St-Takla.org  >   books  >   maurice-tawadrous  >   holy-spirit-to-serapion
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الرسائل عن الروح القدس إلى الأسقف سرابيون للقديس أثناسيوس الرسولي - موريس تاوضروس، نصحي عبد الشهيد

44- الله واحد: الابن إله حقيقي مثل الآب، لأنه هو في الآب والآب فيه

 

St-Takla.org Image: Our Lord Jesus Christ, white marble relief (image 1) - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023. صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد يسوع المسيح، فن نافر بالرخام الأبيض (صورة 1) - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

St-Takla.org Image: Our Lord Jesus Christ, white marble relief (image 1) - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023.

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد يسوع المسيح، فن نافر بالرخام الأبيض (صورة 1) - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

(4)

وأيضًا، فإن كل الأشياء المخلوقة لم تكن موجودة، ثم صارت موجودة. لأنه “صنع الأرض من لا شيء” (أش 40: 23)[س]، و”يدعو الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة” (رو 4: 17)، وهي أيضًا “مصنوعات” ومخلوقات ومن أجل ذلك فإن وجودها له بداية(52)، لأنه “في البدء خلق الله السموات والأرض” (تك 1: 1)، وكل ما فيها. وأيضًا “كل هذه صنعتها يدي” (أش 66: 2). لكن الابن هو كائن، وإله على الكل، مثل الابن وهذا ما قد تَبَيَّن. وهو ليس مصنوعًا بل هو صانع. هو ليس مخلوقًا بل هو خالِق وصانِع أعمال الآب. لأنه به “صارت العالمين إلى الوجود” (انظر عب 1: 2)، و”كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما صار” (يو 1: 3). وكما شرح الرسول مُحتوى المزمور، هو نفسه في البدء أَسَّسَ الأرض، والسموات هي عمل يديه. وأيضًا ليس هناك من بين المخلوقات ما هو بالطبيعة إله. كل ما صار في الوجود قد دُعِيَ بحسب ما صاره: أحدها دُعِيَ سماء، وآخر أرضًا، والبعض كواكب، والبعض الآخر نجومًا. والبعض بِحارًا، ثم أعماقًا، ثم حيوانات من ذوات الأربع، وأخيرًا الإنسان. وقبل ذلك الملائكة ورؤساء الملائكة والشاروبيم والسيرافيم والقوات والرئاسات والسلاطين والأرباب، والفردوس، وهكذا يظل كل واحد منها. ولكن إن كان البعض منها قد دُعِيَ آلهة، فذلك ليس بحسب الطبيعة بل بحسب اشتراكها مع الابن، لأنه هكذا أيضًا قال هو نفسه: “إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ” (يو 10: 35). ومن أجل هذا فلأنهم ليسوا آلهة، بالطبيعة، فإن بعضهم قد يعاني التغير(53) في وقت ما، ويسمعون القول “أنا قلت أنكم آلهة وبنو العلي كلكم، لكن مثل الناس تموتون” (مز 81: 6، 7)[س]. هكذا كان ذلك الذي سمع: “أنت إنسان لا إله” (حز 28: 9). أما الابن فهو إله حقيقي مثل الآب، لأنه هو في الآب والآب فيه. وهذا ما كتبه يوحنا كما تَبَيَّن. ويترنم داود: “كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك” (مز 44: 7).

وإشعياء يصرخ: “شعب مصر، وتجارة الكوشيين، والسبئيون ذوو القامة إليك يعبرون، وخلفك يمشون مقيدي الأيدي، ولك يسجدون لأن الله فيك، لأنك إله إسرائيل ونحن لم نعرفك” (أش 45: 14، 15)[س]. فمن هو الإله الذي فيه الله إلا الابن القائل: “أنا في الآب والآب فيَّ” (يو 14: 10).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(52) “وجودها له بداية”: من طبيعة المخلوقات -بعكس طبيعة الابن- أن توجد من العدم. وهذا ما سبق أن كتبه القديس أثناسيوس في المقالة الثانية ضد الأريوسيين حيث يقول: “المخلوقات والمصنوعات وحدها هي التي من المناسب أن يقال عنها أنها من “العدم”، وأنها لم تكون موجودة قبل أن تنشأ” (الترجمة العربية 2: 1 صفحة 9). وانظر أيضًا المقالة الأولى حيث يقول: “أما أن كانوا يبحثون الأمر بفضول وحب استطلاع قائلين لماذا لا يخلق الله على الدوام وهو القادر أن يخلق دائمًا، فليسمعوا، أنه بالرغم من أن الله له القدرة على الدوام أن يخلق إلا أنه ليس في استطاعة المخلوقات أن تكون أزلية لأن هذه المخلوقات وجدت من العدم، ولم تكن موجودة قبل أن تخلق، فكيف يمكن إذن لهذه المخلوقات التي لم تكن موجودة قبل أن تخلق، أن تكون موجودة مع الله الكائن دائمًا، أما الابن -فلكونه غير مخلوق بل هو من ذات جوهر الآب- فإنه كائن دائمًا” (الترجمة العربية 1: 29 ص 60، 61).

(53) “يعانون التغير”: أي لأنها كائنات ليست بطبيعتها آلهة، فإنها قابلة للتغير. هذه العبارة لا أهمية خاصة إذ توضح أن أثناسيوس كان يعتبر أن الـTheopoisis (ثيئوبييسيس) أي “يؤله أو يجعله إلهًا”، ليس فقط نعمة خاصة بالدهر الآتي بل تبدأ منذ الآن. ويتضح هذا من أن أثناسيوس يطابق بين Theopoisis و(Hiopoisis) (ايوبييسيس) “أي يجعله ابنًا” في C. Ar. III -19. إذ يعتبر الأخيرة (البنوة) بكل وضوح أنها ملكية نحصل عليها منذ الوقت الحاضر (انظر Ad. Episc. 1).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/god-is-one.html

تقصير الرابط:
tak.la/jvmv2t5