St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   praying-with-agbia
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب مثالية وروحانية الصلاة بالأجبية - البابا شنوده الثالث

32- في الأجبية صلوات ومعها الاستجابة

 

(6)

في الأجبية صلوات ومعها الاستجابة

 

إنها صلوات فيها المُصَلِّي، ومعها عمل الله من أجله فيها الطلب، ومعه الاستجابة الفورية.

لذلك فهي صلوات تحمل روح الرجاء والفرح.

ولذلك أيضًا كثيرًا الطلبة بالشكر أو بالتهليل.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

لا يشعر المُصَلِّي إنه واقف وحده يتكلم بدون مجيب. بل إن الرد يصله بسرعة من الله. فيدرك أن الله قد سمع، وقد قبل الصلاة، واستجابها. وهكذا يقول في أحد مزامير الساعة السادسة:

"إني أسمع ما يتكلم به الرب الإله" (مز84 [85]).

ويتابع كلامه فيقول "لأنه يتكلم بالسلام لشعبه ولقديسيه، وللذين رجعوا إليه بكل قلوبهم".. إنها صلاة ممزوجة بالإيمان، فيها يسمع المُصَلِّي -في قلبه- ما يتكلم به الرب وما يمنحه من سلام، ليس فقط لقديسيه، وإنما أيضًا للذين رجعوا إليه بالتوبة.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

* مثال آخر جميل: في صلاة باكر، في المزمور الثالث: يبدأ المُصَلِّي بذكر متابعه الكثيرة جدًا فيقول "يا رب لماذا أكثر الذين يحزنونني. كثيرون قاموا على. كثيرون يقولون لي ليس له خلاص بإلهه". ولكنه يقول بعد ذلك:

"بصوتي إلى الرب صرخت، فاستجاب لي من جبل قدسه..".

إنه لا يقول: صرخت طالبًا منه أن يستجيب لي. بل يقول في ملء الإيمان "صرخت... فاستجاب لي". هذا عجب في الحقيقة. وهو في نفس الوقت إيحاء للمُصَلِّي بالأجبية، ومنحه الثقة في استجاب الرب له. وهكذا يقول بعد ذلك. "الرب هو ناصري. فلا أخاف من ربوات الجموع المحيطين بي، القائمين على".

وبينما يقول في أول المزمور "كثيرون يقولون لي ليس له خلاص بإلهه" يختم المزمور بقوله "للرب الخلاص، وعلى شعبه بركته. هللويا".

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

* نفس الوضع أيضًا في المزمور الرابع (في صلاة باكر)، من حيث الاعتراف باستجابة الله، إذ يبدأ الصلاة بقوله "إذ دعوت استجبت لي إله بري. في الشدة فرجت عني". كما يذكر خبرته مع الله فيقول:

الرب يستجيب لي، إذ ما صرخت إليه".

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

وهكذا يشعر بالفرح، ويلهج بالعرفان بالجيل، فيقول: قد أضاء علينا نور وجهك يا رب. أعطيت سرورًا لقلبي... فبالسلامة أضطجع أيضًا وأنام. لأنك أنت وحدك أسكنتني على الرجاء. هللويا.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

St-Takla.org Image: People praying in the synagogue - from the book: Picture puzzles, or, How to read the Bible by symbols, by Beard, Frank, 1899. صورة في موقع الأنبا تكلا: أشخاص يصلون في المجمع - من كتاب ألغاز مصورة: كيف تقرأ الكتاب المقدس من خلال الرموز، فرانك بيرد، 1899 م.

St-Takla.org Image: People praying in the synagogue - from the book: Picture puzzles, or, How to read the Bible by symbols, by Beard, Frank, 1899.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أشخاص يصلون في المجمع - من كتاب ألغاز مصورة: كيف تقرأ الكتاب المقدس من خلال الرموز، فرانك بيرد، 1899 م.

* وما أعجب الفارق الكبير بين البداية والنهاية في المزمور السادس:

[وهو أيضًا من مزامير صلاة باكر] يقول المُصَلِّي في بدايته: "يا رب لا تبكتني بغضبك، ولا تؤدبني بسخطك. ارحمني يا رب فإني ضعيف. اشفني فإن عظامي قد اضطربت، ونفسي قد انزعجت جدًا. ونت يا رب فإلى متى؟ عد ونج نفسي... "وإذ يشعر بالاستجابة في نفس المزمور، فإنه يقول:

"ابعدوا عني يا جميع فاعلي الإثم. فإن الرب قد سمع صوت بكائي. الرب سمع تضرعي. الرب لصلاتي قبل.."

وينهي صلاته بالتهليل، بعد أن كان يقول "أعوم في كل ليلة سريري، وبدموعي أبل فراشي".

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

* على أنه قد يقول المُصَلِّي طلبة في مزمور. ومع استجابتها في نفس المزمور، يجد لها استجابة ثانيه في مزمور آخر:

فهو في المزمور الثالث يقول "قُمْ يا رب خلصني يا إلهي". وفي المزمور 11 (12) يسمع صوت الرب يقول "من أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين، الآن أقوم يقول الرب أصنع الخلاص علانية"..

لهذا يفرح بوعد الله، ويقول بعدها "كلام الرب كلام نقي. فضة محماة... قد صفيت سبعة أضعاف". وبناء على وعد الرب، يقول له المُصَلِّي "أنت يا رب تنجينا، وتحفظنا من هذا الجيل وإلى الدهر".

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

نفس الاستجابة، ونفس الفارق الكبير بين بداية المزمور ونهايته نجده في مز 12 (13) من مزامير صلاة باكر.

يبدأ المزمور بتعب شديد، يكاد يشعر فيه المُصَلِّي بتخلي الله عنه،، فيقول "إلى متى يا رب تنساني؟ إلى الانقضاء؟ حتى متى تحجب وجهك عمى؟ إلى متى اردد هذه المشورات في نفسي وهذه الأوجاع في قلبي النهار كله؟! إِلَى مَتَى يَرْتَفِعُ عَدُوِّي عَلَيَّ؟! أنظر واستجب لي يا ربي وإلهي".

وإذ يحس بالاستجابة يقول في نفس المزمور:

"أما أنا فعلى رحمتك توكلت. يبتهج قلبي بخلاصك. أسبح الرب المحسن إلى، وأرتل الرب العالي، هللويا".

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

ما هذه البهجة بالخلاص، والشعور بإحسان الله إليه؟ وما هذا التسبيح والترتيل والتهليل، من إنسان بدأ صلاته بالتخلي وبأن الله قد حجب وجهه عنه؟! إنه الشعور بالاستجابة. يطلب الرب "ويكون أني قبلما يدعون، أنا أستجيب. وفيما هم يتكلمون بعد، أنا أسمع (أش65: 24).

ذكرت كل هذا في صلاة باكر كمجرد أمثلة...

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

أما عن صلاة الساعة الثالثة، فإنها تبدأ بمزمور الاستجابة (مز19) [20]:

"يستجيب لك الرب في يوم شدتك، ينصرك اسم إله يعقوب".

ويكمل قائلًا "يرسل لك عونًا من قدسه، ومن صهيون يعضدك. يذكر جميع ذبائحك، ويستسمن محرقتك. يعطيك الرب حسب قلبك ن ويتمم كل مشورتك". ما أجمل هذه الكلمات يذكرها الإنسان في صلاته، فيشعر باستجابة الرب له قبل أن يتكلم...

وفي نفس المزمور يقول "الآن علمت أن الرب قد خلص مسيحه، واستجاب له من سماء قدسه، بجبروت خلاص يمينه"، كلمات مملوءة من العزاء والرجاء. يقول بعدها المُصَلِّي "استجب لنا يوم ندعوك"..

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

كذلك في المزمور 29 (30) من صلاة الساعة الثالثة، يقول:

 صرخت إليك، فشفيتني. أصعدت من الجحيم نفسي.

ويقول أيضًا "خلصتني من الهابطين في الجب". وحينما يستشعر الخطر ويقول "إليك يا رب أصرخ وإلى ألهى أتضرع: أية منفعة في دمي إذا هبطت إلى الجحيم؟! هل يعترف لك التراب أو يخبر بحقك؟! في التو يشعر بالاستجابة ويقول "سمع الرب فرحمني. الرب صار لي عونًا. حولت نوحي إلى فرح لي. مزقت مسحي ومنطقتي سرورًا. لكي ترتل لك نفسي ولا يحزن قلبي".

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

* وفي المزمور 33 (34) يعلن هذه الاستجابة فيقول:

"طلبت إلى الرب فاستجاب لي، ومن جميع مخاوفي نجاني".

ويقول أيضًا "هذا المسكين صرخ، فاستمعه الرب. ومن جميع أحزانه خلصه. ويعسكر ملاك الرب حول كل خائفيه وينجيهم". ويقول أيضًا عن هذه الاستجابة: "الصدويقون صرخوا، والرب استجاب لهم. ومن جميع شدائدهم نجاهم. قريب هو الرب من المنسحقي القلب، ويخلص المتواضعين بالروح. كثيرة هي أحزان الصديقين. ومن جميعها ينجيهم الرب..".

وهنا يظهر استجابة الرب للحالة، حتى ولو لم يكن هناك طلب...

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

* ننتقل إلى صلاة الساعة السادسة، فنلمح الاستجابة أيضًا:

أول مزمور فيها. مز53 [54]) يبدأ بعبارة "اللهم باسمك خلصني... فإن الغرباء قد قاموا على، والأقوياء طلبوا نفسي، ولم يجعلوا الله أمامهم". وبعد ذلك مباشرة فيما يعرفه عن استجابة الله يقول "هوذا الله عوني، والرب ناصر نفسي... أعترف لاسمك يا رب فإنه صالح. لأنك من جميع الشدائد نجيتني" وليس ستنجيني.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

وفي المزمور التالي من نفس الساعة السادسة، مزمور 65 (75): يبدأ بعبارة..". وفي شعوره بالاستجابة يقول: "اصرخ إلى الله العلي، الإله المُحْسِن إليَّ. أرسل من السماء فخلصني".

".. أرسل الله رحمته وحقه. ويخلص نفسي من بين الأشبال، إذ نمت مضربًا... حفروا وجهي قدام وجهي حفرة فسقطوا فيها".

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

وفي المزمور 60 (61) يقول "استمع يا الله طلبتي، أصغ إلى صلاتي. من أقاصي الأرض صرخت إليك عندما ضجر قلبي". وإذ يشعر بالاستجابة يقول "أستظل بستر جناحيك. لأنك أنت يا الله استمعت صلواتي... هكذا أرتل لاسمك إلى دهر الدهور، لأفي نذوري يومًا فيومًا. هللويا".

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

وفي مزمور 85 (86) يَتَغَنَّى باستجابة الرب فيقول:

"في يوم شدتي، إليك صرخت فأجبتني".

"فليس لك سبيه في الآلهة يا رب. ولا من يصنع كأعمالك".

والله نفسه يقول في مز90 (91) "لأنه اتكل على فأنجيه. استره لأنه عرف اسمي... يدعوني فأستجيب له. معه أنا في الشدة. أنقذه وأمجده، ومن طول الأيام أشبعه، وأريه خلاصي".

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

* وفي صلاة الساعة السادسة يرى المُصَلِّي أن استجابة صلواته قادته إلى محبة الله، فيقول في المزمور 114 (115):

"أحببت لأن الرب سمع صوت تضرعي".

"لأنه أمال أذنه إليَّ، فأدعوه كل أيامي".

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

وفي صلاة الغروب يقول في مزمور119 (120):

"إليك يا رب صرخت في حزني، فاستجبت لي".

وما أكثر ما يتحدث في هذه الصلاة عن إحسانات الله، ومعها العرفان بجميل الله، مما أرجو أن أذكره فيما بعد.

* وبهذا العرفان بالجميل بسبب الاستجابة، يقول المُصَلِّي بالأجبية في صلاة النوم، في (المزمور 137):

"أعترف لك يا رب من كل قلبي، لأنك استمعت كل كلمات فمي".

"إن سلكت في وسط الشدة تحييني. على رجز الأعداء مددت يدك وخلصتني يمينك".


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/praying-with-agbia/response.html

تقصير الرابط:
tak.la/6bwmm34