St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   judge-not-others
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب إدانة الآخرين - البابا شنوده الثالث

23- الإدانة بالسماع

 

يقول الآباء أن السامع شريك للمتكلم، لأنه قد أعطاه فرصه ليتكلم ويقول ما عنده.

وقد نصح الآباء بعدم السماع. فقال القديس موسى "لا تمش مع النمام... ولا تصدق كلام نميمة في أي إنسان".

والسامع هنا يكسر وصية البعد عن المعثرات.

لأنه في سماع كلام الإدانة أو النميمة عثرة. والمفروض أن تبتعد عن العثرات. فإن سمعت كلام أشخاص يمسكون سيرة الناس، على الأقل تشوه سمعك وفكرك وقلبك. وإذا صدقت ما تسمعه، بدون فحص، فقد تتغير علاقتك بالآخرين. والسماع يولد لك إدانة بالفكر...

* وقال الأنبا موسى أيضًا:

"إياك أن تسمع بسقطة أحد أخوتك، لئلا تكون قد دنته خفية.

هذا إذا صدقت ما سمعته عنه. أما إن لم تصدقه، فعلي الأقل تكون قد دنت. يتكلم عنه. وفي كلا الموقفين تصير واقعًا في الإدانة وربما الشخص الذي سمعت عنه سوءًا، لا تدينه الآن، وترفض قبول ما سمعته عنه. ولكن الأخبار والأفكار تتركز في عقلك الباطن، لكي تظهر بعد حين...

* وقال القديس الأنبا إشعياء:

"إن سمعت أخًا يدين آخر... فلا تستح منه أو توافقه.... لئلا يغضب الله... بل قُلْ باتضاع: اغفر لي يا أخي، فإني إنسان شقي... وهذه الأمور التي تذكرها أنا منغمس فيها، ولا احتمل ذكرها".

وطبعًا ليس المقصود ان تقول هذا الكلام حرفيًا، إنما:

St-Takla.org Image: Assistive listening device symbol: Ear, listen, hear. صورة في موقع الأنبا تكلا: رمز جهاز الاستماع المساعد: أذن، استماع، إنصات.

St-Takla.org Image: Assistive listening device symbol: Ear, listen, hear.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رمز جهاز الاستماع المساعد: أذن، استماع، إنصات.

يكفي أن تهرب من السماع بأية وسيلة تناسبك.

يمكن أن تغير مجري الحديث إلى موضوع آخر أو تسأل أسئلة تنقله إلى جهة أخرى، أو أن تختم الكلام بعبارة "نصلي من أجله ومن أجل أنفسنا، ليرحمنا الرب جميعًا".

أو أن تقول "هذه السقطات التي اسمع عنها تدل على أن الشيطان نشيط وقوي. حقًا ما أعجب حيل الشياطين..". وتحول الحديث إلى حيل الشياطين.

* قال الأنبا إشعياء أيضًا "لا تقبل أن تسمع عن خطايا أخيك أو أن تلومه"...

وهذه النصيحة نجدها أيضًا في (المزمور 51).

حيث يقول "يا رب من يسكن في مسكنك، أو من يصعد إلى جبل قدسك، إلا السالك بلا عيب، الفاعل البر، الذي يتكلم بالحق في قلبه... ولا يصنع بقريبة سوءًا ولا يقبل عارًا على جيرانه".

أي لا يقبل أن يسمع عنهم كلمه سوء. يرفض أن يسمع.

فالمفروض فيك إذن: أنك لا تتكلم بكلام نميمه أو إدانة ضد إنسان، ولا تسمع مثل هذا الكلام.

* وهكذا يقول القديس مارأغريس:

الذي يسمع بالرديء. شريك للذي يتكلم بالرديء وهما متعاونان معًا في إهلاك قلبيهما...

ولعله يقصد الذي يكون راضيًا بهذا السماع ومعطيًا فرصة للمتكلمين به أن يقول وأن يزيد. اما الرافض السماع، فحتى إن كان موجودًا بجسده، فإنه لا يحب أن يصغي بأذنيه، ولا يعطي سمعه للكلام، بل يشغل ذهنه بأمور أخرى. ولا يقبل ما يسمعه. ولا عاود التفكير فيه ولا يعطيه عمقًا في داخله.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

* يكمل القديس مارأوغريس حديثه فيقول:

"فَسدَّ أذنيك الآن عن قول الذين يقعون في غيرهم، لئلا تأثم معهم وتعود ذاتك الأغراض الشريرة".

"تأثم معهم" لأنك رضيت أن تجلس في مجلس من هذا النوع، ورضيت أن تضيع وقتك وتفقد نقاوة فكرك، عن طريق هذا السماع. كما أنه لو استمر بك الأمر في أمثال هذه المجالس، سوف تتعود هذا الأسلوب من الأحاديث. وربما تتطور من السماع إلى الاشتراك في الكلام.

* أما مار إسحق، فإنه يشبه الإدانة بالنار، ويقول:

"اعلم أنه بزت منك نار واحرقت آخرين، فإنه الله يطالبك بأنفس المحترقين".

هذا إذا كنت أنت المتكلم، واستطعت أن تتلف بساطه الآخرين ونقاوتهم بما تقوله من كلام سيء عن أخوتهم. وهكذا تكون قد أعثرتهم، يطالبك الله بأنفسهم... ولكن ماذا إذا لم تكن أنت المتكلم بل السامع؟ يقول مار إسحق:

"وإن كنت يا هذا ما ألقيت نارًا، ولكن وافقت راميها، وارضاك فعله، فأنت تشترك معه في الدينونة".

وإنصافًا للحق، لعلنا هنا نقسم السامعين إلى انواع:

أ- نوع يسمع الكلام الرديء وهو متضايق، ويريد ان يبتعد، ولكنه غير مستطيع خجلًا أو أدابًا.

ب- نوع يسمع كلام الإدانة، ويستطيع ان يهرب من الكلام وسماعه، أو من المكان كله...

ج- نوع يسمع، وينصت جيدًا، ويناقش الكلام في داخله بعقل وحكمة وفحص، ويقبل ما يمكن قبوله، ويرفض الباقي، كمجرد أخبار، دون ان يحكم في داخله على أحد، منتظرًا مجالًا أوسع للفحص والتحقيق

د- نوع يسمع كلام الإدانة ويقبله ويتأثر به، ويتغير به فكرة وقلبه، ويظل صامتًا

هـ- نوع يسمع كلام الإدانة، ويتجاوب معه بفكرة، ويشترك فيه. وهنا يخطئ بالسماع وبالكلام وبالفكر أيضًا.

و- وهناك نوع آخر أصعب من كل هؤلاء تحت عنوان: كلام يسهل الإدانة.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/judge-not-others/hearing.html

تقصير الرابط:
tak.la/49bppwm