St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   the-lord-answer-you
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يستجيب لك الرب - البابا شنوده الثالث

4- في يوم شدتك

 

عندما نقول في صلواتنا (يستجيب لك الرب في يوم شدتك) نشعر حتما انه توجد شدة أو شدائد.

أي أن حياة المؤمنين والقديسين، ليست سهلة على الدوام، أو كلها فرح ويسر وهدوء! كلا، على العكس، فيها تجارب ومتاعب...

وكما يقول الكتاب (كل الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع، ويضطهدوني) (2تي 3: 12). والرب قد دعانا أن ندخل من الباب الضيق، ونسير في الطريق الكرب، وقال لنا: (في العالم سيكون لكم ضيق) (يو 16: 33).

ولكن في وسط هذا الضيق، توجد كلمة معزية، وهي يستجيب لك الرب في يوم شدتك، ينصرك اسم إله يعقوب... قد يقول إنسان:

وهل يليق بي -كإنسان روحي- أن اطلب الله في يوم الشدة والضيق. ألا يعني هذا، أنه لولا الشدة والضيق ما كنت قد طلبت الله؟!

والمفروض في العلاقة بيني وبين الله، أن تكون علاقة حب، وليست علاقة طلب في وقت الشدة!

والإجابة إن هذا المستوى عال، لا نفترض أن الجميع قد وصلوا إليه، بينما الديانة لجميع مستويات الناس، وليست فقط للصفوة النادرة الممتازة. ومع ذلك، فان وقع الإنسان الروحي في شدة، فمن يطلب؟! أليس من الله؟!

وعلاقة الحب لا تمنع الطلب. فالابن يطلب من أبيه الذي يحبه.

والرب نفسه قال (اطلبوا تجدوا) ومن جهة الضيق قال أيضًا (ادعني في وقت الضيق، أنقذك فتمجدني) (مز 50 (49): 15).

وكل القديسين طلبوا الرب في ضيقاتهم، فاستجاب لهم الرب.

St-Takla.org Image: A crying man, praying beside the Holy Cross,, with an angel around him - Coptic art. صورة في موقع الأنبا تكلا: رجل يبكي وهو يصلي بجانب الصليب المقدس، وملاك حوله - فن قبطي.

St-Takla.org Image: A crying man, praying beside the Holy Cross,, with an angel around him - Coptic art.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رجل يبكي وهو يصلي بجانب الصليب المقدس، وملاك حوله - فن قبطي.

وليس عيبًا على الشخص الروحي أن يطلب. بل أن السيد المسيح عاتب تلاميذه القديسين على عدم طلبهم، فقال لهم (إلى الآن لم تطلبوا شيئًا باسمي. اطلبوا تأخذوا لكي يكون فرحكم كاملًا) (يو 16: 24).

الله يستجيب لنا في وقت الشدة. ولكن ما موقف الله من حلول الشدائد على أولاده؟

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

إن الله لا يمنع الشدة عن أولاده، ولا يمنع التجربة والضيقة. ولكنه يعطي انتصارًا على الشدائد، ويعطي احتمالًا وحلًا...

الله لا يحابي أولاده، بان يبعد عنهم التجارب والضيقات. بل هو يسمح بها، ويعطي معها عزاءًا وصبرًا ومعونة وفي عمق الشدة، يربت ملاك على كتف المؤمن، ويقول: لا تخف يا حبيبي. هذه الشدة سوف لا تنتصر عليك، وإنما (يستجيب لك الرب في يوم شدتك)..

الله سيسمع صلاتك، ينصت إلى خفقات قلبك. انه يعرف متاعبك أكثر منك، وسيستجيب لك.

ولا ننسى أيضًا أن التجارب والضيقات لها فوائدها...

تَصَوَّرا يا أخوتي الأحباء أن القديس العظيم الأنبا بولا أول السواح، ليس له في بستان الرهبان كله سوى عبارة واحدة فقط، وهذه العبارة هي: قال القديس الأنبا بولا السائح:

(مَنْ هرب من الضيقة، فقد هَرَبَ من الله).

لأنه يهرب من الفضائل، التي يريد الله أن يمنحه إياها عن طريق الضيقة.

لذلك لا تطلب من الرب أن يرفع عنك الضيقة، إنما أن يعطيك بركتها.

اطلب منه أن يجعل الضيقة تنتهي بخير، ويعطيك فيها صبرًا وقوة، ويعطيك الفائدة التي تعينها حكمته من وراء الضيقة. وفي الواقع أنت لا تعلم ما هو المفيد لك: أن ترتفع الضيقة أم تبقى...

وهذا يجعلنا نسأل: ما هو المقصود من كلمة (يستجيب لك الرب)؟


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/the-lord-answer-you/day-of-trouble.html

تقصير الرابط:
tak.la/d7cn3bx