St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

371- مناظرة 23: 17- اعتراف القديسين جميعهم أنهم خطاة

 

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 87), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 87)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 87), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 87)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

17- اعتراف القديسين جميعهم أنهم خطاة

 

لذلك يحزن جميع القديسين بتنهدات يومية من أجل ضعف طبيعتهم هذا. وبينما هم يستقصون أفكارهم المتنقلة ومكنونات ضمائرهم وخلواتهم العميقة يصرخون متضرعين: "لا تدخل في المحاكمة مع عبدك، فإنه لن يتبَّرر قدامك حيّ" (مز 2:143)، "من يقول إني زكَّيتُ قلبي، تطهرتُ من خطيتي" (أم 9:20). وأيضًا: "لأنهُ لا إنسان صدّيق في الأرض يعمل صلاحًا ولا يخطئُ" (جا 20:7). وهذا أيضًا: "السهوات من يشعر بها؟" (مز 12:19). وهكذا أدركوا أن برّ الإنسان عليل وغير كامل ويحتاج دائمًا إلى رحمة الله، حتى أن أحدهم بعد رؤيته السيرافيم في الأعالي وكشفه المكنونات السمائية قال: "ويل لي.. لأني إنسان نجس الشفتين، وأنا ساكن بين شعبٍ نجس الشفتين" (إش 5:6). أظن أنه ما كان يشعر بنجس شفتيه ما لم يكن قد مُنح له أن يُدرك نقاوة الكمال الحقيقي التام برؤية الله، الذي فجأة صار عالمًا بنجاسته التي كان جاهلاً بها من قبل ونجاسة من حوله.. شاملاً في توسله العام ليس فقط جماعة الأشرار بل وجماعة الصالحين أيضًا قائلاً: "ها أنت سخطت إذ أخطأْنا. هي إلى الأبد فنخلص، وقد صرنا كلنا كنجسٍ وكثوب عِدّة" (إش 5:64، 6).

إنني أسأل أي شيء يمكن أن يكون أوضح من هذا القول الذي لا يتكلم فيه النبي عن عمل واحد بل عن كل تقوانا، متأملاً جميع الأشياء أنها دنسة وكريهة. ولأنه لم يستطع أن يجد شيئًا في حياة الناس أكثر تلوثًا ونجاسة اختار بأن يقارنها بثوب عِدّة، ومع أنه يقول هنا بأن القديسين قد أخطأوا بل ومكثوا دائمًا في خطاياهم، إلا أنه لم ييأس من الخلاص بل يضيف "هي إلى الأبد فنخلص". هذا القول: "ها أنت سخطت إذ أخطأنا" يقابل قول الرسول: "ويحي أنا الإنسان الشقي، مَنْ ينقذني من جسد هذا الموت؟" وما يلحقه النبي: "هي إلى الأبد فنخلص" تقابل كلمات الرسول: "أشكر الله بيسوع المسيح ربنا".

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

بنفس الطريقة أيضًا هذه العبارة: "ويل لي لأني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين" تظهر بأنها تتفق مع الكلمات: "ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت؟" وما ذكره النبي بعد ذلك: "فطار إلىَّ واحد من السيرافيم وبيدهِ جمرة قد أخذها بملقطٍ من على المذبح ومسَّ بها فمي، وقال: "إن هذه قد مسَّت شفتيك فانتُزِع إثمك وكُفِّر عن خطيتك" (إش6: 6، 7) يشبه تمامًا ما قد نطق به بولس: "أشكر الله بيسوع المسيح ربنا".

ها أنت ترى إذن كيف يعترف جميع القديسين بصدق أن جميع الناس كما هم خطاة مع ذلك لا ييأسون أبدًا من خلاصهم، بل يبحثون عن تطهير كامل بنعمة الله ورحمته...


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-23-all-saints-sinners.html

تقصير الرابط:
tak.la/4x5nb8r