St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

274- مناظرة 16: 18- لا تثر أخاك بالصمت

 

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 86), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 86)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 86), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 86)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

18- لا تثر أخاك بالصمت

 

 لكن ما هذا؟! فإننا نظن أحيانًا أننا صابرون، وذلك لأنه عندما نُثار نحتقر الغير بعدم إجابتنا عليه. بصمتنا الكئيب أو خلال حركات السخرية وبالإيماءات نهزأ بإخوتنا الغاضبين، حتى نثيرهم بنظراتنا الصامتة أكثر مما لو كنا قد غضبنا معهم ثائرين. في هذا نظن أننا غير مخطئين أمام اللّه لأننا لم نسمح لكلمة أن تخرج من شفاهنا، هذه التي توصمنا بوصمة العار أمام الناس وتديننا، كأن الله لا يهتم إلا بالكلمات غير مبالٍ بإرادتنا الخاطئة. وكأنه ينظر إلى تصرفنا الخارجي لعمل الخطية لا إلى رغبتنا ونيتنا المخطئتين. أو كأننا نُسأل في يوم الدينونة فقط على ما نفعله دون أن نُسأل عن نية الفعل...

 في هذا كأنه يكفي للإنسان أن يحتج بأنه لم يدفع الأعمى بيديه ليسقط، مع أن الجريمة متساوية حينما يزدرى بإنقاذه متى رآه في طريقه للسقوط في هوة وفي إمكانه أن يرشده ولم يفعل! أو كأن المجرم هو من يُمسك مرتكبًا الجريمة، ولا يُحاسب من دبر الجريمة وخططها!

 إذن باطلاً نلجم ألسنتنا إن كان صمتنا يقوم بنفس الدور الذي يقوم به الصراخ. وبواسطة إيماءاتنا الكاذبة نجعل ذاك الذي نشفيه في حالة أكثر غضبًا، بينما يمتدحنا الناس من أجل هذا... وبهذا يكون الإنسان أكثر إجراما، لأنه يحاول أن يمجد نفسه على حساب سقوط أخيه...

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

غالبًا ما يثير الصبر المتصنع الغضب بأكثر حذاقة مما يثيره الكلام. وبالصمت المؤذي يزيد شتائم الغير بطريقة أكثر مما يثيرها الكلام، وجراحات الأعداء تُحتمل بأكثر سهولة من مداهنة الساخرين المملوءة مكرًا، والتي قيل عنها حسنًا بالنبي: "ليأسر رؤَساءهُ حسب إرادتهِ" (مز 22:105). وفي موضع آخر قيل: "كلام النَّمام مثل لُقَم حلوة فينزل إلى مخادع البطن" (أم 22:26). هنا ينطبق القول: "لسانهم سهم قتال يتكلم بالغش. بفمهِ يكلم صاحبهُ بسلام وفي قلبهِ يضع لهُ كمينًا" (إر 8:9). وعلى أي الأحوال هو يخدع الغير إذ "الرجل الذي يطري صاحبهُ يبسط شبكة لرجليهِ" (أم 5:29).

 أخيرًا عندما جاءت جموع كثيرة بسيوف وعصي للقبض على الرب، لم يكن أحد من المجرمين في حق واهب الحياة أكثر قسوة من ذاك الذي تقدم باحترام مملوء خداعًا وتكريمًا فاسدًا مقدمًا قبلة حب غاش، هذا الذي قال له الرب: "يا يهوذا أَبقُبلةٍ تسلّم ابن الإنسان؟!" (لو48:22).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-16-silence.html

تقصير الرابط:
tak.la/swv9xdd