St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   calmness
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الهدوء - البابا شنوده الثالث

38- هدوء الأديرة

 

الأديرة:

 

وآباء البرية كانوا يعيشون في هدوء البرية. وهكذا عاشوا هادئين.

لا توجد أسباب خارجية تثيرهم أو تزعجهم. لذلك كانت نفسياتهم هادئة، ولهم هدوء في الفكر والقلب، وطول أناة في معالجة الأمور. وكانوا يقدمون نصائح هادئة لمن يسترشد بهم. ووضعوا أمامهم ذلك المبدأ الرهبانى:

St-Takla.org Image: A monk walking in the monastery - Monks and people at Saint Paul Coptic Orthodox Monastery, Red Sea, Egypt (image 13) - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org - July 2010. صورة في موقع الأنبا تكلا: راهب يمشي في الدير - رهبان وأشخاص من دير الأنبا بولا، البحر الأحمر، مصر (صورة 13) - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت - يوليو 2010 م.

St-Takla.org Image: A monk walking in the monastery - Monks and people at Saint Paul Coptic Orthodox Monastery, Red Sea, Egypt (image 13) - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org - July 2010.

صورة في موقع الأنبا تكلا: راهب يمشي في الدير - رهبان وأشخاص من دير الأنبا بولا، البحر الأحمر، مصر (صورة 13) - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت - يوليو 2010 م.

بهدوء الجسد نقتنى هدوء النفس.

والذي ما كان يجد هدوءًا كافيًا في المجامع الرهبانية، كان يلجأ إلى حياة الوحدة في سكنى الجبال والمغرات، ويحيا بحواس خادئة ومشاعر هادئة. وهكذا فإن بعض الاباء يسمون حياة الرهبنة [حياة السكون]..

وكان الآباء بفضلون هدوء الليل على ضجيج النهار.

وتكون صلواتهم في الليل الهادئ، أكثر عمقًا وتأملًا مما في النهار الصاخب. حتى أن مار أسحق يقول: [الليل مفروز لعمل الصلاة]. ويقول المرتل في المزمور: "في الليالى إرفعوا أيديكم أيها القديسون وباركوا الرب.." (مز 134).

وأتذكر أننى كتبت في مذكرتى في إحدى الليالى، وأنا في مغارتي في الجبل (ربما سنة 1960) البيتين الآتيين:

سكون الليل موسيقى         وأسرار تهامسني

وصوت الريح في رفقٍ         يصب اللحن في أذني

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

وللأسف فإن بعض المدن أفسدت هدوء الليل.

وجعلت الليل مجالًا لصخب الملاهى والحفلات بكافة مجالاتها وبرامجها وضجيجها... وابعد الليل عن الهدوء وعن الله.

ولذلك فمن أجل الهدوء أقامت الأديرة بيوتًا للخلوة.

يقصدها الشباب لقضاء فترة هادئة للتأمل والصلاة، بعيدًا عن ضوضاء المدينة، وبعيدًا عن الإثارات التي تصعد بالنفس وتهبط. ويأخذون في هذه الفترة شحنة من الهدوء الداخلي، تجدد قواهم الروحية، وتمنحهم لونًا من الحصانة القلبية:

المهم أن هؤلاء الذين يقصدون الأديرة للهدوء، لا يُفْقِدُون الأديرة هدوءها.

فتكون الزيارة لا لمجرد تغيير الجو، ولا لمجرد التبرك بالأماكن المقدسة، إنما بالأكثر للإستفادة الروحية، وقضاء الوقت في صلاة وقراءة وتأمل وفحص للنفس. ويستحسن أن يكون وحده، فلا يأتي مع مجموعة يقضى الوقت معها في نقاش وكلام.

وبالمنهج الروحي يستفيد زائر الدير، ولا يعكر هدوء الدير.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/calmness/monasteries.html

تقصير الرابط:
tak.la/fayr2m2