يقول الأب سيرينوس ليس عجيبًا أن تتصل روح بروح بغير تفرقة، وأن تعمل بقوة إغراء خفية، حسبما ترغب فيه، فكما يحدث بين البشر، هكذا أيضًا مع الأرواح داخلنا أو تتحد معنا بطريقة تغطي علينا، لأن هذا من حق الله وحده، الذي يسيطر علينا بطبيعته الروحية.
وبعض الذين يتأثرون بالأرواح النجسة بطريقة ما، لا يكون لديهم أدنى أدراك لما يعملونه ويقولونه، والبعض الآخر يدرك ذلك ويتذكره: ولكن يلزمنا ألا نتصور بأن هذا يحدث بطريقة فيها ينسكب الروح النجس خلال مادة الروح (الإنسانية)، وتصير متحدة معها ولابسة إياها ,فينطقون بكلمات وأقوال خلال فهم... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فلا يحدث هذا نتيجة لفقدان الروح (خلال الروح النجس) بل بسبب ضعف الجسد، فيلقي الروح النجس القبض على هذه الأعضاء ويسكن فيها، ويلقي عليها ثقلًا غير محتمل، مسيطرًا عليها بظلامها الدامس, ويتدخل بقوته... وذلك كما يحدث في حالة السكر والحمى والبرد الشديد.
فليس لروح النجس سلطان على البشر، وذلك يظهر عند صراعه ضد أيوب الطوباوي، فقد أخذ السلطان على جسده من قبل الرب، فقد أخذ السلطان على جسده فقط من الرب الذي قال له "ها هو في يدك، ولكن أحفظ نفسه" (أي2: 6)، أي لا تضعف روحه وعقله وبجعله مجنونًا، وتتسلط على ذاكرته, خانقًا القوة المتسلطة على قلبه بنفوذك.
ولا يوجد غير الثالوث الأقدس, الذي هو وحده لديه الإمكانية أن يخترق كل طبيعة عقلية، ليس فقط يعانقها ويلتف حولها، بل ويدخل فيها
لذلك يقول بولس الرسول :"لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ... إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَاْلمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ. وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْه" (عب 4: 12-13)
ويقول أيضًا الطوباوي داود "لأنه يعرف خفيات القلب" (مز44: 21)
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7svx34n