St-Takla.org  >   articles  >   george-kyrillos  >   metacopt-hymnology
 

مكتبة المقالات المسيحية | مقالات قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

مقال الألحان القبطية وأبعادها الخمسة (متاقبط همنولوجي) - م. جورج كيرلس

9- الأبعاد الخمس للحن: أونوف إممو ماريا

 

الأسبسمس الآدام السنوي

 

نص اللحن
1- البُعد الطقسي للحن
    معني كلمة "آدام"
2- البُعد الموسيقي للحن
3- البُعد الروحي للحن
4- البُعد التاريخي للحن
5- البُعد العقائدي للحن
تأمل

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

البُعد الطقسي للحن:

تكلمنا في موضع آخر عن الأسبسمس الواطس، وعرفنا منها بالتفصيل الأسبسمس الواطس السنوي "إبشويس إفنوتي" والأسبسمس الواطس المختصر "ني شيروبيم"، وعرفنا إن أسبسمس كلمة يونانية معناها "ترحيب - تحية - قبلة - سلام"، وقبلة السلام، أو القبلة المقدسة، هي الممارسة الطقسية التي يبدأ من بعدها مباشرة القداس الإلهي في كل كنائس الشرق.

وفي هذا المقال سنتكلم عن الأسبسمس الآدام، ويمكننا القول إنهم ثلاثة أنواع:

الأول: هو الأسبسمس الآدام السنوي "أونوف إممو ماريا" (افرحي يا مريم) الذي يقال علي مدار السنة الطقسية في الأيام.

والثاني: هو الأسبسمس الآدام المختصر (بشفاعات والدة الإله القديسة مريم) وهذا قد استقر في الطقس القبطي وأصبح يقال في كل قداس.

والثالث: هو أسبسمُسات آدام لبعض مناسبات الأعياد السيدية والتي تقال بلحن على نفس وزن "أونوف إممو ماريا" والذي سيكون موضوعنا.

ونلاحظ بشكل عام أن كثيرًا من هذه الأسبسمسات سواء الآدام أو الواطس الخاصة بالمناسبات مأخوذة عن أرباع من الثيؤطوكيات او الذكصولوجيات، وأحيانا يكون الأسبسمس هو نفسة مرد الإبركسيس لهذه المناسبة، وأحيانًا يكون واحدًا من أرباع الناقوس الخاصة بنفس المناسبة.

والأسبسمس الآدام والواطس بشكل عام هما نغمتين للحنين يرددهما الشعب كله في القداس الإلهي ومن الممكن أن يقالا هما الإثنان في نفس اليوم لو سمح الوقت، ولذلك نرجو ألا يسبب هذا أى لخبطة، لأن الكلمتين "واطس" و"آدام" في الأسبسمسات هنا، لا تشيرا إلى الأيام مثل الثيؤطوكيات الآدام مثلًا التي تقال "أحد وإثنين وثلاث"، أو الثيؤطوكيات الواطس التي تقال "أربع وخميس وجمعة وسبت"، إنما المقصود بهما هنا في الأسبسمسات أنهما لحنان يرتل بهما الشعب في القداس الإلهي.

كما أننا عرفنا أن كلمة سنوي تشير إلى أحد الأقسام في التقسيم الطقسي الخُماسي على مدار السنة القبطية: السنوي - الفرايحي - الشعانيني - الكيهكي - الصيامي (المختصة بالصوم الكبير).

وأن الطقس السنوي يُرتَل به على مدار السنة الطقسية باستثناء الأعياد السيدية، ومن بينها عيدي الصليب والخمسين المقدسة، وصوم نينوي والصوم الكبير وشهر كيهك.

 

لكن ما معني كلمة "آدام

كلمة آدام هي كلمة عبرية تعني "إنسان"، وهي الكلمة الأولى من ثيؤطوكية يوم الإثنين التي تقول: "آدم بينما هو حزين، سُر الرب أن يرده إلى رئاسته"، وأصبحت كلمة آدام لأهميتها تستخدم كمصطلح طقسي يشير إلى مجموعة مميزة من الألحان أو النغمات التي منها لحن "أونوف إممو ماريا"، ومنها نغم الإبصاليات والثيؤطوكيات والألباش (جمع لُبش) التي ترتل في أيام الأحد والإثنين والثلاثاء فقط من كل أسبوع.

ولكن لنفهم أولًا ما هي حكمة الكنيسة في أنها تضع قبلة السلام قبل الأنافورا (التقدمة -الجزء الرئيسي من صلاة الإفخاريستيا- التي تحوي التقديس والتذكار والتناول.

يقول الكتاب في (مت 5: 23-24):"فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ، فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلًا اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ"، فالكنيسة تقول لنا ألا نبدأ القداس وفي قلبنا خصومة أو كدرمن أي أحد، اذهب أولًا وتصالح مع أخيك وبعدها تعالى لتصلي قداسك، فإذا كانت قد حصلت المصالحة بين السمائيين والأرضيين في صلاة الصلح، فكيف لا أتصالح مع أخى؟

والأسبسمس الآدام السنوي موضوع هذا المقال، يقال بعد صلاة الصلح وقبل مرد الشماس: "قبلوا بعضكم بعضًا بقبلة مقدسة"، ومطلعه يقول: "أونوف إممو ماريا" ومعناه "إفرحي يامريم العبدة والأم..."

(ونلاحظ أنه بعد صلاة الصلح يرفع الشماس الذي يخدم في الهيكل مع الشماس الآخر الإبروسفارين عن المائدة المقدسة، و"إبروسفارين" هذه كلمة يونانية معناها "تقدموا" لأنها الستارة أو الغطاء الذي تُغطي به التقدمة، وتغطيتها به في الأصل هي إشارة إلى الحجر الذي وضع على قبر السيد المسيح، ورَفْع الإبروسفارين إشارة إلى دحرجة الملاك للحجر عن باب القبر، ورفرفته إشارة إلى الزلزلة التي حدثت عند القيامة).

وقد وضعت الكنيسة هذا اللحن بعد صلاة الصلح وبعد قبلة السلامة أو القبلة الرسولية لأنه حينما يتم الصلح والسلام بين الشعب، تهتف الكنيسة للقديسة العذراء وتقول لها "إفرحي يامريم" بإعتبارها "أمًا" وينبغي أن تفرح لأن الصلح تم بين أولادها، وكلمات أول ربعين من هذا اللحن مأخوذة من الـ"لُبش الآدام" الخاص بثاؤطوكية يوم الثلاثاء.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Saint Mary the Theotokos.. Mother of God. صورة في موقع الأنبا تكلا: القديسة مريم العذراء الثيؤوتوكوس.. والدة الإله.

St-Takla.org Image: Saint Mary the Theotokos.. Mother of God.

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديسة مريم العذراء الثيؤوتوكوس.. والدة الإله.

البُعد الموسيقي للحن:

لحن أونوف إممو ماريا، هو لحن بديع، يشيع بموسيقاه العجيبة، بهجة أكثر عجبًا، وبالرغم من أنه ليس لحنًا سهلًا، بل لحنًا كبيرًا يستغرق تقريبًا ستة دقائق، لإن كل ربع فيه يستغرق زمنه تقريبًا دقيقة واحدة، إلا أن كل الشعب يرنمه بطلاقة وبقلب واحد ورح واحدة، فهو لحن محبوب لشخصية محبوبة (التي هي العذراء مريم)، وهو لحن مبهج مشرق بنغماته العذبة، وليس فيه تعقيدات موسيقية، بمعني أنه ليس فيه تغيرات إيقاعية Rhythm Changes لإنه مستمر على إيقاع ثابت من أول اللحن لآخره، وليس فيه تحولات مقامية Scale Modulations وهذا هو السبب الذي جعل كل الشعب يحفظه بسهولة، وهذه هي حكمة الكنيسة في أنها تبسط عددًا من الألحان الكبيرة، بحيث يشارك فيها الشعب كله، وليس مجرد أن تترك لهم بعض المردات الصغيرة ليرتلوها وكفى، فالكنيسة تريد الشعب كله يشارك في ألحان كبيرة أيضاَ.

والبسيط في هذا اللحن هو القالب Form الخاص به، سواء القالب الشعري المكون من ستة أرباع، وكل ربع مكون من أربع إستيخونات (شطره شعرية)، أو القالب الموسيقي، الذي يُعتبرأيضًا قالبًا بسيطًا، عبارة عن ستة مقاطع أو ستة أجزاء متشابهة تقريبًا فيما عدا مطلع هذه الأرباع الثلاثة:

- الربع الثالث الذي يقول: "إممون إنتان إن أوباريسيا"... ليس لنا دالة.

- الربع الخامس الذي يقول: "جى إكوؤاب"... قدوس قدوس قدوس.

- الربع السادس الذي يقول: "تين تي هو إيروك أو إيوس"... نسألك يابن الله أن تحفظ حياة بطريركنا.

ونلاحظ إن هذه الأرباع الثلاثة، يتغير فيها المطلع الخاص بكل ربع فقط، ويتميز مطلعهم أنه أعلى من المطلع الخاص بالأرباع الثلاثة الأُخَرى بأربع درجاتtones 4، فنجد كل الأرباع تبدأ بـ"مي سيكاه" إلا هذه الثلاثة فتبدأ بنغمة "لا بيمول" La Flat... (مي "سيكاه" - فا - صول - لا "بيمول").

ولو ركزنا في هذا الكلام سنجد أن الكنيسة كان لها الحق في أن ترفع النغمات الخاصة بمطلع هذه الأرباع، لماذا؟؟.... لنرى:

* الربع الثالث: الذي فيه مفهوم الشفاعة التوسلية، من الطبيعي أن تعلو النغمات في اللحن الذي نتوسل فيه، "ليس لنا دالة عند ربنا يسوع المسيح، سوى طلباتك وشفاعتك".

* والربع الخامس: إستحالة ونحن نقول قدوس "جى إكؤاب" أن يكون اللحن نائمًا وهادئًا، لنسمع ونرى ماذا يقول الكاهن عن تسبيحات الشيروبيم والسيرافيم وهم يقولون قدوس هذه في القداس الغريغوري: "يرسلون تسبحة الغلبة والخلاص الذي لنا بصوت ممتلئ مجدًا، يسبحون وينشدون، يصرخون ويصوتون قائلين: قدوس"، فكيف يقول الكاهن إنهم "يصرخون ويصوتون"، ونحن نقولها بنغمة ميتة؟، بل يجب أن تعلو أربع نغمات سُلَمية، أى أربع درجات صوتية لكى تعبر عن: " يصرخون ويصوتون" هذه.

* والربع السادس: وهو الذي نقول فيه "نسألك يابن الله أن تحفظ لنا حياة بطريركنا"، طبعًا يجب أن يعلو اللحن هنا، فهل نسينا قصة البابا أثناسيوس الرسولي، حامي الإيمان حينما هجم عليه خمسة آلاف من الجنود الأريوسيين وهو يُسَبِح في وسط الشعب في كنيسته؟، فيجب أن يصلي الشعب من أجل هؤلاء البطاركة الذين دائما ما يكونون هدفًا لكل الهراطقة وأصحاب البدع؟ طبعًا يجب أن نصلي وبحرارة حتى لا يُضرب الراعي فتتبدد الرعية" (متى 26: 31).

لحن "أونوف إممو ماريا" هو لحن جميل من مقام "الهزام" المصري الأصيل، الذي يتميز بالإرتكاز التام على درجة ميكروتون إسمها " المي سيكاه" E Microtone المشهورة،

ويتميز بجنسين موسيقيين (طابعين)، جنس "هزام" على السيكاه وهو الذي يتناسب مع الجزء الهادئ في اللحن، وجنس "حجاز" على درجة الصول "G" وهو الذي يتناسب مع الجزء الذي فيه صراخ ونغمات عالية في اللحن، وهذا اللحن طبعًا يعزف فيه بالناقوس والمثلث، فيبدو له طابعًا مبهجًا يتناسب مع "إفرحي يامريم"، وطبعا ًلا ينفع في هذه الألحان المبهجة المفرحة أن نُهَدئ السرعة، فيجب أن تبقى نشطة، ولذلك فإن سرعة اللحن مائة نبضة في الدقيقة.

← انظر مقالات وكتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

البُعد الروحي للحن:

"افرحي يا مريمُ، العبدَةُ والأمُّ، لأن الذي في حِجرِكِ، الملائكةُ تسبحه".

يقول الكتاب في سفر زكريا الإصحاح الثانى والآية العاشرة (2 زك: 10):

"تَرَنمِي وَافْرَحِي يَا بِنْتَ صِهْيَوْنَ، لأَنِّي هأَنَذَا آتِي وَأَسْكُنُ فِي وَسَطِكِ، يَقُولُ الرَّبُّ"

ولهذا فإن أول كلمة في لحن الأسبسمس الآدام تقول: "أونوف إممو ماريا" إفرحي يامريم. لإن الرب جاء فعلًا وسكن في أحشاكي وولد، وهو جالس الآن في حجرك، وكل الملائكة تسبحه، ونحن أيضًا سنفرح ونسبح بهذا اللحن المفرح ونقول "أونوف إممو ماريا" إفرحي يامريم العبدة والأم.

(فوكي بالقبطي يعني عبده)..... (تي ماف بالقبطي معناها الأم)

يظن كثيرون أن الحياة الكنسية هي حياة حزن، متناسين أن بولس الرسول قال في رسالته لأهل فيلبي في الأصحاح الرابع والآية الرابعة: "اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا"، وهاهى الكنيسة أيضًا تدعونا للفرح والتهليل بهذا اللحن الجميل، فعلينا أن نأتى وننزع من قلوبنا كل حزن وكل وجع قلب، ونفرح مع العذراء لأن الذي في حجرها كل الملائكة تسبحه، ونحن أيضًا نسبحه مع الملائكة!

- ولنتذكر أن أول معجزه عملها الرب يسوع كانت في فرح (عرس قانا الجليل) (يوحنا2: 11) وكانت لأجل خاطر أمه السيدة العذراء لمجرد أنها قالت له: "ليس لهم خمر"، إذن ربنا لم يَدْعُنا للحزن لكنه جاء خصيصًا لكي يُفرح قلوبنا.

- ونتذكر المجوس بمجرد أن رأوا نجم هذا الذي يجلس في حجر العذراء، يقول الكتاب في (مت2: 10-11): "فَلَمَّا رَأَوْا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا. وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ". فرحوا بمجرد أنهم رأوا النجم، ونحن ننظره كل يوم على المذبح، فلماذا لا نفرح، لا... يجب أن نفرح "فرحًا عظيمًا" وليس فرحًا عاديًا،

- وأيضًا لنتذكر ملاك الرب حينما تكلم مع الرعاه وقال لهم في (لو 2: 10-11): "فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ. أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ"، فرح عظيم ولجميع الشعب، ونحن يجب ألا نكون خارج هذا القطيع الصغير ونحرم أنفسنا من هذا الفرح العظيم الذي سنفرحه مع مريم العبدة والأم "تي فوك أووه تي ماف".

وعندما نقول للعذراء "تي ماف" أى "الأم" فهذا عادى، لأن أليصابات قالت لها حين رأتها: "فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي" (لو1: 43)، فعلًا فهذا التعبير التلقائي الذي قالته القديسه أليصابات: "أم ربي" هو أساس التعليم الأرثوذكسي بالتجسد، مثلما أجابَ الملاكُ للعذراء وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ"، وهذا هو الرد علي كل البدع التي تنكر التجسد الالهي والحبل البتولي الغير الدنس، لكن لماذا ندعوها في اللحن: "العبدة" "تي فوكي"؟... لنلاحظ التواضع العجيب، أليصابات تقول لها: "أم ربي" وهي تقول عن نفسها "هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك" (لو1: 38)، كيف احتملت كل هذا المجد وقابلته بهذا التواضع العجيب، وهاهو اللحن يبين هذا التقابل "العبدة والأم" ويقدم العبدة قبل الأم.. أم الرب الإله.

بعد هذا يكمل اللحن ويقول "جي في إت خين بي آمير" ومعناها "لأن الذي في حِجرِكِ" (لنلاحظ أن آمير في القبطية تعني حِجرُك)، "ني أنجيلوس سي هوس أيروك" ومعناها "الملائكةُ تسبحه"، لنجعل هذا اللحن يلهبنا بحب التسبيح، لأن اليصابات سبحت، والعذراء مريم سبحت، حتى يوحنا وهو جنين "ارتكض" وهو نفس التعبير المستخدم بمعني يطفر فرحا، ونحن أيضًا سنمتلئ جميعنا بالفرح الالهي والتسبيح ونقول: "إفرحي يامريم لأن الذي في حجرك الملائكة تسبحه"، فقد صارت مريم سماءً، وصار حِجرُها عرشًا، ولذلك فإنهم لقبوا العذراء مريم بالـ"سماء الثانيه" و"العرش الملوكي" الذي للجالس علي الشاروبيم.

يقول مار أفرام السريانى:"حملت مريم الطفل الصامت الذي فيه تختفى كل الألسنة، مع أنه العالى حبا وحقاّ إلا أنه رضع اللبن من مريم، هذا الذي كل الخليقة ترضع من صلاحه، عندما كان يرتمى على صدر أمه، كانت الخليقة كلها ترتمى في أحضانه، كرضيع كان صامتا لكن كانت الخليقة كلها تنفذ أمره، من هذا الذي استطاعت مريم أن تحمله في حضنها، هذا الذي يحمل كل الاشياء"، فعلًا إن الذي في حِجرِك يا مريم جميع الملائكة تسبحه، فيا له من منظر عجيب، قال عنه القديس ساويرس الأنطاكي: "حقا أن النار ملفوفة بالأقمشة واللهيب يرضع حليب العذراء".

ويجي بعد ذلك الربع الثاني ليقول: "أووه ني شيروبيم سي أوأوشت إمموف أكسيوس" ومعناها "والشاروبيم يسجدونَ لهُ باستحقاقٍ"، "نيم ني سيرافيم، خين أو ميت أت مونك" ومعناها "والسارافيم، بغيِر فتورٍ"، يقول القديس أثناسيوس في إحدى عظاته عن العذراء مريم: "إذا قلنا الشاروبيم مرتفع، فأنتِ مرتفعة أكثر من جميعهم، لأن الشاروبيم يقفون أمام العرش، أما أنتِ فقد حملتيه بين يديكِ، وإذا قلنا السارافيم مرتفع، فأنتِ مرتفعة أكثر من جميعهم، لأن السارافيم يغطون وجوههم بأجنحتهم، ولا يستطيعون نظر المجد، أما أنت فإنك لا تتأملين وجهه ولكن تداعبيه"، ولهذا فإن الكاهن في قسمة أعياد الملائكة يقول: "الذي تقف أمامه جميع الطغمات السمائية، الذي تسبحه الملائكة بأصوات البركة، ويخر ويسجد له رؤساء الملائكة".

"الكروبيم" إسم عبراني جمع مذكر، مفرده "كاروب" وللجمع يزاد له الحرفين (يم)، وفي اليونانية والقبطية تنطق شيروبيم، يقول الكتاب: "ركب على كروب وطار ورُئِي على أجنحة الريح (2صم 22: 11)، و"السيرافيم" إسم عبراني أيضا ومعناه المحرقون أو الناريون ومفرده ساراف، ويقول الكتاب عن السيرافيم "واقفون فوقه لكل واحد ستة اجنحة باثنين يغطي وجهه وباثنين يغطي رجليه وباثنين يطير" (اش 6: 2)،

وهم معروفون بـ"ملائكة الحضرة" لوجودهم في حضرة الله واقترابهم أكثر من غيرهم من الأنوار التي تخرج من العرش الإلهي ومن اللاهوت الذي لا يُستطاع النظر إليه أو التفكر فيه وهم مملوؤن أعينًا رمز للمعرفة والحكمة.

وكأن الكنيسة تقول لنا في هذا اللحن ليس " إفرحي يامريم"، لا.. "إفرحوا مع مريم لأن حِجرُها أصبح عرشًا يجلس فيه السيد، والكاروبيم الذي لهيب سيفه المتقلب كان يمنعكم من الإقتراب ناحية الفردوس، ناحية شجرة الحياة (تك 3: 24) بعد طرد آدم وحواء من الجنة، أصبح موجودًا أمامكم يبخر ويسجد للجالس على هذا العرش، في حجر العذراء مريم، ولو تحبوا.. تعالوا سبحوا معهم وقولوا "أووه ني شيروبيم سي أو أوشت إمموف أكسيوس".

وبعد ذلك في الربع الثالث يقول: "إم مون انتان ان او باريسيا خاتين بنشويس ايسوس بي اخرستوس"، ومعناه "ليس لنا دالة عند ربنا يسوع المسيح، سوى طلباتك وشفاعتك"، وكلمة دالة معناها "شجاعة – جرأة " نحن نستخدمها كثيرًا في صلوات القسمة عندما يقول الكاهن "لكي بقلب طاهر..نجسر بدالة بغير خوف أن ندعوك..."، وهذا الربع يجعلنا نعيش ونكمل في أصداء تسبحة العذراء الجميلة حينما قالت في تسبحتها هي: "صنع قوة بذراعه، شتت المستكبرين بفكر قلوبهم، أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين، أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين"، وكأن الكنيسة تقول لنا، إنتبهوا، كل من يفكر أنه بقوته أو تقواه أو فضائله يستطيع الدخول إلي الحضورالإلهي الكلي القداسة، ستبكته هذه التسبحة البديعة: "ليس لنا دالة عند ربنا يسوع المسيح، سوى طلباتك وشفاعتك"، فالبدايه مع الله هي مبادرة التجسد الإلهي والنعمة التي امتلأت بها أمنا العذراء، وارتباط الله الأبدي بعهد المحبة للبشر، "كما كلم آباءنا إبراهيم ونسله "عضد إسرائيل فتاة" وهذه مرتبطه بـ"صنع قوة بذراعه العضد هو مقدمة الساعد وبعدها الذراع)، وهذا تصوير لمن يمد يده لإنسان غريق أو ساقط ليقيمه، وهذه موجوده في سفر أشعياء (أش59: 16): "فَرَأَى أَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ، وَتَحَيَّرَ مِنْ أَنَّهُ لَيْسَ شَفِيعٌ، فَخَلَّصَتْ ذِرَاعُهُ لِنَفْسِهِ، وَبِرُّهُ هُوَ عَضَدَهُ. فَلَبِسَ الْبِرَّ كَدِرْعٍ، وَخُوذَةَ الْخَلاَصِ عَلَى رَأْسِهِ".

وكأن هذا الربع "ليس لنا داله عند ربنا يسوع المسيح سوي طلباتك يا سيدتنا كلنا" هو تسبحة فرحنا بالخلاص وبالعمل الإلهي ويبين شركة المحبة بين كل المؤمنين الموجودين في الكنيسة المتوحدين في شخص السيد المسيح، الجالس في حجر هذه العذراء.

باختصار.. في القداس الإلهي نحن نستمتع بحضور الله في وسطنا من واقع سر الإفخارستيا، "عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد "ووضع لنا هذا السر العظيم الذي للتقوى والتقوي هي Godliness الحضور الالهي.

وفي لحن "أونوف إممو ماريا" يتجسد لنا هذا الحضور في حجر العذراء الذي صار عرشًا للإله، ويفتح لنا المجال "لكي نسبحك مع الشاروبيم والسيرافيم"، وهذا هو الربع الرابع "هينا إنتين هوس" الذي يقول لنا هل من المعقول أن كل الخليقة تهللت بمجئ المسيح، والشيروبيم والسيرافيم يسبحون، ونحن وحدنا الذين نمتنع عن التسبيح؟.. طبعًا لا، يجب أن نشارك بالتسبيح مع الملائكة ورؤساء الملائكة الواقفين حول العرش يبخرون ويسجدون قائلين: "قدوس قدوس قدوس" ونقول معهم "جي إكؤواب إكؤواب إكواب" الذي هو الربع الخامس.

أما الربع السادس: الذي نقول فيه "نسألك يإبن الله أن تحفظ لنا حياة بطريركنا البابا الأنبا تواضروس" ثبته على كرسيه"، وكلامه القبطي:"تين تي هو إيروك أويوس ثيؤس"، هنا لكى نعرف لماذا وضعت الكنيسة في هذا اللحن هذا الربع الخاص بالبطريرك، يجب أن نعرف ما قاله القديس أغناطيوس الأنطاكي في رسالة له: "أن المؤمنين حين يكونوا في تناغم مع أسقفهم ومع بعضهم البعض ينالون مفتاح النوتة الذي هو المسيح له المجد فيصير لتسبيحهم معني"، ويقول أيضًا: "لازموا الأسقف ملازمة المسيح لأبيه"، فعلًا عندما تتناغم الكنيسة وتصطلح، بتلقائية شديدة تكرم الأسقف وتطيعه وتصلي من أجله، أن يثبته على كرسيه، لنتخيل لو أن كرسي البطريرك غير ثابت على مدي 2000 سنة، من أيام القديس البطريرك الأول كاروز الديار المصرية مرقس الرسول، ولنتخيل لو لم تكن هذه السلسلة من ألآباء البطاركة التي فيها حتى الآن 118 بطريركًا، نعتقد أن الرعية كانت قد تبددت، وكان الموضوع قد أخذ شكلًا آخر، ولنتذكر كلام السيد المسيح لتلاميذه في (مت 26: 31): "أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِ "، ولذلك فإن الكنيسة حريصة على أن تصلي من أجل الأب البطريرك والأب الأسقف، من أجل هذا الراعي حتى يحفظ الرب رعيته، فلو تخيلنا أن البابا كيرلس الكبير عامود الدين لم يكن موجودًا، لكانت بدعة نسطور إنتشرت، ولم يكن ممكنًا أن نقول: "إفرحي يامريم" ولا نقول لها فيه "إممون إنتان إن أوباريسيا" (ليس لنا دالة عند ربنا يسوع المسيح سوى طلباتك.. يا والدة الإله" الـ"ثيؤطوكوس").

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

البُعد التاريخي للحن:

واضع لحن "أونوف إممو ماريا"هو القديس كيرلس عمود الدين (البابا "كيرلس الأول") البطريرك ال 24، الملقب بـ"البابا كيرلس الكبير" (380 - 444م)، وهو الذي أدان وحارب بدعة نسطور وقاد إلى عقد المجمع المسكوني في أفسس عام 431، وهذا الكلام حسب شهادة المؤرخ السرياني "ميخائيل الكبير"، ووضع هذا اللحن بعد الحكم على نسطور سنة 431، وتم تضمينه في الليتورجيا للتأكيد على أمرين:

1- التأكيد على اتحاد اللاهوت بالناسوت.

2- التأكيد على وحدة الكنيسة الجامعة، لإن الرب يسوع المتجسد يجلس على حجر البتول، وتسبحه القوات السمائية، في وحدة ميستيكية Mystical تعبر عنها الصلوات من أول تحليل الخدام الي صلاة الصلح.

3- التأكيد على أننا أمام المصالحة وغفران الخطايا وطهارة الاجتماع الكنسي الذي تقع مسئوليته على رئيس الكهنة الذي يطلب الشعب في آخر اللحن أن يحفظ لنا حياته ويثبته على كرسيه.

واللطيف أن البابا كيرلس الكبير كان يمتلك موهبة حفظ الألحان الكنسية وترديدها، وكان القديس كيرلس عندما يقف لكى يرتل الإنجيل، كان كل المؤمنين يتمنون إلا ينتهي من الترتيل بسبب صوته الرخيم.

وأهم مشكلة واجهها البابا كيرلس في بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية، أنه نادى بأن في السيد المسيح أقنومان وشخصان وطبيعتان، فحينما يصنع المعجزات، يكون ابن الله، وحينما يتألم ويجوع ويعطش ويصلب ويموت يكون ابن مريم، فاهتم البابا كيرلس الكبير بالدفاع وتثبيت اللقب التقليدي للعذراء وهو ثيؤطوكوس Qeotokoc أي والدة الإله، ليس باعتباره مجرد لقب لتكريمها، ولكنه يحمل إعلانًا لعقيدة إيمانية جوهرية حول شخص السيد المسيح نفسه بخصوص اتحاد لاهوته بناسوته، وأكد أن هذا هو التعبير واللقب التقليدي والكتابي الذي اختاره القديس أثناسيوس الرسولي.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

البُعد العقائدي للحن:

بدأت المعركة العقائدية بوضوح حين كرز كاهن إسمه "أنسطاسيوس" كان قادمًا من إنطاكية وهو يتبع نسطور بطريرك القسطنطينية، وكرز هذا الكاهن أمام القديس كيرلس في ديسمبر 428 م وقال: "لا يدعو أحد مريم ثيؤطوكوس ⲑⲉⲟⲧⲟⲕⲟⲥ، لأن مريم كانت امرأة، ويستحيل أن يُولد الله من امرأة"، وهذا الكلام كله خطأ، وللأسف الشديد أعلن نسطور علانية موافقته على هذا التعليم الخطأ، وقدم بنفسه مجموعة عظات ميّز فيها بين الإنسان يسوع المولود من مريم، وابن الله الساكن فيه، لأنه يرى أنه يوجد شخصان متمايزان في المسيح: إبن مريم وابن الله، إتحدا ليس اتحادًا أقنوميًّا بل على مستوى أخلاقي، ولذلك فإن المسيح لا يُدعى "الله"، بل "ثيؤفورن" أي "حامل الله"، معتبرًا أن هذا مثل الوضع الذي يحدث حين نسمى "القديسين" بهذه الصفة من أجل النعمة الإلهية الموهوبة لهم، وبالتالي من وجهة نظر نسطور، تكون مريم ليست والدة الإله لكنها والدة الإنسان يسوع الذي سكنه اللاهوت.

ولأجل هذه البدعة انعقد المجمع المسكونى الثالث في أفسس عام 431 م والذي ترأسه البابا كيرلس الكبير "عمود الدين"، لتثبيت الإيمان الأرثوذكسي فيما يختص باتحاد الطبيعة البشرية مع الطبيعة الإلهية في شخص ربنا يسوع المسيح، ردا على "بدعة نسطور"، التي كان يعتقد فيها أن العذراء مريم هي والدة الأقنوم الجسدي ذي الطبيعة الإنسانية فقط، فسماها "والدة المسيح" أو "والدة الإنسان" ولم يتضع كما اتضع ابن الله ويؤمن بأنها العذراء "والدة الإله" وقد تصدى القديس كيرلس الكبير "عمود الدين" لهذا الانحراف في الإيمان وأثبت في المجمع أن العذراء مريم "والدة الكلمة المتجسد" أو "أم الله" أو "أم ابن الله" ومن ساعة انعقاد هذا المجمع، بدأت الكنيسة تنتبه لإبراز شخصية العذراء القديسة مريم كوالدة الإله واستخدمت الألحان الطويلة مثل "أونوف إممو ماريا"، و"شيري ني ماريا" (مرد الإبركسيس الكبير)، والتسابيح والمردات القصيرة في صلوات التسبحة وفي خدمة باكر وعشية والقداسات وصلوات السواعى والاحتفالات الكنسية بأعياد الشهداء وتسابيح شهر كيهك الخاصة بالميلاد وكل هذا من أجل إظهار ألقاب وصفات والدتنا وملكتنا وسيدتنا كلنا والدة الإله القديسة العذراء مريم، ولذلك فإننا نقول في لحن "أونوف إممو ماريا":

يا سيدتنا كلنا السيدة والدة الإله ⲱ ⲧⲉⲛⲟ̅ⲥ̅ ⲛ̀ⲛⲏⲃ ⲧⲏⲣⲉⲛ ϯⲑⲉⲟ̀ⲧⲟⲕⲟⲥ

ولنلاحظ أن لقب (الثيوطوكوس Theotokos) "والدة الإله" ليس من تأليف القديس كيرلس الكبير، ولكنه زاد استخدامه بعد مجمع أفسس، وأصبح هذا اللقب مقبولًا في جميع الكنائس.

لنرى ماذا يقول مار أفرام السرياني عن العذراء:

* حملت مريم "النار"في يديها، واحتضنت اللهيب بين ذراعيها، أعطت اللهيب صدرها كى يرضع وقدمت لذاك الذي يقوت الجميع.

ويقول مار إسحق السرياني:

حملته على ذراعيها ذلك الذي يحمل السموات، وعلى ركبتيها حملته ذلك الذي يحمله الكاروبيم، ولفمه قبلت ذلك الذي فتح أفواه البكم، رضع من لبن الثدى ذلك الذي اشبع ألوف من الخمس خبزات والسمكتين".

* لا يستطيع أحد أن يعرف أمك أيها الرب...هل نسميها عذراء؟ هوذا ابنها موجود هل نسميها متزوجة؟ فهى لم تعرف رجلاّ، فإن كان لا يوجد من يفهم أمك، فمن يكون كفءً لفهمك انت؟

ويقول القديس يعقوب السروجي:

* "عتيق الأيام والعظيم داخل البطن جنينا، بينما هو غير محدود، وبذلك صارت مريم أعظم من السموات واستضاءت بنوره، فانظر إلى السماء، وإلى تلك الأم البتول واخبرنى: أيهما أقرب إليه ومحبوب لديه؟ فمباركة أنت في النساء يا مريم وممتلئة نعمة".

ويقول القديس ساويرس الأنطاكي:

* " له المجد..قوته عظيمة..من يقدر أن يجدها لكنه أخفى قياسها تحت الثوب الذي كانت أمه العذراء تغزله له، وتُلبسه إياه، إذ أخلى نفسه من ثوب المجد، انفجرت أبواب الجحيم أمامه، فكيف احتوته أحشاء مريم؟ والحجر الذي على القبر تدحرج بقوةٍ، فكيف اشتملته ذراعا مريم العذراء

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

تأمل

أيتها العذراء مريم الطاهرة، إفرحي، لأن الذي في حجرك الملائكة تسبحه، ونحن نسبحه، وكل "العساكر الملائكية والطغمات السمائية والطبائع العقلية تمجده بصوتٍ لا يسكت، ناطقين بإلوهيته"، إفرحي فتفرح قلوبنا معكِ، إنت تعرفي أنه "ليس لنا دالة عند ربنا سوى طلباتك وشفاعتك ياسيدتنا"، فتشفعي عن سلامة العالم، حتى يفرح كله ويسبح كله لذاك الذي في حجرك والذي الملائكة تسبحه، وهانحن نسبحه معكِ قائلين "أونوف إممو ماريا".


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/articles/george-kyrillos/metacopt-hymnology/onof-emmo-maria.html

تقصير الرابط:
tak.la/rqmv9w8