ولا شك أن أسقفيته كانت بإلهام وبأمر من الله، وكأن الرب أراد إظهار مواهبه الخفية المتألقة فجاء اختياره أسقفًا للتعليم الكنسي وقد دأب على الوعظ والتعليم وحسبنا في ذلك شدة تلهف الناس لسماع عظاته التي يلقيها في الكاتدرائية بالعباسية ورغم اتساعها لابد لكي تسمع عظاته أن تحضر قبل إلقائها بزمن طويل.
إذا تكلم أفحم وأبهت الجميع، وإذا شرح أوفى الشرح وإذا فسر أجاد، تأتيه العبارات سلسة رائعة حتى في الأمور اللاهوتية من أقرب طريق - بينات كالشمس، وموهبة الوعظ والتعليم عنده موهبة أصيلة هو شاعر مطبوع وخطيب مفوه وأديب مبدع، يجري قوله مجرَى الحكم الفصل ورأيه مجرى القانون الصريح.
أراد الرب أن يخرجه من عزلته ووحدته ليعظ بالإنجيل ويتكلم، فيهرع إلى عظاته الروحية العذبة الألوف، ومن الشباب مئات غيروا طرقهم من ارتياد أماكن اللهو وارتضوا بالرياضة الفضلى وتدربوا التدريب الروحي، يستمعون في نهم وشوق عجيبين وكانت نسبة من يحضر منهم مثل هذه الاجتماعات ضئيلة فتحولت بكلام النعمة المتدفق من فيه إلى الأغلبية المطلقة فهو إذا تكلم ألم بالموضوع من جميع أطرافه حتى لا يكاد يجد آخر مزيدًا من النقاط في الموضوع الذي تحدث فيه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وهو في ذلك مدقق جدًا بصورة تدعو إلى الإعجاب. وإذا قام بمراجعة كتاب -عندما كان راهبًا- كان يتعب ذاته في مراجعته أكثر من تعب مؤلفه وكان يجوب المدن في الوجهين البحري القبلي يَعِظ بالإنجيل ويطوف الكنائس في أغلب البلدان منذرًا ومعلنًا ومرشدًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/pope-shenouda/teaching.html
تقصير الرابط:
tak.la/5t2k76d