* لما سئل القديس مقاريوس "أي الفضائل أعظم؟" أجاب "كما أن التكبر أسقط ملاكًا من علوه وأسقط الإنسان الأول، كذلك الاتضاع يرفع صاحبه من الأعماق". أليس هو المقيم المسكين من التراب ليجلس رؤساء شعبه" (مز 113) "أنزل الأعزاء عن الكراسي، ورفع المتضعين" (لو 1: 52).
* قال القديس أغسطينوس: المتواضعون كالصخرة، تنزل إلى أسفل، ولكنها ثابتة وراسخة... أما المتكبرون فإنهم كالدخان يعلو إلى فوق ويتسع. وفيما هو يعلو ويتسع، يضمحل ويتبدد...
* وقد قدّم القديسون مثالًا آخر عن التواضع والكبرياء، فقالوا:
إن غصن الشجرة المحمل بالثمار، يكون منحنيًا من ثقل ما يحمل. أما الغصن الفارغ فيكون مرتفعًا!
وهناك تشبيه آخر وهو الأساس والبناء: فالأساس يعمل في اختفاء، وهو غير ظاهر، تحت الأرض لا يراه أحد. ولكنه يحمل البناء كله في إنكار ذات... وفي نفس الوقت يقدّم البناء في كرامة. فيمدح الناس البناء لأنه ظاهر أمامهم. ويندر أن يفكر أحد في مدح الأساس المخفي.
* قال الأنبا موسى: تواضع القلب يتقدم الفضائل كلها. كما أن الكبرياء أساس الشرور كلها.
* وقال مار اسحق: الذي يعرف خطاياه، خير له من نفعه الخليقة كلها بمنظره. والذي يتنهد كل يوم على نفسه بسبب خطاياه، خير من أن يقيم الموتى... والذي استحق أن يبصر خطاياه، خير له من أن يبصر ملائكة.
* وقال أحد القديسين: تشبه بالعشار لئلا تُدان مع الفريسي.
* وقال قديس آخر: إني أفضل أن أكون مهزومًا باتضاع، على أن أكون منتصرًا بافتخار.
* وفي إحدى المرات قال أخ للقديس تيموثاوس "إني أرى فكري مع الله دائمًا". فأجابه: الأفضل من ذلك أن ترى نفسك تحت كل الخليقة.
* قال شيخ: الاتضاع خلّص كثيرين بلا تعب. وتعب الإنسان بدون اتضاع يذهب باطلًا. لأن كثيرين تعبوا فاستكبروا وهلكوا.
* وقال آخر: إن نزل الاتضاع إلى الجحيم، فإنه يصعد حتى إلى السماء. وإن صعدت العظمة إلى السماء، فإنها تنزل إلى الجحيم.
* وقال أنبا بيمن: "كما أن الأرض لا تسقط لأنها كائنة إلى أسفل، هكذا من يضع نفسه لا يسقط"(1).
* قال مارأوغريس: إن الشياطين تخاف من المتواضع لأنهم يعرفون أنه قد صار مسكنًا للرب"، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وقال أيضًا "كما أن كثرة الأثمار تضع أغصان الأشجار، كذلك كثرة الفضائل تضع قلب الإنسان".
* سئل شيخ: "كيف أنه يوجد أناس يقولون إننا نرى ملائكة؟" فأجاب: طوباه الذي يرى خطاياه كل حين.
قال سمعان العمودي: "الاتضاع هو مسكن الروح وموضع راحته. والمتواضع لا يسقط أبدًا. إذ كيف يسقط، وضميره وفكره تحت جميع الناس...؟! سقوط عظيم هو الكبرياء. وعلو عظيم هو الاتضاع. فلنعوّد نفوسنا من الآن أن نتمسك بالاتضاع ونجعله لنا عادة، حتى إن كان قلبنا لا يشاء.
_____
(1) إضافة من الموقع لقول مشابه: حيث قيل عن القديس الأنبا يحنس القصير: "كما أن الأرض إذ هي إلى أسفل، كذلك أنبا يحنس القصير لا يمكن أن يسقط بسبب عظيم اتضاعه" (عن كتاب القديس أنبا يحنس القصير - يوسف حبيب - سنة 1971 تقريبًا، ص. 15).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7rng4v7