ج: 1- يغطي سفرا صموئيل المدة منذ ولادة صموئيل وحتى موت داود سنة 970 ق.م.، وقد حدَّدها البعض بمائة وعشرين عامًا، وبذلك يكون ميلاد صموئيل سنة 1090 ق.م.، وحدَّدها البعض بمائة خمسة وثلاثين عامًا، وبذلك تكون ولادة صموئيل سنة 1105 ق.م.، وقد أتفق معظم الدارسين على تاريخ موت داود وتولى سليمان الحكم سنة 970 ق.م. بعد أن مَلَكَ داود أربعين سنة (1010-970 ق. م.) ومَلَكَ شاول قبله أيضًا أربعين سنة (1050-1010 ق. م.).
 |
2- في القرن الحادي عشر قبل الميلاد تعرضت كل من الإمبراطورية الأشورية والمصرية لفترة ضعف، فضعفت سيطرة كل منهما على أرض فلسطين التي كانت مطمعًا لكليهما، بالإضافة للإمبراطورية الحثية، وبذلك كانت الظروف مواتية لداود الملك لتأسيس مملكة متسعة لها مكانتها، وقد فرض سيطرته خارج حدود البلاد.
ويقول " الخوري بولس الفغالي": "في هذا القرن الحادي عشر، جاء الوضع السياسي مواتيًا لنهوض الممالك الصغيرة ونموها، بعد أن أنشغل الجباران (أشور ومصر) بأمورهما الداخلية، فالشمال عرف هيمنة القبائل الأشورية مع تجلث فلاسر التي ما عتمت أن زالت، فدبت الفوضى والدمار في عالم البابليين، والجنوب يعيش انقسامًا، فبعد آخر رعمسيس انقسمت مملكة الفرعون قسمين، وضع أسمنديس يده على شمال البلاد، وأسَّس في تنيس السلالة الحادية والعشرين، بينما حكم الجنوب رئيس الكهنة، وجعل عاصمته في طيبه. أما في آسيا الصغرى (تركيا اليوم) فبعد زوال مملكة الحثيين لم تعد الأناضول تشكل أي خطر على الممالك المجاورة. وهكذا استطاعت ممالك أرام وفينيقية وكنعان أن تنمو وتكوّن ذاتها. كما استطاع داود أن يكوّن مملكة واسعة، ستنتقل مع ابنه سليمان قبل أن تنقسم، وسيبرم معاهدة مع الفينيقيين فيفيد منهم على المستوى الاقتصادي والثقافي، لأنهم كانوا أصحاب مدنية متقدمة"(1).
3- استطاع داود الملك أن يكوّن دولة قوية خلال فترة وجيزة، بعد أن صد من الغرب الفلسطينيين عدة مرات وهزمهم فكفوا عن مهاجمة إسرائيل، بل استخدم منهم بعض الجنود ليعملوا لديه كجنود مرتزقة، كما انتصر على "هدد عزر" ملك صوبة أرآم من جهة الشمال، وهزم القوات الأرامية وامتدت سلطته حتى الفرات، وأيضًا فرض داود سيطرته شرق الأردن على الموآبيين والعمونيين، كما فرض سيطرته أيضًا على الأدوميين في الحدود الجنوبية، فامتد نفوذه على صحراء النقب حتى خليج العقبة، ووادي العريش المعروف حينذاك بنهر مصر، كما استولى على أورشليم وحِصْنها المنيع حصن صهيون، وجعل منها العاصمة وبنى فيها قصرًا له، كما نقل إليها تابوت العهد.
_____
(1) التاريخ الاشتراعي - تفسير أسفار يشوع والقضاة وصموئيل والملوك ص 230.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1069.html
تقصير الرابط:
tak.la/kv8pfzw
