St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   lord-how
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يا رب لماذا..؟ - البابا شنوده الثالث

14- بصوتي إلى الرب صرخت فاستجاب لي من جبل قدسه

 

St-Takla.org Image: A crying woman, praying beside the Holy Cross - Coptic art. صورة في موقع الأنبا تكلا: امرأة تبكي وتصلي بجانب الصليب المقدس - فن قبطي.

St-Takla.org Image: A crying woman, praying beside the Holy Cross - Coptic art.

صورة في موقع الأنبا تكلا: امرأة تبكي وتصلي بجانب الصليب المقدس - فن قبطي.

لا شك أن القلب يتعزى، وإيمانه يتقوَّى، كلما يذكر إحسانات الله السابقة إليه، وكلما يذكر صلواته التي استجابها الله من قبل... هذه الذكريات تشعر الإنسان بمحبة الله وعمله، فيقول لنفسه: أن الذي استجاب في القديم، هو أيضًا يستجيب الآن وكل آوان. وهكذا نحن نقول في القداس الإلهي:

"يا الذي بَارَك في ذلك الزمان، الآن أيضًا بارك".

خلاص الرب لداود، كان هو قصة حياته كلها. كلما تذكر تفاصيل حياته، يذكر خلاص الرب. ولهذا نجد في الكتاب عبارة معزية جدًا، يقول فها الوحي الإلهي: "وكان الرب يخلص داود حيثما توجه" (2صم 8: 6).

هذا الخلاص لم يستطِع داود أن ينساه في وسط ضيقاته. بل هذا الخلاص لا تنساه الكنيسة كلها...

التاريخ طويل، حافل بالذكريات المحببة للنفس. إن الذي أنقذ من نيرون هو الذي أنقذ أيضًا من ديوقلديانوس ومن أريانوس والى أنصنا، ومن كثيرين بعدهم. وكل آلة صورت ضد أولاد الله لم تنجح (أش 54: 17). وبهذه الذكريات يتعزى القلب الصارخ إلى الله، مهما كانت الصعوبات الواقفة أمامه. يتذكر قول الرب عن رز بابل، عند إعادة بناء الهيكل.

"مَنْ أنت أيها الجبل العظيم؟! أمام رز بابل تصير سهلًا" (زك 4: 7)

كثيرًا ما صرخ داود إلى الله فاستجاب له. ولم ينس هذه الاستجابة، بل تذكرها ليتعزى بها... إنه لم يعش حياة سهلة، وإنما صار في طريق محفوف بالضيقات والمتاعب، وقد نجاه الرب بصلوات مستجابة، حتى قال: "كثيرة هي أحزان الصديقين، ومن جميعها ينجيهم الرب. يحفظ الرب جميع عظامهم، وواحدة منها لا تنكسر" (مز 83).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

خبرات الإنسان مع الله، تشجعه في وقت الضيق. وهنا داود يتذكر خبراته...

"بصوتي إلى الرب صرخت فاستجاب لي". وعبارة "صرخت" تدل على عمق الصلاة وعمق الحاجة، وعمق الشدة التي هو فيها. ومزامير داود مملوءة بصراخه إلى الرب. ويمكن أن تتبعوا كلمة صرخت فيباقي المزامير. نجد لها مثيلًا في صلاة يونان وهو في بطن الحوت... كان ولا شك في شدة يناسبها الصراخ. فقال للرب: "صرخت من جوف الهاوية، فسمعت صوتي" (يون 2: 2). صرخت والرب استجاب "وأمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البَر" (يون 2: 10).

الإنسان يرفع صلواته إلى أقداس الله...

لذلك يقول هنا: "استجاب لي من جبل قدسه". ويقول في (مز 19، 20) "الآن علمت أن الرب خلص مسيحه... واستجاب له من سماء قدسه". لذلك من المفروض أن تكون الطلبات مقدسة، أو على الأقل طلبات تتفق مع مشيئة الله...

يستطرد داود في ذكر خبراته مع الله فيقول: أنا اضطجعت ونمت ثم استيقظت.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/lord-how/cried-to-the-lord.html

تقصير الرابط:
tak.la/gcw97wp