St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

112- مناظرة 5: 5، 6- آدم الثاني واهب النصرة

 

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 3), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 3)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 3), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 3)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

5، 6- آدم الثاني واهب النصرة

 

إن كان الرسول قد أوضح بكلماته أن ربنا يسوع المسيح قد جُرِّب في كل شيء مثلنا إلا أنه قيل عنه أنه: "بلا خطيَّةٍ" (عب15:4)، أي لم تنتقل إليه عدوى الشهوات، لأنه لا يعرف إغراءات الشهوات الجسدية التي بها نضطرب ضد إرادتنا وبغير معرفتنا. وقد وصف رئيس الملائكة حالة الحبل به قائلاً: "الروح القدس يحلُّ عليكِ وقوَّة العليّ تظلّلكِ فلذلك أيضًا القدوس المولود منكِ يُدعَى ابن الله" (لو35:1).

وكان يلزم بحق لربنا أن يجرَّب بنفس الأهواء التي جرِّب بها آدم حين كان في صورة الله قبل إفسادها، والتي هي: النهم، الافتخار، الطمع، الكبرياء، والتي تشابكت وأفرخت بعدما تعدَّى الوصية وأفسد صورة الله وشبهه.

لقد جرِّب آدم بالنهم حين أخذ الفاكهة من الشجرة الممنوعة، والطمع (الافتخار) حين قيل له: "تنفتح أعينكما"، والكبرياء حيث قيل: "وتكونان كالله عارفين الخير والشر"، وأيضًا جِّرب مخلصنا بالخطايا الثلاث: بالنهم حين قال له الشيطان: "قلْ أن تصير هذه الحجارة خبزًا" (مت3:4). والكبرياء حين قيل له: "إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل" (مت6:4). والطمع حين أراه جميع ممالك الأرض ومجدها قائلاً "أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي" (مت9:4).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

لقد أعطانا الرب بمثاله كيف نستطيع أن ننتصر، كما انتصر هو حين جرِّب.

لقد لُقِّب كلاهما بـ "آدم". أحدهما كان الأول في الخراب والموت، أما الثاني فكان الأول في القيامة والحياة. بالأول صارت البشرية كلها تحت الدينونة وبالثاني تحررت البشرية.

لقد جربه الشيطان بنفس الخطايا التي بها انخدع آدم الأول، ظانًا أنه كما خدع الأول يخدع الثاني مثله، فوجد نفسه قد انهزم بالتجارب التي هزم بها آدم الأول. وإذ انتصر الرب في تجربة النهم لم يجسر الشيطان أن يجربه بتجربة الزنا بل عبر به إلى تجربة الطمع الذي هو مصدر الشرور (1تي10:6). وعندما انتصر على الطمع لم يجسر أن يحاربه بالتجارب الأخرى التابعة لها والتي مصدرها وينبوعها هو الطمع، لكنه عبر به إلى آخر الخطايا وهي الكبرياء، لأنه يعرف أن الكاملين الذين غَلبوا كل الخطايا يمكن أن يتأثروا بالكبرياء، ولعلمه أنه هو نفسه لوسيفور ومن معه قد سقطوا بسبب الكبرياء من غير أن يسقطوا في أي خطية من الخطايا السابقة...

بهذا الترتيب الذي ذكرناه حسب الإنجيلي لوقا نجد توافقًا وترتيبًا دقيقًا بين الإغراءات وأشكال التجارب التي هاجمهم بها العدو الماكر آدم الأول وآدم الثاني[1]...

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[1] تحدث بعد ذلك عن أن الافتخار والكبرياء يمكن أن يتحققا بدون أي مساعدة من جهة الجسد.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-5-victory.html

تقصير الرابط:
tak.la/5s4rw3h