St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   praying-with-agbia
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب مثالية وروحانية الصلاة بالأجبية - البابا شنوده الثالث

40- في الصلاة بالأجبية شكر وعرفان بالجميل

 

(11)

في الصلاة بالأجبية شكر وعرفان بالجميل

غالبية الناس في صلواتنا يطلبون. وقليلًا جدًا ما يشكرون!

أما المُصَلِّي بالأجبية، فإنه يذكر إحسانات الله إليه، فيشكره على كل عمله معه، معترفًا بجميله عليه، ومهللًا ومسبحًا.

وكثيرًا ما يكون شكرنا مصحوبًا بالتسبيح والتهليل.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

يكفي أنه يبدأ بصلاة الشكر، بكل ما تحمله من تفاصيل.

فيشكر الله "على كل حال، ومن أجل كل حال، وفي كل حال" وهنا يبدو أنه في حال الرضى، مهما كانت حالته، فهو لا يتذمر وإنما يقبل ما برضاه له الله، ويشكر عليه.

ويدخل في تفاصيل أسباب شكره، فيقول للرب "لأنك سترتنا وأعنتنا وحفظتنا وقبلتنا إليك، وأشفقت عينا وعضدتنا بنا إلى هذه الساعة". أما عن التأمل في كل هذه الكلمات، فأحيل القارئ فيه إلى كتابنا عن (صلاة الشكر).

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

* ولا يقتصر الأمر على "صلاة الشكر"، بل في كل صلاة من صلوات الأجبية، يوجد الشكر، سواء في المزامير، أو التحاليل، أو القطع.

* ففي تحليل باكر، المُصَلِّي "نشكرك يا ملك الدهور، لأنك أجزتنا هذا الليل بسلام، وأتيت بنا إلى مبدأ النهار".

* وفي تحليل صلاة الساعة الثالثة يقول "نشكرك لأنك أقمتنا للصلاة في هذه الساعة الثالثة المقدسة التي فيها أفضت نعمة روحك القدوس بغنى على التلاميذ خواصك القديسين ورسلك المكرمين الطوباويين، مثل ألسنة نار".

* وفي تحليل الساعة السادسة يقول "نشكرك يا ملكنا ضابط الكل... ونمجدك لأنك جعلت أوقات آلام ابنك الوحيد أوقات عزاء وصلاة".

* وفي تحليل صلاة الغروب يقول "نشكرك يا ملكنا المتحنن، لأنك منحتنا أن نعبر هذا اليوم بسلامة، أتيت بنا إلى المساء شاكرين، وجعلتنا مستحقين أن ننظر النور إلى المساء".

* وفي قطعة "تفضل يا رب.." في ختام صلاة النوم، يقول "جيد هو الاعتراف للرب، والترتيل لاسمك أيها العالي. أن يخبر برحمتك في الغدوات، وحقك في كل ليلة".

* وفي مزامير كل ساعة لا ينسى المُصَلِّي العرفان بجميل الله عليه.

* ففي صلاة باكر:

يقول في مز15 (16) يقول "أبارك الرب الذي أفهمني".

ويقول أيضًا تقدمت فرأيت الرب أمامي في كل حين. لأنه عن يميني، فلا أتزعزع. من أجل هذا فرح قلبي وتهلل لساني "قد عَرَّفتني سبل الحياة. تملأني فرحًا".

هنا يعترف بمعونة الله منحه الفهم والحفظ وعرفه سبل الحياة. ويمزج بالفرح والتهليل.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

St-Takla.org Image: People praying in the synagogue - from the book: Picture puzzles, or, How to read the Bible by symbols, by Beard, Frank, 1899. صورة في موقع الأنبا تكلا: أشخاص يصلون في المجمع - من كتاب ألغاز مصورة: كيف تقرأ الكتاب المقدس من خلال الرموز، فرانك بيرد، 1899 م.

St-Takla.org Image: People praying in the synagogue - from the book: Picture puzzles, or, How to read the Bible by symbols, by Beard, Frank, 1899.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أشخاص يصلون في المجمع - من كتاب ألغاز مصورة: كيف تقرأ الكتاب المقدس من خلال الرموز، فرانك بيرد، 1899 م.

* وفي صلاة الساعة الثالثة:

* كل مزمور الراعي مز22 (23): يذكر فيه المُصَلِّي شيء. في مراع خضر يربضني، إلى ماء الراحة يوردني. يرد نفسي. يهديني إلى سبل البر.."

فيعترف بكمال الرعاية التي لم يعد فيها محتجًا فيها محتاجًا إلى شيء. فالله يعطيه غذاء الروحي، ويرجعه إليه إذا صل، ويرشده ويهديه.

إن لم تشعر بكل هذا في صلاتك، فقدمه كصلاة.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

وفي مز29 (30) يقول المُصَلِّي "أعظمك يا رب لأنك احتضنتني ولم تشمت بي أعدائي". "يا رب أصعدت من الجحيم نفسي، وخلصتني من الهابطين في الجب". "الرب صار لي عونًا. حولت نوحي إلى فرح لي."

فيذكر خلاص الرب له، ومنحه المعونة والفرح. لذلك يقول بعدها "لكي ترتل لك نفسي ولا يحزن قلبي... إلى الأبد أعترف لك".

هنا يمزج تمجيده للرب واعترافه بخلاصه، بمشاعر الفرح والترتيل.

وفي مز28 (29) ليس فقط الرب على عمله معه وحده بل للكنيسة كلها الشعب. فيقول "الرب يعطي شعبه قوة. الرب يبارك شعبه بالسلام".

* وفي صلاة الساعة السادسة:

يقول المُصَلِّي في مز53 (54): "هوذا الله عوني، والرب ناصر نفسي. يرد الشرور على أعدائي... أعترف لاسمك يا رب... لأنك من جميع الشدائد نجيتني. وبأعدائي عيناي".

وفي (مز56) (مز 57) يقول "أصرخ إلى الله العلى، الإله المحسن إلى. أرسل من السماء فخلصني. وجعل العار على الذين يطأونني. أرسل الله رحمته وحقه، وخلص نفسي من بين الأشبال إذ نمت مضطربًا.

هنا يذكر أعانه الله في شدائده، وخلصه من كل أعدائه. وأن نجاته كانت بعون مرسل من السماء.

في كل ذلك يعترف بفضل الله عليه، فلا ينساه.

وهكذا يقول للرب في مز60 (61): "على الصخرة رفعتني وأرشدتني. صرت رجائي، وبرجًا حصينًا في وجه العدو" ونتيجة لذلك يقول "هكذا أرتل لاسمك إلى دهر الدهور، لأوفى نذوري يومًا فيومًا. هللويا".

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

وفي قطع الساعة السادسة، إذ يذكر الفداء الذي قدمه الرب على الصليب، يقدم المُصَلِّي شكره، ويقول:

"بمشيتك سررت أن تصعد على الصليب، لتنجي الذين خلقتهم من عبودية العدو. نصرخ إليك ونشكرك، لأنك ملأت الكل فرحًا أيها المخلص، لما أتيت لتعين العالم. يا رب المجد لك".

* وفي صلاة الساعة التاسعة:

يَتَغَنَّى المُصَلِّي بعمل الرب معه فيقول في مز114. 116):

"أحببت لأن الرب سمع صوت تضرعي، لأنه أمال أذنه إلى فأدعوه كل أيامي". ثم يشرح كيف أنقذه الله، فيقول:

"لأن أوجاع الموت اكتنفني، وشدائد الجحيم أصابتني. ضيقًا وحزنًا وجدت، وباسم الرب دعوت: يا رب نج نفسي". "الرب رحيم وصديق، وإلهنا يرحم". إلى أن يقول:

".. الرب قد أحسن إليَّ، وأنقذ نفسي من الموت، وعيني من الدموع، ورجلي من الزلل. أرضي الرب أمانه في كورة الأحياء هللويا".

إنه مزمور عن إنقاذ الرب له من الموت، من الجحيم.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

يليه أيضًا المزمور 115 (116) يقول فيه المُصَلِّي:

"بماذا أكافئ الرب عن كل ما أعطنيه؟! كأس الخلاص آخذ، وباسم الرب أدعو. أوفى للرب نذوري قدام كل شعبه".

ثم يقول في العرفان بالجميل "قطعت قيودي. فلك أذبح ذبيحة التسبيح وباسم الرب أدعو. أوفى للرب نذوري، في ديار بيت الرب، قدام كل شعبه".

العرفان بالجميل هنا، يتركز في التسبيح، والوفاء بنذوره. وأن يدعو باسم الرب. كل ذلك علنًا قدام كل الشعب.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

* وفي صلاة الغروب كثير من التفاصيل عن العرفان بالجميل.

يذكر المُصَلِّي إحسانات الله إليه، الذي لولاه ما كان له خلاص من أعدائه الذين هم أقوى منه وأشد:

فيقول في المزمور 117 (118) "يمين الرب صنعت قوة، يمين الرب رفعتني. يمين الرب صنعت قوة، فلن أموت بعد بل أحيا، وأحدث بأعمال الرب "دُفِعت لأسقط والرب عضدني".

ويشرح كيف حاربه أعداؤه بعنف، وكيف خلصه الرب منهم وينتهي الأمر بالتسبيح والتهليل والاعتراف بفضل الرب عليه.

وهكذا يقول "أحاطوا بي احتياطًا واكتنفوني، وباسم الرب قهرتهم. أحاطوا بي مثل النحل حول الشهد، والتهبوا كنار في شوك، وباسم انتقمت منهم". وتنتهي حروبهم ضده بقوله:

"قوتي وتسبحتي هو الرب، وقد صار لي خلاصًا".

"صوت التهليل والخلاص في مساكن الأبرار".

"أعترف لك يا رب لأنك استجبت لي. وكنت لي مخلصًا".

" أنت هو إلهي فأشكرك. إلهي أنت فأرفعك".

" هذا هو اليوم الذي صنعه الرب. فلنفرح ولنبتهج فيه".

ويدعو الناس جميعًا إلى الاشتراك معه في الشكر، فيقول:

"أشكروا الرب فإنه صالح، وأن إلى الأبد رحمته".

وتتكرر هذه العبارة في أول المزمور كما في أخره...

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

* حقًا ما أكثر العرفان بالجميل في مزامير صلاة الغروب.

ولعل من أبرزها أيضًا ما يقوله المُصَلِّي في مزمور 123 (124). إذ يقول لولا أن الرب كان معنا حين قام الناس علينا لابتلعونا ونحن أحياء، عند سخط غضبهم علينا".

"مبارك الرب الذي لم يسلمنا فريسة لأسنانهم".

"نَجَت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين".

"الفخ انكسر، ونحن نجونا". "عوننا من عند الرب الذي صنع السماء والأرض. هللويا".

هنا يَتَغَنَّى المُصَلِّي بقوة الله التي تعمل مع ضعفه البشري، وبالخلاص الذي قدمه الله له، وهو في حالة ضياع كامل... فلم يسلمه فريسة لأسنن أعدائه...

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

وبهذا يَتَغَنَّى أيضًا في المزمور 125 (126) فيقول:

"عظم الرب الصنيع معنا، فصرنا فرحين".

ويذكر جميل الرب عليه في المزمور 128 (129) فيقول:

"مرارًا كثيرة حاربوني منذ صباي... مرارًا كثيرة قاتلوني منذ شبابي، وإنهم لم يقدروا على. على ظهري جلدني الخطاة وأطالوا إثمهم. الرب صديق هو يقطع أعناق الخطاة".

ولعل هؤلاء الخطاة هم الشياطين الذين يحاربون نفسه، أو المقصود بهم ما تحاربه من أفكار وشهوات...

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

وفي صلاة النوم أيضًا:

يتضِح العرفان بجميل الرب في مزامير كثيرة. فيقول في المزمور 137 (138) "أعترف لك يا رب من كل قلبي، لأنك استمعت كل كلمات فمه... أعترف لاسمك على رحمتك وحقك". "إن سلكت في وسط الشدة تحييني. على رجز الأعداء مددت يدك، وخلصتني يمينك".

وما أكثر التسبيح للرب من المزمور 145 (146) إلى الآخر، حيث يقول المُصَلِّي "سبحي يا نفسي الرب. أسبح الرب في حياتي." لماذا؟

"لأنه قوَّى مغاليق أبوابك، وبارك بنيكِ فيك".

"الذي جعل تخومك في سلام، ويملأك من شحم الحنطة".


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/praying-with-agbia/gratitude.html

تقصير الرابط:
tak.la/z325nbq