St-Takla.org  >   books  >   iris-habib-elmasry  >   woman-christ
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المرأة العصرية في مواجهة المسيح - أ. إيريس حبيب المصري

4- تمهيد

 

St-Takla.org Image: An old woman sitting - Various photos from Assisi, Italy - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 23, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: امرأة مسنة جالسة - صور متنوعة من أسيزي، إيطاليا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 23 سبتمبر 2014 م.

St-Takla.org Image: An old woman sitting - Various photos from Assisi, Italy - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 23, 2014.

صورة في موقع الأنبا تكلا: امرأة مسنة جالسة - صور متنوعة من أسيزي، إيطاليا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 23 سبتمبر 2014 م.

لا يمكن الحديث عن المرأة العصرية من غير الرجوع إلى خلفية المركز الذي تقف فيه الآن، أو ذاك الذي يمكنها أن تقف فيه في المستقبل القريب. والمرأة القبطية يمتد بها التاريخ إلى مجاهل سحيقة. ولكن لو تركنا هذه المجال جانبًا لوجدنا أنها تمتعت في العصر الفرعوني التاريخي بمكانة ممتازة.

ثم تحول المصريون عن الوثنية إلى المسيحية. وكانت المؤثرات الفرعونية قد امتزجت قبل ذلك بالمؤثرات الهللينية والعبرية. والنظرة العبرية على الأخص تعتبر المرأة مخلوقا ثانويا بحتا حتى لقد كان الفريسيون حين يقدمون الشكر لله على نعمه المختلفة يشكرونه لأنه لم يخلقهم نساء..! ومع أن الفادي الحبيب قد أثبت بالتعليم وبالعمل أن للمرأة الحق في البنوة لله كالرجل إلا أن رواسب التعاليم العبرية السقيمة ظلت في أعماق اللاشعور عند الكثير من الرجال ومن النساء أيضًا. على أنه حينما انتشرت المسيحية في مصر في مستهل عهدها رسخت المكانة التي كانت تتمتع بها المرأة في العصر الفرعوني. ومن أسطع الأدلة على هذا أن العلامة إكليمنضس الإسكندري فتح أبواب المدرسة الإسكندرية اللاهوتية للمرأة تمامًا كما فتحها للرجل إذ لم يشترط في أي منهما شرطا من الثقافة أو السن أو الطبقة الاجتماعية، بل أنه لم يشترط الالتزام المطلق فيمن يقبلهم من تلاميذ وتلميذات - هذا الالتزام المعتبر شرطا أساسيا في أعين المسئولين في المدارس والمعاهد المختلفة. أما إكليمنضس الذي لم يتميز بالعلم فقط بل كان ضمن الصفوة التي ملأ النور الإلهي قلوبها فكان لا يرفض حتى من كان يبدو التهاون عليهم سواء أكانوا رجالا أم سيدات. ولما استفهم منه أخصاؤه عن هذا التصرف أجابهم: "من أنا حتى أقف في طريق النعمة الإلهية؟ الإلهية؟ ألا يمكن أن يأتي هذا أو تلك للاستخفاف أو السخرية فتمس نعمة الله القلب وتحوله نحو النور؟". هذا من جانب ومن الجانب الأخر نقرأ عن هذا العلامة الكبير أن بعض فلاسفة الوثنيين عيره ذات يوم بأن المسيحية فلسفة نساء. فأجاب على الفور "أينعم. أن المسيحية فلسفة نساء بقدر ما هي فلسفة رجال لأن المسيح له المجد قد جاء ليفتدى الناس جميعًا سواء بسواء. ثم ما هي قيمة الجنس؟ أننا رجال ونساء في هذا العالم فقط. أما في العالم الأخر فجميعنا أرواح قد تبررت بالفداء. فالجنس يلازمنا سنوات طالت أو قصرت، واللاجِنْس سيلازمنا إلى الأبد. فما قيمة السنوات ان قيست بالأبدية؟"

← انظر كتب أخرى للمؤلفة هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

فإذا ما طوينا الأجيال سريعًا لنصل إلى تاريخنا المعاصر يلزمنا أن نبحث عن جذور الموضوع لعلنا بهذا البحث نتفهم سيكولوجية المرأة:


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/preface.html

تقصير الرابط:
tak.la/7533mn6