St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

186- مناظرة 9: 33- اعتراض بخصوص استجابة الصلاة

 

33- اعتراض بخصوص استجابة الصلاة

 

جرمانيوس: إننا بالتأكيد نؤمن أن هذه الثقة من جهة استجابة صلاتنا تكون حسب نقاوة الضمير. أما بالنسبة لنا نحن الذين لا يزال قلبنا مضروبًا بأشواك الخطايا، كيف نقدر أن نقتني هذه الثقة ونحن ليس لنا أي استحقاق..؟!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 55), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 55)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 55), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 55)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

34- اسحق: يعلمنا الإنجيل والأنبياء الأسباب المتنوعة لاستجابة الصلاة حسب حالة النفوس:

(أ) فقد أشار الرب عن ثمار الاستجابة في حالة اتفاق اثنين معًا إذ يقول: "إن اتَّفق اثنان منكم على الأرض في أيّ شيء يطلبانهِ فإنهُ يكون لهما من قِبَل أبي الذي في السموات" (مت19:18).

(ب) كذلك في حالة كمال الإيمان، الذي يشبه حبة خردل، إذ يقول: "لو كان لكم إيمان مثل حبَّة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقِلْ من هنا إلى هناك فينتقل ولا يكون شيء غير ممكنٍ لديكم" (مت20:17).

(ج) وأيضًا في حالة الاستمرار في الصلاة، إذ طلب الرب أن نستمر مثابرين بلجاجة بغير قلق، إذ يقول: "أقول لكم وإن كان لا يقوم ويعطيهِ لكونهِ صديقهُ، فإنهُ من أجل لجاجتهِ يقوم ويعطيه قدر ما يحتاج" (لو8:11).

(د) وأيضًا الاستجابة للصلاة تكون ثمرة من ثمار العطاء "اغلق على الصدقة في أخاديرك فهي تنقذك من كل شر" (ابن سيراخ15:29).

(ه) وتكون الاستجابة في نقاوة الحياة وأعمال الرحمة، إذ قيل منتهرًا الصوم العقيم: "حَلَّ قيود الشر. فَكَّ عُقَد النير... حينئذٍ تدعو فيجيب الرب. تستغيث فيقول هأنذا" (إش58: 6، 9).

(و) وكثرة الضيقات تجعل الصلاة مستجابة. "إلى الرب في ضيقي صرخت فاستجاب لي" (مز 1:120). وأيضًا: "لا تضطهد الغريب ولا تضايقهُ... فيكون إذا صرخ إليَّ إني أسمع، لأني رءوف" (خر 21:22، 27).

لقد رأيتم أنه كيف بطرق كثيرة ننال عطية الاستجابة للصلاة، لكي لا يصطدم أحد باليأس من جهة ضميره، ضمانًا لتلك الأمور الأبدية العظيمة المقدار.

(ز) وإن كنا بالتأمل في بؤسنا قد نجد أنفسنا مفتقرين تمامًا إلى كل هذه الفضائل السابقة... فإنه بالتأكيد لا يمكن أن يُحْرَم أحد من تلك الفرصة التي يقدمها الله لكل المشتاقين إلى استجابة الصلاة، وهى وعده بأن كل ما يسأله في الصلاة يعطيه لنا. فيجدر بنا أن نثابر بغير ارتياب، ولا يكون لنا أدنى شك في أنه بالمداومة على الصلاة ننال كل ما نطلبه حسب فكر الله. لأن الله في اشتياقه أن يهبنا السماويات والأبديات يحثنا أن نضغط عليه بلجاجتنا. إنه لا يحتقر اللجاجة أو يستخف بها، بل يُسر فعلاً بها ويمدحها، ويعد بلطف عظيم أن يهب المثابرين ما يطلبونه، قائلاً: "اسأَلوا تُعطَوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يُفتَح لكم. لأنَّ كلَّ مَنْ يسأَل يأْخذ. ومَنْ يطلب يجد. ومَنْ يقرع يُفتَح لهُ" (لو11: 9، 10). وأيضًا: "وكلّ ما تطلبونهُ في الصلاة مؤْمنين تنالونهُ" (مت22:21)، "ولا يكون شيء غير ممكنٍ لديكم" (مت20:17).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

لكن ليتأكد ذاك الذي يرتاب في استجابة صلاته، أنه لن يُستجاب له!

يلزمنا ألا نسأل الله بقلق، وذلك كما يعلمنا دانيال الطوباوي، إذ سمع الله له من اليوم الأول الذي بدأ فيه يقدم الصلاة، لكنه نال ثمرة صلاته بعد 21 يومًا (دا12:10). وهكذا ليتنا لا نفتر في غيرة صلواتنا التي بدأنا فيها، إن تصورنا أن الاستجابة قد أبطأت، لئلا تتأجل الاستجابة التي تهبها لنا العناية الإلهية... هذا ما كان يمكن أن يحدث في حالة النبي المذكور لو لم يوجد مثابرًا على الدوام بثبات في صلواته خلال الـ21 يومًا (رغم أن الاستجابة صدرت من اليوم الأول)...

من المفيد لنا أن نأخذ في اعتبارنا ما قاله الإنجيلي الطوباوي يوحنا... "وهذه هي الثقة التي لنا عنده انهُ إن طلبنا شيئًا حسب مشيئَتهِ يسمع لنا" (1يو14:5). إنه يأمرنا أن تكون لنا ثقة كاملة بغير ارتياب من جهة استجابة الطلبات التي ليست من أجل نفعنا (الأرضي) أو راحتنا الزمنية، إنما تطابق مشيئة الرب. وتعلمنا الصلاة الربانية أن يكون لنا هذا في صلواتنا، إذ نقول "لتكن مشيئَتك"، لا مشيئتنا. فإن تذكرنا كلمات الرسول: "لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي" (رو26:8)، ندرك أننا أحيانًا نسأل أمورًا تضاد خلاصنا. وبواسطة عنايته الإلهية يرفض طلباتنا، لأنه يرى ما هو لصالحنا بحق أعظم مما نستطيع نحن.

هذا حدث مع معلم الأمم عندما صلى أن ينزع منه ملاك الشيطان الذي سمح به الرب لأجل نفعه. "مِنْ جِهَةِ هذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ»" (2كو12: 8، 9).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-9-objection.html

تقصير الرابط:
tak.la/3jr9sd5