St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   33-El-Khalas-Fel-Mafhoum-El-Orsozoksy
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

20- سر التوبة

 

هل تلزم التوبة للخلاص..؟ نعم بل انه بدون التوبة لا يكون لك خلاص.. لعلك تسأل: كيف هذا..؟ إنني آمنت وتعمدت وتبررت.... نعم انك قد تعمدت، ونجوت من الخطيئة الأصلية، ولكن ماذا عن خطاياك الفعلية التي ترتكبها كل يوم، أين تهرب منها؟ وكيف تهرب منها؟

هل الإيمان والمعمودية يجعلانك لا تخطئ بعدهما أبدأ؟! كلا بلا شك. هوذا يوحنا الرسول يقرر بأنه (إن قلنا إنه ليس لنا خطيئة نضل أنفسنا وليس الحق فينا) (1 يو 1: 8). وذلك لأنه (ليس أحد صالحًا إلا واحد وهو الله) (مت 19: 17). لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا) (يع 3: 2) وليس أحد لا خطيئة ولو كانت حياته يومًا واحدًا على الأرض كما نصلى في أوشية الراقدين.. فماذا نقول عن هذه الخطايا كلها..؟ كيف يخلص منها الإنسان..؟ أليس بالتوبة..؟

St-Takla.org Image: Repent and Pray, by Sister Sawsan صورة في موقع الأنبا تكلا: توبة و صلاة، رسم تاسوني سوسن

St-Takla.org Image: Praying in repentance, Repent and Pray: A Coptic woman/girl praying and crying, with her hands up, along with a candle, by Sister Sawsan.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الصلاة بانسحاق، توبة و صلاة: امرأة/فتاة قبطية تصلي وتبكي، ويداها مرفوعتان، وخلفها شمعة، رسم تاسوني سوسن.

لعل أحد يهمس في أذنك قائلا: (آمن فقط.. آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك).. ‍‍! إن هذه الآية أيها الأخ الحبيب قد قلناها فيما مضى قبل المعمودية. أما عن خطاياك بعد المعمودية فينصحك بخصوصها يوحنا الرسول قائلًا: (إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم) (1يو 1: 9). وعنها يقول الكتاب: (من يكتم خطاياه لا ينجح.. ومن يقر بها ويتركها يرحم) (أم 28: 13).. من أجل هذا وضعت لنا الكنيسة المقدسة سر التوبة.

فما دام الإنسان المؤمن معرضًا للسقوط في كل وقت، ومعرضًا للهلاك بخطيئته على الرغم من إيمانه، وما دام الإنسان في حرب دائمة ضد الخطيئة كثيرًا ما يزل فيها ويعثر ويسقط كل يوم، لذل وضع الله لنا التوبة نتجدد بها ونتطهر ونغتسل من خطيتنا. والتوبة عمل لا ينكر أحد من البروتوستانت أهميته ولزومه ويدخل في التوبة الندم والنوح والاعتراف والعزيمة على ترك الخطيئة، وكلها أعمال.

لا أقول أنه بالتوبة وحدها يخلص الإنسان، فالتوبة بدون دم المسيح لا فائدة منها. ولكني أقول أن التوبة تجعل الإنسان مستحقًا لأن يغتسل وتطهر بدم المسيح فيخلص. دم المسيح مثل كنز عظيم، ولكننا نقترب إليه بالتوبة، ونأخذ منه فنغتني. أما إذا لم نستعمل التوبة، فان الكنز يبقى كنزا محتفظًا بقيمته، ونبقى نحن بعيدين عنه، فقراء نهلك جوعًا. حنان الأب موجود، والثوب الجديد موجود والعجل المسمن موجود، ولكن على الابن الضال أن يقترب إلى الآب بالتوبة ليحظى بكل هذه.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فلنعترف إذن بأن: (الله أعطى الأمم التوبة للحياة) (أع 18).

إن أهمية التوبة يوضحها قول السيد المسيح له المجد: (إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون) (لو 13: 3). فهذه الآية تدل على أن التوبة وسيلة للخلاص تنجى من الهلاك، وتدل أيضا على أنه بدون التوبة يهلك الإنسان الخاطئ. (فالله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا متغاضيًا عن أزمنة الجهل) (أع 17: 30). وليس أن يتوبوا فقط، وإنما يتبع ذلك أيضًا أن يعملوا (أعمالا تليق بالتوبة) (أع 26: 20).

هذه التوبة ينادي بها الرسل والقديسين كوسيلة للخلاص من الهلاك المعد للخطاة. فبطرس الرسول يقول عن الله أنه (يتأنى علينا، وهو لا يشاء أن يهلك أناس، بل أن يقبل الجميع إلى التوبة ) (2 بط 3: 9) فهنا مقابلة بين التوبة والهلاك، تعنى أن من يقبل إلى التوبة يخلص وينجو من الهلاك، والعكس بالعكس..

وبولس الرسول يشرح الغضب المعد لغير التائبين الذين يتعرضون لدينونة الله العادلة فيقول: (أم تستهين. بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته، غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة. ولكنه من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبا ليوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة الذي سيجازى كل واحد حسب أعماله) (رو 2: 4-6).

هذه التوبة لم يطلبها الله من الأمم فقط ومن غير المؤمنين، وإنما طلبها أيضا في سفر الرؤيا من ملائكة كنائس آسيا. فقال لملاك كنيسة أفسس (فاذكر من أين سقطت وتب، واعمل الأعمال الأولى. وإلا فإني آتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب) (رؤ 2: 16) وقال لملاك كنيسة ساردس: (فاذكر كيف أخذت وسمعت واحفظ وتب. فإني إن لم تسهر أقدم عليك كلص، ولا تعلم أية ساعة أقدم عليك) (رؤ 3: 3). وقال أيضًا لملاك كنيسة لاوديكيا: (كن غيورًا وتب ) (رؤ 3: 19).

لا تظن يا أخي إن خطية آدم وحده هي التي كانت تستحق الموت. وإنما عموما أجرة الخطيئة هي موت. وكل خطية ترتكبها بعد معموديتك يمكن أن تكون سببًا في هلاكك إن لم تتب.

وسر التوبة في الكنيسة يسمى أيضا سر الاعتراف. فأنت تحتاج أن تأتى وتقر بخطاياك لكي تأخذ عنها حلًا من الكاهن فتغفر لك. وقد مارست الكنيسة المقدسة سر الاعتراف منذ البدء. ففي أيام الرسل يقول الكتاب: (كان كثيرون من الذين آمنوا يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم) (أع 19: 18) وحتى قبل الرسل يقول الكتاب عن يوحنا المعمدان: (واعتمدوا منه في الأردن معترفين بخطاياهم، (مت 3: 6).

في طريق خلاصك إذن، ليتك تستفيد من قول السيد المسيح لتلاميذه: (.. اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت) (يو 20: 22، 23).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/33-El-Khalas-Fel-Mafhoum-El-Orsozoksy/Salvation-in-the-Orthodox-Concept-20-Sacraments-Repentance.html

تقصير الرابط:
tak.la/ybq8tzq