St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   ten-commandments-6-you-shall-not-murder
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الوصايا العشر (الكتاب الثالث): لا تقتل - البابا شنوده الثالث

24- إهمال الرعاية كنوع من قتل الأرواح

 

St-Takla.org Image: A47: Sitting herder/shepherd with the shepherd's staff - Ancient Egyptian Hieroglyphic Alphabet: Symbols list (1). صورة في موقع الأنبا تكلا: راعي جالس ومعه عصا الرعاية / الراعي - صور رموز الحروف الأبجدية الهيروغليفية المصرية القديمة (قائمة 1).

St-Takla.org Image: A47: Sitting herder/shepherd with the shepherd's staff - Ancient Egyptian Hieroglyphic Alphabet: Symbols list (1).

صورة في موقع الأنبا تكلا: راعي جالس ومعه عصا الرعاية / الراعي - صور رموز الحروف الأبجدية الهيروغليفية المصرية القديمة (قائمة 1).

إهمال الرعاية

 

من أمثلة الناس الذين يقتلون الأرواح، أولئك الرعاة الذين لا يرعون رعيتهم حسب وصية الله. ويهتمون بأنفسهم دون أن يهتموا بالرعية تاركين أياها لأنياب الذئاب تفترسها هؤلاء ينذرهم الله بما قاله حزقيال النبي العظيم: "اسمع الكلمة من فمي، وإنذرهم من قبلي... إذا قلت للشرير موتًا تموت، وما أنذرته أنت، ولا تكلمت إنذارًا للشرير عن طريقه الرديئة لاحبائه. فذلك الشرير يموت بإثمه، أما دمه فمن يدك أطلبه" (حز 3: 17، حز 23: 8).

انظروا يا إخوتي كيف أن الكتاب أعتبر حالة ضياع الخاطئ قتلًا روحيًا، وطالب بدمه من يد الراعي الذي لم ينذره وقد أكمل هذا المعنى بقوله: "وإن أنت أنذرت الشرير، ولم يرجع عن شره ولا عن طريقه الرديء، فإنه يموت بإثمه، وأما أنت فقد نجيت نفسك".

إذن فالراعي الذي لا يرعى رعيته في خوف الله، إنما هو قاتل من الناحية الروحية، ومن يده سيطلب الله دماء رعيته التي هلكت بإهماله في التعليم والتهذيب والرعاية والإفتقاد والاهتمام بكل أحد ليخلصه.

قد يقول أحد الرعاة: "ولكني إنسان طيب لا أوذي أحدًا، ولم أقتل أحدًا". حسن إنك طيب، أيها الراعي المبارك، ولكنك ليس من أجل هذه الطيبة أتيت. لقد أقامك الله راعيًا لكي تخلص نفوس الناس، وتنقذهم من جحيم النار، لكي تتعب وتشقي الليل والنهار من أجل أن تخلص على كل حال قومًا. أتيت لتبذل نفسك عن الآخرين بتعب وكد، في عرق ودموع، في سهر وصوم... أما إن جلست هادئًا طيبًا، ولم ترعهم، فإن الله العادل سيطلب نفوسهم من يدك.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

وتزداد خطورة المسئولية التي تقع على الراعي من جهة قتل أرواح الناس، إن كانت تعيش إلي جواره مجموعة من الهراطقة والمبتدعين أو الطوائف الغريبة، تضل الناس عن إيمانهم، دون أن يحيط هذا الراعي رعيته بالعناية والإهتمام والتعليم السليم. وعلى رأي الشاعر:

وَمَنْ رعى غَنَما في أرض مأسدة         ونام عنها، تَوَلَّى رعيها الأسد

أن الرعاية المهملة التي تنسي خلاص النفوس، هي رعاية تطالب بجريمة قتل روحي للناس. وسيطالبها الله في يوم الدين بكل النفوس التي هلكت وضلت عن الإيمان، بسببها.

من أجل هذا كان آباؤنا القديسون يهربون خائفين من مناصب الرعاية، عالمين أنها ليست مركزًا إنما مسئولية. لذلك ينبغي علينا أن نهتم كثيرًا باختيار الكهنة ورجال الإكليروس عمومًا لنمنع جرائم قتل كثيرة...

إن الراعي الذي يترك شعبه للجهل يقتلهم، كما قال الكتاب: "هلك شعبي من عدم المعرفة" (هو 4: 6) هذا لا بد سيطالب أيضًا بقتل هؤلاء الناس. فعليه أن يبذل كل جهده في تعليمهم وتهذيبهم وإنذراهم، حتى لا يضلوا عن طريق الرب لسبب جهلهم بالطريق. وقد رأينا كيف عاقب الرب عالي الكاهن لأنه تواني في إنذار أولاده (1 صم 2: 29-34).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/ten-commandments-6-you-shall-not-murder/neglecting-care.html

تقصير الرابط:
tak.la/a8mn2x8