St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   lord-how
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يا رب لماذا..؟ - البابا شنوده الثالث

11- ليس له خلاص بإله

 

St-Takla.org Image: A crying man, praying beside the Holy Cross,, with an angel around him - Coptic art. صورة في موقع الأنبا تكلا: رجل يبكي وهو يصلي بجانب الصليب المقدس، وملاك حوله - فن قبطي.

St-Takla.org Image: A crying man, praying beside the Holy Cross,, with an angel around him - Coptic art.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رجل يبكي وهو يصلي بجانب الصليب المقدس، وملاك حوله - فن قبطي.

إن داود يعلم تمامًا أن كل متاعبه السابقة، وكل الأخطار التي حاقت به، كان الله هو الذي خلصه منها. لقد خلصه الله من الأسد والدب، حينما أخذا شاه من قطيعه. وكذلك الرب هو الذي خلصه من جليات. لذلك قال لشاول: "الرب الذي أنقذني من يد الأسد ومن يد الدب، هو ينقذني من يد الفلسطيني" (1صم 17: 37).

وعبارة" الخلاص للرب" أو "الحرب للرب" من العبارات المشهورة جدًا في فم داود وفي مزاميره.

إنه يقول لجليات: "الحرب للرب، وهو يدفعكم ليدنا" (1صم 17: 47). ويقول له أيضًا:

"أنت تأتي إلى بسيف وبرمح وبترس، وأنا آتي إليك باسم رب الجنود... هذا اليوم يحبسك الرب في يدي.." (1صم 17: 45، 46)

وهكذا يقول بالنسبة إلى أعدائه: "أحاطوا بي مثل النحل حول الشهداء، وباسم الرب انتقمت منهم... دفعت لأسقط، والرب عضدني. قوتي وتسبحتى هو الرب، وقد صار لي خلاصًا" (مز 118).

وكما كان الله خلاصًا لداود من الأسد والدب، ومن جليات، كذلك كان له خلاصًا من شاول الملك.

كم من مرة أراد شاول أن يقتله، وكم مرة طارده من برية إلى برية. وكان الرب هو الذي يخلص داود. ولذلك قال داود لشاول. "الرب يقضي بيني وبينك" (1صم 24: 12، 15). ولما وقع شاول في يد داود، قال لشاول: "قد دفعك الرب اليوم ليدي، ولم أشأ أن أمد يدي إلى مسيح الرب. هودا كما كانت نفسك اليوم عظيمة في عيني، كذلك فلتعظم نفسي في عيني الرب، فينقذني من كل ضيق" (1صم 26: 23، 24).

فإن كان الرب ينقذه من كل ضيق، إذن ما أخطر هذه الشماتة أنه ليش خلاص بإلهه..؟ 

إنهم يوفونه بهذا الأمر المرعب، أنه ليس له خلاص بإله. وهذا التخويف لم يصدر من فم إنسان واحد، بل يشكو داود في صلاته صائحًا "كثيرون يقولون لي ليس له خلاص بإله..!"

إنه يصارح الرب بما يقوله الناس. ولكنه لا يصدق إطلاقًا هذا الذي يقولونه...

خبراته مع الله المحب، الله المعين، المنقذ والمخلص... وحياة الإيمان التي يحياها... ووعود الله له... كل هذا لا يجعله يصدق كلام الشماتة الذي يسمعه منهم. ربما يبدو أن الله قد "تَأَخَّر" عليه، وأن معونته لم تأت حتى الآن... ولكنها لا بُد آتية!، ولو في الهزيع الأخير من الليل...

St-Takla.org Image: David the Psalmist (King David) with the word "Selah" from the Book of Psalms in Arabic, English and Hebrew - AI art, idea and calligraphy by Michael Ghaly for St-Takla.org, 23 June 2023. صورة في موقع الأنبا تكلا: داود المرنم (الملك داود المرتل) مع كلمة "سلاه" من سفر المزامير باللغات العربية والإنجليزية والعبرية - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة وخط عربي تصميم مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 23 يونيو 2023 م.

St-Takla.org Image: David the Psalmist (King David) with the word "Selah" from the Book of Psalms in Arabic, English and Hebrew - AI art, idea and calligraphy by Michael Ghaly for St-Takla.org, 23 June 2023.

صورة في موقع الأنبا تكلا: داود المرنم (الملك داود المرتل) مع كلمة "سلاه" من سفر المزامير باللغات العربية والإنجليزية والعبرية - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة وخط عربي تصميم مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 23 يونيو 2023 م.

الله لن يتركه. مستحيل... الخلاص آت، لا شك في هذا... مهما تأخر...

يقول لنفسي "ليس له خلاص بإله".. لأنهم أعداء، ولأنهم شامتون بما حدث لي. شامتون بخيانة أبشالوم وخيانة أخيتوفل، وشتائم شمعي بن جيرا... شامتون لأني خرجت من أورشليم حافيًا وباكيًا... ولكنهم يقولون هذا الكلام بالأكثر، لأنهم لا يعرفون الله، ولا يعرفون محبته لي، ولا علاقته بي!

لذلك فإن داود قال بعدها: سلاه. وهي لإشارة لوقفة موسيقية...

أي أنه يقول لفرقة الموسيقيين التي تتابعه في إنشاده. قفوا هنا لنتأمل هذا الأمر، وأيضًا نغير اللحن. بل نغير هذا الذي يقوله الأعداء والشامتون... وقفة هنا. لأني لا أقبل هذا الكلام.

إنها أول مرة ترد فيها كلمة" سلاه "في مزامير داود.

لم تَرِد في (المزمور الأول)، ولا في (المزمور الثاني). وهنا ترد لأول مرة في (المزمور الثالث). وقد وردت 74 مرة في مزامير داود. عبارة عن وقفة موسيقية لتغيير اللحن، وربما لتقديم معنى جديد وفكر جديد... بل قفوا أيها الموسيقيون، لأني بدلً من الكلام عن الناس، سأتكلم مع الله. لي حديث معه عما يقوله الناس...

حقًا يا رب أنني أخطأت إليك،" والشر قدامك صنعت" (مز 50). ولكنك لا يمكن أن تتخلى.

إن تخلى عني الكل، فأنت لا تتخلى. وإن لن يتقدم أحد لخلاصي، فهذا أمر لا يتعبني، بل ولا يدهشني. المهم أنك أنت لا تتخلى، لأن الخلاص هو من عندك. ومهما كنت خاطئًا، فأنت "لم تصنع معنا حسب خطايانا". محال أن أصدق أنك تنظر إلى في ضيقتي ولا تبالي! لأني أنا عبدك وابن أمتك (مز 115). ومهما أخطأت: يدك يا رب على، يدك لا عصاك. وحتى إن كانوا كثيرون قد قاموا على، وأرادوا لي الموت، فأنا "إن سرت في وادي ظل الموت، لا أخاف شرًا، لأنك أنت معي" (مز 23).. "إن يحاربني جيش، فلن يخاف قلبي. وإن قام على قتال ففي ذلك أنا مطمئن" (مز27: 3).

عبارة "ليس له خلاص بإله"، هي عبارة تشكيك في معونة الله. أنها من عمل الشيطان...

هو الشيطان الذي وضع هذا الكذب وهذا الإدعاء في أفواههم، لكي يقلل إيماني بك وبمحبتك ومعونتك، لكي يدفعني إلى اليأس والاستسلام، لكي يشكك الناس أيضًا في مساندة الله لأولاده. أما أنا فلا أيأس أبدًا من معونتك.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

مهما" تأخرت "معونتك، فأنا مازلت أنتظرك، في ثقة وفي إيمان...

"الرب عوني فلا أخشى ماذا يصنع بي الإنسان. الرب لي معين، وأنا أرى أعدائي" (مز118: 6، 7). بهذه الثقة أنتظر الرب، وانتظر الرب من محرس الصبح إلى الليل (مز 130).

حتى إن كان الله يعاقب أحيانًا، فإنه شفوق في عقابه.

لذلك فأنا "أقع في يد الله، ولا أقع في يد إنسان، لأن مراحم الله واسعة" (1 أي 20:13). الله الذي لا يقصف قصبة مرضوضة، ولا يطفئ فتيلة مدخنة (مت 12: 20). الله الذي "يجرح وعصب" (أي 15: 18).

عبارة" ليس له خلاص بإله "تذكرني بالكلمات القاسية التي تَلَفَّظ بها أصحاب أيوب.

كم كان أشدها أيلامًا لنفس متمرمرة، جرحوا بها إنسانًا بارًا. ولكن الله بكتهم (أي 42: 10).. وفيما بكتهم "رد الله سبي أيوب" (أي 42: 10). لأن الله لا يترك أولاده. وهكذا نحن "متحيرين لكن غير بائسين. مضطهدين لكن غير متروكين. مطروحين لكن غير هالكين" (2 كو 4: 8، 9). فليقل الناس إذ ما يقولون... وليستخدموا أسلحة الشماتة والتشكيك.

أما أنا يا رب، فإني أعرف من أنت:

أنت يا رب ناصري(1)، مجدي ورافع رأسي.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) في بعض الترجمات "تُرسٌ لي" أي "درعٌ لي".


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/lord-how/no-help-for-him-in-god.html

تقصير الرابط:
tak.la/4896sa8