St-Takla.org  >   faq  >   youth
 
St-Takla.org  >   faq  >   youth

سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة عن الشباب والأسرة

رأي المسيحية والكتاب المقدس في التخنث أو التشبه بالرجال

نص السؤال كما ورد: رأي يسوع المسيح بلمخنثين (يقصد: المخنثين)
سؤال آخر: ما هو الرأي المسيحي بخصوص من يرتدي ملابس النساء من الرجال، أو من ترتدي ملابس الرجال من النساء؟ وهل هو خطأ؟

 

الإجابة:

 

ما لا يُعتبر خطية:

أولًا، كبداية يجب التنبيه على نقطة هامة، وهي أننا لسنا نسخًا محددة بالضبط بفروق ذات حدود فاصِلة..  فقد يحمل أحد الرجال أي من علامات قد يعتبرها البعض نوعًا من الأنوثة effeminate، مثل صوت نسائي، أو جسد مختلف، أو غيره..  أو العكس، قد ترى امرأة يظهر من أسلوبها الحاد أو ملابسها أو طريقة قصَّة شعرها أنها تتشبَّه بالرجال (في العامية: امرأة مسترجِلة tomboy).  ولكن قد لا يقصد هذا الرجل أو تلك المرأة الصورة التي قد يراها البعض بهم، فكلٍ منهما يعتز بذاته وجنسه الذي وُلِد به، وما هي تلك الملاحظات إلا أمورًا خارجية غير مقصودة أو قد يرونها عادية..  كما أن المجتمع قد تتغيَّر فكرته عن شكل الرجولة والأنوثة عبر العصور..  أو حتى في نفس العصر ولكن باختلاف الأماكن والثقافات..  فمنذ عصور قريبة كان ارتداء السروال trousers قاصِرًا على الرجال، وكان يُعتبر امرأة مُسيئًا إذا ارتدته امرأة.  أو العكس، نرى في بلاد مثل اسكتلندا Scotland أو أيرلندا Ireland ارتداء الإزار kilt الشبيه بالثوب النسائي.  أو نرى في المجتمعات الشرقية مثلًا قبلات نفس الجنس لبعضهم البعض على الوجنتين التي هي مجرد نوع من التحية والصداقة، والتي قد تعتبرها بعض المجتمعات الأخرى دليلًا على غير ذلك..

بل حتى رأينا مثلًا في التاريخ الكنسي نماذج لقديسات أخذن شكل الرجال في ملابسهن، ولكن كان هذا بغرض الهروب من وضع اجتماعي معيَّن، أو بغرض ديني في الترهُّب(1) حينما لم يكن هذا ممكنًا لها كامرأة، أو كنوعًا من التنكُّر لغرضٍ ما، أو غير ذلك من الأمثلة..  منهن: القديسة مارينا الراهبة (مارين) - القديسة أفروسيني - الشماسة أنسطاسية باتريشيا (أنسطاسي) - القديسة يوجينيا الشهيدة العذراء - القديسة ايلارية - الشهيدة نتاليا..

فكل هذا لا يُعتبر نوعًا من الخطأ من وجهة النظر الدينية، لكونه أمرًا طبيعيَّا، أو ملامح شخصية، أو له علاقة بالعصر أو المجتمع، أو لسبب ديني بإرشاد روحي وخلافه..

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الكتاب المقدس يفرِّق ما بين المثلي الجنس والمأبون:

الكتاب المقدس -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- كان يذكر هذه الخطية مع خطية مضاجعة الذكور معًا في بعض الأحيان (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 6: 9)، مما يوضح أن هناك فرقًا بين كليهما (ليسوا نفس المعنى not synonymous)..  فالمأبونين catamite هم الرجال الذين يتشبَّهون بالنساء effeminate (المخنثين - الذين يتم استعمالهم كالأنثى)، أما مضاجعو الذكور فهم المثليون جنسيًّا homosexuals.  فليس كل المثليين جنسيًّا يرفضون جنسهم الذي ولدوا به(2)..  وكون امرأة لديها نوع من الحِدَّة أو المطالبة بحقوقها في المساواة بالرجل أو في الوقوف ضد ظلم المجتمع للمرأة، هذا لا يعني رفضها لجنسها الذي ولدت عليه، فهذا شيء آخر.  وللأسف تنظر بعض المجتمعات المتخلفة أحيانًا نظرة غريبة للمرأة المُطالبة لحقوقها أو تلك التي تهتم بأمور أكبر من مجرد شكلها الخارجي كأنها امرأة مثلية الجنس (سحاقية lesbian) أو مزدوجة الميول الجنسية bisexual، وكليهما ليس صحيحًا في تلك الحالة.

 

St-Takla.org Image: Male/Female symbol صورة في موقع الأنبا تكلا: رمز ذكر و أنثى

St-Takla.org Image: Male/Female symbol.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رمز ذكر وأنثى.

أما المقصود بالسؤال هو أن يختار رجلًا العيش في شكل امرأة ويتشبَّه بها ويتبنَّى أسلوب كلام بصورة ناعمة مُفتعلة أو يطيل شعره بصورة غير لائقة أو يتعامل مع الرجال كامرأة (سواء أكان نَشِط جنسيًّا في علاقات مع آخرين أم لا، وسواء كان يعيش كل يومه بتلك الطريقة أو في أوقات يختارها..)، أو العكس في أن ترفض امرأة جنسها الذي وُلِدَت به وتختار أن تأخذ شكل الرجال وحِدَّتهم وأسلوبهم وملابسهم، رافضة جنسها الذي وُلِدَت به..  بل قد يتطوَّر الأمر في العصور الحديثة إلى عمليات تحويل الجنس sex-change surgeries.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

خلق الله الإنسان.. ذكرًا وأنثى خلقه:

هذا هو كان قصد الله منذ الأزل، فقد خلق الإنسان على شكل ذكر وأنثى (سفر التكوين 5: 2)، وكان الاختلاف بينهما ليس فقط في الشكل الجسدي الخارجي، بل كان لكلٍ عمله..  ولكن عملية رفض ذات الجنس هو نوع من أنواع التمرُّد rebellion على الخالِق..  وهؤلاء الذين يتحدون الله يتركهم الله إلى شهوات قلوبهم، كما قال الكتاب: "لِذلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى أَهْوَاءِ الْهَوَانِ، لأَنَّ إِنَاثَهُمُ اسْتَبْدَلْنَ الاسْتِعْمَالَ الطَّبِيعِيَّ بِالَّذِي عَلَى خِلاَفِ الطَّبِيعَةِ، وَكَذلِكَ الذُّكُورُ أَيْضًا تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ، اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُورًا بِذُكُورٍ، وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 1: 26، 27).  وهذا الانحراف هو أن يترك كل شخص جنسه الذي خُلِقَ عليه، ويتبنَّى خصائص الجنس الآخر.

ويتصاعد الأمر هذه الأيام بعد سهولة عمليات تحويل الجنس، والمطالبة بحقوق المتحولين جنسيًّا transgenders..  نعم هناك بعض المشاكل النفسية المتعلقة بالأمر، والتي تحدثنا عنها سابقًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت، مثل موضوع "مرض اضطراب الهوية الجنسية"، ولكن الحلول تكمن في طلب الله والبحث عن طرق العلاج النفسي للتعامل مع الأمر، وليس تبنِّي الأمر كشيء طبيعي، ووضع الحل في مجرد تغيير الفسيولوجيا physiology: "لِكَيْ لاَ يَعِيشَ أَيْضًا الزَّمَانَ الْبَاقِيَ فِي الْجَسَدِ، لِشَهَوَاتِ النَّاسِ، بَلْ لإِرَادَةِ اللهِ" (رسالة بطرس الرسول الأولى 4: 2).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الكتاب المقدس والتشبُّه بالجنس الآخر:

الوحي الإلهي صريحًا في تلك النقطة في أكثر من مجال، وهي لا تتحدث فقط عن مجرد الملابس، ولكن المقصود بها هو أن يحتفظ الرجل برجولته وتعتز المرأة بأنوثتها..  وفِعل عكس ذلك ما هو إلا تحدي لله ولقصده الإلهي ولسلطانه.  فكلما اقتربنا من الله، كلما زاد ارتباطنا بجنسنا الذي اختارنا الله عليه embrace our gender identity.  فكل جنس له خصائص معينة وضعها الله، بل أتجاسر وأقول خصائص إلهية كقول كتاب الله: "فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ" (سفر التكوين 1: 27).  ولا يحتاج الأمر لتأكيد بأن كل ما يقوله الكتاب المقدس عن الرجل ينطبق على المرأة أو العكس..  وها هي بعض الآيات التي تتحدث عن الأمر، مع تكرار بعض الآيات السابقة في المقال:

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) وهذا يكون بإرشاد ديني معين - انظر الحياة النسكية في الصحراء - مقال رهبنة البنات في الفترة من القرن الثاني إلى القرن الثامن الميلادي - أ. بولين تودري.

(2) انظر تفاسير (1 كو 6: 9).

 المراجع - إذا أردت المزيد عن هذا الموضوع، نرجو قراءة الآتي:

  • كتاب الرجولة والأنوثة، سلسلة ثقافة جنسية مسيحية 2، تقديم الأنبا موسى، عادل حليم.

  • Secure Daughters, Confident Sons: How Parents Guide Their Children into Authentic Masculinity & Femininity, Glenn T. Stanton, MULTNOMAH BOOKS, 2011.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/faq/youth/bible-VS-effeminate-manlike.html

تقصير الرابط:
tak.la/tccr8b4