St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   contemplations-vespers
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تأملات في مزامير الغروب - البابا شنوده الثالث

23- ومع مبغضي السلام، كنت صانع سلام

 

إن هذه العبارة ترينا مسيحية هؤلاء القديسين الذين عاشوا في العهد القديم، وكيف كانوا يعيشون بالمبادئ الجميلة التي نادى بها السيد المسيح من جهة محبة الأعداء والإحسان إلى المسيئين.

يقول المرتل: (ومع مبغضي السلام كنت صاحب سلام. وحين كنت أكلمهم، كانوا يعادوننى باطلًا ومع أنهم كانوا يعادوننى باطلًا، إلا أنى كنت معهم صاحب سلام!

St-Takla.org Image: "Let your garments always be white," (Ecclesiastes 9: 8) - from "Treasures of the Bible" book, by Henry Davenport Northrop, D.D., 1894. صورة في موقع الأنبا تكلا: "لتكن ثيابك في كل حين بيضاء، ولا يعوز رأسك الدهن." (الجامعة 9: 8). - من كتاب "كنوز الإنجيل"، لـ هنري دافينبورت نورثروب، د. د.، 1894 م.

St-Takla.org Image: "Let your garments always be white," (Ecclesiastes 9: 8) - from "Treasures of the Bible" book, by Henry Davenport Northrop, D.D., 1894.

صورة في موقع الأنبا تكلا: "لتكن ثيابك في كل حين بيضاء، ولا يعوز رأسك الدهن." (الجامعة 9: 8). - من كتاب "كنوز الإنجيل"، لـ هنري دافينبورت نورثروب، د. د.، 1894 م.

كان شاول الملك يضطهد داود، ومع ذلك كان داود بكل محبة يعامل شاول ويحترمه، ويقول:

(لا أمد يدي إلى سيدى، لأنه مسيح الرب) (1صم 24: 10) حتى إستطاع داود بهذه الروح أن يجعل عيني شاول القاسي تتفجران بالدموع. ويقول له شاول: (أنت أبر منى. لأنك جازيتنى خيرا، وأنا جازيتك شرا) (1صم 24: 16، 17).

وعلى الرغم من مطاردة شاول لداود بعد هذا: كان داود صاحب سلام فلم يضر شاول عندما وقع في يديه، بل على العكس إستبقى له حياته ووبخ أبنير قائد جيش شاول قائلًا:

لماذا لم تحرس سيدك الملك؟ ليس حسنا هذا الأمر الذي عملت. حي هو الرب أنكم أبناء الموت أنتم، لأنكم لم تحافظوا على سيدكم، على مسيح الرب) (1صم 26: 15، 16).

عندما تتذكر هذا وأنت تصلى، تذكر أيضًا قول الرب: (إن أحببتم الذين يحبونكم، فأي أجر لكم؟ إن سلمتم على إخوتكم فقط فأي فضل تصنعون؟ (مت 5: 46، 47) (طوبى لصانعى السلام، لأنهم أبناء الله يدعون) (مت 5: 9).

فإن أتاك إنسان، وقال لك فلانا عمل كذا وكذا، فقلت له أنت: [أنا أيضًا أعرف عنه أكثر من هذا بكثير. انه عمل وعمل] لو قلت هذا، فإنك تزيد النار إشتعالا، والإشتراك مع محدثك، إنما تضيعان هذا الإنسان الذي تنحلان وبره.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

أما أنت فقل: [ومع مبغضي السلام كنت صاحب سلام. أنا كلما أرى نارا متقدة أطفئها] فهل أنت حقا كذلك؟

أم أنت إن وجدت نارًا تضع عليها فحما وكبريتا، وتصب عليها الجاز والبنزين، وتزيد النار إلتهابًا وتفرح بها كما فرح نيرون.

لا يا أخي حاشا أن تكذب على الله في صلاتك... بل عندما تقول له في الصلاة: (ومع مبغضي السلام كنت صاحب سلام) اتخذ مبدأ لك تنفذه عمليَّا في حياتك.

مع الذين يثيرون المشاكل، كن صاحب سلام. مع الذين يتكلمون في سيرة الناس، كن صاحب سلام مع الذين يعادونك باطلًا، كن صاحب سلام... وإن كنت مع كل هؤلاء تتصرف كلمة تسيء إلى علاقة إنسان بشخص آخر... ولا تفسر تصرفات الناس.

وأقوالهم تفسيرا يفسد العلاقات... وإن وجدت بابا مفتوحا للصلح، فلا تعمل على إغلاقه، ولا تعقد الأمور...

وإن كنت مع مبغضي السلام صاحب سلام، فمن باب أولى كن مع المسالمين مسالمًا.

لا تستغل طيبة إنسان وتواضعه لتشتد عليه، وتتعالى، فتضيع السلام الذي بينكما.

وطوبى لصانعي السلام، فإنهم أبناء الله يدعون.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/contemplations-vespers/i-am-for-peace.html

تقصير الرابط:
tak.la/mcn2ppj