St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

363- مناظرة 23: 6، 7- الذين يحسبون أنفسهم بلا خطية

 

St-Takla.org Image: Some saints (image 100), monks, fathers - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: بعض الآباء القديسون (صورة 100)، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: Some saints (image 100), monks, fathers - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: بعض الآباء القديسون (صورة 100)، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

6- الذين يحسبون أنفسهم بلا خطية

 

لنفرض أن رجلين أحدهما قوى النظر والآخر متوعك العينين ضعيف البصر، دخلا معًا في بيت عظيم مملوء بالباقات والآلات الموسيقية وأوان فاخرة، فإن الشخص الذي حرمه ظلام الإبصار عن الرؤية يؤكد أنه لم يجد شيئًا سوى خزانة وسرير ومائدة... وهذا كل ما قد أدركه بإصبعه أثناء تلمسه تلك الأمور، أما الشخص الثاني الذي تطلع بعينين براقتين سليمتين فيعلن عن وجود أمور كثيرة ودقيقة للغاية بالجهد يمكن إحصاءها... هكذا القديسون أيضًا، إذ يمكننا أن نقول إنهم يبصرون هدفهم إلى غاية الكمال، يكتشفون بمهارة تلك الأمور التي لا نستطيع نحن أن نراها بتفرس عقولنا التي كما لو كانت مظلمة. هؤلاء الذين بالنسبة لإهمالنا نحن يُحسبون أنهم لم يشوبوا نقاء أجسادهم التي كالثلج تمامًا، لكن بسبب أدنى بقعة من الخطية يرون أنهم ملوثون بشوائب كثيرة. لا أقول لأنهم يرتكبون شرًا أو يتذكرون أفكارًا باطلة غير مفيدة، لكن لمجرد تشتت ذهنهم قليلاً في أثناء تلاوتهم مزمور. يقولون إننا إذ نسأل شخصًا ما عظيمًا... فإننا نركز عقلنا بجملته وجسدنا تجاهه، ونقف في مهابة مع انحناء رأس علامة التسليم... وأيضًا عندما نقف في محكمة أو في مجالس قضاة أرضيين مع خصمنا المستمر في مضاداتنا، إذا ما غَلبنا في وسط المحكمة سعال أو بصاق أو ضحك أو تثاؤب أو نوم، فإننا إن صنعنا هذا يستخدمه خصمنا لإثارة قسوة القاضي ضدنا. كم بالأولي يكون حالنا ونحن نتوسل إلى ديان العالم بجميع أسرارنا لكي ينزع عنا هلاكنا الوشيك بموت أبدي، متضرعين إليه بصلاة حارة مملوءة شوقًا من أجل استدرار حنان القاضي، خاصة وأنه يقف من الجانب الآخر مضللنا المخادع يتهمنا ليس بغير دلائل بل يجد فينا ذنبًا خبيثًا خطيرًا...

أما الذين يغطون أعين قلوبهم بحجاب خطاياهم السميك، فيقول عنهم المخلص: "لأنهم مبصرين لا يبصرون، وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون" (مت13:13)، هؤلاء يصعب عليهم إدراك ما تكنه أعماق صدورهم من خطايا عظيمة مهلكة، ولا يقدرون أن يتطلعوا بعيون صافية إلى الأفكار المخادعة التي فيهم، ولا إلى الرغبات الغامضة التي تصيب عقولهم باقتراحات واهنة خبيثة، ولا يرون قيود أرواحهم، لكنهم على الدوام يتجولون وسط أفكار فاسدة، لهذا لا يعرفون كيف يحزنون بسبب انصرافهم عن التأمل الإلهي. وبالتالي لا يندمون كأنهم فقدوا شيئًا، إنما يفتحون عقولهم لأي فكر يتلذذون به من غير أن يكون لهم هدف يثبتون عليه كأمر رئيسي...

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

7- ... إذ نُضرب بالعمى لا نقدر أن نرى في ذواتنا شيئًا سوى الذنوب الكبيرة، ظانين أنه يلزمنا فقط أن نكون أنقياء من تلك الذنوب وحدها التي تستنكرها القوانين الدنيوية، فإذا ما رأينا أنفسنا قد تحررنا منها إلى حين نظن أننا قد صرنا بلا خطية تمامًا... فلا نبصر البقع الكثيرة التي تتجمع معًا في داخلنا، وبالتالي لا ننزعها بالانسحاق المنقذ، ولا نحزن عندما تصيبنا أفكار الغرور، ولا نبكي من أجل صلواتنا التي نرفعها في تراخٍ شديد وفتور. ولا نحسب شرود فكرنا أثناء الترنم بالمزامير والصلوات أنه خطأ. ولا نستحي من تصوراتنا لأمور كثيرة نخجل أن ننطق بها أو نمارسها أمام الناس والتي هي مكشوفة أمام البصر الإلهي. ولا نطهر فساد الأحلام الدنسة بالدموع الغزيرة... ولا نعتقد أن هناك أية خسارة تصيبنا عندما ننسى الله مفكرين في أمور أرضية فاسدة، بهذا تنطبق علينا كلمات سليمان: "ضربوني ولم أتوجع، لقد لكأُوني ولم أعرف" (أم 35:23).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-23-without-sin.html

تقصير الرابط:
tak.la/f29rrxd