يقول الأب "سيرينوس" لا شك أحد من جهة تأثير الأرواح الشريرة على أفكارنا فقد قيل:
"وَقَدْ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي قَلْبِ يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ أَنْ يُسَلِّمَهُ" (يو13: 2).
لكن ذلك حدث عن طريق البواعث، من غير أي تأثير محسوس,
أي عن طريق اتجاهنا أو من كلماتنا، أو من الأمور التي نحبها،
والتي يرون أننا نميل إليها، لكنهم لا يقدرون أن يقتربوا إلى تلك التي تأتي من مخابئ الروح.
فهم يكتشفون الأفكار التي يطرحونها علينا عن طريق الانفعالات والعلامات الظاهرية التي يفعلها الإنسان.
فمثلًا، عندما يقترحون على إنسان صائم بالنهم (حب الأكل)،
فإذا ما أرادوا ذلك يهيئون له مناظر أطعمة شهية أمام عينيه، فإذا ما رأوا الإنسان يتطلع إلى الساعة منتظرًا ميعاد إفطاره (من الصوم الانقطاعي) فأنهم يدركون أنه قد قبل شهوة النهم.
وإذا ما أثاروا فينا بواعث الحزن أو الغضب أو التهيج،
فأنهم يستطيعون أن يدركوا إن كانت لها جذور في القلب أم لا..؟
وذلك عن طريق حركات الجسد،
والاضطرابات المنظورة على وجه الإنسان، أو أعضاء مختلفة من الجسم.
وبهذا يكتشفون بدهاء الأخطاء التي يسقط فيها الإنسان،
لأنهم يعلمون إن كل إنسان له خطية معينة ينجذب إليها على الدوام.
وهذا ليس بعجيب، فالإنسان نفسه يستطيع أن يكشف حال غيره الداخل من طلعته ونظراته وحركاته الخارجية، فكم بالأكثر يقدر هؤلاء الذين لهم طبيعة روحية،
وهم أيضًا أكثر دهاءً وحذاقة من البشر.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/a9m4rk6