St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

358- مناظرة 23: 1- لست أفعل الصالح الذي أريده

 

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 2), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 2)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 2), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 2)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

1- "لست أفعل الصالح الذي أريده"

 

إذ بدأ النهار اضطر الرجل المسن تحت إلحاحنا الشديد أن يبحث أعماق الموضوع الذي تحدث عنه الرسول فقال:

أما بخصوص العبارات التي تحاولون أن تظهروا بها أن الرسول لا ينطق بها عن نفسه بل على لسان الخطاة قائلاً: "لأني لست أفعل الصالح الذي أريدهُ بل الشر الذي لست أريده فإيَّاهُ أفعل"، أو قوله "فإن كنت ما لست أريدهُ إياهُ أفعل فلست بعدُ أفعلهُ أنا بل الخطية الساكنة فيَّ"، أو قوله "فإني أسرُّ بناموس الله بحسب الإنسان الباطن، ولكني أرى ناموسًا آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية" (رو19:7-23)، فإنه بالعكس يظهر أن العبارات لا تلائم الخطاة (غير التائبين) بل تنطبق على الكاملين، الذين يقتدون بالرسل الصالحين.

لأنه كيف يمكن أن ينطبق على الخطاة هذا القول: "لأني لست أفعل الصالح الذي أريده بل الشر الذي لست أريده فإياه أفعل"؟ أو "فان كنت ما لست أريدهُ فإياهُ أفعل فلست بعد أفعلهُ أنا بل الخطية الساكنة فيَّ"؟!

لأنه أي خاطئ يدنس نفسه كرهًا بالفجور والزنا؟!

من منهم بغير إرادته يصنع مكائد ضد قريبه؟!

من منهم تلزمه الضرورة أن يظلم إنسانا شاهدًا عليه بالزور، أو يغشه بسرقة، أو يطمع في ممتلكات آخر، أو يسفك دمه؟!

كلاّ! بل يقول الكتاب المقدس: "تصوُّر قلب الإنسان شرير منذ حداثتهِ" (تك21:8). لأنه إلى هذه الدرجة يلتهب قلبهم بحب الخطية والشهوة راغبين في تنفيذ ما يحبونه، مترقبين باهتمام شديد أن يتمتعوا بشهواتهم "ومجدهم في خزيهم" (في19:3). وكما يؤكد إرميا النبي أنهم يرتكبون آثامهم الخبيثة لا بإرادتهم أو بانشراح قلب فحسب بل ويبذلون جهودًا شاقة محتملين أتعابًا في تنفيذها... إذ يقول: "تعبوا في الافتراءِ" (إر5:9).

أيضًا من يقول أن هذه العبارة: "بذهني أخدم ناموس الله ولكن بالجسد ناموس الخطية" تنطبق على حالة الخطاة الذين لا يخدمون الله لا بالذهن ولا بالجسد؟ إذ كيف يستطيع الذين يخطئون بالجسد أن يخدموا الله بالذهن إن كان الجسد يقبل إغراء الخطية من القلب، إذ يعلن خالق الاثنين (الذهن والجسد) أن القلب هو أصل الخطية ومنبعها قائلاً: “لأن من القلب تخرج أفكار شريرة قتل زنًى فسق سرقة شهادة زور تجديف" (مت19:15)؟!

على أي الأحوال يظهر بوضوح أن هذه العبارات لا يمكن أن تنطبق على الخطاة الذين ليس فقط لا يكرهون الشر بل يحبونه فعلاً، وهم بعيدون جدًا عن خدمة الله بالذهن أو الجسد، حتى أنهم يخطئون بالذهن قبل أن يخطئوا بالجسد، وقبل أن يتمموا ملذات الجسد تقهرهم الخطية في ذهنهم وأفكارهم.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-23-i-am-not-doing-the-good-i-want.html

تقصير الرابط:
tak.la/gb5gdt4