محتويات
* ولد باسيليوس سنة 329 م.، وهو من أسرة اجتمع لها أصالة الإيمان والتقوى والجاه والشرف والثراء، تقدمت بدم شهدائها، وتدعمت بتقوى أفرادها من شهداء وأساقفة ورهبان وراهبات.
* أما عن مكان مولد باسيليوس: قيصرية كبادوكية.
* تعلم باسيليوس في قرية أنيس قرب قيصرية الجديدة حيث تربى على يد جدته ماكرينا ويروى أن الفضل الأول في توجيهه التوجيه الديني كان لجدته كما كان أيضًا لأخته الكبيرة ماكرينا.
* أرسل في سن مبكرة إلى مدرسة في قيصرية كبادوكية، وتعرف هناك بأشخاص من بينهم غريغوريوس النيازينزى.
* ثم انتقل باسيليوس من قيصرية إلى القسطنطينية، حيث درس البيان والفلسفة بنجاح.
* ارتحل باسيليوس إلى أثينا سنة 351 م. المشورة بأساتذتها الممتازين في الفلسفة والبلاغة.
* أمضى باسيليوس قرابة خمسة أعوام في المدينة العتيقة أثينا.
* أما من جهة صداقته مع غريغوريوس، فقد عملت كل الظروف على توطيد أوامر الحب بينهما، ذات الحب الذي ربطهما حتى الموت، فقد جمعتهما أهداف روحية مسيحية مقدسة، حتى قيل عنهما أنهما كانا روحًا واحدة في جسدين، وغدت صداقتهما فصلا رائعًا في تاريخ الآباء.
* والحق أن الإقامة في أثينا وقتذاك والانشغال بالدراسات الكلاسيكية (القديمة) بالنسبة إلى الشاب غير المؤسس جيدًا في المسيحية كانت فرصة مليئة بالتجارب، وكان من السهل أن يشعل الحماس للوثنية وان كانت قد فقدن حيوياتها ولدينا مثل أوضح على ذلك، فقد رزمهما في الدراسة في أثينا الأمير يوليانوس ابن عم قسطنطيوس الإمبراطور الحاكم آنذاك. وكان الأمير الشاب تربطه بباسيليوس صداقة قديمة جدًا، وقد اعتاد أن يدرس معه الكتاب المقدس ويعدد المقارنات بين تعاليم الكتاب السامية ودروس أساتذته الوثنيين، مع كل هذا فان يوليانوس تأثر تأثرًا عميقًا بالوثنية، حتى أنه حينما صار إمبراطورًا فيما بعد ارتد عن المسيحية وصار يعرف في التاريخ باسم يوليانوس الجاحد أو المرتد.
* تلألأت عبقرية باسيليوس الدراسية في أثينا. ويخبرنا غريغوريوس بأن اجتهاد صديقه وتركيزه ومثابرته كانت عظيمة. وكان بارعًا في كل فرع من فروع العلم كما لو كان متخصصًا فيه وحده. كانت أحب المواد إليه الفصاحة والبيان والفلسفة والفلك والهندسة والطب. لكن كان سموه العقلي يتضاءل إذا قورن بنقاوة حياته وطهارة سيرته. أما أشهر أساتذته الذين تتلمذ لهم في أثينا فكانا برومارسيوس المسيحي الأرمني، وهيميرويوس الوثني البيثيني.
* عاد باسيليوس بمفرده إلى وطنه سنة 356. عاد ليجد أن والده وجدته ماكرينا قد توفيا أثناء غيبته، وأن أمه أماليا قد استقرت في أنيس، المكان الذي تدرب فيه وهو بعد صغير.
* في هذه الفترة (سنة 303) تعمد باسيليوس. وبعدها بقليل سيم أغنسطسًا (قارئًا) بيد الأنبا ديانيوس أسقف قيصرية.
* ترك قيصرية ليبحث عن النساك المشهورين ليحتذى بهم، فزار منطقة الإسكندرية وصعيد مصر وفلسطين وسوريا وما بين النهرين. وقد آثار إعجابه شدة زهد وتقشف هؤلاء النساك الذين قابلهم، خاصة في مصر وفلسطين، آثار دهشته فيهم ضبط النفس واحتمال النسك ومقدرتهم على الصوم والسهر واحتمال العرى والبرد. وهكذا ظل يدرس لمدة سنتين تقريبًا التقاليد الرهبانية المثالية التي ترجع إلى القديس أنطونيوس الكبير أب الرهبان فباع ما يخصه من أملاك ومقتنيات ووزعها على الفقراء والمحتاجين، وبدأ يفكر في أنسب الأمكنة لتوحده.
* بدأ في خلوته في البنطس نظامًا نسكيًا شديدًا، يبدو أنه تسبب في ضعف صحته ضعفًا شديدًا.
* كان يملك ثوبًا خارجيًا وآخر داخليًا فقط، وكان يرتدى في الليل مسحًا من الشعر ينام به، ولم يكن يرتديه بالنهار لئلا يبدو متظاهرًا بالنسك، وكان ينام قليلًا، وكانت الشمس مدفأته في تلك المناطق التي يشتد بردها بعنف.
* وسرعان ما عرف باسيليوس في حياته الجديدة وذاعت قداسته فأصبح نواة تجمع حوله نساك البنطس وكبادوكيا.
* وقد نجح القديس باسيليوس في جذب صديقه غريغوريوس إليه وواظبا معًا على الصلاة والدراسة والعمل اليدوي.
* ترامى إلى سمعه أن دينانيوس رئيس أساقفة قيصرية قد قبل قانون إيمان آريوسي يدعى أريميني فترك القديس خلوته ومضى على ذلك الأسقف ونبهه إلى زلته، فرجع وقبل الإيمان النيقاوي وهو على فراش الموت، وتنيح ديانيوس وخلفه أوسابيوس.
* أقنع غريغوريوس النزينزي صديقه باسيليوس بالذهاب إلى قيصرية لمعاونة أوسابيوس، فذهب إلى هناك ورسم قسًا بيد أوسابيوس سنة 364 م. بعد تمنع شديد لشعوره بعدم الأهلية لتلك الرتبة السامية.
* وصار باسيليوس شخصية ذات الأثر الأكبر في كل الإيبارشية وكان هذا عاملًا على إظهار ضعف شخصية أوسابيوس، الأمر الذي أدى على فتور العلاقات بينه وبين أسقفه. وسرعان ما زاد هذا الفتور حتى انتهى إلى القطيعة، فعاد باسيليوس على منسكه بصحبة صديقه غريغوريوس وهناك أمضى الصديقان ثلاث سنوات في الوحدة عكفا خلالها على الكتابة ضد الإمبراطور يوليانوس الذي ارتد عن المسيحية مصابًا بنكسة هيلينية.
* ولما ارتقى العرش الإمبراطور فالنس الأريوسي، حاول بكل سلطته أن ينشر هذا المعتقد الفاسد، وفي هذه الأزمة طالب الشعب بعودة باسيليوس، فحاول أوسابيوس أن يستميل غريغوريوس ليكون بجانبه، ولكن هذا الأخير رفض العودة بدون باسيليوس، وكان مما كتبه إلى أوسابيوس قوله " أتكرمني بينما تهينه؟ أن هذا يعنى أنك تربت على بيد وتلطمني بالأخرى. صدقني، أن عاملته كما يستحق فسيكون لك فخر. وأنا سأتبعه كما يتبع الظل الجسم". وأخيرًا بفضل مجهودات غريغوريوس أيضًا تم التوفيق بينهما، وعاد باسيليوس إلى قيصرية على أهبة الاستعداد للتعاون بكل أخلاص مع أوسابيوس مستخدمًا كل فصاحته وعلمه لإحباط هجمات الأريوسيين وقد نظم المقاومة الأرثوذكسية ضد الأنوميين الذين كانوا جادين في نشر معتقدهم في كل آسيا الصغرى.
* ومن أبرز الحوادث في تلك الفترة، المجاعة التي اجتاحت كل الأقاليم سنة 368 م. وفي خلالها كان باسيليوس مثال الخادم الذي يضع نفسه من اجل مخدوميه، فلم يكتف بحث الأغنياء والتجار الجشعين على الرحمة، وإنما باع ممتلكاته التي كانت قد آلت إليه مؤخرًا بعد انتقال أمه ووزعها على المحتاجين وخدم بشخصه احتياجات المتألمين. وكان الخدم يحضرون إليه إكرامًا من الأطعمة وهو يوزعها بيديه بينما يعزى بكلماته المتضايقين ويشجع المتألمين.
* بالنسبة إلى شعب قيصرية فقد كان باسيليوس الرجل الروحاني ذا المقدرة العظيمة الذي يستطيع مد تيار الهرطقات وتمت رسامة باسيليوس وإجلاسه على كرسيه سنة 370 م.
* كان لرسامة باسيليوس رنة فرح في كل العالم الأرثوذكسي، حتى أن البابا أثناسيوس الرسولي بطل الإيمان أرسل من الكنيسة مهنئًا كبادوكية بهذا التوفيق، أما في القسطنطينية فقد قوبلت رسامته بمشاعر مختلفة، إذ شعر الإمبراطور فالنز إنها صدمة خطيرة له وللأريوسية، لأن باسيليوس لم يكن خصمًا يستهان به فهو فضلًا عن قوة شخصيته كان نفوذه كرئيس أساقفة قيصرية يمتد على ما وراء حدود المدينة ذاتها. فكان رئيسًا على أساقفة كبادوكيه كلها، وله نفوذ في بلاد البنطس وفي أكثر من نصف آسيا الصغرى، وكانت تنضوي تحت لوائه نحو إحدى عشرة مقاطعة وكانت انقرا وقيصارية الجديدة وتيانا وأسقفيات أخرى تعتبره الرئيس الكنسي.
* سام غريغوريوس أسقفا على نيزينزا. كما سام أسقفًا على دورا. وسام آخاه غريغوريوس على نيصص، ولم يثبت في أسقفيته من هذه السيامات الثلاثة غير أسقف نيصص الذي بعد أن طرده منها الأريوسيون، تمكن بشهرته وقوته من العودة إليها. أما سازيما فأعيدت إلى أسقفية تيانا، واعتزل غريغوريوس أسقفيتها بمرارة وسبب له ذلك الحادث جرحًا لازمه حتى نهاية حياته. أما في دورا فقد طرد أيضًا الأسقف الذي سامه باسيليوس.
* لم يمض على القديس باسيليوس أكثر من اثني عشر شهرًا في أسقفيته حتى جاء إلى صدام علني مع الإمبراطور فالنز الذي كان يعبر آسيا الصغرى مصممًا على ملاشاة الإيمان الأرثوذكسي وإحلال الأريوسية محله. وقد ضعف أمامه كثيرون وكان مصير كبادوكية يتوقف على باسيليوس. نصحه البعض أن ينحني أمام العاصفة، ويهدئ من روع الإمبراطور بخضوع وقتي. ولكنه رفض مشورتهم بإباء تشوبه الغيرة المقدسة.
* دخلت حاشية الإمبراطور على القديس باسيليوس بتهديدات شديدة وكان أشدهم وقاحة ديموستينيز رئيس المطبخ الذي هدده بالسكين. فقابل القديس تهديداته بصرامة هادئة.
* ثم تلاه مودستس حاكم بن أيتوريوم، وقد أرسله فالنز إلى القديس باسيليوس يخيره بين أمرين: إما العزل وأما الاشتراك مع الأريوسيين فاستدعاه مودستي وباسم الإمبراطور طالبه بالخضوع، وباسم الله رفض القديس الأمر فهدده مودستي بمصادرة أملاكه وبالتجويع والنفي والتعذيب والموت. فكان رد القديس على هذه الإهانة أن لا شيء من هذه التهديدات يرهبه، فليس له شيء يصادر سوى قليل من الخرق وبعض الكتب. أما النفي فلا يمكن أن يبعث به إلى ما وراء أراضى الله، إذا الأرض كلها دار غربة بالنسبة إليه. أما التعذيب فلا يخيف جسما مات بالفعل أما الموت فأنه يكون كصديق يأتي ليصحبه في آخر رحلة إلى الوطن الحقيقي وينقله للحال إلى الله الذي يحيا له. وما أن سمع مودستس هذه الإجابة حتى صاح في دهشة ممزوجة بكبرياء معلنًا أن أسقفًا لم يكلمه قط بمثل هذا الكلام، فأجابه القديس في هدوء "ذلك لأنك لم تقابل أسقفًا حقيقيًا". ولما لم يفلح مودستس في تهديده أخذ يعده بكرامات وبصداقة الإمبراطور ويتحقق كل مطالبه. لكن شيئًا من كل ذلك لم يلن عزيمة باسيليوس الحديدية، فأسرع مودستس إلى سيده ورفع تقريره الذي قرر فيه "أن الوسائل المتبعة في الإرهاب بدع غير قادرة على تحريك هذا المطران الباسل. والشدة هي السبيل الوحيد الذي يتبع مع ذاك الذي لم يجد معه التهديد والملاطفة على السواء". لكن فالنز ككل المخلوقات الضعيفة تذبذب بين الإرغام والإذعان، ورفض استخدام العنف ضد باسيليوس وجعل طلبه منه متوسطًا، أن يسمح للأريوسيين بالاشتراك معه. وهنا أيضًا لم يلن باسيليوس ولم يتراجع عن موقفه ولكي ينفذ الإمبراطور ما أراد، قصد إلى الكنيسة الرئيسية في قيصرية يوم عيد الظهور الإلهي سنة 372 م. بعد بدء الخدمة. فوجد الكنيسة زاخرة بالمصلين، تتجاوب أصداء تسابيحهم كالرعد، لم يقطعها دخول الإمبراطور وحاشيته، وكان القديس باسيليوس واقفًا في الهيكل ووجهه نحو الشعب يحيط به الكهنة وخدام المذبح في شكل شبه دائري. وكان جو الكنيسة سماوي أكثر منه أرضى. وكان حماس العبادة المنظمة أليق بالملائكة من البشر. كان الموقف رهيبًا حتى أن الإمبراطور اضطرب. وحين حان الوقت ليقدم تقدمه، تردد الخدام في قبولها لأنه هرطوقي، فلم يتقدم أحدهم لأخذها، اهتز الإمبراطور وكان يسقط لولا معاونة أحد الكهنة، ويبدو أن باسيليوس تراءف على ضعف خصمه، فقبل التقدمة من يده المرتعشة.
* وفي اليوم التالي زار فالنز الكنيسة أيضًا، وأصغى باحترام على عظة القديس باسيليوس، وبعد نهاية الاحتفال ناقشه القديس في الإيمان الأرثوذكسي.
* وحينما ظل القديس مصممًا على رفض قبول الأريوسيين في شركة الكنيسة، لم يجد هؤلاء عناء في إقناع فالنز أن ينفى باسيليوس.
* استسلم الإمبراطور للمشورة وأمر بنفي باسيليوس، واعد القديس عدته للرحيل ورتب أن يكون ذلك دليلًا تجنبًا لأخطار الاضطرابات الشعبية. كانت المركبة في انتظاره على الباب، وإذا بأمر النفي يوقف، لقد مرض غلاطس ابن فالنز الوحيد مرضًا مفاجئًا وخطيرًا، وعزت أمه دومينيكا مرضه إلى الأمر بنفي القديس فأرسل الإمبراطور اثنين يتوسلان إلى القديس أن يصلى للطفل المريض الذي لم يكن قد تعمد بعد. فأشترط القديس قبل ذهابه أن يعمد الطفل بعد شفائه على يد كاهن أرثوذكسي وأن يلقن الإيمان القويم. وشفى الطفل بصلاة القديس، ولكن الإمبراطور حنث بوعده وعمد الطفل على يد أسقف أريوس، فساءت حالة الطفل ومات في تلك الليلة.
* ومرة أخرى استسلم فالنز لضغط أعداء باسيليوس، وفي تلك المرة رفض القلم أن يطاوع الإمبراطور، وقصف أكثر من مرة في يده المرتعشة، مما جعله يمتلئ خوفًا ورعبًا فعدل عن عزمه، وبقى القديس سيد الموقف.
* وبالإضافة إلى محاولات النفي، تعرض القديس لإهانات كثيرة من الحكام الإقليميين. أما مودستي عدوه القديم، فقد أصيب بمرض خطير قصد القديس باسيليوس ليصلى عليه، وفعلًا نال الشفاء وصار صديقًا وازداد نفوذ القديس جدًا بسبب ذلك حتى أن الناس كانوا يأتون من مسافات بعيدة طالبين وساطته لديه.
* كانت سنو حياة القديس الأخيرة مظلمة ليس فقط بالمرض ولكن أيضًا بوفاة بعض أصدقائه وحلفائه الأساسيين، ففي سنة 373 انتقل القديس أثناسيوس الرسولي وفي سنة 374 انتقل الشيخ الوقور غريغوريوس أسقف نيزينزا، ونفى أوسابيوس الساموساطي.
* ورفع الأريوسيين رؤسهم ثانية. عقدوا مجمعًا في انقره أدانوا فيه أصحاب عقيدة المساواة في الجوهر واتخذوا إجراءات كيدية ضد القديس غريغوريوس أسقف نيصص، كان الغرض منها جرح باسيليوس في شخص أخيه، وانتهوا إلى عقد المجمع في نيصص ذاتها حكم بإدانة غريغوريوس ونفى بعد ذلك بوقت ليس بطويل.
* لم يعد جسمه قادرًا على تحمل الأعباء، فقد مزقه العمل المتواصل والمرض وكانت توجد في كبده حالة مزمنة كانت مثال ألمه وشكواه دائمًا كما كانت قسوة الشتاء تحجزه أحيانًا كثيرة كسجين في منزله، بل وفي حجرته.
* وفي يوم أول يناير سنة 379 سمع يخاطب الله قائلًا "بين أيديك أستودع روحي" وللحال انطلق الروح العظيم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. وكانت جنازته مشهدًا لمشاعر القلوب الجياشة والوقار الذي يذهل العقل. شغلت الجموع كل فسحة، وكل دهليز، وكل نافذة، وأشترك الوثنيون واليهود مع المسيحيين في تشييعه وغطت أصوات البكاء والعويل موسيقى التراتيل الدينية. ودفن القديس في قيصرية، وانضم إلى آبائه.
* من أبرز صفات القديس باسيليوس "المحبة" المحبة في شتى صورها لله وللكنيسة وللآخرين.. كتب مرة إلى أسقف صديق يقول "أننا نشعر بجوع متزايد نحو الحب.. أننا في حاجة إلى أخوة أكثر مما تحتاج يد إلى أخرى.
* لقد عاش فقيرًا باختياره متشبها بسيده، وأحب الفقراء،، ولذا أحب المرضي وعطف عليهم، وليس أدل على ذلك من مستشفاه الذي أسسه بجوار قيصرية، والذي عرف باسم باسيلياد وكانت تبذل فيه عناية خاصة بالمجذومين الذين حرموا من العناية، والذين لم يأنف من تقبيلهم أحيانًا إظهارًا لحنانه عليهم.
*. وكان القديس باسيليوس يمضى أوقاتًا طويلة في دراسة الأسفار المقدسة ويدعو المسيحيين إلى الإكثار من قراءة الكتاب المقدس وخاصة العهد الجديد.
* كان القديس باسيليوس -باستثناء الأب أثناسيوس الرسولي- أقوى من معاصريه الذين شغلوا مناصب في الكنيسة. وقد طارت شهرته إلى ما بين النهرين حيث كان مار أفرام السرياني فاشتاق ذاك أن يراه. وفيما هو كذلك رأى يوما عامودًا من نور وسمع صوتًا يقول "هذا هو باسيليوس الكبادوكي" فازداد شوقه إلى رؤيته والتبرك منه، فقام وذهب إلى قيصرية ودخل الكنيسة يوم الأحد، وكان القديس باسيليوس يقوم بخدمة القداس الإلهي. وفي أثناء العظة شاهد كلمات القديس خارجة من فمه وكأنها السنة نارية صغيرة تستقر في قلوب السامعين وفي أثناء القداس رأى فمه كأنه ملتهب نارًا، كما أبصر حمامة جالسة على منكبة اليمين. أما القديس باسيليوس فعلم بالروح بوجود مار أفرام في الكنيسة فأرسل إليه شماسًا واستدعاه وتبارك كل من الآخر.
* وقد مدحه أبناء كثيرون، منهم تيثودوريتا الذي قال عنه انه "القديس عَالِم أم عَالًم"، نور العالم وليس كبادوكية وحدها.
* وسفرونيوس الذي وصفه بأنه مجد الكنيسة.
* وتكلم عنه ايسيذورس الفرمي كإنسان موصى إليه من الله.
* أما صديقه القديس غريغوريوس النزينزي (الثيؤلوغوس) فقد أفرد له مديحًا طويلًا جاء فيه".. لقد ناظر بطرس في غيرته. وقوة بولس وإيمانه والنطق السامي الذي لابني زبدي، واعتدال وبساطة جميع الرسل، ولذا فقد أؤتمن أيضًا على مفاتيح الملكوت وهو لم يدع لكنه أصبح ابن الرعد، وإذا اتكأ في حضن يسوع، جذب من هناك قوة كلمته وعمق أفكاره. وفي فضائله المتعددة الجوانب فاق كل رجال عصرنا.."
* وقد تميز أيضًا بالفصاحة سواء كخطيب منبري أو كاتب بليغ وكان يتابع الفكرة بكل قوة العاطفة السامية، وسحر البيان، واقتناع المختبر وفي يسر هائل. وحين كان يعظ كانت كلماته ذات تأثير عجيب، وكان فصيحًا أكثر من خطباء اليونان المشهورين.
أ- ضد يونوميدس: وهى خمس كتب مدحها القديسان جيروم وغريغوريوس النزينزي.
ب- عن الروح القدس: في 30 فصلًا مرسلة إلى امفلوخيوس حسب طلبه.
أ- الإكسيماروس وهو من أشهر كتبه، ويشمل 9 مقالات كانت عبارة عن عظات عن ستة أيام الخليقة.
ب- 17 مقالة عن المزامير: الأول عن المزامير عامة ترجمها روفينُس إلى اللاتينية والباقية التي وصلت إلينا من المزامير 1، 7، 14، 28، 29، 32، 33، 44 45، 48، 59، 61، 114.
ج- تفسير الـ16 أصحاحًا الأولى من سفر أشعياء.
* وتشمل 24 مقالة عن موضوعات عقيدية، وأدبية، ومديح.
* وتشمل حوالي 400 رسالة في موضوعات تاريخية، عقيدية، أدبية، تعليمية، تفسيرية، قانونية، ورسائل للتوعية، وأخرى عادية.
* توجد 3 ليتورجيات تحمل اسم القديس باسيليوس، أحداها هي الليتورجية المستعملة في كنيستنا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/patrology/pasilios.html
تقصير الرابط:
tak.la/nax4fr5