لحظة. لكن لمْس التابوت كان كفرًا لا غفران له، لذلك أمات يهوه عُزَّة فورًا غير آبه بنوايا الرجل الطيبة. هاج داود وتأثر كثيرًا لما حدث وأمر بإيقاف الموكب وترك التابوت أمانة عند عوبيد أدوم"(1).

ويقول " ليوتاكسل": "فمدَّ عُزَّة يده وأمسك بالتابوت، فاشتعل غضب الرب على عُزَّة لوقاحته، وقتله الرب هناك... فإن عُزَّة فعل خيرًا عندما أمسك بالصندوق في لحظة سقوطه، ولكنه كوفئ على غيرته الدينية بموت صاعق. أليس هذا ظلمًا. لقد أكد النُقَّاد من أتباع مذهب الشك، أن هذه الرواية تعتبر إهانة صريحة ليهوه الإله " الرحيم " وإذا كان ثمة مذنب فهم اللاويون الذين تركوا " تابوت الرب " لعبث القدر، وليس عُزَّة الذي لم يتركه يدق عنقه! لكن الفكرة هنا هي أنه بمساعدة مثل هذه القصص يُجرى ترسيخ الإيمان عند الشعب الجاهل، بالامتيازات " المقدَّسة " التي منحها يهوه لكهنته"(2).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: قال الكتاب: "مدَّ عُزَّة يده إلى تابوت الله وأمسكه لأن الثيران أنشمصت. فحمى غضب الرب على عُزَّة وضربه الله هناك لأجل غَفَلِه فمات هناك لدى تابوت الله" (2صم 6: 6، 7).. فكيف يُميت الله عُزَّة وهو يقصد خيرًا؟

1- عندما كان الرب مزمعًا أن ينزل على جبل سيناء: "فقال الرب لموسى أنحدر حذّر الشعب لئلا يقتحموا إلى الرب لينظروا فيسقط منهم كثيرون. وليتقدس أيضًا الكهنة الذين يقتربون إلى الرب لئلا يبطش بهم الرب" (خر 19: 21، 22) وأقاموا حدودًا للجبل، ثم جاءت الوصية واضحة وصريحة: "ومتى فرغ هرون وبنوه من تغطية القدس وجميع أمتعة القدس عند ارتحال المحلة يأتي بعد ذلك بنو قهات للحمل ولكن لا يمسُّوا القدس لئلا يموتوا" (عد 4: 15).. " لا يدخلوا ليروا القدس لحظة لئلا يموتوا" (عد 4: 20) فإذا كان التحذير واضحًا وشديدًا لئلا يقترب أحد للجبل والله نازل عليه، أو يلمس أحد التابوت الذي يُعبّر عن الحضرة الإلهية، فالنتيجة الحتمية لكليهما الموت المحقق.

 

2- كان من المفروض أن يُحمل تابوت العهد على أكتاف اللاويين من خلال العصوين المخصصتا لهذا الغرض (خر 15: 13، 14) وذلك بعد أن يغطيه الكهنة بحجاب السجف ثم بجلد التُخس (عد 4: 5، 6) ولكن لم يفعل بنو إسرائيل هكذا في نقل التابوت هذه المرة من قرية يعاريم، بل تمثَّلوا بالفلسطينيين ووضعوه على عجلة جديدة تجرها الثيران، متغافلين وصية واضحة وصريحة وحاسمة وحازمة خاصة بطريقة نقل التابوت، ومع أن الله قَبِل أن يضع الفلسطينيون التابوت على عجلة جديدة نظرًا لجهلهم بالشريعة فلم يضربهم، ولكن هذا العمل يظل مرفوضًا من بني إسرائيل أصحاب الشريعة الإلهية.

ويقول " القمص مكسيموس وصفي": "لقد كانت المفاجأة غير سارة وحقيقة أن الله لم يقتحم الفلسطينيين حينما أركبوا التابوت على عجلة جديدة (1صم 6: 7) لأنهم وثنيون وليس لهم صلة بإله تابوت إسرائيل لكن ليس لداود وإسرائيل أن يحملوه على هذا المنوال، وليس لعزَّة الحق أن يلمس التابوت متغافلًا عن جلال التابوت، لقد أراد الله أن يعلن أمام الشعب غيرته على مقدساته واحترام وصاياه وأنه " إله غيور" (خر 19: 22، 34: 14) أن إلهنا غيور على أسمه ومجده ومقدساته ولا يقبل الاستهانة بها " لأن الرب إلهك هو نار آكلة. إله غيور" (تث 4: 24) ثم أن اللاويين في هذا اليوم خالفوا الطقس في نقل التابوت فقد كان تابوت الرب في نظرهم آنذاك كأنه صنم، أن طريقة نقل التابوت في هذا اليوم كانت خاطئة وإن كانت نواياهم حسنة"(3).

 

St-Takla.org Image: When they came to the threshing-floor of Kidon, Uzzah reached out his hand to steady the Ark, because the oxen stumbled. The Lord’s anger burned against Uzzah, and he struck him down because he had put his hand on the Ark. He died on the spot. (2 Samuel 6: 6-7) (1 Chronicles 13: 9-10) - "King David brings the Ark to Jerusalem" images set (2 Samuel 5:1 - 2 Samuel 6:23, 1 Chronicles 11, 13, 15): image (9) - 2 Samuel, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "ولما انتهوا إلى بيدر ناخون مد عزة يده إلى تابوت الله وأمسكه، لأن الثيران انشمصت. فحمي غضب الرب على عزة، وضربه الله هناك لأجل غفله، فمات هناك لدى تابوت الله" (صموئيل الثاني 6: 6-7) - "ولما انتهوا إلى بيدر كيدون، مد عزا يده ليمسك التابوت، لأن الثيران انشمصت. فحمي غضب الرب على عزا وضربه من أجل أنه مد يده إلى التابوت، فمات هناك أمام الله" (أخبار أيام الأول 13: 9-10) - مجموعة "داود الملك يحضر تابوت العهد إلى أورشليم" (صموئيل الثاني 5: 1 - صموئيل الثاني 6: 23, أخبار الأيام الأول 11, 13, 15) - صورة (9) - صور سفر صموئيل الثاني، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: When they came to the threshing-floor of Kidon, Uzzah reached out his hand to steady the Ark, because the oxen stumbled. The Lord’s anger burned against Uzzah, and he struck him down because he had put his hand on the Ark. He died on the spot. (2 Samuel 6: 6-7) (1 Chronicles 13: 9-10) - "King David brings the Ark to Jerusalem" images set (2 Samuel 5:1 - 2 Samuel 6:23, 1 Chronicles 11, 13, 15): image (9) - 2 Samuel, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "ولما انتهوا إلى بيدر ناخون مد عزة يده إلى تابوت الله وأمسكه، لأن الثيران انشمصت. فحمي غضب الرب على عزة، وضربه الله هناك لأجل غفله، فمات هناك لدى تابوت الله" (صموئيل الثاني 6: 6-7) - "ولما انتهوا إلى بيدر كيدون، مد عزا يده ليمسك التابوت، لأن الثيران انشمصت. فحمي غضب الرب على عزا وضربه من أجل أنه مد يده إلى التابوت، فمات هناك أمام الله" (أخبار أيام الأول 13: 9-10) - مجموعة "داود الملك يحضر تابوت العهد إلى أورشليم" (صموئيل الثاني 5: 1 - صموئيل الثاني 6: 23, أخبار الأيام الأول 11, 13, 15) - صورة (9) - صور سفر صموئيل الثاني، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

3- نحن هنا أمام قداسة تابوت عهد الله الذي يُعبّر عن الحضرة الإلهيَّة، فمن يجرؤ أن يمسَّه..؟! أنه "تابوت الله الذي يُدعى عليه بالاسم اسم ربّ الجنود الجالس على الكروبيم" (2صم 6: 2)، ويقول " الخوري بولس الفغالي": "الرب هو القدوس فلا تمسه أيد بشرية، الرب مُخيف وهذا ما عرفه الفلسطينيون والعبرانيون على السواء. قال إشعياء (أش 6: 1 - 6) لما رآه في الهيكل: "ويل ليْ قد هلكت لأني رجل دَنِسُ الشفتين وقد رأت عيناي الملك الرب القدير " أن القصة المروية هنا... تحدثنا عن سلطة الله على مصير شعبه وسائر الشعوب"(4).

 

4- ظل تابوت العهد في بيت أبيناداب عشرون سنة حيث كان عُزَّة هناك، والذي يعرف أكثر يطالب بالأكثر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ويقول "الأرشيدياكون نجيب جرجس": "ويظهر أن وجود التابوت في بيتهم ووجودهم في خدمته جعل أمره شيئًا عاديًا ومألوفًا فاستهان بالأمور المتعلقة به، وكثيرًا ما تكون ممارسة الخدمة عاملًا على نسيان كرامتها والاستخفاف بها مما يجعل الله يرفضها ويرفض أصحابها"(5). لقد تناسى عُزَّة موت أبيناداب وأبيهو ابني هرون رئيس الكهنة لأنهما قدما نارًا غريبة، وتناسى موت 50070 من أهل بيت شمس لأنهم نظروا التابوت.

 

5- مع بداية عهد جديد أراد الله أن يُعلّم الشعب احترام المقدَّسات، ودائمًا الخطية الأولى من نوعها تكون عقوبتها حازمة لكي يتعلم الشعب، كما حدث في قصة كذب حنانيا وسفيرة، وكل ما كُتب في الكتاب فقد كُتب لأجل تعليمنا، وجاء في "الكتاب المقدَّس الدراسي" ص 710: "في نقطة البداية الجديدة المهمة هذه في حياة شعب إسرائيل مع الرب، يقدم الله تذكّيرًا قويًا وصارمًا لداود ولبني إسرائيل بأن أولئك الذين يدَّعون أنهم يخدمون الله يجب أن يتعاملوا مع أحكامه بجدية شديدة (أنظر لا 10: 1 - 3، يش 7: 24، 25، 24: 20 - 19، أع 5: 1 - 11). الرب عادل في أحكامه مع الخطاة فهو لا يحابي الناس، بل أنه "يقتحم" الأصدقاء كما يقتحم "الأعداء" حقًا إن كان الدرس قاسي ولكن الخير الناتج عنه عميم.

 

6- يقول البعض أن نية عُزَّة خيّرة وقلبه ممتلئ بالغيرة على مجد الله، والعدل الإلهي يقول: لكنه تعدى الأوامر الإلهية فكان يجب أن يموت، وحقًا قال البعض أن الطريق إلى الجحيم مفروش بالنوايا الحسنة، فحُسن النوايا لا يجدي مع مخالفة الوصايا والنواهي الإلهية، والنيات الصالحة لا تنجي أصحابها من القصاص، فالذي قتل إنسانًا دون أن يقصد هو مدان، وإن كان عُزَّة فقد حياته الأرضية لأنه فعل ما لا ينبغي فعله، فأن حياته الأبدية في يد العلي الذي يُقدّر الدوافع الطيبة وغيرة عُزَّة على مجد الله.

 

7- جاء في " كتاب السنن القويم " تعليقًا على موت عُزَّة: "يظهر لأول وهلة أنه مدَّ يده ومسك التابوت لئلا يقع فلم تكن خطيئته عظيمة، ولكننا نرى عند التأمل:

(1) أنه كان يجب أن يُحمل التابوت على أكتاف اللاويين وليس على عجلة...

(2) أنه كان يجب على عُزَّة أن يعرف الناموس لأنه إسرائيلي وكان التابوت في بيت أبيه...

(3) لكل خطيئة استعداد سابق، ولاشك أن عُزَّة كان أعتاد الدنو من التابوت بلا احترام وربما أفتخر بجسارته حينما مدَّ يده إلى التابوت أمام الجماعة.

(4) أن الرب قصد أن يعلّم داود وجميع الشعب الاحترام المقدَّس لكل ما يتعلق بعبادة الرب. فعلينا أن نحترم كل الاحترام الكتاب المقدَّس ويوم الرب والصلاة والكنيسة والعماد والعشاء الرباني وكل ما يتعلق بالدين، ومن يستخف بهذه الأمور المقدَّسة يهين الرب فيحمى غضب الله عليه وإن لم يضربه حالًا كما ضرب عُزَّة"(6).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) الأسطورة والحقيقة في القصص التوراتية ص 251، 252.

(2) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 341، 342.

(3) دراسات في سفر صموئيل الثاني ص 64، 65.

(4) التاريخ الأشتراعي - تفسير أسفار يشوع والقضاة وصموئيل والملوك ص 258.

(5) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر صموئيل الثاني ص 66.

(6) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ 4 (أ) ص 164.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1177.html

تقصير الرابط:
tak.la/wj5r5tv