St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1096- هل طلب الشعب ملكًا عليهم أحزن قلب صموئيل (1صم 8: 6) لأن هذا يحد من سلطته؟ وهل صموئيل أختار ملكًا بمواصفات متواضعة (1صم 9: 21) لكيما يظل هو محتفظًا بسلطته؟

 

يقول " ليوتاكسل": "على الرغم من موهبته الخطابية لم يستطع صموئيل إقناع مستمعيه، ويجب علينا أن نعترف هنا بأن وصفه الدقيق للنظام الملكي كان نابعًا من أسفه الشديد لأن اليهود قرَّروا أخيرًا الحد من سلطة الكهنة. بيد أن المسألة كلها تلخصت في أن أحباء يهوه السذج، الذين أمتص الكهنة دمائهم قرونًا، قاموا يسعون الآن لتبديل المصَّاص، أو بمعنى أدق لتنصيب مصَّاص آخر"(1).

ويقول " زينون كوسيدوفسكي": "وصموئيل كان أيضًا لأسباب مفهومة جدًا ضد الملكية، فقد أعتبر طلب انتخاب ملك إهانة وخسارة له، لأنه كان يأمل أن تورَّث السلطات الدينية والزمنية في عائلته من الأب إلى الابن، لقد سأل شيوخ وممثلي القبائل بمرارة عن ذنبه وعن سبب إنتزاع السلطة منه، ووصف لهم بأحلك وأقتم وصف الأخطار التي سيجلبها الملك ويلقيها على رؤوسهم، ولما لم يؤثر ذلك كله، أعلن للناس أنهم ينبذون يهوه بنبذهم النظام الثيؤقراطي. إضطر صموئيل أخيرًا وتحت الضغوط الملحة، أن يتراجع عن موقفه، لكنه لم يفكر قط بترك السلطة الفعلية تفلت من بين يديه... لهذا السبب تحديدًا وقع اختيار صموئيل على شاب من عائلة متواضعة تعود بأصلها إلى أصغر قبيلة بين القبائل الإسرائيلية. أسَّس صموئيل مدرسة للأنبياء، وفي هذه المدرسة، إذا ما صدقنا التوراة، ربَّي مرشحه للعرض مُلقّنًا إياه واجب إطاعة الكاهن الأعلى والإخلاص ليهوه ولتعاليم موسى. لكن صموئيل كما هو معروف أخطأ كثير في حساباته، فقد تحوَّل الفتى الناعم إلى قائد عسكري فذ وحاكم قدير يتخذ قراراته بنفسه، لذلك وقع الخلاف الحاد بين شاول وصموئيل، فابتعد الثاني ظاهريًا عن النشاط السياسي. أما في الواقع فقد بدأ يشن صراعًا خفيًا عنيفًا ضد تلميذه العاق. فمسح داود للعرش محاولًا عزل شاول، وتطوَّر الخلاف إلى حرب مباشرة مفتوحة عندما أمر شاول بقتل كل الكهنة في نوب، لأنهم ساعدوا داود، هكذا نرى بوضوح أمام أعيننا مثالًا شائعًا في تاريخ البشرية عن الصراع بين السلطتين الدينية والدنيوية"(2).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: 1- كان صموئيل الخادم الأمين ينظر للقضاء كمسئولية وليس سلطة، ولم يطمع صموئيل قط في سلطة أرضية، ولم يستخدم قط نفوذه الروحي في تحقيق مصالح مادية.

 

2- لم يختر صموئيل شاول بمواصفات متواضعة من عائلة بسيطة من أصغر الأسباط لتظل السلطة الفعلية في يده، بل أن صموئيل لم يختر أصلًا، ولم يكن له أية معرفة بشاول، وأيضًا شاول لم يكن له معرفة بصموئيل، ولم يلتحق شاول بمدرسة الأنبياء، ولم يربي صموئيل مرشحه على وجوب طاعته، إنما الرب هو الذي أخبر صموئيل قائلًا: "غدًا في مثل الآن أرسل إليك رجلًا من أرض بنيامين. فأمسحه رئيسًا لشعبي إسرائيل" (1صم 9: 16).

 

3- عندما صُدم صموئيل بطلب الشعب ملكًا تشبهًا بملوك الأمم وساء الأمر في عينيه، لم يعترض ولم يحتج ولم يستخدم موهبته الخطابية في أن يثني الشعب عن رأيه، إنما صلى لله الذي أوضح له الأمور، وطلب منه إيضاح هذه الأمور للشعب كما رأينا في إجابة السؤال السابق.

 

4- لم يأمل صموئيل في توريث أولاده سلطاته، لأن صموئيل كان نبيًا وقاضيًا، لأن الله هو الذي يختار كل من النبي والقاضي، أما الكهنوت فهو الوراثي من سبط هرون، ولم يكن صموئيل كاهنًا حتى وإن مارس عمل الكهنوت بتكليف إلهي... فأي شيء سيورثه صموئيل لأولاده..؟ لا شيء، لا النبوءة، ولا القضاء، ولا الكهنوت.

 

5- سبب الخلاف الحاد بين صموئيل وشاول ليس لأن شخصية شاول تغيَّرت من الفتى الناعم إلى القائد العسكري والحاكم القدير الذي يتخذ قراراته بنفسه، بل أن شاول منذ أن مُسح ملكًا لم يكن فتى ناعمًا، والدليل على هذا أنه عندما سمع أن ناحاش ملك بني عمون يريد أن يُقوّر أعين أهل يابيش جلعاد إحتدت روحه فيه، وجمع الشعب وأسعف أهل يابيش جلعاد. وخلصهم من الخطر الذي كان يحيق بهم وخلص إسرائيل من الذلة والعار.

 

6- سبب الخلاف الذي نشب بين صموئيل وشاول هو أن شاول ارتكب عدة أخطاء جلبت عليه الغضب الإلهي، ولم يشن صموئيل حربًا شعواء ضد تلميذه العاق، إنما الذي حدث العكس تمامًا وهو أن صموئيل حزن بل ناح من أجل شاول، حتى " قال الرب لصموئيل حتى متى تنوح على شاول وأنا قد رفضته عن أن يملك على إسرائيل. إملأ قرنك دهنًا وتعال أرسلك إلى يسَّى البيتلحمي لأني قد رأيت لي في بيته ملكًا" (1صم 16: 1) فصموئيل لم يكن يعرف داود من قبل، ولم يمسحه ملكًا نكاية في شاول، إنما الله هو الذي أمر صموئيل أن يسمح داود ملكًا.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 278.

(2) ترجمة د. محمد مخلوف - الأسطورة والحقيقة في القصص التوراتية ص 279، 280.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1096.html

تقصير الرابط:
tak.la/qxgzn9b