St-Takla.org  >   Coptic-History  >   CopticHistory_04-Coptic-Church-from-the-10th-to-19th-Centuries
 

تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

تاريخ الكنيسة القبطية من القرن الـ10 حتى الـ19 - د. يواقيم رزق

7- الأقباط في عصر المماليك:
4- الأشرف خليل بن قلاوون وجازته عن الغزال السمسار 1290 م

 

St-Takla.org Image: Bahri Mamluk Dynasty 1250 - 1382 صورة في موقع الأنبا تكلا: السلطنة المملوكية بأوج عزها - 1250 - 1382

St-Takla.org Image: Bahri Mamluk Dynasty 1250 - 1382

صورة في موقع الأنبا تكلا: السلطنة المملوكية بأوج عزها - 1250 - 1382 

لم يجد قلاوون أمامه إلا أن يعيد الأقباط إلى وظائفهم بعد أن توقفت حركة العمل في الدواوين، وكذلك سار على نهجه ابنه الأشرف. إلا أنه لما كان لكل فعل رد فعل، فإن الأقباط لم تتسع الدنيا بهم من الفرحة عندما عادت إليهم حقوقهم كمواطنين وكمتعلمين وأمناء، إلا أن الضغط الذي لاحقهم في الماضي والتعسف الذي عاشوا في كنفه جعلهم يستغلوا وظائفهم ليستعيدوا ما فقدوه من أبهمه وعظمة ككبار موظفين. وهنا يقول المقريزى، أن هؤلاء النصارى أصبحوا العاملون المسلمين بأنفة، وأرادوا أن يظهروا أهميتهم بارتداء الأزياء الثمينة. ويروى أن أحد النصارى وكان اسمه "عين الغزال" صادف يومًا في طريق مصر سنة 682 هـ. سمسار شونة مخدومه، فنزل السمسار عن دابته وقبل رجل الكاتب، فأخذ يسبه ويهدده على مال قد تأخر عليه من ثمن غلة الأمير، وهو يترفق له ويعتذر، فلا يزيده ذلك عليه إلا غيظة، وأمر غلامه فنزل وكتف السمسار ونصبه، والناس تتجمع عليه حتى صار إلى صليبة جامع أحمد بن طولون ومعه عالَم كبير، وما منهم إلا يسأله أن يخلي سبيل السمسار وهو يمتنع عليهم. فتكاثروا عليه وألقوا عليه حجارة وأطلقوا السمسار. وكان قد قرب من بيت أستاذه، فبعث غلامه لينجده بمن فيه، فأتاه بطائفة من غلمان الأمير وإذ لاقيته فخلصوه من الناس، وشرعوا في القبض عليهم ليفتكروا بهم، فصاحوا عليهم ما يحل، ومروا مسرعين إلى أن وقفوا تحت القلعة واستفتوا نصر الله السلطان، فأرسل يكتشف الخبر، فعرفوه ما كان من استطالة الكاتب النصراني على السمسار وما جرى لهم، فطلب يمين الغزال ورسم للعامة بإحضار النصارى إليه، وطلب الأمير "بدر الدين بيدرا" النائب والأمير سنجر الشجاعي وتقدم إليها بإحضار النصارى جميعًا بين يديه ليقتلهم، فما زالا به حتى استقر الحال على أن ينادى في القاهرة ومصر أن لا يخدم أحد من النصارى واليهود عند أمير، وأمر الأمراء بأجمعهم أن يعرضوا على من عندهم من الكتاب النصارى الإسلام، فمن امتنع من الإسلام ضُرِبَت عنقه، ومن أسلم استخدموه عندهم. ورسم للنائب بعرض جميع مباشري ديوان السلطان ليفعل فيهم ذلك منزل الطلب لهم وقد اختفوا فصارت العامة تسبق إلى بيوتهم وتنهبها حتى عم النهب بيوت النصارى واليهود بأجمعهم وأخرجوا نساءهم مسبيات وقتلوا جماعة نايديهم. فقام الأمير بيدرا النائب مع السلطان في أمر العامة والتلطف به، حتى ركب والى القاهرة ونادى من نَهَبَ بيت نصراني شُنِقَ، وقبض على طائفة من العامة وشهرهم بعد أن ضربهم فانكفوا عن النهب بعد ما نهبوا كنيسة المعلقة بمصر وقتلوا منها جماعة، ثم جمع النائب كثيرًا من النصارى كتاب السلطان والأمراء، وأوقفهم بين يدي السلطان عن بعد منه، فرسم للشجاعي وأمير جاندرا أن يأخذا عدة معهما وينزلوا إلى سوق الخيل تحت القلعة ويحفروا حفرة صغيرة كبيرة ويلقوا فيها الكتاب الحاضرين ويضرموا النار من الحطب، فتقدم الأمير بيزرا وشفع فيهم فأبى أن يقبل شفاعته وقال: لا أريد في دولتي ديوانًا نصرانيًا، "فلم يزل به حتى سمع بأن مَنْ أسلم منهم يستقر في خدمته، ومن امتنع ضُرِبَت عنقه. فاسلموا.

إلا أنهم استغلوا إسلامهم في الانتقام مما حل بهم وببقية الأقباط، فيقول المقريزي: "صار الذليل منهم بإظهار الإسلام عزيزًا بيدي من إذلال المسلمين والتسلط عليهم بالظلم ما كان يمنعه نصرانيته من إظهاره". ولكن لم تمنع هذه الاعتبارات المسلمين من استعمال العنف في معاملة أهل الذمة، وكانوا في هذا إنما ينقمون لأنفسهم من الأقباط كلما غزا بعض القراصنة الأوربيين سواحلهم، أي أخذوا القبط بذنب الكاثوليك الفارين!!

ثم حدثت حادثة أخرى كانت كارثة على الأقباط أكثر، ففي عام 700 هـ (1301م) وصل إلى القاهرة وزير صاحب المغرب في طريقة للحج، فيقول المقريزي "وبينما هو ذات يوم بسوق الخيل تحت القلعة، إذ هو برجل راكب على فرس وعليه عمامة بيضاء وفرجية مصقولة، وجماعة يمشون في ركابه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهم يسألونه ويتضرعون إليه ويُقَبِّلون رجليه، وهو مُعْرِضٌ عنهم وينهرهم ويصيح بغلمانه أن يطردهم عنه. فقال بعضهم "يا مولاي الشيخ بحياة ولدك النشو تنظر في حالنا". فلم يزده ذلك إلا عنفًا وتحامقًا، فَرَقَّ الغربي لهم وهَمَّ بمخاطبته في أمرهم، فقيل له "وأنه مع ذلك نصراني". فغضب لذلك وكاد أن يبطش به، ثم كف عنه وطلع إلى القلعة، حيث اجتمع بالملك الناصر محمد بن قلاوون ونائبة يومئذ الأمير سلار، فتحدث الأمير بيبرس الجاشنكير في أمر اليهود والنصارى وأنهم عندهم في غاية الزلة والهوان، وأنهم لا يمكن أحد منهم من ركوب الخيل ولا الاستخدام في الجهات الديوانية وأنكر حال نصارى الديار المصرية ويهودها بسبب أفخر الثياب وركوبهم الخيل والتعالي، واستخدامهم في أجلّ المناصب وتحكيمهم في رقاب المسلمين، وذكر أن عهد ذمتهم قد انقضى منذ سنة 600 الهجرية النبوية.

فكان لكلامه أثره في نفس الأمير بيبرس الجاشكير، فأمر بجمع النصارى واليهود ورسم ألا يستخدم أحد منهم في الجهات السلطانية ولا عند الأمراء، وأن تتغيَّر لو عمائمهم؛ فيلبس النصارى العمائم الزُرق، وتُشَدّ في أوساطهم الزنانير، ويلبس اليهود العمائم الصفراء. والتزام العهد العمرة أما عما بالكنائس والأديرة، فقد قفلت الكنائس لفترة أيام، وأن الأديرة الموجودة في الضواحي لم تُمَسّ بسوء، وفي الإسكندرية هدم الكنائس وبيوت الأقباط، وألقى الملط محمد بن قلاوون والأمير بيبرس الجاشنكير عيد الشهيد بشبرا، وفي سنة 755 هـ. تحرك المسلمون على النصارى وهدمت كنيسة الشهيد بشبرا وأخذ إصبع الشهيد في صندوق خشبي وأحرقه الملك الصالح في ميدان بالقرب من القلعة، وزوى رماده في البحر، ويطلب منذئذ عيده وهدمت كنيستين.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_04-Coptic-Church-from-the-10th-to-19th-Centuries/Coptic-Encyclopedia__Coptic-Church-History-10-20-Centuries__15-Al-Mamaleek-04-Al-Ashraf-Khalil-Ibn-Kalawoun.html

تقصير الرابط:
tak.la/c9d4qqn