St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary  >   22_K
 

قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

أرض كنعان

 

اللغة الإنجليزيةCanaan - اللغة اللاتينية: Canaan - اللغة العبرية: כנען (כְּנָעַן‬) - اللغة اليونانية: Χαναάν - اللغة القبطيةxanaan - اللغة الأمهرية: ከነዓን: ጥንታዊ አገር - اللغة الأرامية: ܟܢܥܢ - اللغة الفينيقية: 𐤊𐤍𐤏𐤍 - اللغة اللاتينيةChanaan.

 

(تك 12: 5) هي الأرض التي سكنتها ذرية كنعان وقد استولى عليها العبرانيون فيما بعد (خر 6: 4؛ لا 25: 38). وكانت حدودها الأصلية مدخل حماة إلى الشمال وبادية سورية والعرب إلى الشرق وبادية العرب إلى الجنوب وساحل البحر المتوسط إلى الغرب. وبعد أن افتتح العبرانيون أرض كنعان أطلق عليها اسم أرض إسرائيل (1 صم 13: 19) والأرض المقدسة (زك 2: 12) وأرض الموعد (عب 11: 9) وأرض العبرانيين (تك 40: 15) نسبة إلى عابر أحد أجداد إبراهيم. أما فلسطين فقد كان يطلق في الأصل على الساحل الذي كان يقطنه الفلسطينيون إلا أنه يقصد به الآن ما كان يقصد بأرض كنعان وكان الفينيقيون والعبرانيون (اش 23: 11) يعتبرون فينيقية جزءًا من كنعان.

St-Takla.org Image: A map for the sections of Canaan (Joshua 14:1) صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة لتقسيم كنعان (يشوع 14: 1)

St-Takla.org Image: A map for the sections of Canaan (Joshua 14:1)

صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة لتقسيم كنعان (يشوع 14: 1)

قصد تارح أبو ابرام (إبراهيم) أرض كنعان إلا أنه لم يبلغها (تك 11: 31). وسكنها أبرام فوعد بها ملكًا له (تك 12: 5، 8 إلخ.). ثم سكنها إسحاق ويعقوب وأولاده (تك ص 26- 45) ولكن يعقوب وأولاده تركوها بسبب المجاعة (تك 46) وسكنوا في أرض مصر. وعند صعود العبرانيين من مصر أرسلوا من تجسس لهم أرض كنعان (عد 13: 2). ونظر إليها موسى من عبر الأردن دون يسمح له بدخولها (تث 34: 1- 5). ثم افتتحها يشوع (يش 11: 23) وقسمها بالقرعة بين الأسباط الاثني عشر (يش 13: 7). وكان لجزء من أرض كنعان، بعد افتتاح يشوع لها، ملك سمي يابين (قض 4) وقد ذكرت كنعان في الوثائق البابلية والمصرية منذ الألف السنة الثالثة قبل الميلاد.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

يطلق اسم "كنعان " على فلسطين (أرض الموعد) الواقعة غربي نهر الأردن، والتي استوطنها بنو إسرائيل بعد عبورهم نهر الأردن بقيادة يشوع، وكثيرًا ما كانت تشمل أجزاء من جنوبي سورية، فلم تكن تخومها الشمالية محددة تمامًا. وكان يطلق على سكانها بعامة (باستثناء بعض المناطق مثل أوغاريت على ساحل البحر المتوسط) اسم الكنعانيين.

 

(1) الاسم:

كان من رأي العلماء أن الاسم مشتق من أصل سامي معناه "منخفض" lowlands، ولكن الاكتشافات الأركيولجية في "نوزي" في شرقي العراق، جعلتهم يرون أن الاسم مشتق من كلمة "كناهو" Kinahhu التي معناها "أرجوان أحمر" Land of Purple الذي كان يستخدم في الصباغة، حيث كانت صبغة الأرجوان - المستخرجة من بعض الرخويات البحرية- من أهم منتجات كنعان. ولكن الدراسات اللاحقة لم تثبت وجود أساس لغوي أكيد لهذا الاشتقاق، وهكذا يظل الاسم محل جدل. وقد استخدمت كلمة "كنعاني" بمعنى"تاجر"(أي41: 6؛ أم21: 24؛ إش23: 8؛ زك14: 21).

 

(2) الأرض والشعب:

من جدول الأمم (المذكور في الأصحاح العاشر من سفر التكوين) نعرف أن كنعان بن حام بن نوح "ولد صيدون بكره وحثًا واليبوسي والأموري والجرجاشي والحوي والعرقي والسيني والأروادي والصماري والحماتي" (تك10: 15-19)، أي خرجت منه إحدى عشرة قبيلة استوطنت سورية وفلسطين، فسكنت القبائل الست الأولى في المنطقة الواقعة إلى الجنوب من صيدون، بينما يبدو أن القبائل الباقية، سكنت إلى الشمال من ذلك ، في السهل الساحلي على الأرجح. وانتشرت القبائل شرقًا إلى المرتفعات، أما في الشمال فامتدت مساكنهم إلى " لاتاكيا" إلى الجنوب مباشرة من "أوغاريت" (رأس شمرا) حتى حماة في الداخل. أما الحدود الجنوبية لكنعان فكانت تمتد إلى صحراء النقب Negev. وتدل الاشارات في العهد القديم على أن الكنعانيين سكنوا في سهول فلسطين الغربية والمناطق الساحلية، أما المرتفعات فقد سكنها الأموريون وغيرهم من القبائل (عد 13: 20؛ يش 5: 1؛ 7: 9؛ قض 1: 27 - 36).

St-Takla.org Image: Map: Abram and his family decided to travel south through the desert to Egypt to find food. (Genesis 12: 10) - "Abram (Abraham) moves to Canaan" images set (Genesis 11:27 - Genesis 13:4): image (13) - Genesis, Bible illustrations (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة: "وحدث جوع في الأرض، فانحدر أبرام إلى مصر ليتغرب هناك، لأن الجوع في الأرض كان شديدا" (التكوين 12: 10) - مجموعة "إبرام "إبراهيم" يرتحل إلى كنعان" (التكوين 11: 27 - التكوين 13: 4) - صورة (13) - صور سفر التكوين (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Map: Abram and his family decided to travel south through the desert to Egypt to find food. (Genesis 12: 10) - "Abram (Abraham) moves to Canaan" images set (Genesis 11:27 - Genesis 13:4): image (13) - Genesis, Bible illustrations (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة: "وحدث جوع في الأرض، فانحدر أبرام إلى مصر ليتغرب هناك، لأن الجوع في الأرض كان شديدا" (التكوين 12: 10) - مجموعة "إبرام "إبراهيم" يرتحل إلى كنعان" (التكوين 11: 27 - التكوين 13: 4) - صورة (13) - صور سفر التكوين (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

ومن أقدم الإشارات المعروفة إلى شعب كنعان، هو ما جاء في لوح من "ماري" (من القرن الخامس عشر قبل الميلاد) عبارة عن تقرير من ضابط عسكري عن مراقبته "للصوص والكنعانيين". كما أن اسم الكنعانيين جاء على لوح ممفيس من عهد الملك أمينوفيس الثاني فرعون مصر (حوالي عام 1440 ق.م.) من الأسرة الثامنة عشر. كما تذكر أرض كنعان في كتابة ترجع إلى القرن الخامس عشر أيضًا من عهد الملك "إدريمي" ملك حلب (بالقرب من أوغايت) الذي هرب إلى الميناء الكنعاني "أمِّيا" ثم أصبح حاكمًا "لألالخ" (شمالى أوغاريت). وفي عصر تل العمارنة (في القرنين الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد) كانت فلسطين خاضعة لمصر، ففي ألواح تل العمارنة، كثيرًا ما كان يحكم المنطقة كلها حكام أجانب. وكانت حدود كنعان - عند المصريين - تمتد من غزة جنوبًا إلى أطراف سلسلة جبال لبنان شمالًا وشرقًا إلى نقطة غير محددة، لعلها كانت نهر الأورنت. وكانت النصوص المصرية القديمة تستخدم الاسم "رتينو" للدلالة على سورية وفلسطين، وتطلق على شعبها لقب "الأسيويين" ولكن في زمن أمينوفيس الثاني كانت كلمة "كنعانيين" تستخدم للدلالة على الفلسطينيين. وفي بردية "أنستاسي" (anastasi3 أ) كانت ولاية سورية وفلسين تعرف باسم "هورو" (Huru). وجاء في هذه الوثيقة أن حدود كنعان الجنوبية هي وادي العريش كما في الإشارات الكتابية التي تجعل الحدود الشمالية تمتد إلى مدخل حماة في وادي الأورنت، وشرقًا إلى الصحراء [ارجع إلى (عد 34: 1 - 12)]، كما كانت تمتد إلى منطقة دمشق وباشان.

كما كانت "كنعان" تدل على منطقة فلسطين الغربية، فان وصف "الكنعانيين" كان يدل على سكانها قبل دخول بني إسرائيل إليها، بدون تحديد أصولهم العرقية. ومن الشعوب التي استوطنت فلسطين، ظهر الأموريون في الألف الثانية قبل الميلاد كمهاجرين من بلاد النهرين، واستوطنوا المناطق المرتفعة على جانبي نهر الأردن. ولعل الحويين (تك 10: 17-19) الذين سكنوا في منطقة شكيم وفي لبنان. كانوا حوريين (حورانيين) أما الحثيون في أسيا الصغرى، فالأرجح أنهم لم يكونوا يمتون بصلة للحثيين الذين استوطنوا كنعان (تك 10: 15؛ 15: 20؛ 23: 3).

ويبدو أن الكثير من الإشارات في العهد القديم تعتبر أن أرض الأموريين هي أرض كنعان (تك 12 : 5، 6؛ 15: 18-21؛ 48: 22). وهو ما تؤيده ألواح "الألخ" (من القرن الثامن عشر قبل الميلاد) التي اعتبرت "أمورو" جزءًا من سورية وفلسطين. كما أن ألواحًا من "ماري" (على نهر الفرات) ترجع إلى نفس العصر، تتحدث عن الحاكم الأموري "لحاصور" في شمالي فلسطين. وتدل نصوص ألواح تل العمارنة (من القرنين الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد) على أن مملكة الأمور في منطقة عجب أن نجد الإشارات إلى الشعبين الأموريين والكنعانيين معًا منذ أيام موسى، وحتى العصر البرونزي المتأخر (نحو 1550 - 1200 ق. م.).

وفي نهاية هذه الحقبة، قضت "شعوب البحر" (وأغلبهم من الفلسطينيين) على الامبراطورية الحثية، واحتلوا غربي فلسطين في زمن رمسيس الثالث (حوالي 1180 ق.م.). وقد حطم الغزو الإسرائيلي شوكة الكثير من ولايات المدن الكنعانية والأمورية، بينما حدَّ تحالف المدن الفلسطينية في المنطقة الساحلية الجنوبية من امتداد نفوذ الكنعانيين. ومنذ بداية العصر الحديدي، كان الفينيقيون هم ورثة الحضارة الكنعانية، وكان الفينيقيون يتمركزون حول مدينتي صور وصيدون. وكانوا يودون أن يعرفوا باسم الكنعانيين (ارجع إلى مت 15: 21، 22؛ مرقس 7: 24-26).

 

(3) اللغة:

الأرجح أن الجماعات المتنوعة من الشعوب التي استوطنت المنطقة الغربية من فلسطين، قبل دخول بني إسرائيل، كانوا يتكلمون بلهجات ترتبط بأسرة اللغات السامية الشمالية الغربية، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. ومما يجعل من الصعب القطع برأي في المقصود "بلغة كنعان" هو اتساع المنطقة، وتعدد التأثيرات من اللغات الأمورية والحورانية والأوغاريتية.

وقد أسفر التنقيب في دور المحفوظات الرسمية لمملكة إبلا الكنعانية (من القرن السادس والعشرين إلى القرن الثالث السادس والعشرين إلى القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد) عن لغة مسمارية إبلية شبيهة بالعبرية الكتابية والفينيقية. ولكن قبل هذه اللغات بنحو ألف عام، لم يكن ثمة شبه بين اللغة الإبلية واللغة الأمورية التي كانت تُعْتَبَر -إلى وقت قريب- أقدم اللغات السامية الغربية. ومع أن اللغة الأوغاريتية كانت تعتبر لغة كنعانية لقربها الشديد من العبرية الكتابية، فإن ميناء أوغاريت السورية لم تكن أبدًا جزءًا من كنعان.واللغات الأوغاريتية والإبلية والعبرية الكتابية هي المكونات الكبرى الثلاث لأسرة اللغات السامية الغربية التي تنتمي إليها أيضًا اللغة الكنعانية.

 

(4) التاريخ:

St-Takla.org Image: Map: Shechem, Bethel, Hebron - Genesis, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة: كنعان: شكيم، بيت إيل، حبرون - صور سفر التكوين، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Map: Shechem, Bethel, Hebron - Genesis, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة: كنعان: شكيم، بيت إيل، حبرون - صور سفر التكوين، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

تدل الاكتشافات الأثرية على أن فلسطين الغربية استوطنت منذ العصر الحجري، فقد اكتشفت حفريات أثرية ترجع إلى العصرين الحجريين الأوسط والحديث والعصر البرونزي، في مواقع عديدة. ويحتمل أن الشعوب التي كانت تتكلم لغة سامية استوطنت مناطق مثل أريحا ومجدو وبيبلوس حوالي 3.000ق.م. فتدل الحفريات في تل مرديخ (إبلا) على أنه كانت هناك امبراطورية كنعانية ضخمة في سورية في نحو 2.600ق.م. وليس ثمة شك في أن الشعوب الأمورية والكنعانية كانت قد استقرت في سورية وفلسطين في نحو 2000 ق.م. وأقوى الدلائل على استيطان الكنعانيين في غربي فلسطين، ترجع إلى العصرين البرونزي الأوسط والمتأخر (أي نحو 1950-1200 ق.م.) عندما انتشرت فيها دول المدن الكنعانية والأمورية.

وقد قام المصريون بغزوات متكررة لفلسطين في زمن الأسرتين الخامسة والسادسة. وفي زمن الأسرة الثالثة عشرة (في الألف الثانية قبل الميلاد). حكموا الجزء الأكبر من سورية وفلسطين سياسيًا واقتصاديًا. ونصوص اللعنات (نقوش باللعنات للأعداء) من القرن التاسع عشر قبل الميلاد، مسجل بها الكثير من دول المدن وحكامها بطريقة يمكن معها تحديد بعض المواقع. كما تؤيد ذلك الاكتشافات الأثرية في رأس شمرا وبيبلوس ومجدو.

كما أن علاقات الكنعانيين ببلاد بين النهرين، تدق عليها النصوص التي اكتشفت في "ماري" و" أوغاريت"، فمن الواضح أن الأموريين والحورانيين والأشوريين القدامى وغيرهم من الشعوب، هاجرت إلى كنعان. وجاءوا معهم بالعديد من الأنظمة السياسية والاجتماعية. وكان وجود مدنهم على شكل دويلات مستقلة، بالإضافة إلى الغزوات المتواصلة من جماعات أخرى في غضون العصر البرونزي الأوسط. قد عاق استمرار جو الثقافة بين المهاجرين. وفي أواخر القرن السادس عشر قبل الميلاد، كانت معظم الممالك الكنعانية الصغيرة خاضعة تمامًا للسيادة المصرية، وفي خلال قرنين أصبحت معظم الممالك الشمالية خاضعة لنفوذ الحثيين السياسي.

وزاد من تعقيد تاريخ كنعان، تعاظم أمر الهكسوس في الحقبة بين 1800-1500 ق.م. وكان الهكسوس من أصول آسيوية مختلطة، وكان الفضل في امتداد نفوذهم السياسي، يرجع إلى استخدامهم العجلات الحربية الحديدية، والقسي الأسيوية المركبة. ومن مواقع مختلفة في كنعان، مثل حاصور وأريحا، غزوا مصر وأسسوا فيها حكمهم من 1776-1570ق.م. وعندما طُردوا من مصر في بداية عهد المملكة المصرية الحديثة (1570 - 1100ق.م.). تراجعوا إلى مواقع محصنة في جنوبي كنعان.

وكان حكم مصر لفلسطين الغربية قد انتهى في زمن دخول بني إسرائيل إلى أرض كنعان. وقد واجه يشوع المقاومة من الكنعانيين والأموريين. ومما ساعد بني إسرائيل على احتلال كنعان، حالة الفساد الذي كان قد دب في الممالك الكنعانية الصغير. كما أضعف من قوة الكنعانيين الغزوات التي كان قد قام بها رمسيس الثاني ضد الحثيين في سورية، كما قام ابنه وخليفته مرنبتاح بحملة لتأديب بعض المدن الكنعانية (ومنها جازر) في نحو 1220 ق.م.

وبقضاء شعوب البحر على الحضارة الحثية، واحتلالهم للمناطق الساحلية الشمالية، انهارت دويلات المدن المعهودة. ومنذ 1100 ق.م. انحصرت الحضارة الكنعانية في صور وصيدون وبعض أماكن قليلة أخرى. وجاء الفلسطينيون-الذين كانوا عنصرًا بارزًا من شعوب البحر- بحضارتهم-حضارة بحر إيجة-إلى منطقة غزة، وحاربوا بني إسرائيل إلى زمن الملك سليمان، وبعدها ذابوا في وسط العبرانيين في عصور المملكة الموحدة. وعندما وقعت المراكز الكنعانية والأمورية تحت حكم الأراميين في بداية العصر الحديدي، انحصرت الحضارة الكنعانية في منطقة فينيقية.

 

St-Takla.org Image: Cities of refuge map: and showing: Kadesh - Golan - Sea of Galilee - Ramoth-Gilead - River Jordan - Shechem - Canaan - Bezer - Dead Sea - Jerusalem - Hebron. صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة مدن الملجأ، ويظهر فيها: قادش - جولان - بحر الجليل - راموت جلعاد - نهر الأردن - شكيم - كنعان - باصر - البحر الميت - أورشليم - حبرون.

St-Takla.org Image: Cities of refuge map: and showing: Kadesh - Golan - Sea of Galilee - Ramoth-Gilead - River Jordan - Shechem - Canaan - Bezer - Dead Sea - Jerusalem - Hebron.

صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة مدن الملجأ، ويظهر فيها: قادش - جولان - بحر الجليل - راموت جلعاد - نهر الأردن - شكيم - كنعان - باصر - البحر الميت - أورشليم - حبرون.

(5) التركيب الاجتماعي:

كانت الشعوب الكنعانية وغيرهم من شعوب الشرق الأدنى، يتبنون نظام دويلات المدن، فكانت كل مدينة وما يحيط بها من قرى وأرضٍ زراعية، تشكل وحدة اجتماعية واقتصادية مستقلة. وكان يحكمها ملك، كثيرًا ما كان يمتلك جزءًا كبيرًا من أراضي المملكة التي يحكمها، وكان يدير هذه الممتلكات الملكية مشرفون، وكانت الأرض المنزرعة يعمل فيها أجزاء من الفلاحين، وقد أدى هذا النظام إلى البيروقراطية، كما أثبتت ذلك الحفريات في تل المرديخ. وقد سار الأثرياء على نهج الملك. وهكذا أصبح المجتمع مجتمعًا ارستقراطيًا يتكون من ملاَّك الأراضي وغيرها من الثروات، وأجراء من الأحرار، أو أنصاف الأحرار، وعبيد. ويعكس تحذير صموئيل النبي للإسرائيليين الذين أرادوا أن يقيم لهم ملكًا يقضي لهم كسائر الشعوب (1 صم8: 10-18)، السلطة التي كان يمارسها أولئك الحكام على الشعب والأراضي والأموال، فكانوا بعامة ملوكًا إقطاعيين.

وكانت الزراعة أمرًا جوهريًا للدويلات الكنعانية. وكانت المهن الأخرى تشمل عمال المعادن والنجارين والبنائين والتجار. وتكونت في كنعان نقابات للكهنة والمهنيين والجنود والموسيقيين. وليس متاحًا لنا إلا القليل من المعلومات من مصادر كنعانية عن تركيب المجتمع في فلسطين الغربية. ومعرفة ذلك تستلزم استخدام ما تسجله ألواح أوغاريت Ugarit والألخ، والتي ليس أي منها كنعانيًا بمعنى الكلمة. ونعلم من هذه المصادر أن كل ملك من أولئك الملوك الصغار، كان يحتكر معظم اقتصاديات مملكته الصغيرة، فكان يهيمن على التجارة، ويسيطر على الأيدي العاملة. وقد جاء من المصادر الحورانية والهند وإيرانية من الألف الثانية قبل الميلاد، مفهوم "الماريانو" -الذين كانوا جماعة من العسكريين الأرستقراطيين (محاربي المركبات)- الذين ذكرهم الملك أمينوفيس الثاني (أمنحتب الثاني)، فرعون مصر (من نحو 1440 ق.م.) في قائمة من الأسرى السوريين. وكان "الماريانو"- كجيش عامل- يتقاضون مرتبات من أجل خدماتهم للملك وللدولة.

وتدل الألواح الأكادية من أوغاريت، أن الملك كثيرًا ما كان يمنح العاملين في الدولة وغيرهم من المحظوظين قطعًا من الأراضي، في مقابل خدماتهم للملك أو للدولة. أما الأحرار وأنصاف الأحرار من الكنعانيين -بشكل عام- مواطنين يعملون للآخرين كفلاحين أو حرفيين. أما العبيد فكانوا عادة من أسرى الحروب عندما كانت إحدى المدن تهاجم أخرى وتهزمها وتسبي أهلها. كما كان يباع بعض الكنعانيين -لسبب أو لآخر- عبيدًا. وكان لهم دور صغير في شئون المدينة الدويلة الناجحة. ومن العسير جدًا تقدير نسبة العبيد في كنعان، ولكن كانت نسبة العبيد في تلك الدويلات أقل جدًا مما كانت في سائر أقطار الشرق الأوسط.

ويبدو أن الحياة كانت في كنعان كانت قاسية في العصر البرونزي الأوسط، وذلك بناء على ما أسفرت عنه الحفريات الأركيولوجية في مواقع الدفن. فمعظم لوازم الحياة كانت صناعة محلية، ووجد القليل من المعادن الثمينة أو الأحجار الكريمة. وفي زمن النبي عاموس (في القرن الثامن قبل الميلاد)، يوبخ النبي بني إسرائيل لانغماسهم في لذات الفينيقيين والمصريين وغيرهم من شعوب الشرق الأوسط (عا 3: 12-15).

 

(6) الآداب:

من الصعب أن نتكلم بالتفصيل عن الآداب الكنعانية، فهي شبيهة باللغة. ولكن من الحقائق الواضحة أن كنعان كانت موطن نشأة "الأبجدية" في العصر البرونزي الأوسط، فقد كانت الكتابة قبل ذلك، إما تصويرية (فكانت الكلمات أو الأفكار يعبَّر عنها بصور)، أو الكتابة المسمارية (وهي علامات اسفينية في قوالب الطين، للتعبير عن مقاطع أو كلمات كاملة)، أو الكتابة الهيروغليفية المصرية. ولكن الكنعانيين في العصر البرونزي المتأخر استخدموا أبجدية في خطوط طولية، بالإضافة إلى لغة أوغاريت المسمارية، والكتابية المقطعية التي كانت تستخدم في بيبلوس في فينيقية، والمسمارية الأكادية، والهيروغليفية المصرية. وقد انتقلت الكتابة الأبجدية عن طريق العبرانيين والفينيقيين إلى اليونانيين، ومنها إلى اللغات الأوربية الحديثة.

وحتى عام 1929 لم نكن نعرف إلا القليل من الآداب الكنعانية، ولكن أسفر التنقيب في أوغاريت، عن اكتشاف كمية كبيرة من الكتابات، التي توصف بأنها "كنعانية شمالية" بالنسبة للغتها، رغم أن هناك بعض الشك في أنها كتابات كنعانية تمامًا.

وقد اشتملت هذه الاكتشافات على أجزاء من ملحمة شعرية عن الإله "بعل" وزوجته "عناة" (ويحتمل أنها ترجع إلى نحو 2,000 ق.م.)، وأسطورة عن شخص ملكي اسمه "أقهات "(ترجع إلى نحو 1800 ق.م.) والأعمال الأسطورية للملك "كِريت" (يرجع تاريخ كتابتها إلى نحو 1500 ق.م.) وبعض القصاصات الدينية والطلبية والإدارية.

St-Takla.org Image: An Arabic map showing Canaan divided among the tribes: Dan - Naphtali - Asher - Zebulun - Issachar - Manasseh - Gad - Ephraim - Benjamin - Dan - Reuben - Judah. صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة بالعربية تصور مواقع الأسباط في كنعان: دان - نفتالي - أشير - زبولون - يساكر - منسى - جاد - أفرايم - بنيامين - دان - رأوبين - يهوذا.

St-Takla.org Image: An Arabic map showing Canaan divided among the tribes: Dan - Naphtali - Asher - Zebulun - Issachar - Manasseh - Gad - Ephraim - Benjamin - Dan - Reuben - Judah.

صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة بالعربية تصور مواقع الأسباط في كنعان: دان - نفتالي - أشير - زبولون - يساكر - منسى - جاد - أفرايم - بنيامين - دان - رأوبين - يهوذا.

والنسخ التي أسفر عنها التنقيب في أوغاريت ترجع إلى نحو القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ولكنها منقولة عن أصول أقدم. وحيث أن الشرق الأوسط كان مترابطًا ثقافيًا في عصر العمارنة، فالأرجح أن كتابات أوغاريت تعكس التقاليد التي كانت شائعة في غربي فلسطين، بما فيها التقاليد الكنعانية.

 

(7) ديانة الكنعانيين:

قبل الاكتشافات الأوغاريتية، لم نكن نعرف إلا القليل عن ديانة كنعان بالإضافة إلى ما جاء عنها في العهد القديم، فالقليل من المخلفات الدينية التي اكتشفت في مواقع كنعانية عديدة، وفي المرتفعات في المراكز القديمة، مثل مجدو، كانت مصدر أغلب معلوماتنا، أما المواد التي اكتشفت في أوغاريت فقد أمدتنا بكمية ضخمة من المعلومات الجديدة عن الحياة الدينية في أوغاريت نفسها. ولكن لا يفوتنا أن الحضارة الكنعانية كانت أكثر اتساعًا من أن نظن أن ديانة أوغاريت تمثل كل الديانات الكنعانية. فمثلًا كان من أبرز مظاهر العبادة الكنعانية، تقديم الذبائح في معبد على قمة تل (مرتفعة)، لكن لم تكتشف مثل هذه المرتفعات في أوغاريت. ومما نعرفه الآن عن الحضارة الكنعانية، كان على رأس الآلهة الكنعانية شخصية غامضة اسمها "إيل" الذي كانوا يعبدونه باعتباره "أب البشر"، وكانت رفيقاته "عتيرات" التي كانت تعرف عند الإسرائيليين باسم "عشيرة"، "عشتاروت" وبعلتيس. وكان "لإيل" ابن هو "بعل" إله الخصب، ويوصف في الأساطير بأنه إله المطر والعواصف. وخلف بعل أباه في رياسة مجمع الآلهة، وكانوا يفترضون أنه يسكن في السموات الشمالية القاصية، ووجد تمثال له في أوغاريت يمثله وهو يحمل صاعقة على جانبه الأيسر، والصولجان في يده اليمنى.

وبناء على ملحمة "بعل" التي اكتشفت في أوغاريت، كان عدو "بعل" هو "موت" إله القحط والموت، وقد قتل "بعل"، فجاءت سبع سنوات جوع. وعندما قتلت "عناة" رفيقة بعل العنيفة الإله "موت"، قام بعل مرة أخرى وازدهرت الزراعة، وتكررت الدورة. وكان "بعل" يُعبد في بعض المجتمعات باسم "هدد" إله العواصف. وفي بعض النصوص حدث خلط بين هدد وإيل، وفي البعض الآخر بين هدد وداجون، إله الحنطة. ومن الصعب أيضًا التمييز في هذه الأساطير بين شخصيات ووظائف زوجة إيل "عشيرة"، و"عشتاروت" رفيقة هدد، و"عناة" زوجة بعل.

وقد اكتشف الكثير من التماثيل الفخارية الصغيرة التي بولغ في خصائصها الجنسية، والتي تمثل إحدى الإلاهات، والتي ترجع إلى العصرين البرونزي الأوسط والمتأخر، في مواقع في غربي فلسطين. فقد اكتشف في بيبلوس في فينيقية مركز كان مخصصًا لعبادة "عناة"، من الواضح أنه كانت تمارس فيه الدعارة الدينية الفاضحة، وطقوس الخصوبة الجنسية. فوجدت هناك تماثيل صغيرة عارية لإناث. ومن المخلفات الدينية الكنعانية وجدت أعمدة مقدسة لنوع من النُصب، وتمثال من الخشب (سارية)، يرجح أنه للإلهة "عشيرة"(السارية) نفسها.

وفي عصر العمارنة كان للديانة الكنعانية العربيدة، تأثيرها في الشرق الأوسط بخاصة. بل أثرت -إلى حد ما- في الديانات المحافظة في مصر وبابل. ويبدو أن الكنعانيين كانوا يحتفلون بأربعة أعياد رئيسية لها علاقة بالزراعة. وكانت هذه الأعياد على الدوام مواسم للعربدة والسكر والإفراط في الممارسات الجنسية، فمن الواضح أن الديانة الكنعانية كانت أكثر الديانات انحطاطًا في الأمور الجنسية، في العالم القديم.

وقد أسفرت الكشوف الأثرية في سورية وفلسطين عن بقايا معابد كنعانية في قطنة وأوغاريت وألالخ ولخيش وبيت شان وأريحا وشكيم وتل فرعة. وكان في كل من مجدو وحاصور معبدان على الأقل. وكانت المقادس -في معظمها- صغيرة نسبيًا تتكون أساسًا من "قدس" به تمثال للإله، وحجرة أمامية. وفي عمان وجد معبد مربع الشكل من العصر البرونزي المتأخر، به عدة حجرات تضم بينها ساحة للعبادة.

 

(8) تأثيرها على إسرائيل:

كانت الآداب الإسرائيلية المستمدة من الشريعة التي أعطاها الله لموسى على جبل سيناء، تختلف كل الاختلاف عن طقوس العبادة الكنعانية وأساليب حياتهم، فكانت أخلاقيات التوحيد عند العبرانيين على النقيض تمامًا من أخلاقيات العبادة الكنعانية بتعدد آلهتها. فكان من الواضح أنه لا مجال للتعايش بين النظامين، ولذلك تضمنت الشريعة وصايا مشددة للانفصال عن الكنعانيين وإزالة كل أثر لعبادتهم من أرض الموعد (خر 23: 24؛ 34: 13- 16؛ تث 7: 1 - 5)، وأن يظلوا أمناء لعهد الله. ولم يكن هذا أمرًا سهلًا، فقد كان الشعبان يتكلمان بلهجات متقاربة، ويستخدمان تعبيرات متشابهة. كما أنه عندما دخل بنو إسرائيل إلى أرض كنعان بقيادة يشوع، وجدوا الكنعانيين يتفوقون عليهم في البناء بالأحجار، وفي الصناعات المعدنية من أسلحة وأدوات. ووجد بنو إسرائيل أنفسهم مضطرين للاستعانة الفنية من الكنعانيين. ففي زمن الملك سليمان استعان بالفينيقيين في بناء الهيكل في أورشليم وغيره من المباني.

وباستثناء التحريم الذي فرض على بني إسرائيل بالنسبة لأريحا، فإنهم كانوا يستخدمون كل غنائم الحرب من الكنعانيين، ومن هنا ضعفت عزيمتهم بالنسبة لإزالة وإبادة كل أثر للكنعانيين بما في ذلك عبادتهم الفاسدة. وفي زمن الملك أخآب عندما توطدت عبادة البعل، معبود صور، في المملكة الشمالية، أصبح العبرانيون في خطر شديد، معرضين لفقدان تميزهم الروحي والأدبي بل أن كهنتهم الذين كان يجب عليهم أن يقوموا بأهم دور في الاحتفاظ بإيمانهم الفريد بإله العهد، كثيرًا ما انحرفوا إلى العبادات والأساليب الكنعانية، فقلدوا جيرانهم الوثنيين في الخلاعة والعربدة، وشجعوا الشعب الإسرائيلي على فعل نفس الشيء (1صم 2: 22).

وكانت النتيجة أن أعلن الأنبياء أن الأمة التي كادت تستسلم تمامًا للمغريات الكنعانية، لا بُد أن تتطهر بالسبي، قبل أن تستطيع استعادة إيمانها وعلاقاتها بالله.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/22_K/K_101.html

تقصير الرابط:
tak.la/gkz9rb3