St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

394- مقدمة كتاب: روح النهم أو الشره: خطية النهم لا الأكل! (من سلسلة المؤسسات لنظام الشركة)

 

خطية النهم لا الأكل!

 

خلق الله الإنسان لكي يعمل في الجنة (تك15:2)، لا لينحني بكل كيانه الجسدي والنفسي تحت ثقل شهوة الأكل والشرب، فالطعام والشراب هما عطية وبركة من قبل الرب لكي يستطيع الإنسان أن يحيا ويعمل، متشبهًا بالله الذي يعمل دومًا بلا انقطاع (يو17:5).

القدرة على الأكل والشرب بركة من قبل الله الذي خلق النباتات بثمارها الشهية لكي يأكل الإنسان، لا ليُستعبد لشهوة الطعام.

شهوة الطعام المبالغ فيها أو خطية النهم، سواء بالرغبة في امتلاء البطن بلا شبع، أو الرغبة في الأكل في غير مواعيد الطعام، أو التلذذ بأنواعٍ معينة، تكشف عن فراغٍ داخليٍ. فالنهم هو ترمومتر غالبًا ما يشير إلى مرض لحق بالنفس، أفقدها فرحها وسلامها وشبعها، فأفسحت المجال للجسد لعلّه بكثرة الطعام بغير ضابط يمكن أن ينشغل الإنسان. لهذا فعلاج النهم ليس هو مجرد الامتناع عن الأطعمة، وإنما إشباع الأعماق الداخلية بالخبز النازل من السماء.

 

لقد أوضح القديس يوحنا كاسيان المبادئ التالية:

1. الصوم الروحي الحقيقي هو بداية طريق جهادنا.

"هذه هي بداية صراعنا، أول اختبار لنا في الألعاب الأوليمبية (الروحية) أن نخمد شهوة الحلق والبطن بالاشتياق إلي الكمال".

"لا يستطيع أحد أن يجاهد قانونيًا إلا إذا قهر جسده أولاً. ومن المؤكد أن من لا يجاهد قانونيًا لا يكون له نصيب في النضال، ولا أن يفوز بإكليل المجد ونعمة الغلبة".

 

2. لا يخضع كل الرهبان لقانون صوم واحد، إنما حسب صحة الراهب وسنه ظروفه.

"يجب على كل شخص أن يفرض علي نفسه قانونًا غذائيًا حسب ما تتطلبه الحرب ضد جهاده الجسدي".

 

St-Takla.org Image: Some saints (image 111), monks, fathers - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: بعض الآباء القديسون (صورة 111)، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: Some saints (image 111), monks, fathers - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: بعض الآباء القديسون (صورة 111)، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

3. ما يشغل ذهننا ليس مجرد الصوم عن الطعام، بل نقاوة القلب الداخلية، وإن كان الصوم عاملاً رئيسيًا في ذلك.

"ضبط النفس في الطعام لا يكفي وحده ما لم تتحد بقية الفضائل بالذهن".

"من لا يستطيع ضبط شهوة بطنه لن يمكنه إطفاء نار الشهوات الجسدية. فعفة الإنسان الداخلي تُقتني بكمال هذه الفضيلة. ولا يمكن التأكد من التغلب علي الحروب القوية إذا انهزم الشخص في الحروب الصغيرة".

"هكذا يحتقر الإنسان الأمور الزمنية بكونها وقتية حين يركز نظره علي الأمور الثابتة الأبدية، ويتأمل في قلبه في بركة الأمور الذاتية رغم أنه مازال في الجسد".

 

4. ضرورة الالتزام بفترة انقطاع عن الطعام تمامًا.

"لا بُد من تنفيذ طقس قانون الاصوام القيم، ولكن إن لم يليه فترات انقطاع عن الطعام لن يصل الشخص إلى هدف الكمال".

 

5. يمكن لضعيف البنية أن يبلغ إلى كمال الفضيلة على مستوى الشخص القوي البنية، ما دام الإنسان يضبط شهوة النهم وفي نفس الوقت يعطي الجسد احتياجاته. بالقانون الأول لا يقوده إشباع الجسد إلى فخاخ الشهوات، وبالقانون الثاني لا يقوده حرمان الجسد من احتياجاته إلى إنهاك قوته وعجزه عن القيام بوجباته.

 

6. شهوة الجسد الناتجة عن الأصوام الطويلة والذي يليها ثورات الجسد تتسبب في الإرهاق لمدة من الزمن بدلاُ من أن ينتج عنها النقاوة والعفة.

 

7. يعتمد كمال الذهن كليًا علي ضبط شهوات المعدة، فالذي لا يضبط نفسه دائمًا بنظامٍ غذائيٍ معينٍ لا تدوم له النقاوة والعفة.

 

8. الصوم مهما بلغ من درجة النسك إن تلاه فترات من الاسترخاء والراحة يصير بلا فائدة، وبالتالي يقود إلى خطية النهم، فتناول الطعام اليومي بكمية معتدلة أفضل من أصوام نسكية كثيرة متقطعة، وقد عُرف أن الصوم الزائد عن حدوده يُفقد الذهن سلامه وأيضًا يُضعف من قوة الصلوات نتيجة لتعب الجسد.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

في الفصل 23 يقول إن طبيعة النهم ثلاثية:

أولاً: يوجد من يعجّل بموعد الطعام قبل الوقت المناسب.

ثانيًا: من يُسر بامتلاء البطن والتهام كل أنواع الطعام.

ثالثًا: من يجد متعة في تناول أفضل أنواع الأطعمة وأفخر المآدب.

ومقابل هذا على الراهب أن يلاحظ ثلاثة أمور في طعامه:

أولاً: عليه أن ينتظر الوقت المناسب لكسر الصوم.

ثانيًا: ألا يُعطي مكانُا لتخمة البطن.

ثالثًا: عليه أن يرضى بأبسط أنواع الطعام، لأن تناول أي طعام غير المعتاد للجميع يحسبه تقليد الآباء على أنه دنس، مثل خطية البطالة، والافتخار أو التباهي.

 

القمص تادرس يعقوب ملطي


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-gluttony-introduction.html

تقصير الرابط:
tak.la/mfzh32q