St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

398- المؤسسات عن روح النهم أو الشره: الفصل الرابع: شهادة القديس أنطونيوس بأنه يجب السعي وراء الفضيلة من الشخص الذي يقتنيها

 

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 45), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 45)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 45), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 45)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

الفصل الرابع

شهادة القديس أنطونيوس بأنه يجب السعي وراء الفضيلة

من الشخص الذي يقتنيها

 

من أقدم أقوال القديس أنطونيوس أنه حينما يحاول الراهب وضع خطة حياته الرهبانية للوصول إلى مستويات قريبة من الكمال، وقد تعلّم التمييز، ويستطيع أن يحكم علي نفسه، ويقترب من قمة الحياة النسكية، يلتزم ألا يسعى وراء كل أنواع الفضائل من شخصٍ واحدٍ مهما بلغ من كمال.

يوجد شخص يتحلى بالمعرفة، وآخر بضبط النفس، وآخر مكسو بنعمة البساطة. هذا يمتاز بالشهامة، وذاك بالشفقة، وآخر بالسهر، وآخر بالصمت، وآخر بحب العمل. بالتالي الراهب المشتاق إلى جمع العسل الروحي يسعى كالنحلة الحريصة دائمًا علي امتصاص رحيق كل فضيلة من الذي يمتلكها ويختزنها بحرصٍ شديدٍ في وعاء قلبه.

يجب علي الراهب ألا يفحص ما ينقص الآخرين، بل إلى كل فضيلة يجدها فيهم ويجمعها، لأننا لو أردنا أن نقتني كل الفضائل من شخصٍ واحدٍ، ربما لا نجد الأمثلة المناسبة لنا للاقتداء بها.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

إننا لا نري أن المسيح نفسه صنع بعد الكل في الكل (1 كو28:15) كما يقول بولس الرسول حتى نكتشف المسيح شيئًا فشيئًا في الكل، لأنه قيل عنه: "ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبرًا وقداسةً وفداء" (1 كو30:1). بالتالي نجد فيه الحكمة، ومرة أخرى البر، وأخرى القداسة، ومرة أخرى الحنان، وأخرى الوداعة، وأخرى التواضع أو طول الأناة. فالمسيح (المُعلن في قديسيه) في وقتنا الحاضر مُقسَّم عضوًا بعضوٍ بين الآباء القديسين، لكن حينما تجد الجميع في وحدة الإيمان والفضيلة يكون "إنسانًا كاملاً" (أف13:4)، مكمِّلاً جسده الواحد بأوصال واختصاصات كل أعضائه. وسيأتي الوقت حينما يكون الله هو "الكل في الكل"، لأن الله الآن "في الكل" -كما سبق أن ذكرنا- بواسطة الفضائل، لكنه ليس الكل في الكل لأنهم ليسوا في ملء كمالهم.

بالرغم من أن ديانتنا لها هدف واحدة ونهاية واحدة، لكن توجد طرق متعددة للوصول إلى الله كما سنشرح بالتفصيل في مناظرات الآباء. لذلك لا بُد أن نسعى وراء مثال للتمييز وضبط النفس خاصة من هؤلاء الذين تنساب فضائلهم بوفرة بواسطة عمل الروح القدس، لأنه لا يمكن لأي شخص واحد أن يحصل علي تلك الفضائل المقسمة بين كثيرين، لكن من أجل تلك الفضائل التي يمكننا اقتنائها نستطيع أن نتقدم للاقتداء بهؤلاء الذين اقتنوها.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-gluttony-saint-anthony.html

تقصير الرابط:
tak.la/738h8nc