St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   judge-not-others
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب إدانة الآخرين - البابا شنوده الثالث

50- مَثَل الزوان والحنطة

 

لقد جاء الخدام إلى الرب يسألونه هل يذهبون فيخلعون الزوان من الحقل، فأجابهم "لا، لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان وأنتم تجمعونه. دعوهما ينميان كلاهما معًا إلى يوم الحصاد" (متى 13: 28-30).

إن الله لا يريدنا أن نضيع جهودنا في خلع الزوان، بقدر ما يريدنا أنت ننمو كحنطة.

حتى إذا جاء يوم الحصاد، يجد سنابلنا مملوءة بثلاثين وستين ومائة، فتمتلئ أهراؤه قمحًا...

St-Takla.org Image: The parable of the tares and the wheat - from the "Holman Bible", 1890. صورة في موقع الأنبا تكلا: مثل الحنطة والزوان - من صور "إنجيل هولمان"، 1890 م.

St-Takla.org Image: The parable of the tares and the wheat - from the "Holman Bible", 1890.

صورة في موقع الأنبا تكلا: مثل الحنطة والزوان - من صور "إنجيل هولمان"، 1890 م.

كثيرون شغلوا أنفسهم بجمع الزوان، باسم الغيرة المقدسة والاصلاح. وبسبب هذا امتلأوا الجو بالادانة والانتهار وتوبيخ الآخرين، والحديث، والحدث عن أخطاء الكنيسة والجمعيات والخدام والكهنة، بألفاظ كلها قسوة، وخالية من الاحترام ومن الأسلوب اللائق المذهب.

ونظر الناس إلى هؤلاء (المصلحين) وصورتهم العصبية واساليبهم المهنية وقالوا: إنها تُذَكِّرنَا بصورة الزوان.

نعم، أخشَى عليك في جمع الزوان، أن تصير أنت نفسك زوانًا!

إذ تفقد وداعتك، وتتعلم الشتيمة والأهانة، ومسك السيرة، والتعالي على الناس... كما تتعود قسوة القلب في احكامك، بل قد تكرة البغض وتعاديهم وتثور نضج... عجبًا أتراك من أجل الرب في كل تلك الخطايا؟!

نعم احترس، لئلا فيما تخلع الزوان من الناس، تخلع أيضًا الحنطة التي فيك: تخلع هدوءك، وسلامك القلبي، ودمائة خلقك. وتخلع أيضًا ثمار الروح التي عندك "المحبة والفرح والسلام والوداعة واللطف والتعفف" (غل 5: 22).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

ومع فقدك كل هذا تجد أنك لم تصلح أحدًا!

وإنك لا كسبت سماء ولا أرضًا، ولا كسبت قيادة الناس، إلى الملكوت، ولا كسبت هدوءك وعلاقتك مع الناس على هذه الأرض. لا كسبت الناس، ولا ربحت نفسك... لأن أصلاح الناس لا يأتي عن طريق افدانة والتشهير....

يقول القديس أوغسطينوس:

"إننا عندما نغتاظ من الأشرار، فلسنا بعد سوى بشر. وعلينا أن نصغي إلى قول الرسول: من يظن أنه قائم، فلينظر لئلا يسقط (1 كو 10: 12).

فلنكن نحن حنطة، ولا نضيع أوقاتنا في جمع الزوان. وإذا أردنا أن نجمع زوانًا، فلنجمع الزوان الذي فينا. لنجمع الخطية التي فينا ونخرجها خارجًا.

لئلا فيما نحاول اصلاح غيرنا، ننسي اصلاح أنفسنا.

عجيب أن كل أحد أصبح يقيم نفسه مسئولًا عن الناس!

يفكر في الناس وأعمالهم، وما ينبغي أن يصدر على أعمال الناس من أحكام! أما نفسه فهي آخر ما يفكر فيه!

صدقوني إنها حرب من الشيطان أن يشغلنا عن أنفسنا، بالتفكير في خطايا الناس، وأن يشغلنا عن التوبة، وبالتفكير في اعمال الناس.

إن الله في اليوم الأخير سوف لا يحاكمك على خطايا غيرك. إنما سيحاكمك عن أخطائك وحدك.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/judge-not-others/tares-and-wheat.html

تقصير الرابط:
tak.la/2z4wcg8